تعقد السلطة المدنية التي تقودها الولايات المتحدة
في العراق مؤتمرين في واشنطن ولندن في الاســبوع المقبل فيما يتعلق
بمنح عقود بالعراق تصل قيمتها لنحو 20 مليار دولار.
ومن المتوقع ان يشارك آلاف في الاجتماع الذي يعقده
مكتب اعادة بناء البنية الاساسية التابع لسلطة التحالف المؤقتة في
العراق في واشنطن في التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وفي
اجتماع ثان يعقد في لندن بعد يومين.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الاميركية : «سيتيح
المؤتمران للصناعات الصغيرة والكبيرة معرفة الخط الذي ننتهجه وسيعززان
الشفافية المتعلقة بعملية التعاقد» مضيفا انه لن يجري الاعلان عن اية
عقود جديدة.
ووقع الرئيس الاميركي جورج بوش على برنامج انفاق في
العراق بقيمة 87.5 مليار دولار وسيخصص نحو 20 مليار دولار لاعمال اعادة
البناء وسيقوم بمعظم الاعمال مقاولون من القطاع الخاص.
وتعرضت اعمال التعاقد في العراق لانتقادات حادة
سواء من الخارج بسبب منح معظم العقود الرئيسية لشركات اميركية او في
الكونغرس حيث ترددت اتهامات بالمحاباة في منح العقود.
وقالت سلطة التحالف المؤقتة في موقعها على الانترنت
ان عقد المؤتمرين يأتي استجابة «لاهتمام الكونغرس» بعمليات التعاقد
وانها الخطوة الاولى في سلسلة اجراءات تهدف الى اضفاء اكبر قدر من
الشفافية على العملية.
وحتى الان قام سلاح المهندسين في الجيش الاميركي
والوكالة الاميركية للتنمية الدولية بترسية العقود الكبرى في العراق
وذهبت الاعمال الرئيسية لشركة «بكتل» الاميركية للاعمال الهندسية وشركة
«هاليبورتون» للخدمات في قطاع النفط التي كان يديرها من قبل ديك تشيني
نائب الرئيس الاميركي.
وسيلعب مكتب اعادة بناء البنية الاساسية الذي شكل
حديثا برئاسة الاميرال ديفيد ناش دورا اشرافيا على الاعمال التي تنفذها
الوكالات الحكومية الاميركية والمرجح ان يتراجع دورها في عقود اعادة
البناء في المستقبل.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع ان المكتب سيتولى اختيار
العقود ويقرر اي المشروعات تذهب لوكالات اميركية.
من جانب اخر اعلنت ناطقة باسم الامم المتحدة ان
رؤساء ابرز وكالات الامم المتحدة العاملة في العراق باشروا في قبرص
مشاورات حول المساعدة الانسانية التي تقدمها المنظمة الدولية في العراق.
وتجري المباحثات وسط مراقبة امنية مشددة في احد مباني الامم المتحدة في
نيقوسيا. وقالت فيرونيك تافو «لقد بدأنا هذا الصباح (امس) اسبوعا كاملا
من المشاورات المكثفة والامور تسير جيدا»، مضيفة «علينا اعادة تقييم
الوضع لمعرفة كيف يمكننا القيام بالامور بشكل افضل ونستطلع اولوياتنا
ونضع خطة عمل للعام 2004».
وبين الوكالات المشاركة صندوق الامم المتحدة لرعاية
الطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للتربية
والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين.
وكانت الامم المتحدة اعلنت الخميس الماضي انه تم اجلاء كل موظفيها
الاجانب من بغداد بموجب تعليمات الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان.
واوضحت ان هؤلاء الاشخاص سيبقون في قبرص خلال الفترة التي ستعيد خلالها
المنظمة الدولية النظر في اجراءاتها الامنية، بعد التقرير الشديد
اللهجة الذي اعدته لجنة مستقلة حول ظروف الاعتداء الذي تعرض له مقر
الامم المتحدة في بغداد في اغسطس (آب) الماضي.
وقرر انان انذاك اجلاء موظفي الامم المتحدة الاجانب
الذين كانوا لا يزالون موجودين في بغداد، بعد اعتداء 27 اكتوبر (تشرين
الاول) الماضي على مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العاصمة
العراقية الذي اسفر عن مقتل 12 شخصا.
وقد علقت مهام رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق
البرتغالي راميرو لوبيز دا سيلفا والمسؤول عن ملف الامن تان ميات (بورما)
مؤقتا في انتظار نتائج هذه المشاورات. وأكدت تافو ان دا سيلفا سيشارك
في مباحثات نيقوسيا. ويشار الى انه لم يتم اجلاء موظفي الامم المتحدة
العاملين في شمال العراق. |