تلوث المياه.. خطر داهم يقلص الحياة على الارض

 

شبكة النبأ: باتت معضلة تلوث المياه خطرا داهما يهدد الجنس البشرى بالزوال بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات في جميع أنحاء العالم، ولقد برزت هذه المشكلة مع انتشار واختلاف مصادر التلوث وضعف الإمكانات المادية، والتي كانت سببا في انتشار العديد من الإمراض والأوبئة الخطيرة، يضاف الى ذلك الآثار المدمرة للتغيرات المناخية التي تسببت أيضا في تراجع إمدادات المياه الصالحة لشرب، وبحسب بعض التقارير الخاصة فإن هناك نحو ملياري شخص يستخدمون مياه ملوثة مما يشكل تهديدا صحيا عالميا على الرغم من مليارات الدولارات التي تنفق على الصرف الصحي، وتقول منظمة الصحة العالمية ان عدم كفاية امدادات المياه والصرف الصحي تؤدي إلى خسائر اقتصادية سنوية قدرها 260 مليار دولار.

وتلوث المياه وكما تشير بعض المصادر هو أي تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريق مباشر أو غير مباشر، يؤثر سلباً على الكائنات الحية، أو يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة. وينقسم التلوث المائي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التلوث الطبيعي، ويظهر في تغير درجة حرارة الماء، أو زيادة ملوحته، أو ازدياد المواد العالقة. والنوع الآخر هو التلوث الكيميائي، وتتعدد أشكاله كالتلوث بمياه الصرف والتسرب النفطي والتلوث بالمخلفات الزراعية كالمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية.

ويأخذ التلوث المائي أشكالاً مختلفة، ويٌحدِث تداعيات مختلفة، وبالتالي تتعدد مفاهيم التلوث المائي. فيمكن تعريفه بأنه إحداث تلف أو فساد لنوعية المياه، مما يؤدي إلى حدوث خلل في نظامها البيئي، مما يقلل من قدرتها على أداء دورها الطبيعي ويجعلها مؤذية عند استعمالها، أو يفقدها الكثير من قيمتها الاقتصادية، وبصفة خاصة ما يتعلق بموارده السمكية وغيرها من الأحياء المائية. كذلك يُعرف التلوث المائي بأنه تدنيس لمجاري الأنهار والمحيطات والبحيرات، بالإضافة إلى مياه الأمطار والآبار والمياه الجوفية، مما يجعل مياهها غير معالجة وغير قابلة للاستخدام، سواء للإنسان أو الحيوان أو النبات وسائر الكائنات المائية.

في حين دعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إلى تأسيس قاعدة بيانات عالمية لتوثيق تلوث المياه وتأثيراته على الصحة العامة، وإن ذلك يعتبر أمرا ضروريا لحث دول العالم على أخذ موضوع التلوث على محمل الجد.

التلوث بالبراز

 وفي هذا الشأن فقد كشف تقرير نشر عن وجود حوالى ملياري شخص في العالم يستخدمون مياها ملوثة بالبراز ما يمثل تهديدا صحيا عالميا غير مسبوق، وحذرت "منظمة الصحة العالمية" من أن عدم الاستثمار في مجال الصرف الصحي قد يؤدي إلى خسائر كبيرة خصوصا في مجال الصحة. ومازال سبع سكان العالم معظمهم من الفقراء ويعيشون في المناطق الريفية يتبرزون في العراء مما يؤدي إلى تلوث المياه وتهيئة أرضية خصبة للإسهال والكوليرا والدوسنتاريا والتيفويد.

وقال بروس جوردون من "منظمة الصحة العالمية" "إذا لم يستثمر الناس في مجال الصرف الصحي فالتكاليف ستكون مذهلة وستكون الصحة مشكلة كبيرة". وأضاف "يتعين بذل جهود استثنائية الآن مع تلك الجيوب المتبقية من الناس الذين لا يتاح لهم المياه والصرف الصحي." وتقول "منظمة الصحة العالمية" إن عدم كفاية إمدادات المياه والصرف الصحي تؤدي إلى خسائر اقتصادية سنوية قدرها 260 مليار دولار. وأشار تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة للمياه بمناسبة "اليوم العالمي للمرحاض" إلى أنه على الرغم من المساعدات المالية كالبيرة لهذا القطاع فهناك 1,8 مليار شخص يستخدمون مياها ملوثة.

