امريكا وايران.. العائق الأكبر في جدلية الخلاف بين المعارضين

 

شبكة النبأ: يحاول المكتب البيضاوي بقيادة الرئيس الامريكي باراك اوباما، ادارة الصراع  في الملف النووي الايراني من جهتين، الجهة الاولى داخل الولايات المتحدة الامريكية، بمحاولة اقناع الكونغرس الامريكي (الذي يسيطر عليه الجمهوريين بعد الانتخابات الفصلية الاخيرة وهم الاكثر تشددا تجاه الاتفاق مع ايران بخلاف الديمقراطيين)، بضرورة التريث وعدم اضاعة الفرصة في تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية منذ اكثر من عام، والتي اعتبرها مسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية وايران، بانها قلصت الخلاف الى اقرب نقطة منذ عشرة سنوات من القطيعة والخلاف، سيما وان السعي الى فرض المزيد من العقوبات قد يعقد الامور ويعيدها الى المربع الاول، اما الجهة الثانية، فهي اصرار حلفاء البيت الابيض (وبالأخص اسرائيل وبعض البلدان العربية)، ترى ان ايران تمارس في الخفاء تطوير ملفها النووي ليكون قادرا على انتاج الاسلحة النووية، وان ضرب المنشآت الايرانية (بحسب تصريحات اسرائيل) هو السبيل الوحيد لمنع وصول ايران الى تحقيق هذا الهدف، كما ان حلفاء الولايات المتحدة الامريكية، تمارس ضغوط كبيرة على الرئيس الامريكي، مستخدما نفوذها الواسع لدى المشرعين وجماعات الضغط والمؤسسات الامريكية الاخرى، من اجل افشال الحوار الذي ترى انه يصب في صالح نظام الآيات في ايران.

وفي محاولة لتهدئة مخاوف هؤلاء قال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أمام منتدى بشأن الشرق الأوسط بمؤسسة (بروكنجز) البحثية إنه "لم يتبق سوى النزر اليسير" للتوصل لاتفاق نووي مع ايران إلا ان الامر لا يزال يستحق مواصلة الجهود، ورفض بايدن في حديثه نداءات تطالب بفرض مزيد من العقوبات على طهران بشأن برنامجها النووي لان "هذا ليس وقت المخاطرة بانهيار المحادثات فيما لاتزال أمامنا فرصة لتحقيق انفراجه"، وأضاف ان العقوبات "قد جمدت البرنامج ومنحتنا فرصة للحل السلمي، أقول لكم إني اعتقد انه لم يتبق سوى النزر اليسير ومع ذلك فانها خطوة"، وتابع بايدن انه في الوقت الذي توجد فيه خلافات تكتيكية بين الولايات المتحدة واسرائيل إلا ان واشنطن لا تزال على التزامها الكامل بأمن اسرائيل، وقال "لن ندع ايران تمتلك سلاحا نوويا، قولا واحدا"، كما اكد بايدن في خطاب امام منتدى سابان الموالي لاسرائيل في واشنطن "سمعنا الكثير من التفاهات حول موقفنا حيال ايران، ساعلن هذا الموقف اذا في شكل واضح جدا، لن ندع ايران تملك السلاح النووي، نقطة على السطر، النقاش انتهى، هذا الامر لن يحصل ما دمنا هنا"، واكد نائب الرئيس الاميركي ان واشنطن تبحث سياستها حيال ايران بالتفصيل وحض المشاركين في المنتدى على عدم المبالغة في اهمية الخلافات بين الولايات المتحدة واسرائيل، وقال "ليس هناك اي خلاف، اي خلاف، بيننا وبين الاسرائيليين حول قضية امن اسرائيل".

