قال السفير الإيراني محمد فراز مند إن ما شهده
في البحرين من تفاعل مع حادث الزلزال المدمر
الذي ضرب مدينة بم الإيرانية يوم الجمعة الماضي لا يقل عما سمعه
من تفاعل في بلاده. وأثنى السفير- في مجلس تأبيني أقامته جمعية
أهل البيت عليهم السلام على أرواح ضحايا
الزلزال في مأتم الشهابي بمدينة المحرق – على جهود جميع
الفعاليات البحرينية سواءً الرسمية أو الأهلية قائلاً إن "
تفاعل الأهالي والمواطنين وما شاهدته في
المنامة والمحرق وغيرها فضلاً عن تجاوب الجمعيات
والصناديق الخيرية والجهات الرسمية كل ذلك يستحق التقدير والشكر".
ونبه فراز مند الحضور،
وفي مقدمتهم سعادة محافظ المحرق سلمان بن هندي ورئيس الجمعية سماحة
العلامة الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني ورؤساء المآتم في
المدينة بالإضافة إلى عدد من رؤساء الجمعيات
إلى أن "هنالك دائماً حكمة للابتلاء الإلهي ولعلنا
نقف لحظات مع أنفسنا لنتبصرها" مشيراً إلى أن "شعوب العالم
تجاوزا خلافاتهم وكبروا على تجاذباتهم
السياسية والأيدولوجية ومدوا جميعاً يد العون للمنكوبين
والمتضررين".
ومن جانبه شدد محافظ المحرق على عمق الروابط
التاريخية بين الشعبين البحريني والإيراني،
وقال في كلمة بالمناسبة إن "روابطنا مع الشعب
الإيراني عديدة منها الدين والعقيدة الإسلامية والجوار فضلاً عن
التاريخ الموغل في القدم بين الشعبين".
مؤكداً أن فاجعة الزلزال المدمر "أثرت في الشعب
البحريني وآلمته كما آلمته شخصياً"، وشكر بن هندي مبادرة جمعية
أهل البيت عليهم السلام "بإقامة هذا المجلس
التأبيني" مبدياً استعداد المحافظة لدعم المشروعات
الخيرة التي تقوم بها الجمعية والجمعيات الأخرى خدمة للمواطن
البحريني.
وفي كلمة الجمعية
بالمناسبة أكد العلامة المهتدي على أهمية "وقوف الأمة الإسلامية
مع الشعب الإيراني في هذا المصاب لإيجاد حالة تضامنية تحقق
مشهداً مشرقاً من مشاهد الأخوة الإسلامية".
ودعا رئيس جمعية أهل البيت عليهم السلام إلى "تناسي
الخلافات والحواجز التي تحول قيام الوحدة الإسلامية في واقع
المسلمين".
وحمَّل المهتدي
السفير الإيراني تعازيه باسم الجمعية وأهالي المنطقة وعموم الشعب
البحريني إلى الشعب الإيراني المسلم وإلى قيادة الجمهورية
الإسلامية وعلى رأسها مرشد الثورة سماحة
الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) ورئيس الجمهورية السيد
محمد خاتمي (حفظه الله). كما تناوب عدد من رؤساء المآتم في
المحرق في الوقوف على المنصة لتقديم تعازيهم
في كلمات مقتضبة، ومن بينهم رئيس مأتم الشهابي الحاج
محمد كهزاد، والأستاذ علي عباس العرادي ونجل رئيس مأتم الحاج
عباس العرادي، وعن مأتم وليد الكعبة المحامي
عبدالله السكران، والأستاذ ياسين البناء عن مأتم
البنائين بالإضافة إلى كلمة باسم مأتم الحدادة. كما ألقى رئيس
جمعية الإخاء الأستاذ محمد الشهابي كلمة
باسم الجمعية، في حين شارك الأستاذ طالب المحرقي
بكلمة ألقاها باسم جمعية البحرين الثقافية الاجتماعية ومأتم
الكراتشية.
وختم المجلس - الذي
حضره جملة من الشخصيات الوطنية والعلمائية منهم العلامة السيد
محمد العلوي ورئيس مجلس بلدي المنامة الأستاذ مرتضى بدر
والعلامة الشيخ أحمد العصفور وعضو مجلس
الشورى الحاج عبد الله العصفور- بكلمة لعريف الحفل الشيخ علي
حسن صفر تطرق فيها فلسفة الابتلاء والحكمة الإلهية منها مذكراً
بالحديث الشريف القائل "إنَّ الله إذا أحب
عبداً ابتلاه".
وأشار إلى أن البلاء "ليس خروجاً عن
العدل الإلهي كما يظنه البعض، ولكن الله له حكمة قد تخفى على
الناس".
يذكر أن جمعية أهل
البيت عليهم السلام كانت أصدرت بياناً في اليوم الثاني للزلزال دعت
فيه إلى تنظيم حملات إغاثة للشعب الإيراني المنكوب.
وحثت الجمعية في البيان
"أهل بحريننا المعطائة وقيادته الرشيدة على مدِّ يد العون
والمساعدة لإخوانهم في هذه المحنة حيث سقط
أكثر من مئة ألف بين قتيل وجريح، وفر ضعفهم على وجوههم
في العراء... وهم في أمّس الحاجة إلى الغذاء والدواء والخيام
والبطانيات".
كما دعت إلى "المتابعة
والاهتمام الإعلاميين في كافة القنوات والوسائل بهذا الحدث
لاستشعار معاناة إخوتنا في هذه المحنة". |