داعش في سوريا... جرائم فتّاكة ونزاعات وحشية من اجل النفط

 

شبكة النبأ: ساهمت الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية، وانظمت اليه عشرات الدول الغربية والعربية، بمقتل اكثر من 900 مسلح ممن انظموا الى التنظيمات المتطرفة (والتي صنفت على انها منظمات ارهابية في اغلب دول العالم)، خصوصا من تنظيمي (الدولة الاسلامية/ داعش) المنشق عن تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة التابع الى تنظيم القاعدة، وقد ركزت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، الضربات الجوية على اهداف التنظيم (داعش)، في العراق وسوريا (مع اعتبار العراق اولوية بحسب التصريحات الرسمية)، والتي تمثلت لقطع خطوط الامداد بين المناطق التي يسيطر عليها بين العراق وسوريا، اضافة الى استهداف الحقوق النفطية التي سيطر عليها في سوريا والتي يستخدمها لإمداد الته الحربية ومقاتليه، والتي تدر عليه عوائد مالية كبيرة بعد ان استطاع بيع النفط الخام بالتعاون مع مهربين ومافيات متخصصة بأسعار تنافسية.

وقد دارت معارك شرسة بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري، تبادل خلالها الطرفان السيطرة على حقول انتاج النفط الحيوية للطرفين، وقتل 21 عنصرا من قوات النظام في محيط حقل شاعر الغازي والنفطي في محافظة حمص في وسط سوريا خلال اشتباكات مع تنظيم "الدولة الاسلامية"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، واشار الى ان "التنظيم كثف هجماته خلال الأيام الأربعة الفائتة في محاولة للسيطرة على الحقل وآباره المنتشرة في المنطقة، والتي استعادت قوات النظام السيطرة عليها قبل أكثر من أسبوعين"، ومنذ تموز/يوليو، تتنازع قوات النظام و"الدولة الاسلامية" السيطرة على شاعر، احد اكبر الحقول النفطية والغازية في المنطقة، وقتل التنظيم المتطرف لدى الاستيلاء عليه للمرة الاولى المئات من الجنود، بعضهم اعداما، ثم استرجعته قوات النظام، قبل ان تخسره مجددا، ثم تستعيده.

وتحاول داعش السيطرة على مناطق واسعة من سوريا، واستخدام سياسية الرعب والترهيب لإجبار خصومها على الخضوع بالقوة لسيطرتها ونفوذها، وقد ادانت المنظمات الاممية العنف والوحشية المفرطة التي استخدمتها داعش ومقاتليها بحق المدنيين الخاضعين لمسلحيها في الاراضي التي استولى عليها التنظيم في العراق وسوريا.

وقال محققو الأمم المتحدة إن قادة تنظيم الدولة الإسلامية عرضة للملاحقة القضائية لارتكاب جرائم حرب على "نطاق هائل" في شمال شرق سوريا حيث بثوا الرعب بعمليات الإعدام والرجم وإطلاق النار على المدنيين والمقاتلين الأسرى، وطالب الخبراء القوى الدولية بالعمل على ضمان محاسبة القادة المدانين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ويستند أحدث تقرير لمحققي الأمم المتحدة المستقلين إلى مقابلات أجروها مع أكثر من 300 رجل وامرأة وطفل فروا او مازالوا يعيشون في معاقل للدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا منها حلب، وقال التقرير "بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمقاتلين الاسرى والمدنيين بعد الهجمات العسكرية ارتكب اعضاء داعش (الدولة الإسلامية) انتهاكات فظيعة للقانون الدولي الإنساني الملزم وجرائم حرب من خلال عمليات قتل على نطاق واسع"، وأضاف التقرير أن المقاتلين الاجانب الذين يتم تجنيدهم من خلال تسجيلات مصورة عنيفة عززوا صفوف التنظيم وهيمنوا على تشكيله القيادي، وكان تقرير منفصل للأمم المتحدة قال إن 15 ألف أجنبي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق.

