ناشد مفوض مجلس اوروبا لحقوق الانسان الفارو جيل-
روبلز يوم السبت قبرص واوروبا عموما محاربة ظاهرة الاتجار بالبشر التي
استطاع ان يكون فكرة عنها اثناء زيارته الى الجزيرة.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في نيقوسيا السبت في
ختام مهمة تحقيق حول الجزيرة "بحثت مسالة الاتجار بالبشر لاستخدامهم في
البغاء والعمل القسري وكذلك ضرورة التصدي لهذه الظاهرة".
واضاف "على الدول الاوروبية ان تقضي على جذور (الافة)
واتخاذ تدابير فعالة لمحاربتها".
وفي ما يتعلق بقبرص قال جيل-روبلز ان "بعض
الارقام مذهلة ويجب قطعا اخذها في الاعتبار" ملمحا الى ان عدد المضيفات
الاجانب اللواتي يعملن في الحانات والملاهي الليلية مرتفع جدا قياسا
الى التعداد السكاني لهذا البلد".
وتفيد الارقام الرسمية ان جمهورية قبرص التي تضم
نحو 700 الف نسمة تضم 78 من الحانات و38 من الملاهي الليلية تستخدم
1270 "فنانة".
لكن عددا من المنظمات تندد بواقع ان معظم
الحانات والملاهي الليلية للتعري وغيرها من المراكز التي تستخدم
اجنبيات هي في الواقع بيوت دعارة وتؤكد ان عدد الاجنبيات اللائي يرغمن
على تعاطي البغاء يفوق بكثير التقديرات الرسمية.
وقد كشف تحقيق برلماني مؤخرا ان بين 3000 و3500
امرأة يتحدر معظمهن من اوروبا الشرقية تصلن كل عام الى الجزيرة للعمل
في حانات او ملاه ليلية لكنهن يقعن في حالات كثيرة في شبكات البغاء.
وشدد جيل- روبلز انه يتوجب على قبرص "تعزيز
حمايتها لضحايا الاتجار بالبشر كما ينبغي مراقبة" هذه الظاهرة.
وعبر ايضا عن "ذهوله" لعدد المسجونين من
المهاجرين غير الشرعيين في قبرص البلد الذي يضع طالبي اللجوء في السجن
في غياب اي مركز للاحتجاز وبنى للاستقبال.
واضاف "في معظم البلدان لا يعامل المهاجرون
السريون كمجرمين (...) يجب ان تعتمد (قبرص) تشريعا افضل ازاء طالبي
اللجوء".
يشار الى ان قبرص ستنضم الى الاتحاد الاوروبي في
ايار/مايو 2004 ومن المتوقع ان تصبح نقطة جذب لمهاجرين من الشرق الاوسط
يرغبون في دخول اوروبا.
من جهتها ألقت الشرطة البلجيكية القبض على جان
بيار أستاذ علم الرياضة بجامعة لوفان الكاثوليكية بتهمة الاتجار بالبشر.
وأوضح مصدر أمنى بلجيكى أن الأستاذ الجامعى كان يقوم باستغلال
المهاجرين غير الشرعيين خلال الستة أو السبعة أعوام الماضية بتأجير غرف
لهم بأسعار باهظة.
وأشار الى أن الأمر تم اكتشافه أول أمس عند
تفتيش العديد من المساكن فى العاصمة البلجيكية والقبض على 81 شخصا
يقيمون بشكل غير مشروع فى البلاد وتبين أن المبانى السكنية يمتلكها
الأستاذ الجامعى ويستعين بأحد الأشخاص لمعاونته على تأجيرها وتحصيل
الايجارات وقد تم أيضا القبض عليه.
وأضاف أن النيابة العامة استخرجت أمراً بالتحفظ
على ما يزيد على عشرة مبانى سكنية يستغلها الأستاذ الجامعى بتأجيرها
لهؤلاء المهاجرين فى الوقت الذى ينتظر أغلب المهاجرين الذين تم التحفظ
عليهم الترحيل الى بلادهم.
