الجامعات.. التمييز العنصري بديلا عن العمق الانساني

 

شبكة النبأ: يعد التعليم الجامعي من الركائز المهمة والأساسية، التي تسهم في بناء وتطوير المجتمعات من خلال رفدها بالكفاءات العلمية المتخصصة في مختلف المجالات، لذا فقد اصبح الاهتمام بالتعليم العالي من اولويات العديد من الدول وخصوصا الدول المتقدمة التي سعت دعم وتطوير جامعاتها وتخصيص ميزانيات هائلة للتعليم والبحث العلمي كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال. وطريقة التعليم والتمويل الجامعي والأكاديمي تختلف من دولة الى اخرى بحسب الانظمة والقوانين المعمول بها، وقد يحصل الطلبة ايضا على تشجيع خاص ومنح و قروض دراسية من قبل الدولة الجامعة لتغطية تكاليف ونفقات الدراسة. وهناك بعض الجامعات تساعد الطلاب في الحصول على أعمال يقضون فيها بعض الوقت أثناء التحاقهم بالجامعة أو خلال الإجازة.

ويرى بعض الخبراء ان هذه المؤسسة المهمة وعلى الرغم مما تقدم، فيها ايضا الكثير من المشكلات المعقدة خصوصا وان العديد من الاوساط الأكاديمية، قد تأثرت وبشكل مباشر ببعض الجوانب السياسية، التي انعكست على الجانب العلمي والمنافسة الحقيقية في الكثير من الجامعات العالمية، التي اصبحت محط انتقاد متزايد بسبب بعض الاجراءات والقوانين الادارية المجحفة، التي تتخذها بحق بعض الطلبة والعاملين وغيرها من المشكلات والسلبيات الاخرى.

وفي هذا الشأن فقد اعلنت جمعية اميركية انها رفعت شكوى ضد جامعة هارفرد العريقة (ولاية ماساتشوستس شمال شرق) وجامعة كارولينا الشمالية في تشابيل هيل (شرق) بتهمة التمييز العنصري خلال عمليات القبول. واوضحت جمعية "ستيودينتس فير ادميشينز" ان هارفرد متهمة بمعاملة تمييزية اتجاه الطلاب الاميركيين من اصول اسيوية مفضلة عليهم مرشحين من البيض والسود واصول اميركية لاتينية اقل كفاءة. وقد تلقت الجمعية في شكواها دعما من مؤسسة "بروجيكت اون فير ربريزنتايشن".

واعتبرت هذه المؤسسة ان هارفرد تمارس سياسة "تمييز مؤذية. فهي تعطي الافضلية لطلاب بيض وسود ومن اصول اميركية لاتينية على حساب طلاب من اصول اسيوية اكثر كفاءة". واضافت "السياسات التمييزية في قبول الطلاب في الجامعات ممنوعة صراحة في المادة الرابعة عشرة من الدستور وفي القوانين الفدرالية حول الحقوق المدنية". بحسب فرانس برس.

وتابعت تقول ان هارفرد "تنتهك المعايير الجديدة للفحص المعمق" التي اقرتها المحكمة الاميركية العليا العام 2013 وفيها ان عمليات القبول "يجب ان تعتمد وسائل محايدة عنصريا للتوصل الى التنوع (..) بدلا من سياسات تمييز ايجابية تعتمد على الجنس". واكدت ان جامعة كارولينا الشمالية "لا تحترم ايضا هذه المعايير الجديدة". واكدت جمعية "ستيودينتس فير ادميشينز" التي رفعت الشكوى انها تمثل طلابا "مؤهلين" رفضتهم هاتين الجامعتان ، واهاليهم.

