افتتح وزراء خارجية الدول الاسلامية اجتماعهم
التمهيدي لقمة منظمة المؤتمر الاسلامي في ماليزيا امس الاول بالدعوة
الى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق وتولي الامم
المتحدة دورا أكبر في ادارة شؤونه، فيما اكد الوفد العراقي معارضة
بغداد ارسال قوات تركية، اذ اكد وزير الخارجية هوشيار زيباري في كلمته
ان مجلس الحكم العراقي يعارض ارسال قوات من الدول المجاورة للعراق بسبب
الحساسيات التاريخية وتعقيدات الوضع الراهن، وهو الموقف الذي دعمه
لاحقا الملك عبد الله الثاني ملك الاردن، مؤكدا للصحافيين في طريقه
لحضور القمة الاسلامية ان الدول المجاورة للعراق لا ينبغي لها ارسال
قوات الى هناك لانه «لا يمكن ان يكونوا منزهين عن مصالحهم».
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن
جبر آل ثاني الذي ترأست بلاده القمة خلال الاعوام الثلاثة الماضية في
كلمة افتتاحية قبل ان يسلم رئاسة الجلسة لوزير خارجية ماليزيا سيد حامد
البر، ان استعادة العراق لاستقلاله واستقراره مرتبطة بوضع جدول زمني
محدد لانهاء الاحتلال واعطاء الامم المتحدة دورا اساسيا لمساعدة
العراق. واضاف «ان الظروف التي يمر بها العراق الشقيق تحتم علينا ان
نتعاون من أجل مساعدة الشعب العراقي على تجاوزها والتخلص من آثارها،
وتداعياتها تتطلب منا تقديم العون اللازم الذي يحتاجه في شتى
المجالات».
وفي الوقت نفسه أكد زيباري في تصريحات للصحافيين
معارضة مجلس الحكم في العراق لارسال تركيا قوات لمساعدة قوات الاحتلال
التي تقودها الولايات المتحدة. و اضاف ان «مجلس الحكم يشعر بأنه من
الافضل عدم مشاركة أو انخراط أي من الدول المجاورة للعراق في عمليات
حفظ السلام بسبب حساسيات الموقف كله» وتابع ان العراق «يدرك الحاجة الى
استقدام قوات دولية «لكن يجب التوصل الى صيغة تسمح بمراعاة حساسياتنا
واحتياجات قوات التحالف لاشراك مزيد من القوات لحفظ السلام». واوضح
«نناقش هذه القضية في الوقت الحالي مع انقرة وسلطة التحالف وواشنطن
للتوصل الى صيغة مقبولة».
واشار زيباري الى ان طلب قوات التحالف ارسال
وحدات من الدول الاسلامية «لم يلق ترحيبا». وقال انه «كانت هناك طلبات
من التحالف وحتى من مجلس الحكم الانتقالي الى دول اسلامية للمشاركة في
اعادة الاعمار واحلال الاستقرار».
وتابع ان مجلس الحكم «يرحب بأية مساهمة اسلامية
لكن المؤشرات التي تصل الينا ليست مشجعة. غير انه قال ان المجلس ما زال
يتطلع الى مشاركة دول اسلامية اخرى».
واكد ان انسحاب القوات الاميركية من بلاده يجب
ان يكون تدريجيا، واضاف ان «الوضع الامني يشكل تحديا اساسيا. هناك عدد
كبير من عناصر النظام السابق، بقايا النظام المهزوم الى جانب بعض
الارهابيين الذين لديهم برنامجهم. الخاص، يحاولون وقف تقدم العراق
الجديد باتجاه الحرية والاستقرار».
وادان زيباري عمليات التفجير والعنف المنتشر في
العراق ، مؤكدا ان «ارهابيين» يريدون عرقلة عملية التطبيع في العراق.
ويذكر ان تركيا هي الدولة الاسلامية الوحيدة التي وافقت على ارسال قوات
للعراق تحت القيادة الاميركية، ولا تعارض دول اسلامية اخرى مثل باكستان
وبنغلاديش ارسال قوات الى العراق غير انها تصر على ان هذه الخطوة يجب
ان تأتي في ظل وجود تفويض من الامم المتحدة، او ان تكون جزءا من قوة
متعددة من الدول الاسلامية، او تكون استجابة لطلب عراقي صريح باستقبال
قوات باكستانية. وسيمثل اياد علاوي الرئيس الجديد لمجلس الحكم بموجب
رئاسته الدورية، العراق خلال اجتماع قمة منظمة المؤتمر الاسلامي يومي
الخميس والجمعة.
