على خلفية التفجيرات الدامية التي وقعت في كربلاء
المقدسة توجهت النبأ بجملة من الأسئلة تتردد في شارع المدينة وتدور في
أذهان الناس فيها ...
هل اتخذ جهاز شرطة كربلاء كل الإجراءات اللازمة
لمواجهة ما حدث؟
وماهي نتائج التحقيقات بعد اعتقال أكثر من (15) شخص،
وإلى أي جهة ينتمي هؤلاء ؟؟
وما حقيقة ماتناقلته وسائل الأنباء من أن شرطة
كربلاء اعتقلت شخصا هم بتفجير نفسه؟
هذه الأسئلة وغيرها توجهت بها النبأ للسيد رحمن
مشاوي مدير إعلام قيادة شرطة كربلاء فكان اللقاء التالي...
النبأ: ماهي استعداداتكم التي سبقت
عاشوراء؟
ــ قبل أكثر من شهرين بدأت استعدادات شرطة كربلاء
لوضع خطة أمنية آخذة بنظر الاعتبار خصوصية مدينة كربلاء في مثل هذه
المناسبة..بصراحة عملنا على تهيئة كل طاقاتنا، المادية والبشرية، وكما
هو معلوم فإن طاقاتنا محدودة من ناحية العدد والتجهيز..
كل قيادة الشرطة في كربلاء يبلغ عددها 5000 منتسب،
ومن أجل الوصول إلى نتائج مرضية قمنا بالتعاون مع الحركات السياسية
والدينية ومع الحوزة العلمية... وفي الخامس من محرم طبقنا الدرجات
القصوى من الإنذار، فأغلقنا جميع المداخل الرئيسية والفرعية وضربنا
طوقاً أمنياً حول المدينة، ولكن يجب أن لا نغفل أن العدد الذي يزور
كربلاء المقدسة في هذه الفترة من السنة هو عدد ضخم جداً، وقد تجاوز هذا
العام(3) ملايين زائر...هذه المسألة استغلها الإرهابيون ونفذوا من
خلالها إلى الحشود، وهي على كل حال لحظات ينشغل فيها المؤمنون بأداء
شعائرهم الدينية، وربما تضعف عندهم حالة التحسب الأمني أو الترقب، حيث
لا يمكن أن يلتفت كل شخص لما يلبس الآخر أو ما ينوي القيام به..
نحن مطمئنون إلى أن الإرهابيين لم يدخلوا بسيارات،
ولكن ربما دخلوا بحقائب مفخخة أو أحزمة ناسفة.. كانت نية الإرهابيين
الدخول إلى الأضرحة، ولكن الحواجز الأمنية الموجودة جعلتهم يفجرون
أنفسهم خارجها..
النبأ: هناك رأي يقول باحتمال دخول
الإرهابيين إلى مدينة كربلاء المقدسة قبل شهر محرم الحرام، بما ذا
تعلقون على هذا الرأي؟
ـــ التحقيقات جارية إلى الآن، ولا بد أننا سنعرف
لاحقاً كيف دخلوا ومتى.
ولكن المهم هو أن هؤلاء قد دخلوا ونفذوا أهدافهم أو
بعضها...نحن قد طلبنا من أصحاب البيوت والفنادق والمواطنين التعاون
معنا.. في كل الأحوال كان يفترض بالمواطنين الكرام أن يكونوا أكثر حذراً
وأن يتعاونوا معنا.. لقد كان هناك خلل ما. ولكن مع ذلك فالشيء الرائع
هو أن الناس أكملوا شعائرهم وتحدوا الخوف الذي حاول الإرهابيون زرعه.
النبأ: ما هي الآلية التي استخدما
الإرهابيون في تنفيذ مخططهم؟
ـــ هي مجموعة من التفجيرات وقعت في باب بغداد، أو
بالضبط هي تسعة انفجارات، بعضها انتحاري بينما البعض الآخر تفجيرات
بواسطة صواعق، وقد استخدمت العربات في بعضها..
النبأ: نقلت وكالات الأنباء أنكم
ألقيتم القبض على بعض الأشخاص لهم صلة بالتفجيرات، فما مدى صحة هذا
الخبر؟
ــ ألقينا القبض على مشتبه به واحد أدلى بمعلومات
مهمة، وعلى أربعة عشر آخرين، وتوصلنا إلى قنا عات معينة..
