تكاد أن تكون النوعية التي تأتي بها الاستكشاف
العلمية والتكنيكية المتجددة باستمرار هي الظاهرة الأولى المحيطة
بالإنسان المعاصر.
أتت العلوم المعاصرة محققة ما فاق بأحيان مخيلات
الإنسان وتطلعه الدائم للعيش الجميل في عالم يلفه الطيب وسحر المناظر
ففي الصحف قديماً كان لنشر خير صغير ينبئ باكتشاف جديد مثاراً في جلسات
الطبقات المثقفة أما اليوم فإن تعليقاً بسيطاً غالباً ما يصدر على
اكتشاف عظيم ذلك أن توالي عشرات وربما مئات أو آلاف المكتشفات سنوياً
وتطوير المتداول منها ما جعل عملية الرواج لأي اكتشاف جديد وكأنه أمر
عادي.
وربما كان ذلك تحت تأثير عامل الزمن الحالي الذي
يمكن وصفه – بصورة مجازية وبدرجة ماء بزمن العلوم و.. التكنولوجيا –
فبعض الناس يكادون لا يصدقون عما يقدمه
الانترنيت من خدمات إعلامية وثقافية ومعلوماتية إلى الطالبي ذلك عنه
والكمبيوتر المكمل أو الأداة التي ينقل له الانترنيت عبر شاشته
الكمبيوترية الصغيرة إمكاناته التكنيكية وتطبيقاته الإلكترونية ما جعل
أن يوصف ذاك بـ(الذكاء الصناعي) وبعض ما يقدمه الكمبيوتر أو الانترنيت
يقترن بأهميات أحياناً تبدو بلا منازع وهناك من يعتقد أن ذلك هو ما جاء
من تحقيق الخيال العلمي الذي كانت قصصه قد دونت في مؤلفات الكتب وعدد
منها تحول إلى أفلام شاهد الجمهور العديد فيها.
لقد عرف الناس ويعرف الآن العديد من المكتشفات
العلمية والتكنيكية المعاصرة وتم إطلاعها على كيفية عمل كل جهاز لكن
أسماء المطوّرين وقبلهم لا أحد يدري لماذا يتم التعتيم عليها بدل
تعريفها للجمهور وربما كانت الإدارات العلمية هي المسؤولة عن ذلك.
ومن عجائب ما أتى به العقل العلمي – التكنيكي
الحديث من استكشاف حديث أن فريقاً علمياً من (جامعة البيركا) الكندية
قد استطاعوا مؤخراً في تطوير طريقة جديدة لتوليد الكهرباء من المياه
عندما تتم ضخها عبر قنوات صغيرة إذ صرح (البروفيسور لاري كوستيوك) من
الجامعة الآنفة: (أصبح توليد الطاقة الكهربائية مباشرة من السوائل
المتدفقة في القنوات الصغيرة حيث ستقدم مصدر نقي للطاقة يمكنه في
النهاية أن يشغل أجهزة صغيرة مثل (الهاتف المحمول) بواسطة بطاريات
كهربائية معدة أساساً من طاقة حركة السوائل، وهذا ويتردد الآن أن هذه
الطريقة هي الأولى من نوعها لتوليد الكهرباء بعد أكثر من 150 سنة على
اكتشافه أول مرة، بحسب ما نشرته مجلة معهد الفيزياء، التابع للجامعة
المذكورة ويمكن حصر تفرد هذا الاكتشاف العلمي – التكنيكي بكون العلماء
استطاعوا عبره من تطوير كتلة زجاجية يصل قطرها لحد سنتمترين فقط وسمك
لا يتجاوز الثلاث ملليمترات لكنها تحتوي على 400 ألف إلى 500 ألف قناة
فردية يمكن توليد الطاقة الكهربائية منها والمثير أكثر في هذا الاختراع
أن تطبيقات الإلكترونيات وأجهزة الميكرو والإلكترونيات مثيرة للغاية.
وفي مصر نجح الباحث الدكتور عبد اللطيف طه حسبما
نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) ذلك مؤخراً في إنتاج نوعيات من (الحرير
الصناعي) والورق الخفيف أو السميك (الكارتون) وبطرق غير تقليدية بعد
اعتماده على أنواع مختلفة من الخشب الممزوج بالسليلوز المستخرج أساساً
من قشر الأرز وكان الباحث قد توصل إلى هذه التركيبة بعد إجراءات
معاملات كيميائية راعت تغيير ظروف التفاعل ومدته والأوعية المستخدمة
ويمتاز هذا الاكتشاف برخص ثمنه علماً أن تحويل قشر الأرز إلى لب خشب
وسليلوز وورق وكارتون وحرير صناعي في مصر بات من الأمور الذي تتحدث
عنها الأوساط المصرية بشغف وتندر ومن يدي فربما أستطاع أحد العلماء
يوماً أن يكون الذهب من حبات البطاطا!
ومن معجزات العلم والتكنولوجيا ما تناقلته
الأخبار الحديثة من أن جسراً مائياً (معلقاً وعملاقاً ينقل سفن كبيرة
بين قناتين ويسهل الحركة بين مدن أوربية قد توصل إليه العقل العلمي في
ألمانيا ويعد من المعجزات حقاً في عالم التقنية المعاصرة والجسر قد
أطلق عليه اسم – جسر ماغربورغ الذي تم افتتاحه مؤخراً هذا وبلغت كلفة
الجسر الذي يعتبر معجزة نحو (2.3 مليار يورو) وإن الجسر بُني بتقنية
خاصة مقاومة للهزات الأرضية، وتم تنفيذ ذلك من خلال (اجلاس) الجسر على
كتل خرسانية مسلحة بالفولاذ تحتوي على نوابض هائلة لامتصاص الصدمات
تشبه نوابض امتصاص السيارات في عجلات السيارات وترتفع النوابض مساحة
(15) متراً عن سطح الماء.
هذا كما أستطاع العلماء الأمريكان من اكتشاف أول
طائرة تعمل بأشعة الليزر وذلك بعد مرور قرابة قرن على تحليق أول طائرة
تعمل بالوقود لكن وزن الطائرة المقدمة كنموذج أولي يبلغ 300 جرام ولا
يتجاوز طولها 1.5 متراً وسيساعد عدم وجود خزان للوقود على الطائرة في
إيجاد فراغ يمكن ملؤه بالمعدات التكنولوجية وأجهزة الاتصالات ويقول
مصدر علمي في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إن هذا الطراز من الطائرات
يمكن استخدامه في عمليات المراقبة والاتصالات. |