حضر سماحة السيد مرتضى الشيرازي مسؤول المؤسسة
العالمية في واشنطن الحفل التأبيني الذي أقامته جامعة أهل البيت في
كربلاء المقدسة لمناسبة ذكرى اليوم السابع لشهداء الطف، وألقى كلمة
قيمة فيها أكد خلاها على جملة من المسائل المهمة المتعلقة بالدين
والسياسة ومسؤولية الإنسان المسلم.. وجاء في جانب من كلمة سماحة السيد
مرتضى الشيرازي: ( إقامة الدين تعني التعددية ، وتعني الأمة الواحدة،
والأخوّة،وتعني العدل والإحسان) وأشار في جوانب أخرى إلى الأبعاد
الحضارية والإنسانية للإسلام مؤكدا على ضرورة التعريف بتلك الأبعاد
وإبراز الوجه المشرق لهذا الدين السماوي العظيم قائلاً: ( هناك نوع من
التشويش والضبابية وسوء الفهم في معرفة الإسلام لدى البعض )، منوهاً
على أن الكثير من الناس في العالم لم يتسن لهم معرفة الإسلام على
حقيقته، ولو عرفوه لاتبعوه نظراً لما فيه من قيم إنسانية عظيمة..
ثم عرج على الدستور المؤقت الذي تم التوقيع عليه في
بغداد مشدداً على أنه كان من الواجب أن يبنى على أسس الشريعة الإسلامية
السمحاء، لأن الإسلام هو الضمان الأقوى لسيادة العدل والحق وحقوق
الإنسان، مستشهداً بكلام الرسول الكريم (ص): ( من آذى ذمياً فقد آذاني).
ويضيف السيد الشيرازي قائلاً:( هل يوجد تعبير أقوى
وأوضح من هذا لضمان حقوق الأقليات الدينية، فالذي يؤذي رسول الله إنما
آذى الله تعالى) ثم يستشهد بحديث شريف آخر: ( من آذى ذمياً فأنا خصمه)..
وأضاف: ( حين كان رسول الله خليفة للمسلمين جاءته
ذات يوم امرأة تشكو من وال له على إحدى المناطق،فأصدر الإمام قراراً
بعزل ذلك الوالي ، فهل يتصور في هكذا نظام أن يوجد فساد إداري)؟..
وفي ختام كلمته أكد السيد مرتضى الشيرازي على أن
الدستور المؤقت كان يحمل من الثغرات الكثير وهو لا يعد المثال المنتظر
بعد سنوات من الاضطهاد السياسي الذي مورس بحق العراقيين ، متسائلاً عن
مدى مناسبة هذا القانون لحجم التضحيات التي قدمها العراقيون على طريق
التحرر والانعتاق من العبودية، منوهاً إلى أن الطلبة الجامعيين والنخب
الثقافية في المجتمع العراقي عليهم أخذ زمام المبادرة والعمل بوعي وحرص
وإخلاص من أجل تسليط الضوء على الأخطاء وكشفها قبل أن تصبح أمراً واقعاً
يصعب التخلص منه.
 |