ويبدو ان اوباما ومساعديه، ليسوا الطرف الوحيد الذي يصارع من اجل انجاح المفاوضات الجارية مع ايران، فعلى الجانب الاخر، يحاول الرئيس الايراني (حسن روحاني) وهو من التيار الاصلاحي، الاستمرار بعملية اقناع المحافظين في ايران (وهم الطرف الاقوى في الحكم ويحضون بدعم كامل من المرشد الاعلى للثورة الايرانية، كما يسيطرون على اغلب مفاصل الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والعسكرية)، بعد ان تعرضت حكومة الى جملة من الانتقادات من قبل قيادات المحافظين داخل السلطة، ويرى الكثير من الخبراء ان الفجوات الموجودة والتي تمنع من ابرام الاتفاق النهائي، رغم كبرها، الا انها ليست مستحيلة ويمكن تقريب وجهات النضر بين الطرفين، شريطة ان تكون هناك ارادة سياسية تعزز جهود المفاوضات بدلا من عرقلتها، اذ ان الامور الفنية العالقة بين الطرفين ليست اكثر تعقيدا من الخلافات السياسية والتناقض الواضح في الموقفين بين اكبر مؤسستين لدى الولايات المتحدة الامريكية وايران والتي تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي ينهي جدلية الملف النووي الايراني ومخاطرة المستقبلية في المنطقة بحسب المعارضين.

معركة جديدة

في سياق متصل بعد انتهاء مفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني بدون تحقيق نتائج، تخوض الادارة الاميركية حملة جديدة في الكونغرس لثنيه عن اقرار عقوبات جديدة ضد طهران حرصا على منع انهيار المفاوضات الدولية، وبعد عشرة ايام على فشل المفاوضات في العاصمة النمساوية حيث اقتصر الاتفاق الوحيد الذي تم التوصل اليه بين الدول الست الكبرى وايران على تمديد المفاوضات الى تموز/يوليو، تجيب مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان على اسئلة اعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب، معظمهم من انصار تشديد الخناق على طهران، وحذرت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف بانه خلال جلسة الاستجواب هذه امام اعضاء الكونغرس "سنقول لهم بكثير من الحزم لماذا الوقت الان غير مناسب لفرض عقوبات جديدة"، وانتقدت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس اي عقوبات ضد ايران قد يتم التصويت عليها في الكونغرس مع انتقاله في كانون الثاني/يناير الى السيطرة الجمهورية الكاملة فقالت متحدثة امام رجال اعمال خلال اجتماع نظمته صحيفة وول ستريت جورنال ان ذلك سيكون "حماقة".

وقالت مستشارة الرئيس باراك اوباما انه "اذا ما فرضت الولايات المتحدة بشكل احادي عقوبات اضافية، فسوف ننسف المفاوضات"، ولفتت كذلك الى ان "مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) ستنقسم والاسرة الدولية ستحمل الولايات المتحدة وليس ايران مسؤولية انهيار المفاوضات"، وهناك نص بشأن فرض عقوبات قدم بمبادرة من روبرت منينديز (ديموقراطي) ومارك كيرك (جمهوري)، موجود في ادراج مجلس الشيوخ منذ كانون الاول/ديسمبر 2013، يدعمه ستون سناتور من اصل مئة لكنه مجمد بفضل مناورات البيت الابيض، والهدف من هذا النص هو ان يكون بمثابة تحذير لايران بان الكونغرس سيفرض تلقائيا عقوبات اقتصادية جديدة على قطاعات استراتيجية ايرانية في حال عدم التوصل الى اتفاق نهائي في الاشهر المقبلة، وقال منينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والذي يعتبر من صقور الديموقراطيين "في نهاية المطاف، اذا لم يتم ابرام اي اتفاق بحلول 24 اذار/مارس، فان تحركا في الكونغرس يجيز عقوبات سيمنحنا الثقل الضروري لمنع ايران من التحول الى دولة تملك اسلحة نووية".

