عالم السجون.. تفادي الأحكام الخاطئة بعد فوات الأوان

 

شبكة النبأ: ينام في السجون ابرياء كثيرون، بسبب جرائم لم يرتكبوها، وغالبا ما يتم الوصول الى المجرم الحقيقي بعد فوات الاوان، يحث هذا في اكثر الدول حفاظا على حقوق الانسان، وتطورا في مجال القضاء، ولا تغيب الاجراءات العنصرية عن ادارات بعض السجون حتى في الدول التي تقول أنها متحررة، وانها تتعامل مع السجناء وفق المبدأ الانساني الذي يساوي بين الجميع، ولكن هناك مؤشرات تثبت ان هناك تجاوزات على الانسان، منها على سبيل المثال عزل السجناء بسبب طبيعة الافكار والمعتقدات التي يحملونها، كما حدث ذلك في فرنسا مثلا.  

فقد قررت إدارة سجن "فرين" في الضاحية الباريسية جمع كل السجناء الإسلاميين في قسم واحد كي لا تؤثر إيديولوجيتهم على السجناء الآخرين. لكن حراس السجن يشكون بجدوى هذه المبادرة في حال لم تواكبها تدابير إضافية أخرى، مثل رفع عدد الحراس. هل يجب جمع كل المتشددين الإسلاميين المعتقلين في فرنسا في مكان واحد؟ هذا هو السؤال المتداول حاليا في سجن "فرين" بالضاحية الجنوبية لباريس الذي قرر اعتماد هذه المبادرة بشكل تجريبي.

ويقول يوان كرار، ممثل نقابة "القوة العمالية" في السجن: "لقد جمعنا السجناء الذين لديهم توجه إسلامي متطرف في طابق واحد داخل السجن للحيلولة دون نشر معتقداتهم وإيديولوجيتهم العنيفة بين جميع السجناء". ووصف المبادرة "بالإيجابية" كونها تمنع المعتقلين الآخرين، خاصة الذين يعانون من مشاكل نفسية صعبة، أن يتأثروا بخطابات الإسلاميين المتطرفين أو الجهاديين الذين يعدونهم بمستقبل زاهر". لكن وبعد مرور ثلاثة أسابيع على التجربة، ظهر أن المبادرة التي اتخذتها إدارة سجن "فرين" لم تأت بالنتائج المنتظرة. والدليل أن 12 سجينا رفضوا الالتحاق بزنزاناتهم يوم الجمعة الماضي، فيما قام سجين بالتعدي جسديا على الحراس، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح. من جهة أخرى، أشار النقابي كرار يوان أن "المبادرة التي اتخذتها إدارة سجن "فرين" أثرت نوعا ما على تصرفات السجناء الإسلاميين. فبعدما كانوا في السابق يقضون عقوبتهم بعيدا عن الأنظار، أصبحوا اليوم يتصرفون بعنف". وقال أن "جمعهم في طابق واحد يعني إعطاءهم أهمية لا يستحقونها". ودعا النقابي إلى مواكبة هذه المبادرة بإجراءات إضافية، مثل مضاعفة عدد الحراس.

في سياق مماثل تعتزم روسيا تدشين اكبر سجن في اوروبا بقدرة استيعابية تصل الى 4 الاف معتقل، في 2015 قرب سان بطرسبورغ في شمال غرب البلاد، على ما اعلنت السلطات الروسية. وأكد غينادي كورنيينكو رئيس الهيئة الفدرالية للسجون في روسيا خلال عرض صحافي للمشروع ان "هذا السجن الواقع في كولبينو (في ضاحية العاصمة الروسية السابقة) والقادر على استقبال اربعة الاف شخص، سيكون الاحدث في روسيا والاكبر في اوروبا". ويضم المجمع البالغة مساحته 35 هكتارا حوالى عشرين مبنى فيها خصوصا مستشفى وغرفة غسيل ومطبخ. وتبلغ مساحة الزنزانات المخصصة لسجينين او اربعة سجناء 16 و30 مترا مربعا على التوالي. وأكد كورنيينكو ان "هذا السجن مريح ويتطابق مع المعايير الاوروبية كافة". ومن شأن هذا السجن الجديد ان يكون بديلا عن سجن كريستي المشيد في القرن التاسع عشر والمكتظ بالسجناء حاليا، اذ من المتوقع اغلاقه في 2015.

