حرب الرهائن... سلاح تكتيكي تتبناه الجماعات المتطرفة

 

شبكة النبأ: حرب الرهائن ليست جديدة، بل هي احدى الوسائل التقليدية التي غالبا ما تلجأ اليها التنظيمات والحركات المتطرفة طلبا للفدية او تكتيكا يسمح لها بممارسة المزيد من الضغط على الدولة التي يتبع لها المخطوفون، وبرزت في الآونة الاخيرة، حربا شرسة وتركيزا كبيرا على خطف الرهائن الغربيين، اضافة الى رهائن من مناطق اخرى من العالم، بعد ان تطورت المعركة بين التنظيمات الاسلامية المتشددة (وبالأخص تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية/ داعش) والغرب، بعد ان شكلت الولايات المتحدة الامريكية تحالفا دوليا (ضم عشرات الدول الغربية، اضافة الى العربية) لضرب معاقل التنظيم في سوريا والعراق باستخدام الطائرات الحربية، بعد التوسع الكبير الذي شهده التنظيم في السيطرة على مساحات واسعة من العراق في حزيران الماضي، وفي محاولة لثني الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، والضغط على الراي العام الامريكي والغربي، بثت الاله الاعلامية لتنظيم داعش جميع عمليات الاعدام التي نفذتها بالرهائن المحتجين لها (والتي توزعهم بين سوريا والعراق)، كما هددت بالاستمرار بعمليات الذبح لرعايا الدول الغربية بعد ان تتمكن من الوصول الى داخل هذه البلدان، وغالبا ما تمتاز عملية اعدام الرهائن بمستوى اخراجي وفني متطور، الامر الذي يعكس مدى ميلهم نحو التأثير الاعلامي واهتمامهم بهذا الامر.

وتجني التنظيمات المتطرفة (القاعدة، داعش، ابوسياف، طالبان...الخ) مبالغ طائلة نتيجة مبادلة الرهائن بالمال (الفدية)، وغالبا ما تكون بالعملة الصعبة، والتي تستفيد منها هذه التنظيمات بتمويل عملياتها الانتحارية وشراء الاسلحة وتدريب مقاتليها، اضافة الى الامور اللوجستية الاخرى، وجرت اغلب المفاوضات حول اطلاق الرهائن تحت باب السرية التامة، اضافة الى وجود اطراف وسيطة لإجراء المفاوضات، خصوصا اذا كان الطرف الاخر بمستوى دوله ترفض التعامل مع الارهابيين او الاعتراف لاحقا بدفع مبالغ مالية لقاء اطلاق سراح رعاياها من ايدي التنظيمات المتشددة، فيما تحاول دول اخرى الاعتماد على المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية المباغتة لإنقاذ مواطنيها، ويرى مراقبون ان استخدام الرهائن كورقة ضغط لدى الجماعات المتشددة لن ينتهي بسهولة، فهو امر موروث من التنظيمات الرئيسية، والتي تعتبرها احدا اقوى اسلحتها ضد الغرب والدول الاخرى التي تقاتلها. 

فشل انقاذ رهائن

فقد قال مسؤولون كبار إن صحفيا أمريكيا ومعلما من جنوب افريقيا كان متشددو تنظيم القاعدة في اليمن يحتجزونهما رهينتين قتلا إلى جانب عشرة من خاطفيهما خلال محاولة لإنقاذهما نفذتها قوات أمريكية ويمنية، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن متشددي القاعدة قتلوا لوك سومرز (33 عاما) ورهينة أجنبيا آخر خلال عملية الانقاذ التي قال إنه لم تتم الموافقة عليها إلا بعد ورود معلومات بأن حياتهما في خطر وشيك، وتعتبر واشنطن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واحدا من أخطر فروع التنظيم وتعمل مع الحكومة اليمنية وعن طريق هجمات بطيارات بدون طيار لمهاجمة قيادة التنظيم في المناطق الجنوبية والشرقية في اليمن، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "عدم الاكتراث بحياة لوك بهذا الشكل القاسي دليل آخر على فساد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وسبب آخر لكي لا يتوقف العالم أبدا عن محاولة هزيمة أيديولوجيته الشريرة".

