التغذية الصحية.. إرشادات تعيد الشباب والحيوية للانسان

 

شبكة النبأ: يعد الطعام بمختلف أنواعه من أهم ضروريات الحياة، وله العديد من التأثيرات المباشرة على صحته وسلامة الإنسان، فالتغذية الجيدة ضرورية لنمو وتطور الجسم والقيام بجميع الأنشطة الحيوية كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان اختلاف العادات والأنظمة الغذائية الناتج عن التطور المتسارع الذي يشهده العالم، قد انعكس سلبيا على صحة الكثير من البشر، الذين أصبحوا يعانون الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية بسبب اعتماد سلوكيات غذائية خاطئة وغير متوازنة، وهو ما أكدته الكثير من البحوث والدراسات العلمية التي شددت أيضا على ضرورة اعتماد التغذية الصحية المتوازنة.

والغذاء الكامل وكما تشير بعض المصادر هو كل غذاء يحتوي على جميع العناصر الغذائية وبكميات مناسبة لاحتياجات الجسم بحسب عمر الشخص ونوعه ونشاطه و الهضم و الامتصاص, ويتم تناولها من قبل كائن حي واستيعابها من قبل خلايا الكائن الحي في محاولة لإنتاج الطاقة، والحفاظ على الحياة، أو تحفيز النمو, بحيث يكون متوازن ولذلك فالغذاء المتوازن يجب أن يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية وهي البروتينات و الكربوهيدات و الدهون و الفيتامينات و العناصر المعدنية و الماء . فالنظام الغذائي عامل أساسي في الحد من عوامل الخطر المرتبطة بالمرض وتأثيره على الصحة العامة.

5% من السكر

وفي هذا الشأن فقد قالت منظمة الصحة العالمية إنه ينبغي ألا يتناول البالغون أكثر من ست ملاعق صغيرة من السكر يوميا إذا أرادوا تجنب مخاطر صحية مثل زيادة الوزن وتسوس الأسنان المرتبطين بالأغذية التي تحتوي على السكر. وأصدرت المنظمة التابعة للامم المتحدة إرشادات جديدة بألا يزيد السكر عن خمسة بالمئة من مقدار الطاقة المتناولة يوميا وقالت إن توصياتها مبنية على "مجمل الأدلة بخصوص العلاقة بين تناول السكريات الحرة وزيادة الوزن وتسوس الأسنان".

وقال فرانسيسكو برانكا مدير قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية " تؤثر السمنة حاليا على نصف مليار شخص في العالم وهي في ازدياد في جميع المراحل العمرية وخاصة في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل" مشيرا إلى أن السكريات الحرة هي سبب رئيسي لشيوع السمنة. وتشمل السكريات الحرة السكريات الاحادية والمركبات السكرية الثنائية التي تضيفها الشركات المصنعة أو الطهاة او المستهلكين إلى الأغذية والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل وعصائر الفاكهة ومركزات الفواكه. والخمسة في المئة من إجمالي الطاقة المتناولة تعادل نحو حوالي 25 جراما - أو نحو 6 ملاعق صغيرة - من السكر يوميا بالنسبة لبالغ يتمتع بوزن طبيعي. بحسب رويترز.

وقالت المنظمة إن مستوى الخمسة في المئة ينبغي أن يكون هدفا واصفة ذلك بأنه "توصية مشروطة" لكنها جددت التأكيد على "توصية قوية" بألا تزيد نسبة السكريات عن 10 بالمئة من الطاقة المتناولة يوميا. وقالت "يتزايد القلق من أن استهلاك السكريات الحرة - لاسيما في صورة المشروبات المحلاة بالسكر - يزيد من الطاقة الكلية المتناولة وقد يقلل من تناول الاطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية مناسبة بشكل أكبر من الناحية الغذائية." وأضافت أن هذا قد يؤدي إلى "أنظمة غذائية غير صحية وزيادة في الوزن وزيادة خطر الاصابة بأمراض غير معدية مثل القلب والسكري والسرطان."