البراءة هل تجدي نفعاً؟

وقد خرج اميركي اسود الى الحرية مجددا بعدما امضى 39 عاما ينتظر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في جريمة لم يرتكبها، وهي مدة قياسية يمضيها محكوم سابق بالاعدام تعاد تبرئته، وهي ظاهرة تتكرر أخيرا في الولايات المتحدة. ويدعى هذا الرجل ريكي جاكسون وهو في السابعة والخمسين من العمر، وقد دين بجريمة قتل في العام 1975 وارتكز الحكم بادانته وقتها على شهادات مغلوطة ادلى بها فتى في الثانية عشرة من العمر، ثم عاد واقر انه كذب وانه لم يشاهد شيئا مما شهد به. لكن ريكي جاكسون دفع ثمنا باهظا لهذه الشهادة المغلوطة، فأمضى ردحا من الزمن وراء القضبان ينتظر تنفيذ حكم الموت. وقال محاميه مارك غودسي بعد نصف ساعة على اطلاق سراحه في اوهايو (شمال) "المرة الاخيرة التي كان ريكي يتذوق فيها طعم الحرية كان في زمن يباع فيه طابع البريد بعشرة سنتات، وكان رئيس البلاد حينها جيرالد فورد..". واضاف المحامي في تعليق على حساب الفيسبوك الخاص بمنظمته "اوهايو انوسنس بروجكت" ان "ريكي جاكسون هو الشخص الذي امضى اطول مدة وراء القضبان في تاريخ البلاد قبل ان يبرأ". وكانت السلطات القضائية حكمت في العام 1975 باعدامه لادانته بالاشتراك مع شخصين آخرين في ضرب رجل والقاء الحمض الكاوي عليه وقتله بالرصاص. وحكم على شريكيه المفترضين بالاعدام ثم جرى تخفيض الحكم الى السجن المؤبد ثم نالا حكما بالبراءة. وقال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس "اسقطت كل التهم عنه، وقد اطلق سراحه صباح الاثنين". ولم يكن ذلك ليتم لولا ان الشاهد، الذي كان فتى في الثانية عشرة من عمره، تراجع عن اقواله، وفق المصدر.

ولدى الخروج من قاعة المحكمة، قال ريكي انه لا يشعر بأي ضغينة تجاه شاهد الزور الذي ضيع حياته في السجن. واضاف "الناس ينظرون اليه اليوم كرجل راشد، لكنه حين فعل ذلك كان طفلا استجاب لضغوط الشرطة التي كانت تريد زجنا في السجن". وبدأت رحلة الشاهد البالغ اليوم خمسين عاما في التراجع عن شهادته الزور حين اقر بذلك أولا امام كاهن، واسر اليه انه يشعر برغبة في "فعل ما ينبغي فعله". ولدى وقوع الجريمة، كان الشاهد ويدعى ادي فيرنون في حافلة تمر قرب المكان، فسمع صوت اطلاق النار. لكن دوامة الاخبار المغلوطة التي كانت تحكى حوله، وضغط المحققين للحصول على معلومات جعلته يقول انه شاهد ريكي وصديقيه يرتكبان الجريمة، وهو لم يكن رآهما من قبل ان يعرضا عليه عند التحقيق. وقال فيرنون في الجلسة التي أسفرت عن تبرئة ريكي وهو غارق في دموعه "كنت طفلا اسود في الحي، فقيرا ولا اتلقى التعليم، قتل رجل ابيض في الحي، لم اكن اعرف شيئا عن النظام القضائي، هل كان في وسع طفل في الثانية عشرة من عمره ان يصمد امام صراخ رجال الشرطة في وجهه؟"، بحسب ما نقل المحامي عن وقائع الجلسة. وطيلة السنوات الماضية، تمسك ريكي ببراءته، وبعد 15 الف ليلة امضاها في السجن خرج وليس في جيبه قرش واحد. وبحسب مركز المعلومات حول عقوبة الاعدام، فان ريكي هو الشخص الثامن والاربعون بعد المئة الذي يبرئه القضاء بعد الحكم عليه بالاعدام، منذ العام 1973. وفي اذار/مارس الماضي، اطلق سراح رجل اسود آخر بعد ثلاثين عاما امضاها بانتظار تنفيذ حكم الاعدام في لويزيانا (جنوب).

