تهمة تشويه صورة المرأة في السينما المصرية
مسألة قديمة فلطالما استخدمت المرأة كأداة للإثارة الغريزية إذ عادة ما
تظهرها بتقديم نموذج المنحرفة التي ذلتها الأقدار إلى الانحراف وتقبل
تبعاته المضيعة لكرامتها وبعض الأفلام تقدم نموذج المرأة الخائنة
لزوجها أو لخطيبها وكأن وقائع المعايشة بين الرجل هي هكذا كما تقدمه
بعض الأفلام المصرية وبالذات إذا ما علمنا أن المرأة متهمة دوماً
بإشارة الأصبع لها على اعتبارها غير مؤهلة.. مشاعرياً اتجاه ما لدى
الرجل.
إن نمطية الأفلام المصرية لم تتعدى في أحوال
كثيرة التعامل مع شخوص الروايات بتوظيفات غير محكمة إذ تدور الكاميرا
بين شرائح اجتماعية تبدو وكأن الدنيا تعيش بمثيل هذه التفاصيل والسينما
التي أطلقوا عليها بكونها (مرآة للمجتمع لكن عدسة السينما تركز على
جانب الإنحراف مما يسيء ذلك إلى شخصية المرأة بالدرجة الرئيسية والرجل
بمقدار أقل. ولعل هذا التوجه اللاطبيعي الميال نحو التسليم على كون
الإنحراف واقع لا محالة ضد كل فتاة أو امرأة تغادر بيتها فتسارع أحداث
معظم الأفلام فيه ما يثير الفضول وأسئلة من قبيل: هل هذا هو حال المرأة
المصرية حقاً وبالذات تلك الواعية لتربص الرجال بها والمتقبلة لمأزق
انحرافها متخذة من الصمت الغامض في معظم الهنات استجابة لواقع فرض
عليها بطريقة وبأخرى.
وبعض مشاهد السينما المصرية كيف أن لكل فتاة أو
امرأة صديقة مخلصة لها حتى حين تقع تلك الفتاة أو المرأة في فخاخ
الفاحشة ولا أحد يدري كيف أن المربين في مصر كيف يستقبلون بدم بارد
العديد من توالي مثيل هذه الأفلام ولا يفكر أحد أن تواتر مشاهد الأغواء
والضم وما شابه ذلك من الإشارات الصريحة أو الإيمائية عما تم بعد ذلك
يفتح عيون الفتيات الطبيعيات وبالذات شريحة المراهقات على محاولة
الاستسهال لإقامة علاقة مع أول شاب أو رجل غاوٍ ينثر طعم الصيد في
طريقها.
فتحت حجة متطلبات المرأة أو الفتاة العصرية تهتم
السينما المصرية بأبعاد المحافظة على السمعة عند الفتيات والنساء ولا
فرق عندها فيما إذا كانت المشاهد تهم قضايا المرأة في المدينة أو الريف.
ومع أن إحصاءات لم تتوفر بعد حول دغدغة غرائز جمهور المشاهدين
والمشاهدات التي تقدم المرأة أو الفتاة وكأنها مخلوقة (جسد) متحرك ولكن
بلا روح فكل النساء غير جديرات على الإرتقاء إلى مستوى الحب العفيف
الذي يتطلب التضحية وخصوصاً بين الأزواج المرتبطين أمام الله بعقد
الإخلاص بعضاً لبعض.
والأتعس من هذا وذاك ربما يخص الإلتزام بالدين
الإسلامي فلا معترض على الصور والمشاهد التي تظهر بعضهن وهن يقمن بأداء
صلاة الفجر لكن عملهن في القصة هي وظيفة نادلة في نادي ليلي أو راقصة
في فرقة فنية. فكم هي المشاهد التي تركز على تقديم المرأة أو فتاة
متبرجة على آخر شياكة وهي تسير في الطريق العام أو تؤدي واجبها الوظيفي
العادي لكن سرعان ما تنقل الكاميرا عنها إرتداء لبس الحجاب وهي تفطر
على مائدة شهر رمضان، وأكيد فإن صورة النساء المصريات في الأفلام
الحاوية على التحلل تارة والإلتزام في أخرى يمثل تناقضاً شديداً وغير
مقبول أمام أعراف العوائل العربية والإسلامية مهما كان مبرر صانعوا
الأفلام. |