وتتجه معظم هذه التمويلات نحو الاستثمار في المياه والربع فقط نحو الصرف الصحي بينما تهمل في الغالب المناطق الريفية. وتوفرت المياه النظيفة لأكثر من ملياري شخص خلال العقدين الماضيين وتمكن مليارا شخص تقريبا من الحصول على خدمات الصرف الصحي المحسنة خلال الفترة نفسها. بحسب فرانس برس.

وقال التقرير إنه بفضل هذه المكاسب انخفض عدد الأطفال الذين يموتون بسبب أمراض الإسهال من 1,5 مليون في عام 1990 إلى ما يزيد قليلا على 600 ألفا في عام 2012. لكن عدم كفاية التمويل والتخطيط يعني أن الهدف الإنمائي للألفية المتمثل في خفض نسبة السكان الذين لا تتاح لهم المراحيض بواقع النصف بحلول عام 2015 لن يتحقق.

جنوب افريقيا

الى جانب ذلك خسرت كيبيتسوي فاغنغ في حزيران/يونيو طفلتها في شهرها الخامس بسبب نقص في مياه الشرب في جنوب افريقيا، وليست حالة الوفاة هذه الأولى من نوعها في البلاد. فقد توفي طفلان آخران ونقل نحو 20 طفلا إلى المستشفى بعدما شربوا مياها ملوثة ببكتيريا الإشريكية القولونية في بلدة بلومهوف التي تبعد 300 كيلومتر عن جنوب غرب جوهانسبورغ. وأوضحت السلطات المحلية أن مياه المجارير قد تسربت إلى سد يزود البلدة بالمياه. وأقر أواتيل ليتيبيلي الناطق باسم السلطات البلدية بأنه "لا يخفى على أحد أن البنى التحتية عندنا قديمة جدا. فنحن بلدة صغيرة تواجه صعوبات مالية ... ونحن نحاول حل هذه المشكلة".

وقد كشفت دراسة أجرتها مجلة "سيتي برس" الأسبوعية أن 15 طفلا آخر توفوا خلال الاشهر الأخيرة في أحياء الصفيح في سانييسهوف وبييسيسفلي على مقربة من بلومهوف. وكانت تلك الوفيات ناجمة عن تجفاف سببه الإسهال والتقيؤ. وقد كشفت التحاليل عن تلوث المياه ببكتيريا الإشريكية القولونية في هذه الأحياء. وتسببت أعمال شغب وقعت في نيسان/أبريل في إحدى مدن الصفيح في ضواحي بريتوريا بمقتل عدة أشخاص. ونفدت المياه في موتهولونغ طوال عدة أيام واضطر السكان إلى الاعتماد على شاحنات صهاريج للحصول على المياه. وسرعان ما

انتشرت الأمراض الناجمة عن المياه غير المأمونة، ما أدى إلى تظاهرات عنيفة. وقد أودت المواجهات مع الشرطة بحياة خمسة أشخاص.

ولا يقتصر هذا الوضع على موتهولونغ. فسكان الأحياء الفقيرة التي شيدت سلطات نظام الفصل العنصري قربها محطات لتنقية المياه مخصصة للأحياء الراقية غالبا ما يتظاهرون للمطالبة بمياه نظيفة. وقد أبرح عناصر الشرطة أحد المتظاهرين ضربا حتى الموت خلال تظاهرة للتنديد بنقص المياه سنة 2011 في وسط البلاد. ورفعت عنهم التهم منذ تلك الفترة. وأقرت حكومة جنوب افريقيا بالمشاكل المعممة التي تواجهها في سلسلة إمدادات المياه.