وذكر أنه أجاز محاولة الانقاذ وقال إن الولايات المتحدة "لن تدخر جهدا في استخدام كل قدراتها العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية لإعادة أمريكيين إلى وطنهم سالمين أينما كانوا"، وذكر مسؤول كبير في مكتب الرئيس اليمني أن سومرز نقل من مسرح عملية الانقاذ لكنه توفي في وقت لاحق بسبب إصابته، وذكرت مجموعة جيفت أوف ذا جيفرز للإغاثة أن المعلم بيير كوركي قتل أيضا، وقالت المجموعة في بيان نشر في موقعها على الانترنت "تلقينا ببالغ الحزن أنباء تفيد أن بيير قتل في محاولة من القوات الأمريكية الخاصة في الساعات الأولى من الصباح لتحرير رهائن في اليمن"، لكن مسؤولا أمنيا يمنيا قال إنه لم ترد معلومات جديدة عن ثلاثة رهائن آخرين وهم بريطاني وتركي ويمني كانوا محتجزين من قبل مع سومرز وكوركي، وقالت لوسي سومرز شقيقة المصور الصحفي لوكالة أسوشيتد برس إنها ووالدها علما بوفاة شقيقها من عملاء بمكتب التحقيقات الاتحادي، وقالت من لندن "نطلب أن يتاح لكل اسرة لوك أن يحزنوا في هدوء". بحسب رويترز.

وقال كيري ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إن قرار تنفيذ العملية استند على مخاوف من أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعتزم قتل سومرز، وقال كيري "في وقت سابق نشر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تسجيل فيديو أعلن فيه أن لوك سيقتل خلال 72 ساعة، وبالإضافة لمعلومات أخرى كان هذا مؤشرا قويا على أن حياة لوك في خطر وشيك"، وقال مسؤولون أمريكيون دون الخوض في تفاصيل إن القوات الأمريكية حاولت بالفعل انقاذ سومرز، وسبق أن كشف مسؤولون يمنيون عن إطلاق سراح ستة يمنيين وسعودي واثيوبي في عملية نفذت يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني، ونشر تنظيم القاعدة تسجيل فيديو يظهر فيه رجل قال التنظيم انه سومرز وهو يتحدث إلى الكاميرا قائلا "أبحث عن اي مساعدة يمكن أن تخرجني من هذا الوضع، أنا على يقين من أن حياتي في خطر"، ولم يتم التحقق بشكل مستقل من صحة الفيديو الذي نشر على موقع سايت للمراقبة.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية قالت في وقت سابق إن عملية عسكرية أدت إلى تحرير رهينة أمريكي كان يحتجزه تنظيم القاعدة ومقتل عشرة من أعضاء التنظيم لكن اللواء علي الأحمدي مدير الأمن القومي أكد في وقت لاحق أنه توفي، وقال مصدر أمني إن العملية تضمنت شن غارة جوية أعقبتها مداهمة شاركت فيها قوات يمنية وأمريكية، ونفذت العملية في منطقة وادي عبدان ال دقار بمحافظة شبوة في جنوب اليمن واستهدفت مجموعة من القاعدة يقودها مبارك الحرد، وينتشر مقاتلو القاعدة وجماعات اسلامية متشددة متحالفة معها بكثافة في أجزاء كبيرة من جنوب وشرق اليمن.