كما اكد وزراء خارجية الدول الاسلامية على ان
الوضع في الشرق الاوسط يحتل الاولوية في القمة الاسلامية. أودانوا قتل
المدنيين الفلسطينيين في عمليات التوغل الاسرائيلية والغارة التي شنتها
الدولة العبرية على سورية.
وقال وزير الخارجية الماليزي ان الهجوم ضد سورية
العضو في منظمة المؤتمر الاسلامي «يجب ان يدان باقسى العبارات لانه
استفزازي ووقح وخطير». واضاف ان «الحملات العسكرية الاثيمة التي يقوم
بها الجيش الاسرائيلي والاستفزازات وهدم منازل الفلسطينيين لن تؤدي سوى
الى دوامة من الاضطرابات في الوضع غير المستقر اصلا في المنطقة». ودعا
اسرائيل الى التخلي عن اي خطط لابعاد او قتل الزعيم الفلسطيني ياسر
عرفات مشددا على ان اغتياله سيشكل «عملا يندرج في اطار ارهاب الدولة
بوضوح».
و شدد البر على ان العالم الاسلامي يواجه
«تحديات خطيرة» منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر(ايلول) على الولايات
المتحدة. واضاف ان «تهديدات النزعة الانفرادية والعولمة والارهاب
والوضع الهش في الشرق الاوسط والمستقبل غير الاكيد في العراق لم تستخدم
سوى في تهديد بقائنا».
من ناحيته أدان الشيخ حمد ايضا الممارسات
الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي بوقف هذه الممارسات
وحماية الشعب الفلسطيني.
واكد ان القضية الفلسطينية تشهد تطورات خطيرة
نتيجة استمرار اسرائيل في سياساتها العدوانية تجاه ابناء الشعب
الفلسطيني وتماديها في انتهاكاتها المتواصلة لقرارات الشرعية الدولية
وقواعد القانون الدولي الانساني والمماطلة في تنفيذ التزاماتها المتوجب
عليها الوفاء بها تجاه خارطة الطريق وبناء ما يسمى بالجدار الامني.
اما فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية بمنظمة
التحرير الفلسطينية فقد طالب على هامش المؤتمر الدول الاعضاء بالضغط
على كل الجهات المعنية لوقف العمليات التي تقوم بها اسرائيل ضد
الفلسطينيين.
وقال «نحن نطلب من الاشقاء في المؤتمر الاسلامي
ـ وهم قادرون على ذلك ـ ممارسة الضغوط على كل الجهات على الولايات
المتحدة وعلى اللجنة الرباعية من أجل ان تنشط من عملها لتوقف هذه
العمليات التي تقوم بها اسرائيل. واعتقد ان على الدول الاسلامية في
النهاية ان تقنع دول العالم بفرض عقوبات ااقتصادية على اسرائيل كونها
دولة عنصرية كجنوب افريقيا في الماضي».
وكان عبد الواحد بلقزيز أمين عام منظمة المؤتمر
الاسلامي قد تحدث في بداية الجلسة مؤكدا الظروف التي تلتئم فيها القمة
الاسلامية العاشرة، ظروف تعتريها تحديات جسام ومخاطر جمة قلما كان لها
مثيل في التاريح الاسلامي المعاصر، مشيرا الى ان الاسلام متهم في
حضارته وثقافته وخطابه. و شدد على «ان المسلمين في محنة في ديارهم
ينتابهم الشعور بالعجز والاحباط وهم يرون بعض بلادهم تحتل وأخرى تفرض
عليها العقوبات وانواع الحصار وثالثة تخضع للتهديد ورابعة توصم بانها
تشجع الارهاب وغير ذلك. والمسلمون في ديار المهجر يؤخذون بالشبهة ويضيق
عليهم الخناق ويحرمون من حقوقهم المدنية».
وهذه القمة الاسلامية هى الاكبر منذ هجمات 11
سبتمبر(ايلول) 2001، اذ تشارك فيها 57 دولة وما لا يقل عن 35 زعيما
اسلاميا، اضافة للامين العام للامم المتحدة كوفى انان، والرئيس الروسي
فلاديمير بوتين و رئيسة الفلبيين غلوريا اورويو اللذين يوجد فى بلديهما
طائفة اسلامية كبيرة. |