جدوى الأحكام المخففة

من جهة اخرى أدين الأخ الأكبر، هنري ماكولم، بتهمتي الاغتصاب والقتل، وحكم عليه بالإعدام

أطلق سراح رجلين أمريكيين بعد أن أمضيا ثلاثين عاما في السجن لاتهامهما بقتل واغتصاب فتاة، وذلك بعدما كشف تحليل الحامض النووي براءتهما من التهم وأدين الأخوان غير الشقيقين، هنري ماكولم، 50 عاما، وليون براون، 46 عاما، والمصابان بإعاقة ذهنية، باغتصاب وقتل طفلة في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة عام 1984. وأظهر تحليل الحامض النووي الأخير، الذي أخذت عينته من موقع الحادث، أن الجاني هو رجل آخر يقضي عقوبة السجن حاليا لإدانته في تهمة مماثلة. وأمر قاض محلي بإطلاق سراح السجينين على الفور.

ويأتي قرار المحكمة بعد تحقيق أجرته لجنة التحقيق في البراءة في ولاية كارولينا الشمالية، والتي أجرت اختبارات على عينات الحامض النووي التي وجدت في موقع الحادث. وأظهرت نتائج التحاليل أن العينات ليست لأي من الأخوين. وقالت آن كيربي، محامية براون، إنها "قضية مأسوية، لم تؤثر على حياة الرجلين فحسب، بل امتد تأثيرها إلى نظام العدالة في كارولينا الشمالية". فيما أدين ليون براون بالاغتصاب فقط، وخفف الحكم عليه من الإعدام إلى السجن المؤبد، وعثر على جثة شبه عارية للطفلة عام 1983، قرب بلدة "ريد سبرينغز"، في كارولينا الشمالية. وكانت قد تعرضت للاغتصاب ثم القتل. وألقت الشرطة القبض على ماكولم وبراون، البالغين من العمر 19 و15 عاما آنذاك، بعد اكتشاف الجثة بأسابيع. ولم يعثر على أي دليل مادي على صلتهم بالحادث. واعترف ماكولم بارتكابه الجريمة بعد خمس ساعات من الاستجواب الشديد، بدون حضور محام أو أحد افراد عائلته. كما وقع أخوه الأصغر على وثيقة اعتراف كتبتها الشرطة. وأنكر الأخوان اعترافاتهم لاحقا في المحكمة، وقالا إنها أخذت تحت ضغط. ورغم ضعف الأدلة المقدمة في القضية، أدين الأخوان وحكم عليهما بالإعدام. وخفف الحكم على براون لاحقا من الإعدام إلى السجن المؤبد، بعد تخفيف الإدانة إلى القتل فقط. وبقي ماكولم في قائمة الإعدام لمدة ثلاثين عاما. وطوال هذه السنوات، أصر المتهمان على براءتهما وتقدما بعدد من طلبات النقض وفي عام 2010، تولت لجنة التحقيق في البراءة القضية، وكشفت عن دليل لم يصل إليه فريق الدفاع عن المتهمين.

