بعد غيابٍ طال أكثر من ثلاثة عقود ونصف عاشها
العراق بأحيائه وأمواته ومقدساته ورموزه في ظل النظام العفلقي البغيض،
عادت المقبرة الشيرازية المطهرة إلى أحضان أبنائها الأكارم ومحبيها
الأعزاء، وذلك من بعد افتتاحها في ظهر يوم الجمعة الواقع في الثلاثين
من شهر كانون الثاني لسنة 2004م والمصادف للثامن من شهر ذي الحجة
الحرام لسنة 1424هـ
وقد تم افتتاح المقبرة في ظل مشاعر غامرة اختلطت
فيها معاني الحزن والأسى على ساكني هذه البقعة المطهرة من أولئك
العلماء العظام والقادة الأعزاء الذين تشرف تاريخ العراق بكتابة
بطولاتهم ومآثرهم وأمجادهم. والابتهاج والفرح بما قرت به أعين الأبناء
والمحبين والمخلصين بزيارة ورؤية تلك المشاهد الإيمانية والجهادية
والعلمية والوطنية العظيمة، وما رافق ذلك من تعالي الأصوات بحمد الله
تعالى والشكر له والصلوات المباركات والتامات على محمد وآل محمد (عليهم
الصلاة السلام) وبحضور حاشد ومبارك من أهالي كربلاء المقدسة الذين
حرموا من هذه المشاهد الشريفة، إبان عقود الظلم البائد.
شارك في حفل الافتتاح سماحة الشيخ
الحائري مدير مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف) في مدينة كربلاء المقدسة وأعضاء
المكتب وعدداً من الشخصيات الدينية أبرزها سماحة العلامة السيد محمد
علي القزويني نجل سماحة
آية الله السيد كاظم القزويني وأصحاب
الهيئات الحسينية ووجهاء العشائر والشخصيات الاجتماعية في مدينة كربلاء
المقدسة.
كما حضر الحفل السيد جعفر أبو لحية (أمين
المقبرة) والسيد نوري العطار كممثلين للجنة الإدارية للروضة الحسينية
المقدسة، والسيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة لممثلية الإمام
الشيرازي.
وبعد قراءة سورة الفاتحة من قبل الحضور أقيم
مجلس عزاء ارتقى المنبر فيه سماحة الشيخ علاء الكمالي (دام عزه).
وتيمناً واحتفاءً بهذه المناسبة العطرة وزعت
الحلوى وأنشدت القصائد الشعرية التي تناولت الأسرة الشيرازية الكريمة
ومواقفهم الكبيرة التي سطر من خلالها شعب العراق صفحات عز ومجد وكرامة.
وقد تهافتت عند الافتتاح جماهير المؤمنين على
زيارة قبور الصالحين وفي مقدمتهم قبر المجدد الكبير الإمام السيد
الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره) وقراءة سورة الفاتحة إلى روحه الطاهرة
وأرواح بقية العلماء الأبرار من الأسرة الشيرازية الشريفة.
 
 
 
  |