في سياق متصل قال التقرير "لقد أقدم قادة داعش على هذه الافعال بمحض ارادتهم وارتكبوا جرائم الحرب هذه، وكل فرد منهم يتحمل المسؤولية الجنائية" وأضاف أن ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم يملك "سلطة مطلقة"، وقال باولو بينيرو الذي ترأس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي إن النتائج التي توصلت إليها اللجنة ستضاف إلى قائمة سرية للمتهمين بارتكاب جرائم حرب من كل أطراف الحرب الأهلية السورية التي قتل فيها حوالي 200 ألف شخص منذ مارس آذار عام 2011، وأوضح التقرير أنه منذ بدأت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في استهداف الدولة الإسلامية في سوريا في أواخر سبتمبر أيلول بدأ مقاتلو الدولة الإسلامية في اتخاذ مواقعهم في منازل المدنيين والمزارع مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وكشف التقرير أن تنظيم الدولة الإسلامية يحرم أيضا 600 ألف شخص في الشمال من المواد الغذائية والمساعدات الطبية ويفرض تفسيره المتطرف للشريعة الإسلامية من خلال شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتأمر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجلد وقطع اليد لسلوكيات وافعال منها التدخين والسرقة وقد قطعت رأس طبيبة أسنان في دير الزور لأنها تعالج المرضى من الجنسين، وقال التقرير "داعش ذبحت واطلقت الرصاص ورجمت الرجال والنساء والاطفال علنا في البلدات والقرى في شتى انحاء شمال شرق سوريا"، وأضاف أن الأطفال يتعرضون لضغوط للابلاغ عن ذويهم وان تنفيذ حد الزنا برجم المرأة ينفذ دون اثبات كما يجبر المسيحيون والاقليات الاخرى على دفع الجزية او اعتناق الإسلام، وتابع "رأى شهود مشاهد جثث ما زالت تنزف تتدلى من صلبان ورؤوسا علقت على طول سور حديقة"، ومن بين الذين ذبحوا في سوريا 200 جندي أسروا من قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة ومئات من أفراد عشيرة الشعيطات في دير الزور.

وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يرتكب "جرائم ضد الإنسانية" على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا، وفي أول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رؤوس وأخذ نساء سبايا وإرغامهن على الحمل، وأكد التقرير الذي أعد تحت إشراف باولو سيرجيو بنييرو أن "المجموعة المسلحة تنتهج سياسة عقوبات تمييزية مثل الضرائب أو الإرغام على تغيير الدين على أسس الهوية الأثنية أو الدينية، وتدمير مواقع دينية وطرد منهجي للأقليات". بحسب فرانس برس.

وقال إن الهجمات "على نطاق واسع ومنهجي" ضد المدنيين الأكراد وضد أقلية الإيزيديين تشكل "جرائم ضد الإنسانية" مثل عمليات الإخفاء القسري خلال هجمات ضد المدنيين في مناطق حلب والرقة تترافق مع جرائم وتعذيب، وأضاف التقرير الواقع في 20 صفحة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قام "بقطع رؤوس ورجم رجال ونساء وأطفال في أماكن عامة في بلدات وقرى شمال شرق سوريا"، وتعلق جثث الضحايا عموما على صلبان لمدة ثلاثة أيام كما توضع الرؤوس فوق أسلاك عامة لتكون "بمثابة تحذير للسكان حول عواقب رفض الانصياع لسلطة المجموعة المسلحة"، وروى أسرى سابقون أن أسوأ معاملة في مراكز الاعتقال يلقاها هؤلاء الذين يشتبه في انتمائهم إلى مجموعات مسلحة أخرى والصحافيون والأشخاص الذين عملوا مع الصحافة الأجنبية، ويؤكد التقرير أيضا أن عمليات اغتصاب ترتكب بحق نساء كاشفا أن العائلات الخائفة تقوم بتزويج بناتها القاصرات على عجل خوفا من أن يتم تزويجهن بالقوة لمقاتلي التنظيم المتطرف، ويشير أيضا إلى أخذ نساء إيزيديات سبايا معتبرا ذلك "جريمة ضد الإنسانية"، واللجنة المكلفة فقط التحقيق حول الوضع في سوريا لم تنظر بما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف في العراق، وتحقق اللجنة في المنطقة لكن الحكومة السورية لم تسمح لها بزيارة سوريا.