السجون كوسيلة للدعاية

على صعيد مقارب هناك آلاف الجنود من جيوش المستعمرات الفرنسية الذين جلبتهم فرنسا من أفريقيا والمغرب العربي للمشاركة بالمعارك، سجنوا خلال الحرب العالمية الأولى من قبل القوات الألمانية. معرض في فرانكفورت يكشف عن بحوث أنثروبولوجية حول هؤلاء الجنود قام بها علماء ألمان غذت نتائجها النظريات العنصرية.15 صورة فوتوغرافية حصرية، موزعة على جدران متحف التاريخ في مدينة فرانكفورت الألمانية، تترك لديك إحساسا غريبا وكأن وجوه أصحاب هذه الصور التي التقطت قبل مئة عام، يريدون أن يستوقفوا كل زائر وطئت قدماه أبواب المعرض ليسردوا عليه بعضا من قصصهم المؤلمة. المعرض الذي جاء تحت عنوان "علوم ودعاية خلال الحرب الكبرى" يعرض لأول مرة صور سجناء من قوات المستعمرات الفرنسية الذين جاءت بهم فرنسا من مستعمراتها أنذاك من غرب وشمال أفريقيا، التقطها علماء الأعراق البشرية، الألمان الذين وجدوا "متعة" في دراسة وإجراء بحوث على هؤلاء الرجال الذين كانوا في الصفوف الأولى للقتال، كما ترفع مدينة فرانكفورت لأول مرة من خلال تنظيمها هذا المعرض عبر هذه الـ15 صورة التي عثر عليها مؤخرا في أرشيف جامعة المدينة، الستار عن الذاكرة المنسية لهؤلاء الجنود الذين أتوا من بعيد ليشاركوا مع فرنسا في الحرب العالمية الأولى. "لم تكن هناك أية معلومة موجودة على هذه الصور، سوى إشارات لعرق هؤلاء الرجال. توجب الأمر علينا القيام ببحوث كثيرة لإيجاد أسماء البعض منهم" تقول سيلين لوبريه المكلفة بمهمة بالمعهد الفرنسي للتاريخ في مدينة فرانكفورت، والشريكة في تنظيم هذا المعرض. والتي تضيف "العلماء كانوا مهتمين فقط بأصول هؤلاء السجناء، كنا في عالم العلوم العرقية، مثل ما كان يحدث في فرنسا ذاتها في نفس المرحلة. نصنف البشر حسب هذه المعايير".

فيما ذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية أن قاضيا أمر بالافراج عن إمرأة عمرها 59 عاما من ولاية كاليفورنيا بعد أن قضت 17 عاما في السجن بتهمة القتل. وقال القاضي إن هذه المرأة أدينت بطريق الخطأ على أساس شهادة إمرأة عرف عنها بأنها اعتادت الكذب. وأسقط القاضي القضية ضد سوزان ميلين التي أدينت في عام 1998 بقتل زوجها السابق في 1997 بناء على طلب ممثلي الادعاء في مقاطعة لوس أنجليس بعد أن أثبت تحقيق أجراه مدع محلي وجود مشكلات كبيرة في مصداقية شاهدة الادعاء الرئيسية في المحاكمة. ونقلت الصحيفة يوم الجمعة عن مارك أرنولد قاضي محكمة لوس أنجليس العليا قوله في إلغاء الادانة "أعتقد أن السيدة ميلين ليست مذنبة فحسب وإنما أعتقد بناء على ما قرأته أنها بريئة ولهذا السبب أعتقد إن نظام العدالة الجنائي أخفق." وذكرت الصحيفة إن هذا القرار قوبل بتهليل في قاعة المحكمة من قبل عشرات من أنصار ميلين. وقال ادعاء لوس أنجليس في رسالة للمحكمة يطلب فيها الغاء القضية إن هذه القضية إعتمدت بشكل كبير على شهادة إمرأة اسمها جون باتي قالت للشرطة في ذلك الوقت إن ميلين أفضت لها بتصريحات تدينها في جريمة القتل تلك. وقال المدعون في الرسالة إن وحدة خاصة من مكتب مدعي المنطقة الذي يحقق في مذكرات المثول أمام القضاء خلص بعد ذلك إلى أن شهادة باتي "مشكوك فيها". وامتنع مكتب ممثل ادعاء مقاطعة لوس أنجليس التعليق على القضية باستثناء تقديمه هذه الرسالة. وقالت صحيفة لوس أنجليس تايمز إنه قبل خمس سنوات من المحاكمة وصفت دائرة الشرطة في تورانس بكاليفورنيا باتي بأنها"مرشدة غير موثوق بها" بعد أن قدمت لها سلسلة من المعلومات الكاذبة. وشاركت باتي التي توفيت في 2006 أيضا في نحو ألفي بلاغ أو قضية في ولاية واشنطن حيث قال مكتب المحامي العام في مقاطعة سكاجيت للصحيفة إن فكرة أنها شاهدة موثوق بها"مثيرة للضحك." ونقلت الصحيفة عن القاضي أرنولد قوله في إلغاء إدانة ميلين إن محاميها في محاكمة 1998 تقاعس عن التحرى بشكل ملائم عن مصداقية باتي.

