الكوكب الاحمر.. مستعمرة المستقبل القريب

 

شبكة النبأ: يعش العالم اليوم سباقا فضائيا كبيرا من اجل الوصول لمعرفة المزيد من المعلومات والاسرار عن المريخ الذي قد لقبه العلماء بالكوكب الأحمر نسبةً إلى لونه المائل إلى الحمره, بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.

وقد اصبح الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض محط اهتمام متزايد من قبل العديد من الدول والحكومات العالمية، التي سعت الى اطلاق العديد من الرحلات الاستكشافية الى هذا الكوكب المهم، الذي يعد من اكثر الكواكب شبهاً بالأرض, فقد أثبتت الدراسات العلمية التي اجريت بهذا الخصوص وجود تشابه في مجموعة من الظواهر الطبيعية والمناخية, حيث يمر المريخ بالفصول المناخية الأربعة, ويستغرق الفصل المناخي نحو خمسة أشهر كاملة, علماً أن العام على كوكب المريخ مدته 18 شهراً وفقاً لحسابات الأيام على الأرض.

ويتشابه الكوكبان في عدد ساعات اليوم التي تبلغ في المريخ 24 ساعة و37 دقيقة، هذا بالإضافة الى الامور الاخرى التي لاتزال قيد البحث والدراسة، ولذلك فقد تم تجنيد مختلف القدرات العلمية لسبر أغـــواره واكتشاف ما إذا كان هناك حياة على سطحه كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على وجود مشروع خاص لاستعمار المريخ وجعله كوكب صالح للحياة من خلال اقامة بعض المشاريع المهمة. وقد سعت بعض الجهات الى اطلاق مشروع خاص لإرسال متطوعين من اجل الاستيطان في كوكب المريخ.

وفي غضون ذلك، يتواصل بحث العلماء عن وسائل تسمح لنا بالسفر نحو عالم جديد قادر على استضافتنا في حالة تواصل الحروب ونتائجها المدمرة، والتغيرات المناخية، والانخفاض في المصادر الطبيعية، والارتفاع الجنوني في أعداد البشر أو ما يعرف بالانفجار السكاني، فبعد مرور 42 عاما من أول هبوط على سطح القمر أصبح المريخ هو الهدف التالي لانطلاق الإنسان الى الفضاء، حيث دخلت القوى الفضائية الثلاث الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين، عصرا بات التعاون فيه أكثر أهمية من أي وقت مضى. وشهد عام 2012 نجاحات مذهلة حققتها أمريكية متمثلة بكوريوستي الذي يرسم مستقبل استكشاف المريخ.

من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان المساعي والمشاريع المطروحة لا تعدو ان تكون مجرد نظريات مستحيلة يصعب تحقيقها ولأسباب كثير يعرفها الجميع منها صعوبة التأقلم و طول المسافة التي ستترتب عليها الكثير من المشاكل الصحية هذا بالإضافة الى التكاليف الباهظة، وفيما يخص آخر الاستكشافات والدراسات الجديدة حول كوكب المريخ فقد أكد علماء أن سطح كوكب المريخ يتعرض من حين لآخر لرياح قوية تحرك الأتربة وتغير مواقع التلال الرملية عكس ما ظل سائدا لسنوات. وقال أحدهم "لقد تبين لنا أن الكثبان الرملية على سطح المريخ تتحرك، وأن سرعة تحركها تختلف باختلاف الفصول".

وقال فرنسوا أيوب الباحث في علوم الكواكب في جامعة كاليفورنيا "لقد تبين لنا أن الكثبان الرملية على سطح المريخ تتحرك، وأن سرعة تحركها تختلف باختلاف الفصول، وهذا اكتشاف يغير المفهوم الذي كان سائدا أن شكل سطح المريخ ثابت لا يتغير بسبب ندرة الرياح القوية". وتوصل العلماء إلى هذه النتائج بالاستعانة بالصور التي التقطها المسبار الأمريكي "مارس روكونينس أوربيتر" من مدار المريخ لمنطقة يطلقون عليها اسم "نيلي باتيرا"، وذلك على مدى سنة مريخية كاملة. وقال أيوب "اكتشفنا أن هذه المنطقة تشهد بشكل شبه متواصل هبوب عواصف رملية خلال فصل الرياح".

وأشار العلماء إلى ضرورة أن تكون الآليات المرسلة إلى سطح الكوكب الأحمر مجهزة لمقاومة هذه الرياح. ومن المرتقب مثلا أن يمر الروبوت كوريوسيتي، الذي حط على سطح المريخ قبل أكثر من عامين، في منطقة نيلي باتيرا ومن المرجح أن يواجه بعض الرياح المحملة بالأتربة، وفقا للباحثين.

