يستعد علماء بريطانيون لنشر نتائج أكبر تجارب في
العالم على الإطلاق على الآثار البيئية على المحاصيل المعدلة وراثيا.
ويتوقع أن تساعد النتائج التي وردت في ثمانية أبحاث
علمية مستفيضة بعد نحو أربع سنوات من التجارب الحكومة البريطانية على
اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستسمح للمزارعين بزراعة المحاصيل المعدلة
وراثيا على مستوى تجاري أم لا.
ومنذ عام 1998 يقوم باحثون بدعم من لجنة التوجيه
العلمي التابعة للحكومة بتقييم آثار مبيدات الأعشاب المعدلة وراثيا على
البيئة المحلية، ومقارنة النتائج بدراسات في حقول قريبة استخدمت فيها
مبيدات الأعشاب التقليدية على عدد من المحاصيل غير المعدلة وراثيا.
ورغم أنه مازالت تُفرض سرية شديدة على النتائج فإن
الكثير من المراقبين يتوقعون لها تباينا إلى حد كبير، وستشير على
الأرجح إلى أنه في التجارب التي أجريت على أنواع من اللفت وبنجر السكر
المعدل وراثيا تراجعت أعداد الحشرات والأعشاب بينما كانت الذرة المعدلة
وراثيا أقل تأثرا بكثير.
وفي دراستين منفصلتين وجد الباحثون أن النحل الذي
يحمل لقاح بذور اللفت المعدل وراثيا لوث الزراعات التقليدية على مسافة
تزيد على 26 كلم، وأنه إذا استخدم المزارعون بذور اللفت المعدل وراثيا
مرة واحدة في العام فإن الشوائب يمكن أن تبقى في التربة لمدة تصل إلى
16 عاما إذا لم تتم السيطرة عليها بصرامة.
ولا توجد محاصيل معدلة وراثيا بالأرض في بريطانيا
بالوقت الراهن ولا يزمع زراعتها على الفور. وتزرع المحاصيل المعدلة
وراثيا بتشجيع من الولايات المتحدة في أكثر من 16 دولة خارج أوروبا.
وفي عام 2002 تمت زراعة 60 مليون فدان محاصيل معدلة وراثيا في أنحاء
العالم
أوروبا تبحث قواعد منتجات معدلة وراثيا
من جانب اخر قال مسؤولون إن وزراء زراعة دول
الاتحاد الأوروبي سينحون جانبا انقساماتهم بشأن الحاصلات العضوية
المعدلة وراثيا عندما يبحثون القواعد الحاكمة لزراعة حاصلات باستخدام
التكنولوجيا الحيوية في الحقول الأوروبية.
وتضغط كل من النمسا ولوكسمبورغ لإصدار تشريع أوروبي
متشدد يناسب كل الحالات للحد من انتشار الكائنات العضوية المعدلة
وراثيا من الحاصلات المزروعة باستخدام التكنولوجيا الحيوية إلى الأنواع
العضوية والتقليدية.
وقالت الدولتان إن القواعد الحاكمة التي أصدرتها
المفوضية الأوروبية في يوليو/ تموز الماضي غامضة إلى حد يتيح لكل دولة
أن تقرر بنفسها الطريقة التي تنظم بها استخدام البذور المعدلة وراثيا.
لكن مسؤولا بالاتحاد الأوروبي قال إن النمسا
ولوكسمبورغ (وهما دولتان معارضتان بشدة للمنتجات العضوية المعدلة
وراثيا بالاتحاد) قد تجدان نفسيهما أقلية حيث تسعى دول أخرى معادية
تقليديا للتوصل إلى حل خلف الكواليس.
وسيبحث وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي الموافقة
على التشريع الخاص بتصنيف الطعام وغذاء الحيوان الذي يحتوي على منتجات
معدلة وراثيا المفترض أن يطبق اعتبارا من الربيع القادم.
وتناقش الدول القواعد الخاصة بنقاوة البذور ومدى
الحاجة لتحديد مستويات المنتجات المعدلة وراثيا في بذور زراعة الحاصلات
العضوية والتقليدية في الاتحاد الأوروبي لتنهي حظرا غير رسمي مدته خمس
سنوات على الحاصلات المزروعة باستخدام التكنولوجيا الحيوية.
وليس في وسع مسؤولي المفوضية الاتفاق على اقتراح
للمفوضية يدعو إلى أن تحتوي بذور اللفت على الحد المسموح به من محتوى
معدل وراثيا وقدره 0.3% و0.5% بالنسبة للذرة و0.7% بالنسبة للصويا. |