سياسة معارضة

من جهته قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أمر بإجراء مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية التي تحكم جهود تحرير الرهائن الأمريكيين ما زال يعارض دفع فدى، وأمر أوباما بإجراء هذه المراجعة الصيف الماضي في ضوء تزايد عدد المواطنين الأمريكيين الذين يحتجزون رهائن على يد الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة، وفي الشهور الأخيرة قام متشددو الدولة الإسلامية بقطع رؤوس ثلاثة أمريكيين، وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن أوباما شعر بأن هناك ضرورة لهذه المراجعة جراء زيادة عدد عمليات خطف الأمريكيين، وقال إيرنست "الشيء الوحيد الذي أريد أن يكون واضحا على الرغم من ذلك هو أن هذه المراجعة لا تتضمن إعادة النظر في سياسة حكومة الولايات المتحدة المطبقة منذ زمن بعيد بأنه ينبغي عدم دفع فدى للتنظيمات الإرهابية التي تحتجز رهائن، واضاف أن أوباما يعتقد أن دفع الفدى ربما يقود إلى مشاكل على المدى البعيد، وقال "لا نريد وضع مواطنين أمريكيين آخرين في خطر أكبر حينما يتنقلون في أنحاء العالم، كما أن معرفة أن التنظيمات الإرهابية يمكنها ابتزاز فدى من الولايات المتحدة إذا أخذوا رهينة ليس من شأنه إلا أن يعرض المواطنين الأمريكيين لخطورة أكبر". بحسب رويترز.

ونشرت رسالة للبنتاغون تفيد بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بمراجعة الإجراءات المتبعة في حال تعرض رعايا أمريكيين في الخارج للخطف على أيدي جماعات إرهابية، ونشرت الرسالة غداة بث تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف شريط فيديو يظهر عملية ذبح الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ على يد عنصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، وتوضح نائبة وزير الدفاع كريستين وورموث في الرسالة التي نشرتها صحيفة "ذي ديلي بوست" أن الأمر الذي أصدره الرئيس بشأن هذه المراجعة يركز على جوانب "انخراط العائلات وجمع المعلومات الاستخبارية وسياسات الانخراط الدبلوماسي"، وتضيف أن "الرئيس طلب أخيرا إجراء مراجعة شاملة لسياسة الحكومة الأمريكية في ما يخص حالات اختطاف الرهائن في الخارج المرتبطة بالإرهاب".

ووجهت وورموث رسالتها إلى النائب الجمهوري دانكان هانتر، عضو لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس النواب، وبحسب وورموث فإن طلب أوباما هذا "هو نتيجة لتزايد وتيرة اختطاف أمريكيين في الخارج واعتراف بالخطر الذي تشكله بعض الجماعات الإرهابية المحددة"، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" في شريط فيديو نشر على الإنترنت قتل الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ ردا على إرسال جنود أمريكيين إلى العراق، وهو الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم الجهادي رأسه منذ آب/أغسطس، علما بأن الرهائن الخمسة هم صحافيون أو عاملون في مجال الإغاثة، وكان المسؤولون في الإدارة الأمريكية حذروا عائلات الرهائن من دفع فدية للخاطفين لأن القانون يمنع ذلك، ولكن هذا الموقف لا يشاطره مع واشنطن حلفاؤها الأوروبيون الذين دفع الكثير منهم سرا ملايين الدولارات لإطلاق سراح مواطنيهم، وبعض هؤلاء كانوا رهائن في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".

داعش والرهائن الغربين

الى ذلك قال متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل فيديو إنهم أعدموا الرهينة الأمريكي بيتر كاسيج وحذروا الولايات المتحدة من أنهم سيقتلون مواطنين أمريكيين آخرين "في شوارعكم"، وجاء الإعلان عن مقتل كاسيج (الذي سيكون خامس غربي يعدمه التنظيم) ضمن تسجيل فيديو مدته 15 دقيقة نشر على الانترنت وأظهر عملية ذبح 14 رجلا على الأقل قال التنظيم انهم طيارون وضباط موالون للرئيس السوري بشار الأسد، وفي واشنطن قال مجلس الأمن القومي إن الحكومة الأمريكية تعمل على التحقق من صحة المزاعم، وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم المجلس في بيان "إذا تأكد الأمر فإن القتل الوحشي لعامل إغاثة أمريكي بريء أفزعنا ونقدم خالص تعازينا لعائلته وأصدقائه"، وأدان زعماء ومسؤولون غربيون آخرون القتل، ولم يتضمن التسجيل لقطات لقطع رأس كاسيج لكنه أظهر رجلا ملثما واقفا ورأسا مقطوعا مغطى بالدماء ملقى عند قدميه.