الغلاف الجوي والمياه العذبة

على صعيد متصل نجحت مركبة "مافن" الأميركية المرسلة لدراسة أسباب زوال جزء كبير من الغلاف الجوي للمريخ في التمركز في مدار الكوكب الأحمر، وفق ما كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وأوضحت الناسا في بيان نشر على موقعها أنه "بعد قطع 711 مليون كيلومتر خلال رحلة استغرقت 10 أشهر، تمركزت مافن (مارس أتموسفير أند فولاتايل إفولوشن) في مدار المريخ.

وعلا التصفيق في قاعة التحكم بهذه المهمة في مختبر "جيت بروبولشن لابوراتري" في كاليفورنيا إثر تأكيد تمركز المركبة في المدار بناء على صور نقلتها الناسا مباشرة. وتستمر مهمة "مافن" عاما كاملا لدراسة الغازات في الطبقات العليا للغلاف الجوي للمريخ وطريقة تفاعلها مع الشمس والعواصف الشمسية. ويسعى العلماء من خلال المعطيات التي تجمعها "مافن" إلى فهم الأسباب التي جعلت الكوكب الأحمر يفقد كميات المياه الغزيرة التي كانت على سطحه، وكذلك الأسباب التي جعلت غاز ثاني أكسيد الكربون يتبدد من غلافه الجوي.

ويعتقد العلماء أن المريخ كان مناسبا في تاريخه السحيق لنشوء الحياة وتطورها، وهم يحاولون تحديد الأسباب التي جعلته بعد ذلك كوكبا قاحلا. وتبلغ ميزانية "مافن" 671 مليون دولار والمركبة مزودة بثمانية أجهزة متطورة، ويبلغ وزنها 2,45 طن. وكانت "مافن" قد أطلقت في الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2013 من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا.

من جانب اخر عثر الروبوت الاميركي كوريوسيتي، الذي هبط على سطح المريخ في صيف العام 2012، على اثار بحيرة قديمة للمياه العذبة على سطح المريخ في اكتشاف هو الاول من نوعه، بحسب ما اعلن علماء. ومع ان المياه تبخرت بالكامل من هذه البحيرة منذ حقبات طويلة، الا ان اعمال الحفر التي قام الروبوت والتحليل الكيماوي للصخور اظهر ان البحيرة كانت تحتوي على حياة جرثومية، قبل 3,6 مليار سنة.

وقال جون غروتزينغر استاذ علم طبقات الارض في معهد التكنولوجيا في كاليفورنيا ان البحيرة كانت من المياه العذبة الباردة، تحيط بها الجبال التي تغطي قممها الثلوج، واصفا ما كان عليه المشهد قبل مليارات السنين بانه "يحاكي المشاهد الطبيعية التي يمكن ان نصادفها على سطح الارض". واظهر تحليل الصخور ان عمرها يراوح بين 3,5 و3,6 مليار سنة، وهو ما يتزامن بالضبط مع اقدم آثار للحياة عثر عليها على سطح الارض. بحسب فرانس برس.

وهي المرة الاولى التي يعثر فيها على صخور تدل على وجود بحيرات في ما مضى على سطح المريخ. وكان الروبوت كوريوسيتي عثر في الاشهر الماضية على اثار لمجرى مياه على سطح المريخ. والروبوت كوريوسيتي التابع لوكالة الفضاء الاميركية ناسا هو اكثر الاجهزة الفضائية تطورا.

الصخور المريخية

الى جانب ذلك يعكف العلماء على دراسة قطعة صخرية صغيرة سوداء اللون قطرها اربعة سنتيمترات وتزن 84 غراما عثر عليها في صحراء المغرب، وهي اول قطعة نيزكية يعثر عليها على الارض مصدرها المساحات القديمة على سطح الكوكب الاحمر. ومع ان العلماء قادرون على دراسة وتحليل الصخور المريخية بواسطة الروبوت كوريوسيتي والمسبار ابورتونيتي الموجودان حاليا على سطح المريخ، الا ان جلب عينات لدراستها في مختبرات الارض ما زال امرا صعب التحقيق حاليا، لعدم وجود تقنيات حتى الآن تسمح بالاقلاع من كوكب المريخ للعودة الى الارض.

وعلى ذلك، فان العلماء ينظرون الى النيازك على انها نعمة من السماء تتيح لهم درس الكون. وفي حوزة العلماء اليوم 68 قطعة نيزكية من كوكب المريخ، لكنها لا تشبه المساحات القديمة على سطح الكوكب الاحمر المليئة بالحفر، وهي مساحات تكثر في النصف الجنوبي من المريخ، ويمكن للمسبارات الاميركية ان تراها عن كثب.

