تسعى وزارة وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)
التي مازالت تعارض أرسال قوات أضافية للعراق الى تنفيذ خطط تساعد على
تسريع عمليات تشكيل قوات امن عراقية من أعداد أضافية من الشرطة
وتشكيلات الجيش العراقي على أساس نقل السلطةالأمنية للعراقيين تدريجيا
هو الحل الأمثل ., وتأتي مساعي البنتاغون المتسارعة بهذا الأتجاه وسط
قلق يسود أعضاء الكونغرس ازاء الدعوات الرامية الى تسليم السلطة
الأمنية في العراق بسرعة للعراقيين . وتواجه هذه الدعوات التي يطلقها
ساسة عراقيون ومن بينهم أعضاء في مجلس الحكم رفضا أمريكيا وقلقا أوربيا
وعربيا ,حيث تبرزشكوك كثيرة حول قدرة العراقيين في الوقت الحاضر وقبل
أعداد دستور وأجراء أنتخابات وأنبثاق حكومة منتخبة , على حماية أمنهم.
فكل المؤشرات الآن تعزز تلك المخاوف التي ترى أحتمالات حرب أهلية بين
الطوائف والجماعات المتكارهة لو تركوا لوحدهم يتولون الوضع الأمني وهم
في حالة الضعف هذ ه . كما أن غياب وجود أجهزة أمن وشرطة وجيش بمستوى
الكفاءة المطلوبة لأمن البلاد يزيد من تلك المخاوف والشكوك . وقال وزير
الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ا ان 118 الف عراقي يعملون الان في
جهاز الشرطة العراقية الذي قامت الولايات المتحدة بتدريبه ا ضافة الى
دوريات الحدود وحماية المواقع وقوات الامن الاخرى. وهذه بداية جيدة
تستدعي التفاؤل بأن توفير الأمن بالعراق يمكن أن يسير نحو الأحسن
تدريجيا أذا سارت الأمور كما ينبغي . . وقال رامسفيلد (في النهاية امن
ذلك البلد يجب ان يتولاه الشعب العراقي) مضيفا ان قوات الامن العراقية
الأخرى التي دربتها الولايات المتحدة يجري تشكيلها (بأسرع ما يمكن).
ويتفق عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين بأن عدم
التسرع في التخلي عن المهمة الأمنية للعراقيين هو قرار حكيم في الوقت
الحاضر الى أن،يتم توفير كل القدرات العراقية المؤهلة لتولي الأمن في
العراق , وهذه القدرات مازالت بعيدة عن الواقع ا لان , وهذا ماعبر عنه
بعض أعضاء الكونغرس في جلسة ناقشوا فيها الوضع في العراق , وقال
السناتور جوزيف بيدين الديمقراطي عن ولاية ديلاوير ان قيام عراقيين
بتوفير الامن في بلدهم تحرك جيد في المدي البعيد.وليس الان , و اضاف ان
الامور تحتاج الي وقت ( لبناء قوات فعالة... فأذا تم تدريب الشرطة على
عجل فأن ذلك يجعلها أقل تدريبا وأقل شرعية وسيكون الجيش كذلك أذا تم
أعداده على عجالة. لأن أناطة المسؤولية الأمنية بهم قبل الأوان و وضعهم
في المسؤولية قبل الاوان سيكون بمثابة الفشل ) . وقال السناتور جون
ماكين الجمهوري عن ولاية اريزونا ( أن وضع حمل الامن قبل الاوان على
العراقيين ليس هو الاجابة الجيدة ) مضيفا انه (لا يمكن ان نتوقع من
قوات امن عراقية تم تدريبها علي عجل ان تنجز ما لم تنجح القوات
الامريكية في انجازه وهو هزيمة البعثيين والارهابيين الدوليين داخل
العراق). وقال ماكين (انه عمل غير مسؤول ان تقول ان الامر متروك
للعراقيين تحقيق الانتصار في هذه الحرب. اذا فعلنا ذلك فاننا نكون قد
تخلينا عن المسؤولية التي توليناها بارداتنا عندما تحملنا مسؤولية
تحرير وتحويل هذا البلد من اجلهم هم ومن اجلنا). ويحاول بعض الساسة
العراقيين وكذلك مسؤولون عرب المطالبة المستمرة بتسليم الأمر للعراقيين
دون أن يدركو عواقب ذلك في هذه المرحلة , فهذه الدعوة تتجاهل الوضع
الأجتماعي والسياسي العراقي الذي ينذر دائما بعدم قدرة العراقيين على
الأتفاق وحماية أمنهم في هذه المرحلة الأنتقالية . اما أولئك الذين
يعارضون هذا الرأي فهم أولئك الذين يتطلعون الى عودة حزب البعث وحلفائه
للسلطة , أو اولئك الذين يرددون ذلك نكاية بأمريكا . وقال محللون انه
من اجل أن يستتب الأمن في العراق و تنجح استراتيجية الامن فانه يجب علي
البنتاجون ان يجمع قوات قادرة بسرعة على القضاء على أوكار الأرهاب
والتمرد في العراق دون التخلي عن التدريب والتأهيل المستمر لقوات الأمن
العراقية الجديدة وتكوين جهازأستخبارات قوي من أجل توفير معلومات يومية
مستمرة و التحري عن الخلفيات الأرهابية لمنع تسلل الموالين لصدام حسين
أو الاخرين الذين يشنون الهجمات الأرهابية ضد قوات التحالف . |