وتتواصل المفاوضات في الكواليس بين الجمهوريين والديموقراطيين حول مضمون نص يطرح في مطلع العام 2015، وتردد الادارة الاميركية التي تخوض منذ سنوات مفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل، انها ستبذل كل ما في وسعها بما في ذل شن ضربة عسكرية لمنع ايران من امتلاك القنبلة الذرية غير ان الرئيس اوباما لطالما اعطى الاولوية للوسائل الدبلوماسية جاعلا من تحقيق تقارب مع ايران احدى اولويات سياسته الخارجية، كذلك حذر العديد من الخبراء في واشنطن من فرض عقوبات اميركية جديدة، وقالت اليزابيث روزنبرغ المحللة في مركز نيو اميريكان سيكيوريتي ان "عقوبات اشد سيكون لها تاثير عكسي بل قد تدفع طهران واعضاء اخرين في مجموعة 5+1 الى التخلي عن المفاوضات" مضيفة ان "ذلك قد يعرقل المحادثات" الدولية بدون "وقف انشطة التخصيب النووي"، وفي حال اصدار قانون جديد ضد ايران توقع الخبير في معهد كارنيغي كريم سجادبور احتمالين "الاحتمال الاول هو ان تقول ايران سوف نخرج من المفاوضات لكننا لن نستأنف انشطتنا والاحتمال الثاني وهو المرجح هو ان تقول ايران سوف نستأنف انشطتنا لكننا سنواصل التفاوض". بحسب فرانس برس.

ولفت سجادبور الى ان الايرانيين في الحالتين "يمكن ان يكونوا واثقين بان العالم سيتهم الولايات المتحدة وليس ايران بالفشل لانه سيقول ان الكونغرس هو الذي اسقط الاتفاق"، وتسعى الدول الست الكبرى وايران للتوصل الى تسوية نهائية لوضع حد للتوتر الدولي المستمر منذ 12 عاما حول برنامج طهران النووي، وتطالب مجموعة 5+1 ايران بالحد من قدراتها النووية لمنعها من امتلاك القنبلة الذرية في المستقبل فيما تؤكد طهران ان برنامجها سلمي بالكامل، متمسكة بحقها في امتلاك برنامج نووي مدني ومطالبة برفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

بالمقابل، اقر الكونغرس الاميركي بالإجماع مشروع قانون يصنف اسرائيل "شريكا استراتيجيا كبيرا للولايات المتحدة" ويعزز خصوصا علاقات الدفاع بين البلدين، وصوت مجلس النواب بالاجتماع لصالح مشروع القانون الذي سبق وان اقره مجلس الشيوخ بالاجماع ايضا في ايلول/سبتمبر، والذي يعزز العلاقات بين البلدين في مجالات الدفاع والامن والطاقة والابحاث والتنمية والاعمال والزراعة وادارة الثروة المائية والتعليم، ويزيد القانون الجديد خصوصا مخزونات الاسلحة الاميركية في اسرائيل تسعة اضعاف، وهذه الاسلحة مخصصة لاستخدام القوات الاميركية المنتشرة في الشرق الاوسط، الا ان الجيش الاسرائيلي بامكانه استخدامها في الحالات الطارئة بشرط ان يدفع ثمنها لواشنطن، وبموجب القانون سيزاد مخزون الاسلحة من ما قيمته 200 مليون دولار الى 1,8 مليار دولار، وخلل الصيف الفائت لجأت اسرائيل الى هذا المخزون من الاسلحة خلال هجومها على قطاع غزة وقد عمل البنتاغون لاحقا على اعادة ملء المخزون، وفي القانون الذي اقره، يطالب الكونغرس ايضا الحكومة الاميركية بان تتبادل مع اسرائيل بصورة اكثر انتظاما واكثر تحديدا المعلومات المتعلقة بالتطورات العسكرية في الدول المحيطة بالدولة العبرية، وفي الملفات الخارجة عن الاطار العسكري، يطالب الكونغرس الحكومة باضافة اسرائيل الى قائمة الدول التي لا يتطلب رعاياها الحصول على تأشيرة للسفر الى الولايات المتحدة على سبيل السياحة، وكان الكونغرس زاد خلال الصيف بنسبة النصف المساعدة المالية الاميركية لمنظومة الدفاع الصاروخي الاسرائيلية "القبة الحديدية" الرامية لحماية الاراضي الاسرائيلية من الصواريخ التي تطلق باتجاهها، والمساعدة المخصصة لهذه الغاية فقط زادت من 235 مليون دولار في 2014 الى 351 مليون دولار في 2015، وفي المحصلة يصل حجم المساعدة العسكرية التي قررت الولايات المتحدة تقديمها للدولة العبرية خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2018 الى 30 مليار دولار.