زواج مثلي في السجون

وشهد احد سجون مدينة ساو باولو زواج مجرمتين برازيليتين معروفتين، في قصة شبيهة بالمسلسلات تخلت خلالها احدى العروسين عن حرية مشروطة من اجل قصة حبها الجديدة. وافردت الصحافة البرازيلية حيزا كبيرا من اهتماماتها لقصة الحب الغريبة بين هاتين السجينتين البالغتين 30 و36 عاما واللتين شغلت الجرائم التي ارتكبتاها الرأي العام البرازيلي واثارت صدمة في البلاد. فقد حكم على سوزان فون ريختهوفن سنة 2002 عندما كانت في سن الثامنة عشرة فقط، بالسجن 39 عاما بعدما خططت بدم بارد لقتل والديها، وهما مهندس واخصائية علم نفس، في المنزل العائلي الفاره. وكان الوالدان معارضين لعلاقتها بأحد الشبان بسبب رفضه العمل والدراسة. واقنعت الشابة صديقها وشقيقه بقتل والديها في غرفتهما بواسطة قضبان حديد. وتخلت هذه الشابة عن نظام حرية مشروطة بهدف مشاركة حياتها مع ساندرا ريجينا سانشيز في "جناح الزوجات" في سجن تريميمبي المخصص للسجينات اللواتي يتزوجن في ما بينهن. وتمضي ساندرا سانشيز عقوبة بالسجن 27 عاما لمشاركتها سنة 2006 بخطف طفل ثم قتله بعدما تخلف اهله عن دفع فدية مالية لاطلاقه. وتعرفت المرأتان في مشغل الملابس في السجن حيث تشغل سوزان التي اعتنقت المذهب الانجيلي، منصب مشرفة وتتلقى راتبا بسيطا.

وقد انهى هذا الحب الجديد علاقة ساندرا مع سجينة اخرى من المجرمات المعروفات ايضا وهي اليز ماتسونغا البالغة 32 عاما والتي اقدمت في حزيران/يونيو 2012 على قتل زوجها وتقطيع اوصاله. وفي البرازيل، يعتبر زواج شخصين من الجنس نفسه قانونيا من جانب المحكمة العليا بدعوى ان الدستور لا يتضمن اي بند يمنع مثل هذه الزيجات. كذلك فان قانونا لتشريع زواج المثليين عالق منذ 2006 في مجلس النواب بسبب معارضة الاعضاء المحافظين والانجيليين.

العلاج بنباح الكلاب

على صعيد مقارب يستفيد السجناء في سجن سانتو دومينغو في الاكوادور من تجربة "العلاج بالكلاب" للتخفيف من وطأة الاحتجاز.. ففي كل يوم عند خروجهم من زنزاناتهم يكون بانتظارهم كلب ينبح عند رؤيتهم. وقد تعلم ماريو المسجون منذ سنة بتهمة السرقة، ترويض الكلاب خارج السجن. ولم يكن ليتصور ان هذه الحيوانات ستكون مصدر التعزية الرئيسي له وراء القضبان. ويقول هذا الرجل الكولمبي الذي لا يمكن الفصح عن هويته، لوكالة فرانس برس "ان السجن تجربة عنيفة فهناك الجدران والقضبان والضجيج. والسجن ملخص ليأس العالم" موضحا ان "الكلاب شكلت نعمة لي فقد اعادت الي توازني وحريتي". ويلهو ماريو لدقائق قليلة مع بلانكو وسلارين وهما كلبان انتشلا من الشارع. والكلاب التي يعتبرها السجناء بمثابة "معالجين"، لطيفة وهادئة. وفي ختام الجلسة تعاد الحيوانات الى اقفاصها. وقد اطلقت سلطات السجون في الاكوادور هذه التجربة قبل اربعة اشهر لمكافحة الضيق الذي يشعر به السجناء. وتشدد على ان السجناء المشمولين بالمبادرة لا يستفيدون من تخفيض لمدة عقوبتهم من خلالها. وخلال كل جلسة التي تنسق مع مدرب، يشارك السجناء في تدريب كلاب من فصيلة لابرادور وبيتبول وهاسكي ويجعلونها تعدو او تجتاز حواجز خشبية في فسحة خضراء. وقد وقعت كلاب عدة مشاركة، في الماضي ضحية سوء المعاملة من قبل اصحابها وتساهم تجربتها في السجن ايضا نوعا ما في اعادة تأهيلها. وبالنسبة لبعض السجناء وخصوصا الاكبر سنا من بينهم، قد تكون زيارة هذه الحيوانات الوحيدة التي يتلقونها خلال اسابيع طويلة. ويوضح ماريو "الكثير منهم لا يتلقون زيارات البتة خصوصا المسنون منهم فهم تاليا بحاجة للحصول على حنان ومنحه في المقابل. والكلاب موجودة لهذا الغرض". وتدعم المعالجة النفسية في السجن دانييلا توريس هذه التجربة موضحة "من خلال علاج كهذا نسعى الى تغيير نمط حياة السجناء حتى يرفهوا عن انفسهم ويقللوا من استهلاك المخدرات". ويعلق خورخي المحكوم عليه في قضية اعتداء، وهو ينزه كلبه "استرخي كثيرا خلال هذه النزهات واشعر باني حر". وتشدد اريكا رودريغيس احدى مسؤولات السجن على ان البرنامج يشمل كل السجناء بمن فيهم المحكوم عليهم بعقوبات تزيد عن 17 عاما والمحتجزون تاليا في منشآت تحظى باجراءات امنية قصوى. وتختم قائلة "لدينا حواجز اقل ومشاركة اكبر في النشاطات المهنية والاجتماعية".