طرد أستاذ جامعي

في السياق ذاته ألغت جامعة أمريكية عقد توظيف لأحد أساتذتها والذي ينحدر من أصول عربية، بسبب نشره تغريدات على موقع تويتر مؤيدة للفلسطينيين خلال الحرب في غزة. ودعا أستاذ جامعي خسر وظيفته بسبب تغريداته إلى إعادة تعينه استنادا إلى حرية التعبير وحرية التعليم. لكن الجامعة الأمريكية قالت إنها ثابتة على موقفها بسحب وظيفة الأستاذ من "ستيفن سالايتا" بسبب تغريداته المؤيدة للفسلطينيين والمعادية لإسرائيل والتي وصفتها بأنها غير متحضرة ومهينة.

وأثار إلغاء التعاقد مع "سالايتا" جدلا واحتجاجات في الجامعة وجامعات أخرى بشأن حرية التعليم والسياسة. وكتب "سالايتا" تغريدات كثيرة أثناء الحرب ومن بينها تغريدة في الأول من تقول "مؤيدو إسرائيل يجب إجبارهم على رؤية صور الأطفال الباسمين الذين قتلوا بدون توقف في غزة." وألف سالايتا -الأمريكي المولد من أبوين من فلسطين والأردن- عددا من الكتب وعمل بالتدريس في "فرجينيا تيك" قبل تعيينه في إيلينوي. بحسب فرانس برس.

وترك عدد من طلاب الجامعة محاضراتهم للاستماع إلى أول تصريح علني من "سالايتا" منذ إلغاء الجامعة تعيينه في قسم الدراسات الأمريكية الهندية. وتحدث سالايتا وإلى جانبه بعض أستاذة الجامعة الذين يؤيدونه. ودافع عن تغريداته على موقع تويتر قائلا إنها كانت عاطفية وتلقائية وتعكس فزعه من قتل الفلسطينيين. واتهم الجامعة بفصله تحت ضغط من متبرعين أغنياء لا تعجبهم آرائه الداعمة للفلسطينيين. ولم ترد "روبين كالر" مسؤولة الشؤون العامة على سؤال حول زعم سالايتا بوجود ضغط سياسي. وأرسلت بيانا جاء فيه أن الجامعة متمسكة بقرارها بعدم تعيين سالايتا. وقال سالايتا إنه ليس معاديا للسامية.

الاعتداءات الجنسية

من جانب اخر أطلق طلبة جامعيون في الولايات المتحدة الأمريكية، حملة جمع توقيعات لحث إدارة جامعة في واشنطن على طرد أعضاء مجموعة تمارس الاعتداءات على طالبات يجبرن على ممارسة الجنس، وأطلق البيت الأبيض الأمريكي هو الآخر حملة وطنية لمكافحة الاغتصاب. ويدفع الجدال المتصاعد حول الاعتداءات الجنسية في الجامعات الأمريكية، والتقارير المتلاحقة في هذا المجال السلطات والجامعات، والمجتمع إلى البحث عن الإجراءات الكفيلة للتصدي لهذه الظاهرة، وصولا إلى إعادة النظر بأسس التربية.

وفي الربيع الماضي، تسربت رسائل إلكترونية لمجموعة طلابية في الجامعة الأمريكية في واشنطن تطلق على نفسها اسم "أبيسلون أيوتا" تظهر استغلال بعض أعضائها لسذاجة بعض الطالبات في السنة الأولى وصولا إلى تخديرهن للاعتداء عليهن. وتحدثت إحدى المراسلات عن استغلال وقوع الشابات في حالة سكر من أجل تقبيلهن.

وتقول أماندا غولد الطالبة في السنة الثانية "هذه المجموعة معروفة باسم "رابطة المغتصبين" وقد أشاحت الجامعة عينيها عنها لوقت طويل، لكن بعد تسرب المراسلات لم يعد أمام الإدارة خيار آخر". وتنشط أماندا في مواجهة هذه الظاهرة، وهي أسست مجموعة "نو مور سايلنس" (لا صمت بعد اليوم)، وجمعت 1700 توقيع لدفع إدارة الجامعة إلى طرد الفاعلين، ونظمت تظاهرات لمطالبة الإدارة بالكف عن التقليل من خطورة المشكلة. ومع أن أماندا لم تحظ حتى الآن بإمكانية مقابلة رئيس الجامعة، لكنها تلقت دعما أكثر أهمية.