الفجوة مازالت كبيرة

الى ذلك سعت طهران وواشنطن الى احراز تقدم في الملف النووي الايراني الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر من ان "الفجوة ما زالت كبيرة" في المفاوضات الجارية مشككا في امكانية سدها قبل انتهاء المهلة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وتساءل اوباما "هل سنتمكن من سد هذه الفجوة الاخيرة بحيث تعود ايران الى المجتمع الدولي وترفع عنها العقوبات تدريجيا ونحصل على تطمينات قوية وأكيدة يمكن التحقق منها بانهم غير قادرين على تطوير سلاح نووي؟"، واضاف ان "الفجوة لا تزال كبيرة، وقد لا نتمكن من التوصل الى ذلك"، وتاتي تصريحات الرئيس الاميركي في الوقت الذي بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف محادثات في سلطنة عمان، وتسعى ايران والدول الخمس الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) اضافة الى المانيا، الى التوصل الى اتفاق بشان خفض نشاطات ايران النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاق المؤقت السابق في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

من جانبه اعتبر ظريف في تصريحات بثتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه "ما زال هناك تباعد" في مواقف الجانبين بشأن "حجم برنامج التخصيب وآلية رفع العقوبات"، واضاف "اذا برهن الجانب الآخر على ارادة سياسية حسنة يمكننا التوصل الى اتفاق"، واضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الايراني "منذ نيويورك قررنا التركيز على الحلول بدلا من التركيز على الخلافات"، وتاتي هذه المحادثات بعد معلومات عن رسالة وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي يملك السلطة العليا في هذا الملف، وتدعو الرسالة الى التوصل الى اتفاق نووي مشددة على ان لايران والغربيين مصالح مشتركة في المنطقة، ولم يؤكد اوباما توجيه هذه الرسالة مشددا مع ذلك على ان الاميركيين "لا يقيمون اي رابط بين المفاوضات النووية ومشكلة تنظيم الدولة الاسلامية" الذي تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضده في سوريا والعراق لا تشارك فيه ايران. بحسب فرانس برس.

واوضح الرئيس الاميركي ان تنظيم "الدولة الاسلامية عدونا المشترك لكننا لا نجري اي تنسيق مع ايران بشانه"، وقد سبق ان نفى كيري ان تكون مسألة مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق مطروحة خلال المناقشات، وقال في بكين على هامش منتدى للتعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ "ليس هناك اي ارتباط بين المفاوضات بشان البرنامج النووي ومسائل اخرى منفصلة"، وتشارك ايران واشنطن هذا الموقف رسميا وان كان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اكد ان ابرام هذا الاتفاق يمكن ان يكون له انعكاسات ايجابية في المنطقة، وقد اكد عباس عراقجي نائب وزير الخارجية، في مقابلة مع شبكة "العالم" التلفزيونية الايرانية، ان التوصل الى "اتفاق نووي يصب في صالح الطرفين والمنطقة ولا يريد احد العودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل اتفاق جنيف، لانه سيكون سيناريو خطرا للجميع"، لكن السياسة الداخلية في كل من الولايات المتحدة وايران يمكن ان تؤثر على المفاوضات.

ففي واشنطن واجه الرئيس الديموقراطي هزيمة انتخابية قاسية بفقدان حزبه السيطرة على مجلس الشيوخ الذي انتزع الاغلبية فيه الجمهوريون الذين ينتقدون بحدة المفاوضات مع ايران، وفي حال تعثرت المفاوضات، يمكن ان يقرر الكونغرس فرض عقوبات جديدة جاهزة على ايران وان كان اوباما يستطيع تعطيلها، ويخضع ظريف ايضا لضغوط اذ ان بعض اعضاء مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون اكدوا ان الاتفاق الشامل يجب ان يصادق عليه النواب ليصبح ساريا، وطالب 200 من هؤلاء بان "يدافع المفاوضين بقوة" عن حقوق ايران النووية وان يضمنوا "الرفع الكامل للعقوبات"، وحذر الاكثر تشددا منهم حكومة حسن روحاني من تنازلات قد يقدمها فريق التفاوض الايرانيين وبعد هذا اللقاء الثلاثي في سلطنة عمان.