مقاتلون اجانب

الى ذلك قال بريطاني يدعى أحمد المثنى إنه يعتقد أن ابنه طالب الطب بين مجموعة من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين ظهروا وهم يذبحون جنودا سوريين في الصحراء في تسجيل مصور بث مؤخرا، وقال أحمد المثنى لصحيفة ديلي ميل إن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 عاما كان فيما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشددا ظهروا بالتسجيل الذي ظهر فيه أيضا رأس موظف الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيج، وأضاف أحمد المثنى الذي يقيم في مدينة كارديف في ويلز "لا يمكنني أن أجزم لكنه يبدو ابني"، وتابع قوله "ينبغي أن يخاف الله الآن بعد أن أزهق أرواحا، كيف يقف أمام الله إذا كان يقتل بشرا"، وجاء إعلان قتل كاسيج -وهو خامس رهينة غربي تصور الدولة الإسلامية ذبحه في تسجيل مصور مدته 15 دقيقة لذبح 14 رجلا على الأقل قال التنظيم إنهم طيارون وضباط موالون للرئيس السوري بشار الأسد، وقالت وكالات مخابرات غربية إن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل في سوريا والعراق يضم آلاف المقاتلين الأجانب وأصبح مصدر جذب للمتطوعين الجهاديين من أوروبا وأمريكا الشمالية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ان هناك احتمالا قويا جدا أن يكون مواطن فرنسي عمره 22 عاما ظهر أيضا في تسجيل فيديو الذبح، وأحجمت وزارة الخارجية البريطانية عن التعقيب، وكان التنظيم قد بث من قبل تسجيلات تصور ذبح رجلين أمريكيين ورجلين بريطانيين وظهر فيها متشدد ملثم بقناع أسود ويشهر سيفا ويتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية وأطلقت عليه وسائل الإعلام البريطانية لقب "جون الجهادي"، لكن وجوه معظم المتشددين في التسجيل الذي أذيع مؤخرا كانت مكشوفة وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الرجل الذي يبدو أنه ناصر المثنى كان يقف إلى جوار جون الجهادي، وكان ناصر المثنى قد ظهر بالفعل في شريط فيديو نشر في يونيو حزيران وهو يدعو المسلمين للانضمام للدولة الإسلامية، وقال والده في يونيو حزيران إن أصيل شقيق ناصر الأصغر سافر أيضا إلى سوريا، وذكرت تقارير إعلامية أن رياض خان صديق ناصر ظهر أيضا في تسجيل فيديو في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وقالت فرنسا ان هناك احتمالا قويا جدا أن يكون عضو تنظيم الدولة الاسلامية الذي ظهر في تسجيل مصور بثه التنظيم المتشدد لعملية ذبح أسرى مواطنا فرنسيا عمره 22 عاما، وظهر في مقطع الفيديو الذي يبلغ طوله 15 دقيقة عملية قطع رؤوس 14 رجلا على الاقل قالت الدولة الاسلامية إنهم طيارون وضباط موالون للرئيس السوري بشار الأسد، كما ظهر في الفيديو رأس موظف الاغاثة الأمريكي بيتر كاسيج مقطوعا، وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن تحليلا أجرته وحدة أمنية يشير إلى أن أحد الرجال الذين يقودون أسرى إلى موقع للاعدام هو مكسيم هوشار الفرنسي وهو من منطقة أور الشمالية وسافر إلى سوريا في أغسطس اب 2013، وقال كازنوف للصحفيين "هذا التحليل (للمخابرات الفرنسية) يشير الى ان هناك احتمالا كبيرا أن مواطنا فرنسيا شارك بشكل مباشر في تلك الافعال الدنيئة"، وقالت السلطات في فرنسا إن نحو ألف من مواطنيها انضموا لفصائل اسلامية، وفي العام الماضي فتح قضاة تحقيقا مبدئيا للاشتباه في مشاركة هوشار في مؤامرة لارتكاب أفعال ارهابية، وقالت وسائل اعلام فرنسية إن هوشار معروف في مدينته بأنه شخص ودود وليس له سجل جنائي، وقد أجرت قناة تلفزيونية لقاء معه خلال الصيف قال فيه إن هدفه من الانضمام للدولة الاسلامية هو الاستشهاد.