فقد أطلق البيت الأبيض حملة وطنية لمكافحة هذه الظاهرة، وذلك مع بروز الأخبار التي تشي بحدة المشكلة واتساع نطاقها، فمن أصل خمس طالبات تتعرض واحدة للاغتصاب في حياتها الجامعية. وأوصى الرئيس باراك أوباما الجامعات بالتصدي لهذه الظاهرة، وقال "إن هذه المشكلة تقع على عاتقنا" داعيا كل طالبة إلى "أن تكون جزءا من الحل".

وتبث في أماكن تجمع الطلاب مقاطع دعائية تدعو إلى التحرك وعدم الاكتفاء بموقع المتفرج. وبحسب فيث فيربر الطالبة في السنة الثانية، فإن "الناس لا يعرفون أصلا أن هذه الأعمال تندرج في إطار الاغتصاب". وهي تروي أنها تصدت مرة لأحد الشبان شارحة له أن استغلال الشابة الواقعة تحت تأثير السكر الشديد لأغراض جنسية ما هو إلا اغتصاب يعاقب عليه القانون. وتنشط فيث في ورشات توعية بدأت تتكاثر منذ الكشف عن الرسائل الالكترونية.

وقد فرضت إدارة الجامعة على الطلاب الذين يلاحقون الفتيات الالتزام بهذه الورشات، ويبقى الخيار حرا للآخرين، علما أن دراسة أعدت في العام 2013 أظهرت أن 18 % من الطلاب أقروا بأنهم مارسوا الجنس مع فتاة لم تكن ترغب بذلك. وتركز الحملات على أن أي ممارسة جنسية لا تحظى بموافقة الطرف الآخر بملء إرادته هي عمل جرمي من فئة الاغتصاب، لكنها لا تركز كثيرا على العوامل التي تضع الشابة في دائرة الخطر مثل استهلاك الكحول أو قبول كأس شراب من شخص غير معروف وما إلى ذلك. بحسب فرانس برس.

وبموجب قانون أقر في ولاية كاليفورنيا في الآونة الأخيرة فإن أي ممارسة جنسية غير قائمة على موافقة واضحة من الطرفين يمكن أن تصنف في دائرة الاغتصاب في حال التقدم بشكوى لإدارة الجامعة. لكن دانيال رابابورت المسؤولة في قسم الوقاية من العنف الجنسي في الجامعة الأمريكية ترى أن المشكلة يجب أن تعالج في ما هو أبعد من القوانين. وتقول "المشكلة الحقيقة هي في الطريقة التي يربي فيها الأمريكيون أبناءهم". وتضيف "نحن ننشئ الفتيان على أن يصبحوا رجالا معتدين، فوقيين، عنيفين، لا يرون في المرأة سوى أشياء يريدون الحصول عليها".

ميثاق شرف

على صعيد متصل تسعى جامعة هارفارد الأمريكية إلى إدخال "ميثاق شرف" طلابي يتعهد فيه الطلاب بعدم الغش. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة من الطلاب أن يقدموا تعهدا عاما بعدم السرقة العلمية، أو الغش في الأعمال الدراسية والامتحانات. وواجهت الجامعة أكبر فضيحة غش يكشف عنها على الإطلاق في عام 2012.

وبمقتضى هذا المقترح يوافق الطلاب على التوقيع على استمارة "تأكيد النزاهة" بداية من عام 2015. وتستخدم "مواثيق الشرف" الطلابية في عدد من الجامعات الأمريكية بوصفها طريقة لثني الطلاب عن الغش في الامتحانات، أو تقديم موضوعات دراسية منقولة من مواقع على الإنترنت. ولم يُطلب ذلك من قبل مطلقا من طالب في جامعة مثل جامعة هارفارد العريقة.