المواجهة فوق العراق

فيما كشفت الغارات الجوية الايرانية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق ان الولايات المتحدة وايران تعملان في مناطق مختلفة في البلاد لتفادي اي مواجهة ضمن تحالف هش وغير رسمي ضد الجهاديين، واستهدفت الغارات الايرانية الاخيرة في العراق مواقع للتنظيم في شرق البلاد حيث لا تتدخل المقاتلات الاميركية، واوضح ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون ان الغارات تمت في "محافظة ديالى" (شرق)، مشيرا الى انها العملية القتالية الاولى لمقاتلات "اف-4" الايرانية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" حسب معرفة واشنطن "فنحن لا نشاط لدينا هناك"، ولم تؤكد طهران رسميا شن العمليات فوق العراق، واوضح مسؤول اميركي ان واشنطن وطهران تاملان بتجنب اي صدام او حادث قد يؤدي الى ازمة دولية او يزيد اعمال العنف الطائفية وتعمل كل منهما بشكل لا يعرقل عمليات الدولة الاخرى، والتحالف الدولي مستعد لغض النظر عن وجود مستشارين عسكريين وطائرات ايرانية في محافظات الشرق والجنوب حيث الغالبية من الشيعة، واضاف المسؤول في البنتاغون رافضا الكشف عن اسمه "هناك اتفاق ضمني يقضي بان لا نتحرك في المجال الجوي ذاته وانهم لا يستهدفون القوات الاميركية"، وقال "نعلم ان لديهم مصالح في هذه المناطق فالعراق بلد مجاور".

وتأمل واشنطن ان تزيد الضربات الجوية الايرانية الضغوط على الدولة الاسلامية، الا ان الترتيب الضمني بين واشنطن وطهران يمكن ان ينهار وعندها تخشى واشنطن من ان يزيد دور ايران من تاجيج اعمال العنف الطائفية، وتابع المسؤول "انه توازن دقيق والاهم هو ان يدعم الايرانيون العراقيين بشكل لا يغذي الطائفية"، والوجود الايراني في العراق ليس جديدا فقد ارسلت طهران مستشارين عسكريين الى البلاد منذ بدء هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال وغرب البلاد في حزيران/يونيو، كما ارسل من قوات النخبة الايرانية الى سامراء وبغداد وكربلاء لحماية المناطق الشيعية والمساعدة في تنظيم الميليشيات الشيعية المحلية، بحسب المحلل فرزين نديمي في تقرير نشره معهد واشنطن للسياسة في الشرق الادنى، وقال مسؤولون اميركيون ان ايران استخدمت طائرات مراقبة بدون طيار فوق العراق، ويقول مراقبون اخرون ان طيارين ايرانيين يقودون مقاتلات روسية الصنع من طراز "سوخوي سو-25" وضعتها طهران بتصرف بغداد قبل عدة اشهر، واضاف المسؤول في البنتاغون ان ايران "لديها جنود ومستشارون على الارض منذ زمن وهي تقوم بتحليق طائرات بدون طيار". بحسب فرانس برس.

وتظهر الغارات الاخيرة الدور المتزايد لايران وهي تشكل ايضا استعراضا للقوة والنفوذ، بحسب علي رضا نادر المحلل لدى مجموعة "راند كوربوريشن"، وقال نادر ان "ايران ليست بحاجة للقيام بهذه الغارات الجوية لكن القادة الايرانيين يريدون اظهار ان ايران قوة يجب اخذها في الحسبان"، ولا تعترض الولايات المتحدة على الترتيب الضمني بين البلدين فهي تدرك ان اي تعاون عسكري صريح مع طهران يمكن ان يثير استنكار حلفائها الاخرين وفي مقدمتهم اسرائيل ودول عربية اخرى، كما اعتبر المسؤولون الاميركيون ان لا مخاطر في حصول مواجهة "لان هناك ما يكفي من الاهداف للجميع"، بحسب مسؤول ثان في البنتاغون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/كانون الأول/2014 - 15/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م