وذكرت وزارة الماء بأن 90 % من السكان يتمتعون بنفاذ إلى مياه الشرب، لكنها أكدت أن إمدادات المياه "غير مأمونة" في 26 % من الشبكة. و أعلنت أن "التنمية الحضرية المتسارعة الوتيرة" وأعمال التخريب تعيق الجهود المبذولة في هذا الخصوص، فضلا عن نقص المهندسين المؤهلين. فالبلاد تعاني من نقص في المتساقطات وتقادم في البنى التحتية التي كانت خلال نظام الفصل العنصري مخصصة في غالب الأحيان لأحياء البيض، بالإضافة إلى نقص في الكفاءات وتخطيط سيء. بحسب فرانس برس.

ويضيف المدافعون عن البيئة الى هذه الصورة القاتمة، ان ارتفاع مستوى المياه الحمضية في مناجم الذهب المهجورة في ضواحي بريتوريا سيهدد ايضا العاصمة الاقتصادية في البلاد. وقد نبعت مياه سامة من الأراضي الواقعة غرب المدينة قبل ثمانية أعوام وهي لا تزال تنبع بعد سقوط أمطار غزيرة. وقد تعهدت الحكومة معالجة المشكلة وتنقية هذه المياه قبل انتشارها في المياه الجوفية. ولحل مشكلة إمدادات المياه تعول جنوب افريقيا على دولة ليسوتو المجاورة التي تزود جوهانسبورغ بعشرة مليارات متر مكعب من المياه في السنة الواحدة. ومن المفترض أن ترتفع هذه الكمية إلى 17 مليارا عند إنجاز السدود في جبال المملكة بحلول العام 2022.

الصين

في السياق ذاته قالت وسائل إعلام حكومية ان الصين تخطط لانفاق تريليوني يوان (330 مليار دولار) على خطة عمل لمعالجة تلوث مواردها المائية الشحيحة. ويوجد في الصين 20 في المئة من عدد سكان العالم لكن لديها سبعة في المئة فقط من الموارد المائية والموقف ينذر بالخطر بوجه خاص في الشمال حيث في بعض الأقاليم يقل نصيب الفرد من المياه مقارنة مع مثيله في الشرق الاوسط.

ونقلت صحيفة تشاينا سيكيوريتيز جورنال عن وزارة حماية البيئة قولها ان الخطة ما زالت في مرحلة وضع اللمسات النهائية لكن الميزانية وضعت وتتجاوز 1.7 تريليون يوان (277 مليار دولار) تعتزم الصين انفاقها على مكافحة أزمة تلوث الهواء التي لقيت تغطية إعلامية أكبر. وقالت الصحيفة ان الخطة تهدف الى تحسين نوعية المياه في الصين بنسبة 30 الى 50 في المئة من خلال استثمارات في التكنولوجيا مثل معالجة فاقد المياه وتكنولوجيا الترشيح واعادة التدوير.

ولم تذكر الصحيفة كيفية جمع التمويل أو متى يبدأ تنفيذ الخطة أو الجدول الزمني المتصور. وقال وزير البيئة تشاي تشينغ ان موارد المياه الجوفية شديدة التلوث وتهدد الاستخدام في الشرب. ووفقا لبيانات الحكومة أظهر مسح أجرته الحكومة في عام 2012 شمل فحص 5000 نقطة مياه جوفية ان 57.3 في المئة من العينات شديدة التلوث.

الى جانب ذلك شهدت مدينة لانجتشو في غرب الصين إقبالا شديدا من الأهالي على المتاجر الكبيرة لشراء المياه المعبأة بعد ان أعلنت السلطات ان مياه الشرب بالمدينة ملوثة بمستويات عالية من البنزين المسبب للسرطان بزيادة مقدارها عشرون مرة عن مستويات الأمان المتفق عليها. وبعدما أعلنت بكين ان البيئة إحدى أولوياتها بعد سنوات من النمو الاقتصادي الجامح سعت الحكومة جاهدة لدفع وحدات الحكم المحلي وقطاع الصناعة للإلتزام بالقوانين.