وقال الرجل الذي كان يتحدث الانجليزية بلكنه بريطانية "هذا هو بيتر إداورد كاسيج، مواطن أمريكي"، ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل الذي بث على موقع للجهاديين وصفحات موقع تويتر التي يستخدمها تنظيم الدولة الاسلامية، وفي بيان قال اد وبولا كاسيج والدا بيتر انهما على علم بالتقارير الإخبارية بشأن "ابننا الغالي" وانهما بانتظار تأكيد من الحكومة بشأن صحتها، وطلبا احترام خصوصيتهما خلال هذا الوقت، وتحدث الرجل في الفيديو بلكنة سكان جنوب بريطانيا ذاتها التي تحدث بها قاتل الرهائن السابقين الذي أطلقت عليه وسائل إعلام بريطانية اسم "جون الجهادي"، وأفادت بعض التقارير الإعلامية أنه كان يعتقد أنه أصيب في ضربة جوية استهدفت اجتماعا لقادة الدولة الإسلامية في بلدة عراقية قرب الحدود السورية، وقال الملثم "الى أوباما كلب الروم، اليوم نذبح جنود بشار وغدا سنذبح جنودك" متوقعا أن ترسل واشنطن مزيدا من الجنود للمنطقة لمحاربة الدولة الإسلامية، وتابع قوله "بإذن الله، ستبدأ الدولة الإسلامية قريبا، في ذبح مواطنيكم في شوارعكم".

واختلفت طبيعة هذا التسجيل عن سابقيه ليس لانه أظهر عمليات ذبح أخرى وحسب لكن لانه عرضها بالتفصيل، كما تم الكشف عن الموقع المزعوم للذبح وهو بلدة دابق في شمال سوريا، ويعرف كاسيج (26 عاما) وهو من انديانا باسم عبد الرحمن ايضا وهو الاسم الذي اتخذه بعد اعتناقه الإسلام خلال احتجازه، وقال والداه من خلال متحدث باسمهما إن ابنهما اختطف حين كان في طريقه الى مدينة دير الزور بشرق سوريا في الأول من أكتوبر تشرين الأول 2013، وقالت عائلته إن كاسيج وهو جندي سابق كان يقوم بعمل إنساني من خلال منظمة (سبيشال ايمرجنسي ريسبونس اند اسيستانس) التي أسسها عام 2012 لمساعدة اللاجئين السوريين، وقتلت الدولة الإسلامية في وقت سابق الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملي الإغاثة البريطانيين ديفيد هاينز وألان هينينج، وقال الملثم الذي بدا أنه قائد كتيبة الإعدام إن كاسيج دفن في دابق قرب الحدود التركية، وقال "هنا ندفن الصليبي الأمريكي الأول في دابق، وننتظر بفارغ الصبر وصول باقي جيوشكم"، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه أصيب بالفزع بسبب هذا "القتل بدم بارد"، وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تحلل محتوى الفيديو. بحسب رويترز.

رهائن المغرب العربي

فيما بث "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" شريط فيديو يظهر فيه رهينتان أحدهما هو الفرنسي سيرج لازارفيتش وآخر هولندي، حسب مركز سايت الأمريكي المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الجهادية، ولا يصدر عن لازارفيتش (50 عاما)، الفرنسي الوحيد المختطف رهينة في العالم، والمحتجز منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أي مؤشر إلى تاريخ تصوير الشريط وذلك بخلاف الرهينة الهولندي سياك ريكيه الذي تحدث عن تسجيل أجري في 26 أيلول/سبتمبر في مناسبة مرور ألف يوم على اعتقاله بحسب المرصد الأمريكي، وفي هذا الشريط المقتضب يقول الرهينة الفرنسي إنه مريض وقد ظهر على متن شاحنة بيك آب يرتدي زي الطوارق التقليدي وقد أرخى لحيته.