واطلق على هذه القطعة النيزكية اسم "ان دبليو آي 7533"، وقد عثر عليها فريق من العلماء في صحراء المغرب. وقال منير هميان الباحث في جامعة فلوريدا "نعتقد منذ زمن طويل ان المساحات المليئة بالحفر على سطح المريخ تضم اسرار نشأة الكوكب الاحمر". ويعكف العلماء تحديدا على تحليل الزيركون الموجود في القطعة الصخرية، وقدروا عمرها بأربعة مليارات و400 مليون سنة. بحسب رويترز.

واستنتج العلماء ان "قشرة المريخ تصلبت في وقت مبكر جدا، في الوقت نفسه الذي تصلبت فيه قشرة الارض وقشرة القمر"، وفقا للعلماء. واظهر التحليل ان القطعة هذه تحتوي على نسبة كبيرة من العناصر الكيماوية مثل النيكل والايريديوم الموجودة بكثافة في نواة الكواكب. ويرى العلماء ان كثافة هذه المواد في قشرة المريخ لا يمكن ان تكون ناتجة الا عن اصطدامات نيزكية. وخلص العلماء الى ان القطعة تعود الى المساحات القديمة المليئة بالحفر على سطح المريخ كتلك التي تغطي جنوب الكوكب الاحمر جراء ارتطام النيازك، ولكن لا يمكن معرفة نسبتها الى اي حفرة تحديدا.

اول مهمة هندية

في السياق ذاته نجحت الهند في وضع مسبار في مدار المريخ في اول مهمة هندية نحو الكوكب الاحمر على ما اعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وقال مودي من مقر المهمة التي تديرها وكالة الفضاء الهندية في بنغالور (جنوب) "الهند نجحت في بلوغ المريخ. تهانينا اليكم جميعا والى البلاد برمتها. لقد كتبنا التاريخ اليوم". واقلع المسبار "مارس اوربيتر ميشن" (موم) الذي يسميه الهنود ايضا "مانغاليان" في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

وصمم المسبار وانجز في فترة قياسية وبميزانية منخفضة تحقيقا لطموح الهند بان ان تكون اول دولة اسيوية تصل الى المريخ. وحدها الولايات المتحدة وروسيا واوروبا نجحت في هذه المهمة حتى الان. وتشكل ميزانية المهمة الهندية البالغة 74 مليون دولار جزءا صغيرا جدا من ميزانية المسبار مافن التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الذي وضع في مدار المريخ بنجاح. واضاف رئيس الوزراء الهندي امام اعضاء وكالة الفضاء "لقد نجحنا من التجربة الاولى. بحسب فرانس برس.

لقد صممت وكالة الفضاء الهندية في فترة قياسية من ثلاث سنوات هذا المسبار الفضائي وكل هندي فخور بكم". والمسبار الهندي مجهز بمجسات تهدف الى قياس وجود غاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ في محاولة لتأكيد فرضية وجود شكل بدائي من اشكال الحياة على سطح الكوكب الاحمر.

ذهاب بلا عودة

على صعيد متصل أرجئ مشروع شركة هولندية لارسال متطوعين لاستيطان المريخ من دون عودة ممكنة ، الى العام 2025 لكنه مستمر مع اعلان مشاركة شركة "لوكهيد مارتن" فيه. باس لانسدورب احد مؤسسي "مارس وان"ورئيس مجلس ادارة هذه الشركة الهولندية التي لا تبغى الربح، قال "سيحط بشر على المريخ في العام 2025" اي بتأخر سنتين من المشروع الأساسي لرحلة ذهاب من سبعة اشهر لفريق من أربعة أشخاص إلى المريخ.

وأعلن أيضا توقيع عقد بقيمة 250 ألف دولار مع شركة "لوكهيد مارتن سبايس سيستيمز" قسم الفضاء في مجموعة الدفاع الأميركية لدرس "مفهوم" آلية الهبوط. وسترسل هذه الآلية اولا من دون ان تكون مأهولة الى الكوكب الاحمر في العام 2018 على ما اوضح. لانسدورب وقال ايد سيدفي مسؤول الفضاء المدني في شركة "لوكهيد مارتن سبايس سيستيمز"، "هذا مشروع طموح وبدأنا العمل عليه" موضحا ان الامر يتعلق بدرس "مفهوم" المشروع القريب من مركبة "فينيكس" التي ارسلتها الناسا الى المريخ العام 2008.

