بعد ستة اشهر من اختفاء صدام حسين مع تقدم القوات
الاميركية الى بغداد، ما زال الرئيس العراقي المخلوع طليقا، ويقول اغلب
خبراء المخابرات انه في مكان ما في العراق.
وقال مسؤول في المخابرات الاميركية طلب عدم نشر
اسمه «حتى تصلنا معلومات تفيد العكس فاننا سنعمل على افتراض ان صدام ما
زال على قيد الحياة وفي مكان ما في العراق». ودعمت هذه الكلمات
بالافعال فقد صدر هذا الاسبوع امر بالزحف من القاعدة العسكرية
الاميركية الرئيسية في تكريت مسقط رأس صدام والمكان الذي يرجح ان يكون
مختبئا فيه بعد بلاغ عن انه شوهد في قافلة من سيارتين في المنطقة.
والتكهن الرئيسي حول المكان الذي ربما يكون قد ذهب اليه صدام يقول انه
مختبئ ومتنكر وان كان على مرأى من الناس في مدينة كبيرة مثل بغداد او
تكريت او مختف في مكان معد سلفا في الصحراء في شمال او غرب العراق.
وتتردد كذلك نظرية المؤامرة التي سخر منها معظم المحللين والتي تفيد
بانه ابرم اتفاقا سريا مع واشنطن للجوء الى بلاروسيا.
وقال مصطفى العاني المختص بشؤون العراق في المعهد
الملكي للدراسات الدفاعية والامنية ان الاموال التي تشمل مكافأة قدرها
مليون دولار من الممثل الاميركي بروس ويليس، بالاضافة الى 25 مليون
دولار من الحكومة الاميركية لمن يدلي بمعلومات عنه لم تنجح في كشف
مكانه، فيما لا يصدق العديد من العراقيين ان هذه الاموال ستدفع فعلا.
وتابع العاني «الذين يؤوونه يدينون له بالولاء، وربما يتعلق الامر
بثلاث او اربع عائلات تتبادل فيما بينها ايواءه، وأضاف انهم يخشون من
ان يلحق بهم عار الوشاية الى الابد. وفي شوارع بغداد يعتقد الكثيرون ان
صدام مختبئ في مكان ما، مما يطلق عليه اسم المثلث السني على الارجح في
منطقة تكريت حيث يحميه افراد عشيرته. وقال سعد شوايل، 26 عاما، وهو
بائع متجول «انا واثق بنسبة مائة في المائة انه في تكريت، الناس هناك
يحبونه». ويميل اغلب الجنود الاميركيين لتصديق نظرية انه مختبئ على
مرأى من الجميع قائلين ان صدام على عكس اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»
يمكنه اجراء تغييرات في شكله ليختفي بين جموع العراقيين.
ويقولون ان طول قامة بن لادن قد يكشفه وسط الجموع
لكن صدام لا يحتاج سوى حلق شاربه وارتداء ملابس رثة ليمر من نقطة تفتيش.
واشار بعض مسؤولي المخابرات الى انه في حين كان بن لادن يصدر رسائله في
شرائط فيديو يظهر فيها بنفسه، فان صدام لم يصدر سوى تسجيلات صوتية.
وقال مسؤول في المخابرات «هذا يشير الى انه قد غير شكله، لكن ذلك يظل
مجرد تكهن».
من جانب اخر قالت صحيفة نيويورك تايمز الخميس نقلا
عن مسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش ان هناك حاجة الى أكثر من 600
مليون دولار لمواصلة البحث عن اسلحة دمار شامل أو غيرها من الاسلحة
المحظورة في العراق. وأضافت الصحيفة ان هذا الطلب ورد في جزء سري من
طلب الانفاق الاضافي المقدم من البيت الابيض قيمته 87 مليار دولار
للمصاريف في العراق وأفغانستان.
وتابعت الصحيفة ان المبلغ المذكور في الطلب يوضح ان
عملية البحث عن أسلحة ستستمر بالرغم من عدم وجود اي ادلة ملموسة عن أن
لدى العراق أي اسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية. وهذه الاموال مخصصة
لمجموعة تتألف من فرق من القوات والخبراء التي تديرها وزارة الدفاع
الاميركية الا ان ديفيد كاي هو الذي ينسق أنشطتها. وكاي هو مفتش الامم
المتحدة السابق على الاسلحة الذي ينسق العملية التي تقودها وكالة
المخابرات المركزية الامريكية بحثا عن الاسلحة المحظورة في البلاد.
وذكرت نيويورك تايمز نقلا عن مسئولين مطلعين انه
اذا ما حصلت الادارة الاميركية على كل هذه الاموال فانها ستسمح لمجموعة
البحث عن الاسلحة بزيادة عدد العاملين بها من 1200 الى 1400. ورفض
متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية التعليق للصحيفة عن الطلب السري
بالحصول على الاموال. |