وكان لازارفيتش الفرنسي-الصربي اختطف مع فرنسي آخر هو فيليب فيردون الذي قتل برصاصة في الرأس في تموز/يوليو 2013 بعد ستة أشهر على بدء التدخل العسكري الفرنسي في مالي في إطار عملية سيرفال، وكان هذان الفرنسيان يقومان بزيارة عمل حين اختطفا، في عملية تبناها في حينه تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومطلع حزيران/يونيو ظهر لازارفيتش في شريط فيديو بثته قناة تلفزيونية خاصة مقرها دبي وقد دعا يومها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى العمل على إطلاق سراحه، ويومها قال الرهينة الفرنسي إن الشريط صور في 13 أيار/مايو 2014، وفي 6 تشرين الثاني/نوفمبر أعلن هولاند أن الرهينة الفرنسي لا يزال "دون شك" على قيد الحياة، وفي نفس شريط الفيديو يتحدث بعد الرهينة الفرنسي رجل آخر عرف عن نفسه بأنه الرهينة الهولندي سياك ريكيه الذي ظهر بدوره ملتحيا ومرتديا قميصا وقد تحدث بالإنجليزية، من جهتها أكدت الرئاسة الفرنسية في بيان "صحة" الشريط، مشيرة إلى انه "دليل منتظر منذ مدة" على أن الرهينة الفرنسي لا يزال على قيد الحياة، ووضح الإليزيه في بيانه إن "رئيس الجمهورية على اتصال دائم مع السلطات في دول المنطقة لاستخدام كل أشكال الحوار الرامي لتحرير رهينتنا". بحسب فرانس برس.

من جانب اخر أعلن وزير العدل الجزائري، الطيب لوح، على هامش أشغال الجمعية الوطنية الجزائرية، مقتل أحد الإرهابيين الذين شاركوا في ذبح السائح الفرنسي إيرفيه غورديل في أعالي جبال جرجرة بمنطقة القبائل في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، وصرح الوزير أمام الصحافة: "لقد تمكنت وحدات من الجيش الجزائري خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من القضاء على أحد الإرهابيين الذين شاركوا في قتل الرهينة الفرنسي"، مضيفا أن "التحقيقات الأولية التي قامت بها مصالح الأمن هي التي مكنتهم من تحديد هوية خاطفي إيرفيه غورديل، ومن بينهم الإرهابي المسلح الذي قضي عليه مؤخرا"، لكنه لم يؤكد عدد الإرهابيين الذين شاركوا في عملية اختطاف السائح الفرنسي ولم يكشف عن هوية الإرهابي الذي تم قتله، من جهة أخرى، أشاد وزير العدل الجزائري بالتعاون "البناء والجيد" بين القضاء الفرنسي والجزائري فيما يخص قضية مقتل الرهينة الفرنسي، مشيرا إلى أن التحقيقات تجري في "ظروف جيدة" وأن الطرفين (الجزائري والفرنسي) يعملان في جو يسوده الاحترام المتبادل ووفق القوانين والسيادة الوطنية لكل بلد"، يذكر أن السائح الفرنسي إيرفيه غورديل قتله مسلحون مجهولون في جبال جرجرة بعد أن تم اختطافه في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، ومباشرة بعد اختطافه، نشر الجيش الجزائري أكثر من 10 آلاف جندي في أعالي جبال جرجرة بحثا عنه، لكن بعد مرور يوم واحد فقط، أعلنت جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة" والتي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" أنها قامت بذبح السائح الفرنسي بعدما أخلت سبيل مرافقيه الجزائريين، ولا يزال الجيش الجزائري يبحث عن جثة الرهينة الفرنسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/كانون الأول/2014 - 16/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م