لمحاربة نزلات البرد

في السياق ذاته أكدّ مركز استعلامات المستهلك بمدينة ميونيخ الألمانية، أنه يُمكن مواجهة الفيروسات والبكتيريا المسببة لنزلات البرد في الشتاء، من خلال تناول الأطعمة المحتوية على المواد المثبطة للالتهاب، أو التي تتمتع بتأثير مضاد للبكتيريا. ويضرب المركز الألماني مثالاً لهذه الأطعمة بالحساء الساخن المحتوي على الفلفل الأحمر الحار، حيث إن هذا الحساء يعمل على تحفيز إفراز العرق الصحي، كما أن الفلفل الحار يسهم في تحفيز سريان الدم داخل الأغشية المخاطية، وبذلك تكون هذه الأغشية على استعداد للتصدي للبكتيريا على نحو أفضل.

وأرجع المركز هذا التأثير الرائع للفلفل الحار إلى احتوائه على فيتامين (ج) وزيوت طيّارة، وكذلك بعض المواد النباتية الثانوية، التي تعمل على الوقاية من البكتيريا، لافتاً إلى أن الفجل الحار الذي يحتوي أيضاً على فيتامين (ج) يتمتع بتأثير مشابه لذلك، كما تتميز زيوت الخردل الموجودة بداخله المحتوية على مادة الكبريت بتأثير مضاد للبكتيريا والفيروسات. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأردف المركز أن الزنجبيل أيضاً يتمتع بتأثير مثبط للالتهاب ومضاد للبكتيريا، مؤكداً أنه من الأفضل أن يتم تناوله لأكثر من مرة على مدار اليوم في صورة شاي ساخن. كما يتمتع مشروب نبات البيلسان الساخن بتأثير محفز للتعرق الصحي. وكي يُجدي مشروب البيلسان الساخن نفعاً، أوصى المركز الألماني بأنه من الأفضل أن يتم الاستلقاء في الفراش وتدفئة الجسم جيداً بعد احتسائه.

النمط الغذائي وأعراض الربو

الى جانب لك فالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ربما تكون علاجا مرجحا لمرض الربو، وفقا لنتائج دراسات أجريت على الحيوانات. وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران ونشرت في دورية "نيتر (الطبيعة)" العلمية أن النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كبيرة من الألياف يمكن أن يقلل من التهاب الرئتين. وأدت الكميات الإضافية من الألياف إلى تغيير المغذيات التي يتم امتصاصها من المعدة، والتي بدورها غيرت النظام المناعي.

ويؤكد الباحثون أن الانتقال إلى الأغذية المصنعة قد يفسر السبب في تزايد الإصابة بالربو. وتكون المسالك الهوائية أكثر حساسية للتهيج، وأكثر عرضة للالتهاب في الأشخاص الذين يعانون الربو. ويؤدي هذا إلى تضييق المسالك الهوائية، وهو ما يصعب عملية التنفس. لكن هناك حل محتمل ربما يكمن في عضو آخر، وهو الأمعاء، والبكتيريا التي تعيش فيها. وهناك أدلة متزايدة على أن هذه البكتيريا لها تأثير كبير على الصحة.

وأوضح فريق من الباحثين من جامعة لوزان السويسرية أن أنماط الأغذية التي تحتوي على كميات عالية ومنخفضة من الألياف تغير أنماط البكتيريا التي تعيش في أمعاء الفئران. وتبين أن البكتيريا التي تعيش على الألياف القابلة للذوبان، هذا النوع الموجود في الفاكهة والخضروات، تنمو في الأغذية التي تحتوي على معدلات عالية من الألياف. وتنتج البكتيريا بدورها المزيد مما يطلق عليها الأحماض الدهنية ذات السلاسل القصيرة، وهو نوع من الدهون يمتصها الدم.

وقال العلماء إن هذه الأحماض الدهنية تكون بمثابة إشارات إلى النظام المناعي، ولها دور في تعزيز مقاومة الرئتين للالتهابات. وتقول الدراسة إن لانتقال إلى الأغذية المصنعة قد يكون له دور في زيادة مستويات الربو. وحدث العكس في الأغذية التي تحتوي على كميات قليلة من الألياف، وأصبحت الفئران أكثر عرضة للربو.