ووقع عقد اخر بقيمة 60 الف يورو مع الشركة البريطانية "اس اس تي ال" لتطوير قمر اصطناعي للاتصالات يسمح بنقل المعلومات من المريخ الى الارض. واعلن مسؤولو "مارس وان" ايضا مشاريع مسابقات مع جامعات لتطوير اختبارات وارسال رسائل تلاميذ مدارس الى المريخ واطلاق موقع الكتروني لجمع الاموال. وقد تطوع اكثر من 200 الف شخص من 140 دولة للمشاركة في الرحلة التي يشكك فيها كثيرون الا انها حازت دعم الهولندي خيراردت هوفت الحائز جائزة نوبل للفيزياء العام 1999. ولم ترسل الا مهمات روبوتية الى المريخ حتى الان وقد قامت بها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) كلها بنجاح. وتعتزم الولايات المتحدة ارسال رواد فضاء الى المريخ في غضون عشرين عاما.

الى جانب كلفة "مارس وان " المقدرة بستة مليارات دولار وتأتي من اموال خاصة، يواجه المشروع عوائق كثيرة. فلن يتمكن الرواد من العودة الى الارض وعليهم ان يقيموا في مستعمرات صغيرة والعثور على المياه وانتاج الاكسجين والزراعة لتأمين قوتهم. الا ان المريخ يشكل صحراء شاسعة وغلافها الجوي مؤلف خصوصا من ثاني اكسيد الكربون حيث متوسط الحرارة هو 63 درجة مئوية تحت الصفر. وسيتعرض الرواد لاشعاعات كونية خطرة خلال رحلتهم.

من جانب اخر حذرت دراسة علمية من ان المغامرين الذين قد يوافقون على المشاركة في رحلة ذهاب دون اياب لاستعمار كوكب المريخ، سيبدأون بالموت تباعا اعتبارا من اليوم الثامن والستين. واجرى هذه الدراسة خمسة باحثين في جامعة ماساشوستس، وتوصلوا الى هذه الخلاصات بعد تحليل المعطيات العلمية المتوافرة عن مشروع الذهاب دون اياب الى المريخ.

وبحسب هذا المشروع الذي يثير جدلا اخلاقيا كبيرا في العالم، فان المجموعة الهولندية تعتزم ارسال متطوعين الى كوكب المريخ بناء مستعمرات هناك في كبسولات مكيفة بالاوكسجين والحرارة، اذ ان جو الكوكب الاحمر لا يحتوي على كميات كافية من هذا الغاز كما ان درجات حرارته لا يمكن ان يتحملها الانسان. ولن يكون بإمكان هؤلاء المتطوعين العودة الى الارض اذ ان تقنية الاقلاع من كوكب المريخ ذي الجاذبية الكبيرة، مقارنة بالقمر مثلا، لم يتوصل اليها بعد وهي ستكون مكلفة كثيرا.

وجاء في الدراسة الواقعة في 35 صفحة والتي درست موارد الاوكسجين والغذاء التي يلحظها المشروع، ان اول المتطوعين سيموت بعد 68 يوما من الهبوط على سطح المريخ، وسيكون سبب الوفاة هو الاختناق. وبحسب الباحثين، فان النبات الذي سيزرع في هذه المستوطنات سيولد الكثير من غاز الاوكسجين، في الوقت الذي لم يجر التوصل بعد الى تقنية يمكنها ان تبقي تركيبة الجو متوازنة.

ويقوم مشروع "مارس وان" هذا على تمويل الرحلة بشكل اساسي من الاعلانات التلفزيونية، اذ من المقرر ان تنقل وقائع هذه المهمة مباشرة على شاشات التلفزة منذ اختيار المشاركين الفعليين في الرحلة، وصولا الى هبوطهم على سطح الكوكب الاحمر وتشييد مستعمرتهم. لكن هذا المشروع يثير الكثير من المخاوف. ويواجه المشروع صعوبات عدة، منها الحصول على تمويل وتأمين ظروف صالحة لحياة البشر في مستوطنات على سطح الكوكب الاحمر، وتوليد الاوكسجين وتأمين المياه، وزراعة الطعام اللازم. بحسب فرانس برس.

ولا يبدو ان هذه المتطلبات الضرورية لحياة البشر سهلة التحقيق على سطح كوكب قاحل ذي غلاف جوي غني بغاز ثاني اوكسيد الكربون، وحيث متوسط درجة الحرارة 63 درجة مئوية تحت الصفر. غير ان المجموعة الهولندية رفضت خلاصات هذا التقرير، وقال مسؤول فيها ان الحديث عن ان تقنية توزان الجو في المستعمرات غير متوفرة ليس صحيحا مؤكدا ان هذا النظام بات جاهزا ولكن ينبغي ان يجرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/تشرين الثاني/2014 - 19/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م