خلال السنوات الخمس المقبلة، في الوقت الذي طالب
فيه الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الوباء (7 مليار دولار) مما
دفع الرئيس بوش إلى اقتراح تقديم 15 مليار دولار في الأعوام الخمسة
المقبلة، لكن سرعان ما قلص الكونغرس الأمريكي ذلك إلى مليار دولار
سنوياً فقط وكان الوزير الأمريكي كولن باول قد ذكر في مؤتمر نيروبي بأن
بلاده هي المساهم الأكبر في الصندوق وكان مؤتمر نيروبي (عاصمة كينيا)
كان الهدف منه جمع المزيد من الأموال لمكافحة الإيدز، ومواصلة البرامج
الرامية إلى التصدي للوباء الذي سجل أرقاماً قياسية في العدوى
والانتشار في السنوات الأخيرة وللدلالة على أهمية المؤتمر كان من بين
الحضور شخصيات بارزة منها الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ألقى كلمة
طويلة، خاصة أنه لعب دوراً بارزاً في المساهمة الأوربية في الصندوق
العالمي لمكافحة المرض يذكر أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى
المؤتمر (الكندي ستيفن لويس لم يستطع أن يلجم غضبه في أحجام بعض الدول
من المساهمة بسخاء في الصندوق، لاسيما أن المرض أخذ يطرق أبواب الدول
جميعها مشرقاً ومغرباً، كما أدان سلوك بعض الدول الغربية الغنية عندما
قال (بإمكاننا العثور بسهولة على مبلغ 200 مليار دولار لمحاربة الإرهاب
لكن لا نستطيع جمع المال الكافي لتوفير العقاقير والعلاجات لتخفيف من
وطأة المرض في أفريقيا.
وأضاف أنه ما أنفق على مكافحة المرض في أفريقيا
في العامين الماضيين لم يتعد المليار دولار ونصف فقط وهو مبلغ تافه
مقارنة بخطورة الوباء.
يعتبر الإيدز من أخطر الأمراض التي ابتلي بها
الإنسان.. وأصبح الحد من انتشاره ومعالجة أسبابه خطوة لا بد منها في
وقف تدمير مجتمعات كاملة.
أرقام الأمم المتحدة تظهر أن 65 مليون نسمة
أصيبو بالإيدز خلال العشرين سنة الماضية، توفي منهم 28 مليوناً، 15
مليوناً منهم في أفريقيا من أصل 30 مليوناً في العالم مصابون بفيروس
المرض دانش أي مينش وأن 14 مليون طفل أفريقي فقدوا أحد أبويهم على
الأقل بسببه، ففي بتسوانا وحدها أصاب الوباء 40% من عدد السكان تقريباً،
وتمكن المرض من ربع عدد سكان جنوب القارة الأفريقية، وهو يدخل آسيا من
بابها العريض فقد أشار ريتشارد فيثشم رئيس الصندوق العالمي إلى أن حجم
الوباء سيكون هائلاً في الهند، وما من شيء سيقف في طريقه.
وتهدف منظمة الصحة العالمية أن يتلقى 3 ملايين
شخص عبر القارة الأفريقية العقاقير المضادة للإيدز، ورغم أنها لا
تشفيهم، لكنها تؤخر تقدم المرض وتمنحهم الأمل في حياة أطول نسبياً ومع
ذلك فإن 50 ألف مصاب في أفريقيا، غير قادر على الوصول إلى العلاج
والعقاقير، رغم أن أسعارها وتكاليفها انخفضت لكن تبقى المشكلة الأساسية،
توفير الدواء وإيصاله إلى القارة كلها، فسكان بتسوانا انتظروا طويلاً
وصولها، وعندما وصلت كان المرض قد اقترب من نصف سكانها تقريباً.
لقد وزع الصندوق العالمي 1.5 مليار دولار على
150 برنامجاً في 95 دولة خلال العامين الماضيين، لكن تعهدات بتقديم 4.7
مليار دولار فقط.
وكان مدير وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز (ميشال
سيديب) قد حذر من عدم الاستقرار الذي يهدد عدة دول أفريقية ينتشر فيها
الإيدز، وقال سيديب قبل افتتاح المؤتمر الدولي الثالث عشر لمكافحة
الإيدز أن هذه الأزمة الجديدة تحد من قدرة الإنتاج وتغير كلياً هرم
الأعمار وأضاف أنها تؤثر على قدرة الدولة الكاملة على مواصلة القيام
بدورها الطبيعي في تأمين الخدمات الأساسية للشعب أن التعليم ينهار
والأمن مهدد حيث يعاني 40 – 50% من رجال الشرطة والعسكريين من هذا
المرض في بعض دول أفريقيا وقال أننا نتحدث اليوم عن حوالي 900 مليون
دولار. |