وتندرج مدينة لانتشو وهي مدينة باقليم قانسو تحفل بالمنشآت الصناعية ويقطنها 3.6 مليون شخص ضمن قائمة تضم أكثر المدن الصينية تلوثا. ووجدت الحكومة ان مياه الشرب بالمدينة تحتوي على 200 ميكروجرام من البنزين في اللتر الواحد مما دفع السكان الى التهافت على شراء المياه المعبأة. وحد الأمان القومي المسموح به من البنزين في مياه الشرب هو 10 ميكروجرامات. بحسب رويترز.

وتم قطع المياه عن أحد أحياء المدينة فيما حذرت الحكومة الأهالي من شرب المياه. وقالت الحكومة في بيان "قطعت لانتشو إمدادات المياه الملوثة ونثرت الكربون النشط لامتصاص البنزين." ويحتفظ الكربون النشط بخاصية امتصاص المواد الكيماوية. وقالت الحكومة المحلية على موقعها الالكتروني إن الفحوص المبدئية أظهرت ان البنزين تسرب من مصانع قريبة للكيماويات الا انها لم تلق بالمسؤولية على جهة بعينها فيما يجري مكتب شؤون البيئة مزيدا من التحريات.

امريكا

من جانب اخر قال مسؤول في ولاية وست فرجينيا الامريكية ان مياه الصنابير ستظل غير امنة خلال الايام المقبلة في الوقت الذي قضى فيه السكان يوما ثالثا دون ان يتمكنوا من استخدام مياه الصنابير بسبب تلوث مياه نهر ايلك نتيجة تسرب مادة كيماوية. وقال مسؤولو الولاية ان نحو 18927 لترا من تلك المادة الكيماوية التي تستخدم في صناعة الفحم تسربت الى النهر.

وذكرت السلطات ان التسرب جاء من صهريج تابع لشركة فريدم اندستريز في تشارلستون التي تنتج مواد كيماوية تستخدم في صناعات التعدين والصلب والاسمنت. وأعلن حاكم الولاية إيرل راي تومبلين حالة الطوارئ في تسع مقاطعات وأصدر الرئيس باراك أوباما اعلانا بحالة الطوارئ. وتسبب التسرب في اغلاق المدارس والشركات في تشارلستون عاصمة ولاية وست فرجينيا وأكبر مدينة بها. وقال جيف مكينتري رئيس شركة امريكان للمياه بوست فرجينيا ان فرقا من الشركة تقوم بجمع عينات ولكنه قال ان الامر سيستغرق اياما قبل ان تفي نوعية الماء بمعايير الجودة المسموح بها اتحاديا. وكان السناتور جاي روكفيلر الذي يمثل وست فرجينيا قد طلب من الهيئة التحقيق في الامر قائلا انه يشعر"بقلق عميق" من هذا التسرب.

وارسلت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ 75 مقطورة مملوءة بزجاجات المياه لتوزيعها بمساعدة الحرس الوطني على مايزيد عن 300 الف شخص لا يستطيعون استخدام مياه الصنابير. وقال مكينتري ان المياه التي تحمل هذه المادة الكيماوية لها رائحة مثل العرقسوس او الينسون. وعلى الرغم من ان هذه المادة ليست قاتلة بشكل كبير فانه لم يتم بعد تحديد المستوى الذي يمكن عنده اعتبار المياه امنة. واجبر هذا التلوث المطاعم الموجودة بالمنطقة على اغلاق ابوابها.

على صعيد متصل أدى إرتفاع السموم الناجمة عن الطحالب إلى مستويات خطيرة في بحيرة إيري بولاية أوهايو الأمريكية إلى حرمان 500 ألف شخص في مدينة توليدو من المياه الصالحة للشرب بينما بدأت السلطات فحص المياه. وقالت المتحدثة باسم وكالة حماية البيئة هيدي جريزمر إن مسؤولي قطاع الصحة أرسلوا عينات إلى عدد من المختبرات لفحصها بعد أن تبين لهم أن بحيرة إيري ربما تأثرت "بإزهار طحالب ضارة" وستظهر النتائج في وقت لاحق.