وأكدت الدراسة أن الانتقال إلى نظام غذائي بعيدا عن الألياف إلى الأغذية المصنعة قد يكون له دور في زيادة مستويات الربو. وقالت إنه "في العقود الأخيرة، كانت هناك زيادة موثقة في حالات الربو التحسسي في البلدان النامية، وصاحبت هذه الزيادة تغييرات في النظام الغذائي من بينها خفض استهلاك الألياف". وقال الدكتور بنيامين مارسلاند أحد المشاركين في البحث إن بعض الاختلافات الناجمة عن الأغذية التي تحتوي على كميات عالية من الألياف لوحظت بالفعل في الأشخاص من خلال المقارنة في الأنظمة الغذائية في كل من أوروبا وبوركينا فاسو. بحسب بي بي سي.

وقال مارسلاند "هناك احتمالية كبيرة جدا بأنها فعالة في البشر، فالمبدأ الأساسي في تحويل الألياف إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة معروف. لكننا لا نعرف كمية الألياف المطلوبة، والتركيزات المطلوبة من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة قد تكون مختلفة". وأضاف "لا يزال من المبكر جدا الحكم على هذه التجارب، لكن نتائجها قد تكون بعيدة المدى". ويدرس فريق جامعة لوزان أيضا دور النظام الغذائي في التهاب الرئة طويل المدى مثل الانسداد الرئوي المزمن، والذي من المقرر أن يصبح ثالث أكبر مرض قاتل في العالم.

المواد المضادة للأكسدة

من جهة اخرى اظهرت دراسة سويدية أن النساء اللاتي يتناولن اطعمة غنية بالمواد المضادة للاكسدة ربما ينخفض لديهن خطر الاصابة باعتام عدسة العين مع تقدم السن. وقالت سوزان روتيانين المتخصصة في الطب البيئي بمعهد كارولينسكا والتي قادت الدراسة "تبين أن التلف المرتبط بالاكسدة الذي يصيب عدسة العين والذي تسببه الذرات الطليقة له تأثير جوهري في الاصابة باعتام عدسة العين."

ودرس فريق روتيانين النظام الغذائي لاكثر من 30 ألف من النساء في منتصف ومراحل متقدمة من العمر. ووجدوا ان من تناولن أعلى مقدار اجمالي من المواد المضادة للاكسدة انخفض لديهن خطر الاصابة باعتام عدسة العين بنسبة 13 بالمئة تقريبا مقارنة بمن تناولن أقل كمية. وقالت روتيانين "تركزت الدراسات السابقة على المواد المنفردة المضادة للاكسدة المستفادة من الاطعمة أو المكملات الغذائية ومن ثم سجلت هذه الدراسات نتائج غير متكاملة." واضافت قائلة "لكن يوجد في النظام الغذائي نطاقات من المواد المضادة للاكسدة اوسع من تلك التي اجريت عليها الدراسات السابقة." بحسب رويترز.

وبدلا من دراسة مضادات منفردة مثل فيتامين (سي) و(إي) ومركبات الفلافونويد النباتية مثل الليكوبين استخدم الباحثون في الدراسة السويدية قياسا للقيم الاجمالية للمواد المضادة للاكسدة الموجودة. واخذ هذا القياس في الاعتبار كيف تعمل المواد الغذائية معا. والمواد المضادة للاكسدة موجودة بنسب عالية في اطعمة ومشروبات منها القهوة والشاي والبرتقال والحبوب الكاملة والنبيذ الاحمر. ونشرت نتائج الدراسة في دورية جاما للطب الباطني.

قرص الطماطم

على صعيد متصل توصل علماء بريطانيون إلى أن تناول قرص واحد من مستخلص الطماطم يوميا يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب. ووجدت الدراسة التي أجرت اختبارات على قرص الطماطم في مقابل اختبار عقار عديم المفعول على 72 شخصا بالغا أن الطماطم تحسن أداء الأوعية الدموية. بيد أن الخبراء يقولون إنه يلزم إجراء مزيد من الدراسات للتأكد من هذه النتيجة.

