الحشد الشعبي والحضور الفاعل في مسيرة الأربعين

في الطّريقِ الى كربلاء (٣) السّنةُ الثّانية

نـــــزار حيدر

 

أمّا المقاتلون الأبطال من أبناء القوّات المسلّحة العراقية والحشد الشعبي، فينبغي ان يكون لهم حصّة الأسد من الحضور الفاعل والمباشر في مسيرة الاربعين، من خلال ما يلي:

 أولاً؛ رفع صور الشهداء السعداء على طول المسيرة وفي المواكب وعلى السرادقات الممتدة على طول الطريق، ليبقى الشهداء السعداء أبداً مشاعل نورٍ وهداية للمجتمع، يتذكّرون تضحياتهم ومآثرهم ومواقفهم وبطولاتهم، وكذلك يتذكّرون أسرهم التي أنجبتهم، فهم المصداق العملي والحقيقي لمن لبّى نداء الحسين (ع) {الا هلْ من ناصرٍ ينصُرُني} فصدقوا القول بزيارتهم السبط الشهيد (ع) {ونُصرَتي لكُم مُعدّة}.

 ثانياً: تسمية عدد من المواكب والهيئات بأسماء الشهداء الابرار الذين قَضَوا نحبهُم في ساحات الجهاد ضد الارهاب.

 انّ تضحياتِهم بأرواحهم وأنفسهم هي التي حفظت العراق من الانهيار، وهي التي أوقفت زحف الارهاب الاسود الذي حاول اعادة عقارب الزمن العراقي الى الوراء، وهي التي حفظت هذه الشعائر الحسينية العظيمة والتي منها مسيرة الاربعين حيّةً شامخةً مستمرّة.

 ثالثاً: ان يتكرر الدعاء لهم بالنصر المؤزّر والفتح المبين عاجلاً باذن الله تعالى، فالإنسانُ يَكُونُ قريباً جداً من الله تعالى في مسيره الى سيد الشهداء (ع) وانّ أبوابَ السّماء مفتّحةً له ان شاء الله تعالى، فدعاؤهُ مستجاباً ولذلك لا ينبغي له أبداً ان ينسى المجاهدين في سوح الجهاد بدعواته الصالحة وهو يحثُّ الخطأ الى كربلاء، لا ينساهم ولو بخطوة، اذ يجب عليه ان ينشغل بالدعاء لهم طول الطريق.

 وانا هنا اقترح على كل المشاركين في هذه المسيرة المليونية العظيمة التي تظلّلها رحمة الله تعالى، ان يقرأوا دعاء (أهل الثغور) للامام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلام ذو الثفنات، لنصرة المقاتلين والمجاهدين، وان يكرّروا قراءته ويلحّوا في الدعاء به الى الله عز وجل، ففيه من معاني النصر للمجاهدين وخذلان المنافقين أعداء الله والإنسانية الشيء الكثير جداً.

 كما اقترح على كل موالي ان يقرأ دعاء (أهل الثغور) مع زيارة الاربعين عندما يصل الى مرقد سيد الشهداء عليه السلام ويحط رحاله في كربلاء المقدسة، فشفاعة الحسين (ع) للزائر وهو يدعو الله تعالى بهذا الدعاء للمجاهدين والمقاتلين بالغلبةِ والنّصرةِ سيضمن الطاف الله تعالى ورحمته النازلة على العراق وعلى أهل العراق وعلى كل مقاتل ومجاهد في طول البلاد وعرضها وهو يقاتل الارهاب ويحارب التكفيريين.

 رابعاً: تمجيد بطولات المجاهدين وذكر مواقفهم وسرد انتصاراتهم واحياء ذكرى الشهداء في المآتم والقصائد والردّات الحسينية وتوليهم ومقارنة مواقفهم وبطولاتهم بمواقف وبطولات الشهداء في كربلاء في يوم عاشوراء مع سيّدهم وإمامهم الحسين بن علي (ع).

 وفي المقابل من ذلك لَعْنُ أعداءِ العراق من الارهابيين والمنافقين وذكرِ جرائمهم وأفعالهم الشنيعة والتبرّي منهم ومقارنتهم بما فعل اسلافهم من الأمويّين الطلقاء وأبناء الطلقاء الذين حرم عليهم رسول الله (ص) الخلافة.

 خامساً: ولا ننسى بهذا الصدد ذكر الفجائع والمآسي التي تعرّضت لها الأقليّات من المسيحيين والايزيدين والشبك وغيرهم على يد الارهابيين.

 كما ينبغي ان نُذكّر بجرائم الارهابيّين بحق التاريخ والحضارة والتراث والمدنيّة في كل شبر من ارض العراق الطاهرة التي استولوا عليها.

 ونذكّر، كذلك، بفكرهم التكفيري الذي يرضع من فتاوى فقهاء بلاط نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية ومن لفّ لفّهُ.

 ان المقارنة بين تضحيات المجاهدين الأبطال من اجل الوطن والإنسان والقيم والمقدسات والعقيدة الصحيحة والسليمة، وبين افعال الارهابيين تستحضر مفاهيم قول الامام الحسين السبط الشهيد عليه السلام عندما ردّ على والي الطاغية يزيد على المدينة رافضاً اعطاءه البيعة بالقول {مثلي لا يُبايع مِثلَه} فالمقارنة استحضارٌ للقيم، بالضبط كما فعل الامام (ع) عندما قال:

 {إنّا أهلُ بيتِ النبوّة ومعدِن الرسالة ومختلفِ الملائكة بنا فتحَ اللهُ وبنا يختِم، ويزيد رجلٌ فاسقٌ شاربٌ للخمرِ قاتلِ النّفس المحترمة ومثلي لا يبايع مِثلَه}.

[email protected]

..........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/كانون الأول/2014 - 14/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م