النبأ: ماهي القنا عات التي توصلتم
إليها.. من هم أولئك الذين يقتلون العراقيين بهذه الطريقة؟
ــ دعني أسألك.. أنت ماذا ترى.. من هم القتلة برأيك؟
النبأ: نحن نريد أن نعرف ما توصلتم
إليه.. ومع ذلك فهناك الكثير من العراقيين يرون أن جهات أجنبية تقف
وراء أعمال إجرامية كهذه..
ــ أكيد هناك جهات سلفية إرهابية، وأخرى لا يخدمها
استقرار العراق والقاعدة من بين هؤلاء حتماً..
النبأ: أنتم ألقيتم القبض على
مجموعة أشخاص، فهل كان بينهم إرهابيون من تنظيم القاعدة؟
ـــ هناك رؤوس خيوط توصلنا إليها ولكن ليس بإمكاننا
كشف ما توصلنا إليه..
النبأ: هل بين المعتقلين عرب؟
ــ هناك عراقيين وعرب وأشخاص يحملون جنسية إيرانية.
النبأ: هل لهم صلة بالحادث؟
ــ التحقيقات مستمرة!
النبأ: ما رأيكم بما نُشر على
الانترنيت من صور وتقارير تقول أنكم ألقيتم القبض على شخص حاول تفجير
نفسه الخميس الماضي؟
ــ من التقط الصورة ومن نشرها؟
النبأ: لا نعلم ولكنها موجودة في
بعض المواقع.
ــ لا أستطيع نفي الخبر أو تأكيده طالما أن الصورة
لم تلتقطها عدسة رجال الشرطة!!
النبأ: حين تحجمون عن نشر بعض ما
توصلتم إليه، وعدد الذين ألقيتم القبض عليهم، فهذا الأمر ربما يسهم في
إشاعة الرعب، سيما والناس يسمعون من هنا وهناك أنه ألقي القبض على مصري
أو سوداني أو سعودي..
ــ بالعكس على الناس أن يطمئنوا حين يسمعون بمثل
هذه الأخبار!
النبأ: لو صرح جهاز الشرطة علناً
أنه تم إلقاء القبض على مجرمين إرهابيين، لكان الأمر كما تفضلت به،
ولكن حين تكون هناك إشاعة فقط فالأمر مختلف..
ــ نحن نمسك هؤلاء ولكنهم يُحولون إلى قوات التحالف،
فالتحقيق يجري هناك!
النبأ: هل قوات التحالف جديرة
بالتعامل مع الملف الأمني؟
ــ نعم ، سيما وأن هناك لجنة مشتركة فيها عراقيون..
التحقيق الأولي نحن نقوم به.. نحن أمسكنا بأكثر من
(15) شخص..
النبأ: هل كانت لهم علاقة
بالتفجيرات؟
ــ نعم ،أحدهم اعتقل بين حشود الزوار..وآخر هو الذي
دفع العربة باتجاه الحشود قبل أن تنفجر..بين الذين اعتقلناهم مجموعة
لديهم تطرف ديني، ,استطيع القول أنهم من تنظيمات القاعدة..
النبأ: هذه الأعمال يبدو أنها لا
تنتهي ،فهل أنتم مستعدون لمواجهة هجمات جديدة بالاستفادة من التجارب
المريرة التي حدثت؟
ــ قيادة الشرطة في كربلاء المقدسة وضعت كل
إمكاناتها الممكنة لمنع هذه الحوادث، ولكن الأمر صعب جداً فهناك جموع
غفيرة من الزوار، فهل من الممكن أن نفتش كل هؤلاء؟
نحن نحتاج لتضافر جهود الجميع معنا، سيما وأن
الإرهابيين يتحركون في أوساط الناس ويتجنبون الشرطة..
النبأ: قلتم أن هناك مشاكل يعاني
منها جهاز الشرطة.. ماهي تلك المشاكل؟
ــ نحتاج إلى مضاعفة عدد رجال الشرطة، وتطوير
أسلحتهم، ونتمنى أن ينتقل الملف الأمني بأيدينا كي يكون الوضع أفضل
فالعراقيون أعرف من غيرهم بهذه.. |