ويحتوي قرص الطماطم على مادة الليكوبين الطبيعية المضادة للأكسدة، والتي تعطي الطماطم لونها المميز. ويعتقد خبراء منذ فترة أن مادة الليكوبين قد تكون مفيدة لتجنب بعض الأمراض، بما في ذلك بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وثمة بعض الأدلة التي تشير إلى أن اتباع نظام غذائي يميز دول منطقة البحر المتوسط، وهي الأنظمة الغنية بالطماطم (وكذلك الفاكهة والخضراوات وزيت الزيتون)، مفيد للصحة.

ولا يزال من المستحسن اتباع نظام غذائي صحي، بيد أن العلماء يبحثون عن إمكانية وجود وسيلة لوضع بعض من هذه الأشياء الجيدة في أقراص سهلة التناول. وتوصلت شركة "كامنوترا" إلى "قرص طماطم" خاص بها، كما يدرس فريق من جامعة كامبريدج إن كان لهذا القرص التأثير المطلوب أم لا. واستعان الفريق بـ36 متطوعا يعانون من أمراض القلب و36 شخصا بصحة جيدة، وطلب منهم تناول قرص يوميا: إما قرص طماطم، أو قرص من عقار عديم المفعول.

وحتى تكون التجربة أكثر دقة، لم يعرف المتطوعون أو الباحثون محتوى الأقراص، إلا بعد انتهاء التجربة التي استمرت شهرين، وبعد معرفة النتائج. وللمقارنة، أجرى الباحثون قياسا لما يسمى بتدفق الدم عبر الساعد، يعد مؤشرا على مخاطر القلب والأوعية الدموية في المستقبل، لأن الأوعية الدموية الضيقة يمكن أن تؤدي إلى حدوث أزمة قلبية وسكتة دماغية.

وعمل قرص الطماطم على تحسين تدفق الدم للساعد بشكل ملحوظ بالنسبة لمرضى القلب، في حين لم يكن هناك تأثير للعقار عديم المفعول. ومع ذلك، لم يكن لقرص الطماطم أي تأثير على ضغط الدم أو تصلب الشرايين أو مستويات الدهون في الدم. ويختلف محتوى الليكوبين وفقا لنوع الطماطم وكيفية إعدادها (إن كانت - على سبيل المثال - كاتشب أو مطبوخة، أو نيئة). بحسب بي بي سي.

وقال جوزيف تشيريان، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن "تناول قرص طماطم يوميا ليس بديلا عن العلاجات الأخرى، لكنه يمكن أن يوفر فوائد إضافية عند تناوله، جنبا إلى جنب مع أدوية أخرى". وأردف: "ومع ذلك، لا نستطيع الإجابة على إمكانية تقليله من أمراض القلب أم لا – وهذا سيحتاج إلى تجارب أكبر من ذلك بكثير للوصول إلى نتائج أكثر دقة". وقال جيرمي بيرسون، من مؤسسة القلب البريطانية، إن هناك حاجة إلى دراسات كبيرة لمعرفة إن كان سيصبح هذا خيارا قابلا للتطبيق للمرضى أم لا.

شواء الخضراوات

من جانب آخر يمتاز النظام الغذائي النباتي بأنه صحي وخفيف على المعدة، لكن بالطبع يعد تناول الخضراوات يومياً بطريقة التحضير ذاتها أمراً مملاً. وأكد اتحاد النباتيين الألمان أن شواء الخضراوات يعد بديلاً شهياً للنباتيين. وأوضح الاتحاد أن الكوسة والفلفل الأحمر والفطر والخرشوف والبطاطس، وكذلك القرع والذرة والجزر، تندرج ضمن الخضراوات المناسبة للشواء، مشيراً إلى ضرورة شواء الخضراوات فترات قصيرة وعلى درجة حرارة غير مرتفعة للغاية، كي لا تفقد قيمتها الغذائية.