ولايقتصر الامر بالتجارة البشرية في اوربا على
الدعارة او الهجرة السرية بل تجاوز الامر الى التجارة بالاعضاء البشرية
في الدول الاوربية الفقيرة.
يروي ميخائيل وهو شاب مولدافي في الثامنة
والعشرين امام المجلس الاوروبي كيف باع احد اعضائه قبل اربع سنوات الي
مهربي اعضاء بشرية لقاء 3000 دولار، فيقول (الوضع صعب في مولدافيا،
فاقترح علي بعض الاصدقاء ان اذهب الي تركيا لاعطاء كلية).
واوضح رب العائلة الذي ترك الحزن بصماته علي
ملامحه الشابة للصحافيين الاربعاء (فكرت مليا، لكنني كنت بحاجة الي هذا
المبلغ المالي لتحسين الظروف المعيشية لعائلتي).
وتابع (توجهت الي تركيا برفقة سيدة تدعي نينا.
انزلوني في فندق لمدة شهرين قبل ان انقل الي المستشفي للخضوع للعملية.
امضيت بعدها اربعة ايام ونصف في المستشفي ثم اصطحبني احد الاطباء الي
منزله لمدة ثلاثة ايام وقال لي بعدها ان في وسعي العودة الي بلادي. لكن
نينا اختفت وقيل لي ان الشرطة تبحث عنها. اضطررت الي تدبر اموري وحدي
للعودة).
يؤكد ميكايل اليوم انه لن يعيد الكرة. فقد عاني
كثيرا لمدة سنة اذ لم يحصل علي العناية الطبية الضرورية بعد العملية.
لكنه يؤكد (انني افضل حالا الان).
وقدم المولدافي الشاب الي ستراسبورغ للادلاء
بشهادته الي جانب روث ــ غابي فيرمو مانغولد (سويسرية اشتراكية) التي
اعدت تقريرا حول الاتجار بالاعضاء البشرية في اوروبا. وتهدف شهادته
ايضا الي لفت المجلس الاوروبي الي الفقر المدقع الذي تعاني منه بلاده.
وقال الشاب الذي لم يتمكن سوي مؤخرا من العودة
الي العمل كمزارع (يجب ان يقوم المجلس الاوروبي بشيء ما من اجل
مولدافيا حتي لا يعود الناس مضطرين الي بيع اعضائهم لتأمين معيشتهم).
وترتفع نسبة البطالة في مولدافيا الي 50% بحسب
الاحصاءات الرسمية، غير ان السلطات تقر بشكل غير رسمي بحسب فيرمو
مانغولد بان هذه النسبة تتراوح في الواقع بين 70 و80%.
ونددت البرلمانية السويسرية بشدة بمسؤولية (الجريمة
المنظمة) في تطور هذه التجارة ونموها، مستندة الي شهادات عدد من (واهبي
الاعضاء) جمعتها في مولدافيا.
وقالت متوجهة الي الجمعية البرلمانية للمجلس
الاوروبي (هناك في بلادنا ازمة اعضاء للزرع. ويحاول سكان الدول الشرقية
معالجة فقرهم ببيع اعضاء. وسرعان ما استغلت الجريمة المنظمة هذا المجال
الجديد المتاح لتحقيق ارباح هائلة).
وجاء في تقريرها انه في حين يدفع طالبو الاعضاء
100 الي 200 الف دولار اميركي لعملية الزرع، يقوم واهبو الاعضاء ببيع
الكلية بــ 2500 الي 3000 دولار.
واشارت النائبة الي ان عملية الاتجار بالاعضاء
تجري عبر شبكة (سماسرة) من اطباء وممرضين متخصصين ونددت بتواطؤ عناصر
من الشرطة والجمارك في منح جوازات السفر وعبور الحدود بامان.
المصدر: وكالات، النبأ
المعلوماتية |