لكن كلية الآداب والعلوم بالجامعة صوتت لصالح إدخال ميثاق شرف طلابي، وإنشاء مجلس للإشراف على تطبيقه. وتواجه جامعة هارفارد، مثل جامعات أخرى حول العالم، تحديا فيما يتعلق بكيفية منع الطلاب من نسخ معلومات من مواقع الإنترنت، والتأكد من ذكرهم لمصدر تلك المعلومات بشكل سليم.

وتعمل الجامعة منذ أربع سنوات على فكرة وضع ميثاق شرف طلابي لدعم "ثقافة النزاهة"، وأطلقت في الوقت نفسه تحقيقا رفيع المستوى في مزاعم بانتشار ظاهرة الغش على نطاق واسع. وسيذكر ميثاق الشرف الخاص بالجامعة أن الغش، والسرقة العلمية، وعدم الأمانة الأكاديمية، أو تقديم الأفكار الخاصة بشخص ما على أنها تخص الطالب، من الأمور التي تعد "انتهاكا" لمعايير المجتمع الجامعي. ولم يتقرر بعد كيف ستكون صورة ذلك التعهد، أو كم مرة سيتم التأكيد عليه.

وأجريت تجربة لاختبار الغش في امتحانات معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، وقدم لنصف عدد الطلبة الذين يؤدون أحد الامتحانات بالمعهد مذكرة للتوقيع عليها تنص على أن ذلك الامتحان يُعقد في ظل تطبيق مواثيق الشرف الطلابية والتي تمنع الغش. ووجدت التجربة أن الطلاب الذين وقعوا المذكرة كانوا أقل ميلا إلى الغش، رغم أنه لم تكن هناك مثل هذه المواثيق من الأساس، وإنما كانت وهمية. بحسب بي بي سي.

وكان يبدو أن عملية التعهد هذه، حتى لو كانت مجرد ميثاق أخلاقي، تمثل عنصرا للردع يمنع الطلاب من الغش. ويعتقد أن زيادة الإقبال على دراسة المواد الجامعية عبر الإنترنت قد أثارت أسئلة أخرى بشأن التحقق من هوية الطلاب. وهناك اختبارات تُجرى من خلال أنظمة التحقق من الهوية مثل بصمة العين، أو عبر كاميرات متصلة بالإنترنت، أو التعرف على الشخص من خلال لوحة المفاتيح، وهي أنظمة من شأنها التعرف على الأشخاص من خلال طريقة استخدامهم لأجهزة الكمبيوتر.

بين الفقر والتهديد

الى جانب ذلك كشفت الشرطة المالية الإيطالية أمر طالبة كانت تدعي أنها فقيرة في حين أن والدها يملك سيارة "فيراري"، وذلك في إطار عملية واسعة النطاق للكشف عن حالات الاحتيال المرتبطة بالامتيازات المقدمة للطلاب المحدودي الدخل. وجاء في بيان صادر عن الشرطة المالية أن شوائب كثيرة كانت تشوب 63% من الحالات التي تم التدقيق فيها في العام 2013.

ويمكن لطلاب الجامعات الإيطالية تقديم مستندات تثبت محدودية دخل عائلاتهم بغية الحصول على منح دراسية وتخفيضات على الرسوم الجامعية وتذاكر مجانية لاستخدام وسائل النقل وغيرها من وسائل الدعم المادي. وكشف البيان أن "إحدى الطالبات ادعت أن عائلتها تتقاضى 19 ألف يورو في السنة، في حين أن والدها يملك سيارة فيراري وبنايات فاخرة. كما أن طالبة أخرى نسيت أن تصرح بمدخول قدره 70 ألف يورو". وقد أجريت هذه التحقيقات في أكبر ثلاث جامعات في روما في سياق تعاون بين الشرطة المالية وإدارات الجامعات والسلطات المحلية.