مسنّ امريكي يتزوج بالسجن

قالت المتحدثة باسم إدارة السجون وإعادة التأهيل في كاليفورنيا يوم الإثنين إن القاتل تشارلز مانسون منح تصريح زواج وسيسمح له بإتمام مراسم الزفاف في السجن. وقالت المتحدثة تيري ثورنتون إن مقاطعة كينجز بكاليفورنيا أصدرت تصريح الزواج لمانسون البالغ من العمر 80 عاما. ويقضي مانسون عقوبة السجن مدى الحياة في سجن ولاية كاليفورنيا بكوركوران. وأدار تشارلز ماسون مجموعة من الهاربين والمنبوذين معظمهم من الشباب والنساء لقتل سبعة أشخاص من بينهم الممثلة شارون تايت في عام 1969 فيما قال الإدعاء إنه جزء من خطة للتحريض على حرب عرقية. وقالت ثورنتون إن قوانين ولاية كاليفورنيا تسمح للسجناء بالزواج في مراسم تقام غالبا في غرفة زيارة السجن الذي يقيمون به. وأضافت المتحدثة إنه مع ذلك فإذا ما تزوج مانسون بالفعل فلن يسمح له بما يطلق عليه الزيارات الأسرية والتي تعني الإقامة ليلا وهو ما تطلق عليه الولايات الأخرى الزيارات الزوجية. ومانسون غير مؤهل للزيارات الأسرية لأنه لم يتحدد له تاريخ لإطلاق سراح مشروط بعد. ولم تكشف ثورنتون عن اسم المرأة المدون في تصريح الزواج إلى جانب مانسون.

وحول ظروف السجون ايضا اكدت حكومة فنزويلا إن 13 سجينا ماتوا بعدما اقتحموا مستشفى سجن في فنزويلا وتناولوا جرعات زائدة من مستحضرات طبية من بينها كحول نقي ومضادات حيوية في احدث تفجر لاعمال الشغب في سجون البلد الواقع في امريكا الجنوبية. وقالت الحكومة في بيان إن 145 نزيلا اصيبوا بالتسمم اثناء التمرد الذي وقع في سجن ديفيد فيلوريا بولاية لارا الغربية يوم الاثنين الماضي. ونظم النزلاء اضرابا عن الطعام في باديء الامر للمطالبة باقالة مسؤول قبل ان يتحول الاحتجاج سريعا إلى تمرد داخل السجن. وأضاف البيان انه بعد ساعات اقتحم بعض السجناء مستشفى السجن حيث نهبوا الادوية والتهموا بعضها ومنها مضادات حيوية وكحول نقي واسبرين. ولم يتسن الحصول على تأكيد للحادث من مصدر مستقل. وقالت ماريانيلا سانشيز المنسقة القانونية بمرصد السجون وهو منظمة غير حكومية "اشكك في الرواية الرسمية" متهمة الحكومة بالقاء اللوم بشكل متكرر على السجناء في حوادث وقعت في سجون مكتظة. وقالت "لا اعتقد ان سجينا انتزع قارورة دواء وشربها. هذا كلام غبي." ودعت إلى فتح تحقيق في الحادث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/كانون الأول/2014 - 8/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م