معارك عين العرب

فيما بلغ عدد القتلى في المعارك للسيطرة على عين العرب الكردية السورية خلال شهرين 1153، غالبيتهم العظمى من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين يبدو أن زمام المبادرة انتقل إلى الطرف الكردي ميدانيا، ونفذت طائرات الائتلاف الدولي غارات عدة على مواقع للتنظيم المتطرف بالمدينة، في وقت تتواصل فيه المعارك منذ أكثر من سبعين ساعة جنوبي المدينة الحدودية مع تركيا بعد أن كانت شهدت على مدى أسبوعين تراجعا في حدتها، وأوضح أن المعارك ترافقت مع قصف من جانب وحدات الحماية وقوات البشمركة العراقية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في عين العرب، كما تزامنت مع تنفيذ طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات على المدينة.

من جهة أخرى، ذكر المرصد أن المقاتلين الأكراد "نفذوا عملية ضد قوة من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الشرقي لعين العرب-كوباني، على بعد أكثر من عشرة كيلومترات من المدينة، إذ قاموا بتفجير عربة للتنظيم خلال مرورها مع ركابها، ما تسبب بمقتل ثلاثة من عناصره"، وقال المرصد إن 23 "جهاديا" على الأقل بينهم قياديان، قتلوا منذ في كوباني ومحيطها في المعارك والعمليات، بينما قتل أربعة مقاتلين أكراد، وبدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف هجومه للسيطرة على مدينة عين العرب في 16 أيلول/سبتمبر، واستولى في طريقه إليها على عشرات القرى والبلدات، ودخلها في السادس من تشرين الأول/أكتوبر، وتمكن من السيطرة على أكثر من نصفها، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلى هم 27 مدنيا كرديا، بينهم من ذبح على أيدي التنظيم، و398 من عناصر "وحدات حماية الشعب" وقوات الأمن الداخلي الكردية "الأسايش"، و712 مقاتلا من "الدولة الإسلامية"، بينهم 23 "فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وريفها"، و16 مقاتلا من كتائب الجيش الحر. بحسب فرانس برس.

الى ذلك قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أجبروا أطفالا تصل أعمارهم الى 14 عاما على مشاهدة مقاطع فيديو لقطع الرؤوس وضربوهم بكابلات كهرباء خلال احتجازهم على مدى ستة أشهر، وخطف المتشددون مجموعة من الأطفال في 29 مايو ايار خلال عودتهم الى بلدة كوباني السورية بعد أن خضعوا لاختبارات دراسية في مدينة حلب، وأفرجوا عن آخر 25 رهينة في 29 اكتوبر تشرين الأول، وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من العراق وسوريا وأعلن قيام دولة خلافة إسلامية، ويحاصر متشددو التنظيم بلدة كوباني التي يغلب على سكانها الأكراد على حدود سوريا مع تركيا منذ أكثر من شهر على الرغم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وتستهدف التنظيم، وقالت المنظمة نقلا عن شهادات من مقابلات مع أربعة صبية كانوا ضمن المخطوفين إن الانتهاكات التي ارتكبت بحق اكثر من 150 طفلا احتجز بعضهم لمدة تصل إلى ستة أشهر ترقى إلى جرائم حرب.