من جانب اخر أظهر بحث أن عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الانجليزية تراجع للمرة الأولى في نحو 30 عاما بسبب تشديد قواعد الحصول على تأشيرة وارتفاع رسوم الدراسة الأمر الذي جعل الطلاب يفضلون الولايات المتحدة واستراليا. وأوضح البحث الذي أجراه مجلس تمويل التعليم العالي في انجلترا أن عدد الطلاب الأجانب انخفض إلى 307205 طلاب في 2012 من 311800 في 2011 وهو أول تراجع منذ 29 عاما رغم أن أعداد الطلاب ازدادت في دول أخرى.

وتشكل هذه البيانات باعث قلق لقطاع التعليم العالي لأن الطلاب الأجانب والأوروبيين يشكلون 30 في المئة من الملتحقين بالجامعة بدوام كامل ويبلغ قيمة ما ينفقونه على مصاريف الدراسة وأوجه إنفاق أخرى 10.7 مليار جنيه استرليني سنويا. وأظهرت بيانات المجلس أن التعليم العالي شكل 2.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي البريطاني في 2011 وخلق نحو 760 ألف وظيفة. وقال المجلس إن من أسباب التراجع في عدد الطلاب الأجانب تشديد قواعد الحصول على تأشيرة وارتفاع مصاريف الدراسة في انجلترا.

على صعيد متصل رفعت شكوى جنائية ضد طالب بجامعة "هارفارد" المرموقة بسبب زعمه بوجود قنابل، ما أدى إلى تأخير بعض الامتحانات النهائية، بما في ذلك امتحاناته،. وأرسل الطالب إلدو كيم، الذي يبلغ من العمر 20 عاما، تهديدات بوجود قنابل عبر البريد الإلكتروني ، إلى مكاتب مرتبطة بجامعة هارفارد، بما في ذلك إدارة شرطة الجامعة وصحيفة يومية باسم "هارفارد كريمسون"، يديرها الطلاب، وفقا لما أوردته الشكوى، التي تتألف من خمس صفحات.

أما عنوان الرسائل، فذكر "قنابل وضعت في جميع أنحاء الحرم الجامعي" و"شظايا قنابل" في أربعة مبان في الحرم الجامعي الرئيسي في كامبريدج. واستدعت شرطة هارفارد مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، وجهاز الخدمة السرية، وإدارة شرطة كامبريدج، وإدارة شرطة بوسطن، فضلاً عن إدارة إطفاء كامبريدج. وتم إخلاء المباني التي اجتاحها خبراء في تفكيك المتفجرات. واقتصر الوصول إلى ساحة هارفارد على الطلاب الذين لديهم بطاقات الجامعة، وفقا للموقع الإخباري الرسمي للجامعة.

وفيما بعد خلص المسؤولون إلى أن التهديدات كانت مجرد خدعة وسمحوا بدخول الطلاب إلى الجامعة. وأرسلت الرسائل عبر البريد الإلكتروني من خلال خدمة تسمى "غيريلا مايل" ما يخلق رسائل إلكترونية مؤقتة ومجهولة المصدر، وفقا للشكوى. واستخدم الطالب نظام يسمى " TOR" الذي يخفي هوية المرسل. وتمكنت جامعة هارفارد من تحديد هوية كيم الذي استخدم "TOR" باستخدام شبكة هارفرد اللاسلكية، وفقاً للشكوى. بحسبCNN.

واستجوب وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي وضابط من إدارة شرطة جامعة هارفارد كيم في مقر اقامته في الحرم الجامعي، حيث ذكر أنه لفق التهديدات بوجود قنبلة عبر رسائل البريد الإلكتروني، موضحاً أنه تصرف بمفرده، بحسب الشكوى. وقال كيم، إن الدافع وراء فعلته هذه، هي تجنب الامتحان النهائي الذي كان مقرراً. ومن المقرر أن يظهر الطالب في المحكمة الجزائية الأمريكية أمام رئيس المحكمة في ولاية ماساتشوستس. وإذا أدين، يمكن أن يواجه الطالب حدا أقصى من السجن لخمس سنوات، وثلاث سنوات من الافراج مع وقف التنفيذ، وغرامة تبلغ 250 ألف دولار.

