أبرز ما أوضحه نائب وزير الخارجية الأمريكي أن
عملية الإصلاح تحتاج إلى تنفيذ، وان الشيء المهم في هذا الخصوص، هو بدء
العملية الإصلاحية والتحرك نحو الإصلاح في المنطقة موضحاً إن مبادرة
الشراكة الأمريكية المتوسطية تهدف أساساً إلى دعم الإصلاحات مشدداً على
ضرورة أن يفهم الناس أن الجهود الأمريكية الهادفة إلى الإصلاح ليست
بديلاً عن جهودها في عملية السلام، وحول لقاءه ممثلي منظمات المجتمع
المدني قال أنه يتطلب ترتيب مثل هذه اللقاءات في كل دولة يزورها
لاعتقادها بأهمية دور هذه المنظمات جنب إلى جنب مع دور الحكومات خصوصاً
أنها تلعب دوراً مهماً جداً في العالم الحديث في ما يتعلق بالديمقراطية
مضيفاً أنه يجب الاستماع إلى كل وجهات النظر، وعن الدور التركي في
مشروع الشرق الأوسط الكبير قال غروسمان: إن تركيا دولة ديمقراطية
وإسلامية وذات صلات مع الغرب ومع بقية العالم وطورت مجتمعاتها وأعطت
حقوقاً إلى مواطنيها وأريد أن أستمع إلى نصائحها، ونقول للسيد عزوسمان
إن العرب.. يربطون النصيحة بالجمل، وهذا ما يستدعي المستر عزوسمان إلى
مراجعة نقدية لخطة زيارته للمنطقة لأن الجمل مرتبط عندهم ليس لديهم لا
ناقة ولا جمل).
موضحاً أن أسباب زيارته لمصر ضمن جولته في
المنطقة، هو إجراء مشاورات وتبادل الأفكار والاستماع إلى الأفكار
المصرية في شأن السبل الأفضل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم
عملية الإصلاح والتحول والديمقراطية والحرية التي تجري في المنطقة وقال
في لهجة تحذيرية: عندما يفقد الناس الأمل والإحساس بالكرامة وعندما لا
يرون أن عملية التحديث ستأتي لهم بما يحتاجونه من سلام ورخاء وحرية،
فإن ذلك يقود إلى التطرف وهو ما نعاني من تبعاته فيما علق وزير
الخارجية المصرية أحمد ماهر الذي أعلن أن مصر لم تنتظر أن يرشدها أحد؟!!
في عملية الإصلاح التي يقوم بها الرئيس حسني مبارك، وعلق ماهر على قول
عزوسمان إن على الدول العربية ألا تنتظر حل القضية الفلسطينية لتبدأ
بالإصلاح قال.. موقف مصر الواضح هو أن أحد العوائق الأساسية أمام
عمليات الإصلاح؟! هو استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
وعلى الشعوب العربية؟! فيما أشار عزوسمان إن الأمريكيين يتحلون بالصبر؟!!
وقال عزوسمان أنه طمأن ماهر إلى أن الإصلاح ليس بديلاً بأي حال عن جهود
الولايات المتحدة الخاصة بإحلال السلام بين إسرائيل وجيرانها
الفلسطينيين؟!1 إنما يعد أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة
الأمريكية.
جاء إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على أنها
تمتلك صورة بانادرامية للواقع العربي، لتضع كالعادة العرب وأقصد
المسؤولين العرب على عدة مواقف.. حيث أشار نائب وزير الخارجية
الأمريكية للشؤون السياسية مارك عزوسمان، إلى عدم نية الولايات المتحدة
بفرض مشاريع من الخارج، مع إصرار الإدارة الأمريكية على الإصلاح في
المنطقة وفق رؤيتها للإصلاح المسمى الشرق الأوسط الكبير كما حذر
عزوسمان من التأخر في الإصلاح قائلاً: إن واشنطن تعتبر نقل الحوار حول
الإصلاح إلى مرحلة ثانية أمراً بالغ الأهمية يذكر أن عزوسمان قد التقى
مجموعة من المثقفين والناشطين المصريين ورد على استفسارات مصرية إلى
جانب تساؤلات عدد من المثقفين والمفكرين والنشاطين في منظمات المجتمع
المدني، مؤكداً أهمية الأدوار التي يمكن أن يضطلعوا بها في عملية
الإصلاح، وأبرز ما قاله عزوسمان إن من غير العدل انتظار الحكومات
العربية حل القضية الفلسطينية لتبدأ بالإصلاح، محذراً من تبعات التطرف
الناتج من تأجيله، وإن حديث بلاده عن الإصلاح وأهميته ليس بالأمر
الجديد تماماً، مشيراً إلى أهمية وضرورة الإصلاح من داخل المنطقة،
مبدياً استعداد بلاده للمساعدة في ذلك وقال لا بد من إدراك أن دول
المنطقة مختلف عن بعضها وأن لكل منها خصوصيتها.
aboalibassam@gawab.com |