اكد مسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان
الانفجار الذي وقع امام مقرها في بغداد لن يدفع المنظمة الانسانية الى
وقف اعمالها في العراق، وذلك على الرغم من استمرار المخاطر الأمنية
التي اكدها امس انفجار سيارة مفخخة في مدينة الفلوجة (غرب) اسفر عن
مقتل ستة مدنيين على الأقل.
وقالت ندى دوماني المتحدثة باسم اللجنة الدولية
للصليب الاحمر ان اللجنة لم تقرر بعد ما اذا كانت ستسحب المزيد من
طاقمها لكنها مصرة على مواصلة عملياتها في العراق، مؤكدة بذلك ان
اللجنة لن تتخلى عن واجباتها الانسانية في العراق. وقالت دوماني «زياراتنا
للمعتقلين ومراقبتنا معاهدات جنيف هذه اشياء لا يمكننا التخلي عنها».
وأضافت «لن نخفض مستوى نشاطنا».
وكان كولن باول وزير الخارجية الاميركي ناشد الصليب
الاحمر ووكالات غوث اخرى ومقاولين والأمم المتحدة البقاء في العراق،
مؤكدا ان «عملهم مطلوب». وذلك بعد ان قررت اللجنة خفض طاقمها من
الاجانب الى نحو 30 عاملا من اصل اكثر من مائة.
وقالت انتونيلا نوتاري المتحدثة باسم اللجنة في
جنيف انها تجري مراجعة وجودها في العراق «تتعلق اساسا ببغداد حيث تتركز
اكبر المخاطر».
وقالت نوتاري «يجب ان ننظر للعملية برمتها.. لكني
لا ارى اي مؤشرات اليوم على اننا سنتخذ اجراءات استثنائية في اربيل او
البصرة».
وقالت نوتاري ان الصليب الاحمر اخذ في الاعتبار
مناشدة باول لمنظمات الاغاثة الدولية والأمم لمتحدة بمواصلة العمل في
العراق. لكنها قالت ان قرار المنظمة سيستند الى الوضع الامني وعلى ما
اذا كان الصليب الاحمر ما زال يعتقد ان بامكانه العمل بكفاءة. وتابعت
ان المنظمة لن تطلب من القوات التي تقودها الولايات المتحدة تقديم
حماية خاصة وقالت «نحن لا نطلب من قوات التحالف اي اجراءات خاصة».
وكان قائد الشرطة العراقية احمد ابراهيم قد قال في
مؤتمر صحافي ان 35 بمن فيهم 26 مدنيا وثمانية ضباط شرطة قتلوا في
الهجمات الانتحارية الخمس. وقال الجيش الاميركي ان جنديا اميركيا واحدا
قتل في الهجمات واصيب 224 آخرون بمن فيهم 65 شرطيا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الهجوم على
مقر اللجنة اسفر عن مقتل ما بين عشرة الى 12 بمن فيهم اثنان من الحراس
العراقيين لمقر اللجنة. كما اصيب 15 من الموظفين العراقيين العاملين
بمكتب اللجنة في بغداد.
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر
والهلال الاحمر انه يعقد اجتماعات مكثفة مع اللجنة الدولية للصليب
الاحمر للتباحث حول ظروف عملهما في العراق بعد الانفجار الذي وقع امام
مقر الصليب الاحمر في بغداد اول من امس. وقال مدير الاعلام في البعثة
الاقليمية للاتحاد في عمان صالح دباكه ان نائب رئيس الاتحاد المكلف
بادارة العمل في العراق ابراهيم عثمان توجه الى بغداد امس لتدارس
الاوضاع عن كثب والتنسيق مع الهلال الاحمر العراقي حول ما ينبغي عمله
لمواجهة الموقف الجديد. وأوضح ان هيئات الاغاثة الانسانية حريصة على
مواصلة عملها في العراق رغم الانفلات الامني والاخطار التي تهدد حياة
العاملين فيها الا انها ستعمل على وضع الخطط الكفيلة بمواجهة الظروف
الراهنة، مشيراً الى ان الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر ستتخذ
القرارات المناسبة بشأن الاوضاع في العراق وظروف عملها هناك في ضوء
المشاورات الجارية حالياً بين الاتحاد الدولي واللجنة الدولية للصليب
الاحمر وبناء على التقارير التي سيصدرها نائب رئيس الاتحاد المكلف
بادارة العمل في العراق. وواصلت القوات الاميركية والعراقية امس جمع
اشلاء الجثث من موقع التفجير الذي وقع امام مقر الصليب الاحمر في بغداد.
وحرست القوات الاميركية ومركبات مدرعة مبنى اللجنة
الدولية للصليب الاحمر المدمر في شارع غمرته المياه بعد كسر مواسير
مياه في الانفجار. وتسلم جندي بحذر اشلاء الجثث المخضبة بالدماء من احد
السكان ووضعها في صندوق من البلاستيك.
وأكد جيريمي غرينستوك الممثل الخاص لرئيس الوزراء
البريطاني توني بلير في العراق ما ذهب اليه المسؤولان العسكريان
الاميركيان بالقول ان الهجمات التي شهدتها بغداد الاثنين من «تكتيك
ارهابيين اجانب».
وقال غرينستوك لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية «بي.
بي. سي» «كان هناك انتحاريون في كل اعتداءات في بغداد تقريبا وهذا يدل
على تكتيك لارهابيين اجانب اكثر من تكتيك عناصر موالية لصدام حسين».
وقال ان العناصر الاجنبية «اتت من بلدان ابعد من المجاورة» للعراق،
مضيفا ان «هناك على الارجح اشخاصا جاؤوا من افغانستان ومن ابعد من ذلك
في العالم الاسلامي».
واعترف غرينستوك بانه يتوقع «ضربات وصعوبات وتكاليف
باهظة في الارواح والعتاد خلال فصل الشتاء». وقال «يجب ان نقبل ان يكون
لذلك ثمن وان نواصل امرا يستحق ان نضحي من اجله. |