وتوفر البحيرة الجزء الاكبر من مياه الشرب للمنطقة. وأعلن حاكم ولاية أوهايو جون كاسيتش حالة طوارىء في توليدو -رابع أكبر مدينة في الولاية- والمقاطعات المجاورة بينما كان الحرس الوطني لأوهايو وعدد من الوكالات الحكومية والصليب الأحمر الأمريكي في شمال غرب أوهايو ينقلون عبوات من المياه الصالحة للشرب إلى المنطقة عبر الشاحنات.

وتوجه عدد من سكان المنطقة إلى ولايات أخرى بحثا عن المياه العذبة بعد أن فرغت المتاجر من مخزونها من المياه المعبأة بعد انتشار نبأ الأزمة. وقال المتحدث باسم غرفة عمليات الطوارئ التابعة للولاية كريس أبروزس إن إزهار الطحالب في بحيرة ايري هو أمر معتاد خصوصا في فصل الصيف. وينتج إزهار الطحالب الخطيرة - الذي يؤدي إلى زيادة سريعة في مستويات الطحالب - عن وجود كميات عالية من النيتروجين والفسفور. وقال مسؤولو المدينة إن شرب المياه الملوثة يمكن أن يؤثر على الكبد ويسبب الإسهال والقيء والغثيان والدوار.

من جانب اخر قال باحث في علوم الزلازل إن ضعف مقاومة التربة المحيطة بالشبكة الرئيسية لإمداد كاليفورنيا بالمياه ربما يؤدي الى مضاعفة أثر الموجات الاهتزازية في حالة وقوع زلزال كبير وإلى حدوث انفجار يؤدي لتلوث مياه الشرب بمياه البحر. وقدم سكوت براندنبرج أستاذ علوم الزلازل بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس هذا البحث خلال إجتماع للجنة المياه بجنوب كاليفورنيا وهي جماعة مدافعة عن المياه لا تهدف للربح من بين اعضائها كبار مسؤولي المياه والحكم المحلي والمرافق العامة بالمنطقة وآخرون.

وقال براندنبرج المتخصص في الجوانب الفنية والجيولوجية في هندسة الزلازل "المخاطر الزلزالية حقيقية وبالغة الخطورة." ويدرك خبراء المياه في كاليفورنيا منذ زمن بعيد مدى خطورة وقوع زلزال محتمل في منطقة التربة الزراعية المحيطة بدلتا نهر سكرامنتو-سان جواكين الذي يمد بالمياه كتلة سكانية تتجاوز 25 مليون نسمة علاوة على رقعة زراعية تصل الى ثلاثة ملايين فدان في كاليفورنيا.

إلا ان براندنبرج قال إنها المرة الأولى التي ينظر فيها الباحثون بإمعان الى كيفية تأثير الأنشطة الزلزالية على هذا النوع من تربة المستنقعات الطينية اللينة الداكنة اللون التي تسهم في مضاعفة أثر موجات الزلازل. وقال إن هذه التربة الطينية تقع عادة عند قاعدة التكوينات الناتئة المحيطة بالدلتا. وأضاف "كان هناك اعتقاد بان هذه التربة ذات خصائص تمتص الموجات الزلزالية ولا تنقلها." بحسب رويترز.

وأشار الى ان ضعف هذه الطبقة الطينية يجعل تأثرها بالزلازل قد يستغرق أياما او شهورا لذا فانه على الرغم من انها لا تشكل خطرا آنيا إلا انها تمثل أخطارا كامنة على سلامة شبكة التغذية بالمياه في كاليفورنيا. ويجيء هذا البحث في الوقت الذي بدأت فيه كاليفورنيا لتوها في تنفيذ خطة تتكلف عدة مليارات من الدولارات للحفاظ على الدلتا تتضمن إعادة تأهيل شبكة المياه. ويقول معارضو هذا المشروع إنه سيضيف الكثير الى الأخطار التي تحيق بالدلتا بالفعل وبالحياة البرية المحيطة بها إلا ان مؤيديه يرون انه سيقضي على خطر تلويث مياه الشرب بمياه البحر المالحة حال وقوع زلزال.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/تشرين الثاني/2014 - 28/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م