وتحدث الأطفال عن أنهم أجبروا على أداء الصلوات الخمس ومشاهدة مقاطع فيديو لمتشددي التنظيم خلال القتال وقطع رؤوس رهائن، ونقلت المنظمة عن صبي قوله "من لم يلتزم بالبرنامج كان يضرب، كانوا يضربوننا بخرطوم أخضر أو كابل سميك بداخله سلك، كانوا يحفظوننا آيات قرآنية ويضربون من يعجز عن الحفظ"، وقال الصبية إن المتشددين أبلغوهم بأن سبب الإفراج عنهم هو انتهاء دراستهم الدينية، وقالت المنظمة إن الدفعة الأخيرة من الأطفال الذين أفرج عنهم لجأوا إلى تركيا، وقال الاطفال إن من لديهم أفراد من عائلاتهم يقاتلون في صفوف الميليشيا الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب والتي تدافع عن كوباني واجهوا معاملة سيئة على نحو خاص، وقال صبي في الخامسة عشرة من عمره للمنظمة إن الخاطفين الذين جاءوا من سوريا والأردن وليبيا وتونس والسعودية "طلبوا منهم عناوين أسرهم وأبناء عمومتهم وأعمامهم قائلين إنهم حين يصلون الى كوباني سيذهبون ليقطعوهم إربا"، وأضاف أن المتشددين يعتبرون أعضاء وحدات حماية الشعب "كفارا"، وقالت هيومن رايتس ووتش إن أطفالا وبالغين أكرادا مازالوا محتجزين، ويعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يحتجز أقل من عشرة رهائن غربيين بينهم صحفيون أجانب، وتقصف الولايات المتحدة وحلفاؤها أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ أغسطس آب وكثفت القصف بعد أن زحف المتشددون نحو كوباني في أكتوبر تشرين الأول.

صراع من اجل الطاقة

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الحكومة السورية والجماعات المسلحة الحليفة استردت السيطرة على حقل غاز من مقاتلي الدولة الاسلامية، وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن حقل غاز الشاعر الذي يقع في وسط سوريا تبادلت قوات الحكومة السورية والدولة الاسلامية السيطرة عليه أربع مرات منذ يوليو تموز حيث استولى عليه مقاتلو الدولة الاسلامية أول مرة وقتلوا نحو 350 جنديا من القوات الحكومية والميليشيات الحليفة والحراس والعاملين، واستعادت القوات الحكومية الحقل الذي يقع الى الشرق من مدينة حمص في وقت لاحق من ذلك الشهر لكنها خسرته مرة اخرى للدولة الاسلامية في قتال سقط فيه 30 مقاتلا على الاقل من الموالين للحكومة، ولم يذكر المرصد أرقام الخسائر أو تفاصيل أخرى عن القتال الذي دار عندما استعادت القوات الموالية للحكومة السيطرة على الحقل، والاشتباكات بين قوات الرئيس بشار الاسد والدولة الاسلامية كانت نادرة نسبيا حتى هذا الصيف عندما بدأ الجهاديون السيطرة على قواعد الحكومة ومن بينها العديد من القواعد في محافظة الرقة بشمال البلاد، وواصل الجانبان القتال عندما بدأت القوات التي تقودها الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية في سوريا في سبتمبر ايلول، وتقول الولايات المتحدة انها لا تنسق عملياتها مع قوات الاسد.

وقال مقاتلو الدولة الاسلامية في سوريا انهم سيطروا على حقل للغاز في محافظة حمص بوسط البلاد وهو ثاني حقل للغاز يسيطرون عليه خلال معارك مع القوات الحكومية، وقال موقع سايت الذي يتابع مواقع الحركات الجهادية على الإنترنت ان التنظيم المتشدد نشر 18 صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها راية الدولة الاسلامية مرفوعة على حقل جحار للغاز الى جانب عدد من العربات وأسلحة تمكن المقاتلون من الاستيلاء عليها، وسيطر مقاتلو الدولة الاسلامية على ثلث الاراضي السورية وأيضا على مناطق كبيرة من العراق واعلنوا الخلافة الاسلامية في المناطق التابعة لهم في الدولتين، وسيطر مقاتلو الدولة الاسلامية على حقل الشاعر (وهو أكبر حجما) في 30 اكتوبر تشرين الاول، وقالت الدولة الاسلامية ان حقل الشاعر والمواقع المحيطة أصبحت جزءا من "أراضي الخلافة" وان جنودها يتقدمون "بفضل الله" ويغزون مناطق جديدة، وأضافت انه "أحكم المقاتلون سيطرتهم على قرية جحار وشركة مهر لضخ الغاز وقرابة التسعة حواجز مدعمة بالعتاد"، وقالت ان مقاتليها استولوا على دبابتين وسبع سيارات رباعية الدفع وعدد من الاسلحة الآلية الثقيلة. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/تشرين الثاني/2014 - 1/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م