وعن الزيوت المناسبة لشواء الخضراوات، أوصى الاتحاد باستخدام ما يُسمى بالزيوت المكررة التي تم تنقيتها من الشوائب، كزيت زهرة دوار الشمس، وزيت الكانولا. وتتناسب هذه الزيوت بشكل خاص مع التتبيلة المستخدمة للشواء لأنها تتحمل درجات الحرارة العالية التي تصل إلى نحو 200 درجة مئوية على أسطح الشواء.

ولإضفاء نكهة البحر المتوسط المميزة على هذه الخضراوات عند شوائها، يفضل إضافة بعض من الثوم والأعشاب الطازجة، كالروزماري والزعتر والمردقوش، بينما ينبغي إضافة الملح في النهاية، كي لا تفقد الخضراوات السوائل المحتوية عليها. وكي تكتمل نكهة هذه الأطباق يفضل إضافة الفلفل الأسود مع بعض قطرات من الليمون.

الأطعمة العضوية

في السياق ذاته كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة البريطانية الدورية للتغذية، عن تضمن الخضار والفاكهة العضوية لعناصر غذائية أكثر مما كان يعتقد في السابق. وأعلن بيان صحفي أن هذه الدراسة تعتبر الأحدث والأضخم من نوعها، من حيث حجم البيانات التي تحتوي عليها. ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الدراسة أكثر دقة من أبحاث سابقة، كانت قد أشارت إلى أن الأطعمة العضوية لا تتفوق من ناحية القيمة الغذائية على غيرها من المنتجات الغذائية التي تتم زراعتها بشكل تقليدي.

وفي المقابل، يرى البروفيسور في طب الأطفال في كلية الطب، في جامعة إنديانا الأمريكية، ومدير مركز السياسة الصحية والبحث المهني التابلع للجامعة، آرون إي كارول، أن الدراسة غير مقنعة نظراً لعدم كفاية المعلومات. وأشار كارول إلى أن هذه الدراسة هي عبارة عن مراجعة منهجية، وتحليل متعمق لأبحاث ودراسات أخرى طرحت الموضوع ذاته، بالإضافة إلى عدم استنادها على تقارير وأبحاث مخبرية.

ويذكر، أن التحليل المتعمق يقوم على دمج عدة دراسات صغيرة تتصف بضعف حجتها، في دراسة واحدة أكثر شمولية، فضلاً عن تضمن البحث الأدلة الإحصائية. وتعتبر المراجعات المنهجية الأفضل أحياناً في مراجعة المقالات بسبب تضمنها لوسائل اختبار نتائج البحث. وقامت مجموعة من الباحثين بنشر مراجعة منهجية لأحد الأبحاث المطبقة بين العامين 1958و2008 تحت عنوان "الأطعمة العضوية مقابل المنتجات الغذائية التي تزرع تقليدياً"، وتوصل الباحثون بعد مراجعة حوالي 52 ألف مقالة، و162 دراسة، إلى أن 52 منها تعتبر ذات نوعية جيدة من حيث النتائج والتحليل.

واستنتج الباحثون عدم وجود أي فرق في القيمة الغذائية بين المنتجات العضوية والتقليدية، فيما اعتبر خبراء أن الدراسة لا تستند إلى منهجية البحث. وفي المقابل، عمد باحثون من جامعة "ستانفورد" إلى تطبيق دراسة منهجية وتحليل متعمق حول منتجات الغذاء العضوية في العام 2012. ووجد الباحثون أن 237 دراسة من أصل 460، اجتمعت فيها جميع المعايير المطلوبة.

وتبين من خلال المراجعة المنهجية والتحليل المتعمق، وجود نقص في الأدلة التي تثبت صحة الادعاء أن المنتجات العضوية تحتوي على عناصر غذائية تفوق المنتجات التقليدية. ورغم أن الباحثين، في الدراسة الحالية، اعترفوا بالمراجعات السابقة، إلا انهم ادعوا بعدم شموليتها. وبالاستناد إلى هذا الادعاء، قام الباحثون بالرجوع إلى أبحاث نشرت في الفترة بين العامين 1992و2011، فضلاً عن مراجعة 448 دراسة. واعتبر الباحثون أن 343 دراسة ملائمة لإدراجها ضمن الدراسة الحالية، الأمر الذي جعلها تتسم بالضخامة.

