يتطلع المجتمع الدولي برمته إلى ما سيؤول إليه
مستقبل ولو بدرجة أقل قليلاً من متابعة ذلك عن الشعب العراقي بوقت بدأت
حالات الاستقرار للعراق والشروع بإعادة بناء البلاد تأخذ مداها ولم يبق
أمام الفريق السياسي لحكم صدام إلا طمّ عارهم لما أبدوه من عداء
للإنسان العراقي وما اقترفوه بحقه من مظالم لا يصدقها العقل بسهولة.
فما.. أن الموالين لصدام وشراذم فريقه السياسي
الخونة وبعد أن فشلوا في القضاء على صوت الشعب العراقي عبر محاولة
إسكاته جراء التفجيرات العشوائية في الأماكن العامة التي يتواجد فيها
الناس إن هؤلاء الموالين تفتق لديهم العقل المعادي بأن قامت جماعة منهم
بتلويث مصادر المياه الصالحة في عدد من الأحياء الشعبية داخل مدينة
الموصل من خلال خلط مواد سامة ومواد المشتقات النفطية، وهذا ما أضطر
أحد مسؤولي (مؤسسة مياه الشرب) حسبما أعلن بذلك لجريدة الشرق الأوسط
بأنه تم إعلان ما حدث بهذا الشأن عن طريق وسائل الإعلام لاتخاذ الحذر
وإبلاغ السكان بعدم شرب المياه في ثلاثة أحياء مرة واحدة هي حي
النعمانية والفيصيلة والجزائر بعد أن تم التأكد من تلوثها من قبل لجنة
مختصة.
هذا بوقت تم فيه تعيين أعداد ليست قليلة من
ميليشيا عراقية تنحدر من (5) خمسة أحزاب مؤتلفة في مجلس الحكم
الانتقالي لمواجهة الوضع الأمني داخل العراق وتزامن ذلك مع إصدار قرار
بجمع الأسلحة ملحقاتها من العراقيين إذاعته وسائل الإعلام العراقية
المحلية باسم الحاكم المدني الأمريكي للعراق (بول برايمر).
وإذ أكدت الأخبار القريبة من المحاور المتعددة
في مجلس الحكم الانتقالي أن المجلس يشهد أفضل حالات الانسجام بين
أعضاؤه وجهاته المتمثلة برؤساء الأحزاب المؤتلفة في المجلس التي قررت
مجتمعة أن يكون لها الدور الرئيسي المحض في ملاحقة عناصر صدام ومن
يتبعه من فريقه السياسي الشيطاني وفقاً لمخطط ليس من اليسير أن يفلت
منه أي مجرم سياسي داخل العراق ممن سولت لهم أنفسهم وعاثوا تخريباً
للبلاد وإرهاباً للناس.
وفي ظل وصول المناوشات العسكرية إلى نهاياتها
تقريباً بين قوى التحالف من جهة ومرتزقة صدام الإرهابيين الذين بدأت
الأرض تضيق تحت أقدامهم. فإن مبدأ الرجوع إلى الشعب العراقي مبدأ أخذ
يأخذ مفعوله في العراق ولم يعد من المنطق بذل كثيراً من القلق على مصير
الفرد والمجتمع في العراق.
إن تظاهرات الجماهير العراقية التي حدثت مؤخراً
والتي رفعت شعارات التنديد بالعمليات الإرهابية التي يقوم بها مرتزقة
صدام وفريقه السياسي المطعمون بعناصر عروبية مزيفة وجاهلة هي مسألة
تدعو إلى التأييد وضرورة أن تشفع بمؤازرة أرواح المواطنين العراقيين من
خلال كافة العراقيين السياسيين المؤتلفين من تجمع مجلس الحكم الانتقالي
فالعراق لم يعد لخونة الشعب من فريق صدام السياسي وامتداداته العروبية
المزيفة المشاركون في قتل الشعب العراقي وإزهاق أرواح أبنائه الأبرياء
من الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين غير السياسيين الحادثة جراء
التفجيرات الإرهابية العشوائية واللامسؤولة التي يأمر بها المطلوب لحكم
العدالة المجرم صدام.
إن ضحايا العراق من المواطنين الأبرياء هم غالين
على نفس كل العراقيين الغيارى وهؤلاء الضحايا هم شهداء الشعب والوطن
وأن الاستراتيجية اليوم داخل العراق تتجه نحو الأفضل رغم كل المنغصات
الحادثة جراء سقوط الدولة ومؤسساتها الفاشية في نيسان 2003م الماضي
ويمكن التنويه أن هذه الاستراتيجية أصبحت تلمس بأكثر من ميدان وبعيداً
عما سببته الحرب الأخيرة التي دارت رحاها في العراق وما سبقها من
التأثير المدمر للعقوبات الاقتصادية على الأوضاع العامة العراقية إلا
أن تفاقم المشاكل داخل البلاد – بصورة عامة – لم تعد بتلك الأهمية التي
كانت تبدو وكأنها في (غرفة العناية الطبية المشددة) إبان الأيام الأولى
التي أعقبت هزيمة الفريق السياسي للحكم الصدامي المنحل. وإن معالم
جديدة بدأت تظهر في الأفق العراقي على أكثر من صعيد وخصوصاً انتظام
دوام الطلبة في المدارس والمعاهد والجامعات وبهذا الصدد يمكن الإشارة
إلى أن الجامعات العراقية اليوم أصبحت تقيم روابط أكاديمية مع بعض
الجامعات العالمية المشهود لها بالتقدم العلمي ويقول خبر سريع تناقلته
بعض مواقع الانترنيت أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المساعدة
على تمويل المبادرات قد أصدرت بياناً في أوائل هذا الشهر كانون الأول
2003م من مقرها في واشنطن ذكرت فيها أنها تتابع الآن إنشاء علاقات
أكاديمية مع مؤسسات التعليم العالي العراقية والجامعات في العراق بما
في ذلك جامعات: الموصل، الأنبار، البصرة، صلاح الدين..
ومن المشاهد التي تدعوا إلى الغبطة في العراق أن
العديد من العراقيين يزدحمون هذه الأيام أمام مراكز التسجيل لأداء
فريضة الحج بعد عدة أسابيع وزيارة قبر نبي الرحمة والإنسانية محمد (ص).
ومن المشاهد الأخرى التي تدعوا إلى لمس الفرحة في عيون العراقيات
المظلومات أنهن بدأن يتسابقن على استرداد ما فاتهن من حرمان أيام العهد
الصدامي المقبور فقد عادت العافية إلى أسواق الذهب في منطقة الكاظمية
وغيرها من مناطق العراق إذ ساهم ارتفاع القدرة الشرائية لفئات عدة من
السكان في زيادة الطلب على المصوغات الذهبية والحلي والمجوهرات.
وهكذا أضحت بشائر الخير تعود إلى أهل العراق
وبدأ مظهر الطريق يبدو نظيفاً ومكنوساً من مرتزقة الإرهاب وسيبدوا
الحال أكثر معناً بمجرد أن يلقى القبض على صدام وبقية فلوله الأعداء
الثابتين للعراق. |