بدأت سفينة الاستكشاف الفضائية سبيريت مهمتها
العلمية فوق سطح المريخ بتحريك ذراعها الآلي لالتقاط أول صور
ميكروسكوبية لسطح الكوكب الأحمر منذ هبوطها قبل 14 يوما.
وقال العلماء إن صورة منفصلة لآثار العجلات الست
للمركبة سبيريت -في أول جولة لها على سطح المريخ قبل يوم- أظهرت علامات
مثيرة لتربة دقيقة وقشرة رقيقة من التراب قد تكون دليلا على هبوط
المركبة في قاع بحيرة قديمة.
وظهرت آثار عجلات سبيريت على الرمال كبصمات يد
لتريح العلماء الذين قالوا إن الأرض تبدو صالحة لحركة المركبة.
وقال مدير المهمة مارك ألد -في إفادة صحفية بعد
مرور اليوم الـ 13 للمهمة بتوقيت المريخ- إن سبيريت بدأت مهمتها اليوم،
وأضاف "قبل نحو سبع ساعات استخدمنا الذراع للمرة الأولى. وضعنا الذراع
أمام المركبة وحركنا آلة التصوير الميكروسكوبية فوق التربة والتقطنا
أول صور ميكروسكوبية لسطح كوكب آخر".
وكانت سبيريت قد اختبرت ذراعها الآلي بعد الهبوط
لكنها انتظرت حتى خروجها من منصة الهبوط الخميس الماضي لبدء استخدامها.
وأظهرت أول صور باللونين الأبيض والأسود -تشمل صورا
لمركبة مجسمة تبدو حقيقية عند النظر إليها عبر نظارات للرؤية الثلاثية
الأبعاد- سطحا مستويا دقيق الحبيبات تتناثر فوقه حفر هنا وهناك.
وقال رئيس علوم الكاميرات كين هيركنهوف إن الجسيمات
الدقيقة بدت متماسكة. وكانت بعض الحبيبات صغيرة جدا بالنسبة لرؤية
الكاميرا التي يمكنها التركيز على ذرة ملح. وأوضح أن الصورة تشير إلى
وجود قشرة دقيقة من التربة فوق السطح.
ويتلهف العلماء للتأكد من ذلك واختبار لماذا تتماسك
حبيبات التربة إذ إن أحد التفسيرات قد يكون أن الماء تدفق فوق الرمال
ثم تبخر ليكون قشرة مثل تلك الموجودة على الشواطئ.
وكانت السفينة قد تم إنزالها من على مركبة الهبوط
من ارتفاع عشرة أقدام في واحدة من أخطر مراحل المهمة، واضطر مراقبو
المهمة على الأرض إلى تعديل اتجاه سبيريت 115 درجة حتى تتمكن من
الانزلاق من على مركبة الهبوط بعد أن واجهت صعوبات بسبب خلل في وسادات
امتصاص الصدمات.
ومن المقرر أن تقوم سبيريت بتجارب مشتركة مع سفن
فضاء أميركية وأوروبية تدور حول الكوكب. وقد خططت وكالة الفضاء
الأميركية (ناسا) بأن تبدأ سبيريت في التحرك قبل توأمها "أوبرتيونيتي"
الذي يفترض أن يهبط على الجانب الآخر من المريخ يوم 24 من الشهر الجاري.
وتهدف جولة سبيريت إلى فحص الصخور والأحجار والتربة
على المريخ بحثا عن أي آثار للماء. وترسل سبيريت منذ أسبوع صورا أظهرت
تضاريس قاحلة، وتتوجه المركبة حاليا إلى أخدود نجم عن اصطدام نيزك بسطح
المريخ يعتقد العلماء أنه المكان الأمثل للبحث عن أي مكامن صخرية قد
تحتوي الماء، مما قد يساعد في معرفة ما إذا كانت الحياة قد وجدت في يوم
من الأيام على المريخ أم لا.
وفي وقت سابق قال علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)
إن مركبة الفضاء سبيريت أرسلت صورة بانورامية دقيقة لصخور مهشمة وتراب
لزج، في إشارة أخرى إلى احتمال وجود مياه على سطح المريخ.
وأضافوا أن الصور الجديدة كشفت تفاصيل مذهلة عن
وجود مادة تشبه الطمي وصخورا تشبه تلك التي تتشكل في المناطق الباردة
من الأرض.
وأوضح العالم مايكل مالين أن وجود هذه الصخور
المهشمة يشير إلى أن الماء كان موجودا في وقت ما على سطح المريخ، غير
أنه أبان أن تحطم الصخور ربما يكون ناجما بسبب ظاهرة فضائية.
وكشفت كاميرات المركبة أيضا عن وجود طبقة من التربة
ذات لون أكثر قتامة تحت طبقة الغبار الأحمر الذي يغطي سطح الكوكب. وبدت
هذه البقعة التي سميت باسم البساط السحري لزجة مثل الطمي رغم أن
العلماء يتشككون فيما إذا كان القوام المتماسك للجزئيات يعني أن التربة
رطبة أم لا. |