ولم تتضمن الدراسة الحالية بيانات أحدث من البيانات المستخدمة في الدراسة التي أجرتها جامعة "ستانفورد،" فيما تستند الدراسة إلى بيانات تتميز بجودتها العالية وكفاءتها. وأظهر التحليل أن مستوى مضادات الأكسدة في الأطعمة العضوية تعتبر أعلى من المستوى الموجود في الأطعمة التي تتم زراعتها بشكل تقليدي. ورأى الباحثون أن الأغذية العضوية تحتوي على عناصر غذائية أكثر، فيما ثبت وجود مستويات مرتفعة من تركيز المبيدات الحشرية في المنتجات التي تزرع بشكل تقليدي.

وأوضحت الدراسة أهمية تضمن المنتجات العضوية على مضادات الأكسدة ودورها في محاربة المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب في تلف أعضاء جسم الإنسان. ولا يعتبر الخبراء أن مضادات الأكسدة تحتوي على قيمة غذائية، رغم عدم وجود دليل قاطع عن حمايتها من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. وقال كارول، إن المحاصيل العضوية تحتوي على نسب منخفضة من عنصر البروتين، والذي يعد العنصر الأهم في النظام الغذائي الصحي، الأمر الذي تجاهلته تقارير وسائل الإعلام. بحسب بي بي سي.

ورغم من ارتفاع مستوى المبيدات الحشرية في الأغذية التي تزرع تقليدياً، إلا أن الدراسات لم تثبت مستوى خطورتها. وتبين أن إجراء مراجعة منهجية على هذه الدراسة أدى إلى نتيجة تثبت تفوق الأغذية العضوية على الأغذية التقليدية من ناحية القيمة الغذائية، ما يدعو إلى عدم الحاجة إلى إجراء تحليل متعمق. ورغم من النتائج التي خرجت بها الدراسة الحالية، إلا أن بعض الأشخاص يميل إلى أن الدراسة التي أجرتها جامعة "ستانفورد" تبدو أفضل، بسبب استبعادها الدراسات التي تستند إلى منهجيات ضعيفة.

شوكة ذكية

الى جانب ذلك طور العلماء اختراعاً باسم HapiFork الذي يعمل على قياس عدد لقم الطعام التي يتناولها المستخدم على المائدة والسرعة التي يتناول فيها الشخص طعامه، مما يمكنه أن ينبه الشخص بضرورة الإبطاء في الأكل، أو التخفيف منه، وبالتالي المساهمة في إنقاص الوزن تدريجياً. ويمكن أن يؤدي التناول السريع للطعام إلى زيادة الوزن، إذ تستغرق المعدة حوالي 20 دقيقة لإعلام الدماغ بشعورها بالشبع، وبالتالي يمكن للأكل السريع أن يزيد من كمية الطعام الذي يدخل الجسم، وبالتالي ازدياد الوزن، كما يمكن للأكل البطيء أن يقلل من احتمال الإصابة بالسمنة المفرطة وبمرض السكري.

وتساعد التكنولوجيا في عصرنا الحالي الأشخاص على تتبع نظام للحفاظ على الصحة وتحسين مستوى الحياة، إذ يمكن اليوم من خلال هذه التكنولوجيا قياس معدل نبضات القلب وقياس الرطوبة في الجو، وتحديد المزاج، كما تعدى الوضع إلى تنبيه الأجهزة لضرورة شرب المستخدم للمياه. بحسب CNN.

ويتوقع الخبراء بأن المستقبل يحمل آمالاً في ربط أجهزة الاستشعار التي توفرها هذه التكنولوجيا ببعضها البعض، لتوفر معلومات مثل كم يحتاج المستخدم من الطعام عندما يتسنى له النوم لمدة ثمان ساعات؟ أو هل تؤثر نوعية الهواء في المنزل على مزاج سكانه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/تشرين الثاني/2014 - 2/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م