أكبر هبة مالية

في السياق ذاته تلقت جامعة هارفرد الأميركية أكبر هبة في تاريخها بقيمة 350 مليون دولار من طالب سابق فيها أصله من هونغ كونغ بات اليوم صاحب ملايين، على ما جاء في مجلة الجامعة. وتبرع جيرالد تشان بهذا المبلغ الطائل لكلية الصحة العامة في هارفرد. وستستخدم هذه الأموال خصوصا للمساعدة على مواجهة الأوبئة مثل فيروس ايبولا والاستجابة للمسائل الإنسانية، مثل الفقر والأضرار الجانبية للحروب والنزاعات، على ما اوضحت مجلة "ذي هارفرد كريمسون".

ويعد هذا المبلغ أكبر هبة تلقتها الجامعة الواقعة في كامبريدج في بوسطن (ولاية ماساتشوستس شمال شرق الولايات المتحدة) وثالث أكبر هبة على الصعيد العالمي لهذا المستوى التعليمي، بعد المليار دولار الذي منح لجامعة فيدانتا في الهند والستمئة مليون لمعهد التكنولوجيا في كاليفورنيا. وقد جنى جيرالد تشان المولود في هونغ كونغ ثروته مع شقيقه روني في قطاع رأسمال الاستثماري. وهو تخرج من كلية الصحة العامة في هارفرد في السبعينيات وبقي على اتصال وطيد بالجامعة. بحسب فرانس برس.

ويملك جيرالد تشان دارة في نيوتن (ماساتشوستس)، بالإضافة إلى عدة ممتلكات عقارية اشتراها خلال السنوات الأخيرة بقيمة 100 مليون دولار في حي هارفرد سكوير التاريخي الواقع في جوار الجامعة. وتقديرا لهذه الهبة السخية، غيرت الكلية اسمها إلى كلية تي.اتش. تشان للصحة العامة تكريما لوالد المليونير الذي كان مروجا عقاريا مهما في هونغ كونغ.

الجامعات الايرانية

من جهة اخرى دعا الرئيس الايراني حسن روحاني جامعات ايران الى قبول مزيد من الطلبة والمحاضرين الاجانب ورفض مخاوف المحافظين من أن مزيدا من التواصل مع العالم الخارجي سيشجع على التجسس. وتبدو تصريحاته في جامعة طهران هجوما جديدا على المتشددين في القيادة السياسية في الجمهورية الاسلامية التي تشن حملة قوية ضد سياساته بشأن التواصل الدولي.

ودعا روحاني الى انشاء تعليم جامعي باللغة الانجليزية وأشار الى ان هناك الكثير الذي تكسبه الحياة الاكاديمية الايرانية من مزيد من الاختلاط الدولي. وقال "بعض الناس يقولون اننا اذا اتصلنا بالعالم الخارجي واذا ذهب مدرسونا الى الخارج واذا جاء اساتذتهم الى هنا فان شخصا ما منهم سيكون جاسوسا. كفوا عن تقديم الاعذار." بحسب رويترز.

وقال روحاني "حتى اذا لم تكن لدي خبرة في أي شيء آخر فان رئيسكم على الاقل لديه خبرة في مسائل الامن القومي." وروحاني معتدل نسبيا تقلد مناصب حكومية رفيعة عديدة على مدار عشرات السنين من بينها كبير المفاوضين النوويين مع القوى العالمية. ورغم انه توجد كلية للدراسات الدولية باللغة الانجليزية في طهران الا انه لا توجد جامعة في الجمهورية الاسلامية يتم تدريس كل المواد فيها باللغة الانجليزية. وروحاني حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة في اسكتلندا ودعا ايران الى التواصل مع العالم ليس فقط في مجال السياسة وانما في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا. وقال "مقاعد جامعاتنا خالية في مواد معينة. إما ان نجعلها أصغر أو ندعو طلبة أجانب."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/كانون الأول/2014 - 15/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م