عالم الفضاء.. أسرار غائرة واكتشافات صادمة

 

شبكة النبأ: عالم الفضاء وعلى الرغم من الاكتشافات المهمة التي حققها علماء الفلك من خلال دراساتهم وأبحاثهم، لا يزال مليء بالكثير من الظواهر الكونية الغامضة والأسرار والمعلومات المدهشة والغريبة كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال، والذين أكدوا على إن اغلب دول العالم وبفضل استخدام التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة وإطلاق الأقمار الاصطناعية متعددة الاستخدامات قد دخلت اليوم سباقًا محمومًا من اجل السيطرة على الفضاء ولأهداف مختلفة.

وبحسب بعض المراقبين فان هذا التنافس المهم والدراسات المستمرة، التي يقوم بها العلماء قد أسهمت وبشكل فاعل في الوصول الى نتائج واستكشافات علمية قيم، غيرت الكثير من الأمور والنظريات كما أنها فتحت أيضاً آفاقاً جديدة أمام العلماء والباحثين الساعين الى التعرف على أسرار نشأة الكون.

وفيما يخص اخر الابحاث والاستكشافات الجديدة فقد قال علماء تابعون لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن مذنبا مر بكوكب المريخ في وقت سابق وأمطره بآلاف الشهب وكون طبقة جديدة من الجزيئات المشحونة بالأيونات في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. ومع قرب حلول الظلام اكتست سماء المريخ بمسحة من اللون الأصفر نتيجة الصوديوم الموجود في الغبار المتبخر للمذنب مما أحدث ضوءا أصفر يشبه أضواء المصابيح في أماكن وقوف السيارات على الأرض.

وقال نيك شنايدر عالم الكواكب في جامعة كولورادو في بولدر "أعتقد أن رؤية هذا العدد الكبير من الشهب في نفس الوقت كانت ستصبح تجربة مذهلة." واستخدم العلماء أسطولا من المركبات الفضائية غير المأهولة التي دارت حول المريخ لدراسة المذنب سايدينج سبرينج لدى مروره يوم 19 أكتوبر تشرين الأول. ومر المذنب على بعد 139500 كيلومتر فقط عن المريخ أي أقل من نصف المسافة بين الأرض والقمر وأقرب عشر مرات من المسافة التي وصل إليها أي مذنب مر بالأرض من قبل. بحسب رويترز.

وجاء المذنب من منطقة بعيدة في الفضاء تسمى سحابة أورط بها البقايا المتجمدة الناتجة عن تكون المجموعة الشمسية قبل نحو 4.6 مليار سنة. وترك المذنب بصمته على المريخ فخلف كميات كبيرة من الغبار في غلافه الجوي متجاوزا توقعات نماذج الكمبيوتر. وغيرت ناسا من مسارات مركباتها الفضائية حتى تصبح خلف المريخ وذلك لحمايتها من تأثير الغبار عند هبوب عاصفة الشهب.

ولادة كوكب جديد

الى جانب ذلك نشرت بعض أكثر الصور تفصيلا حتى الان والتي التقطت لكواكب جديدة تولد حول نجم فيما قال علماء الفلك إنها يمكن ان تحدث تحولا في النظريات الخاصة بتشكل الكواكب. فقد لاحظ مرصد أتاكاما أو "مرصد ألما" الموجود في منطقة مرتفعة بصحراء تشيلي قرص تشكيل الكوكب حول النجم تاوري حيث انتج اكثر الصور وضوحا حتى الآن والتي التقطت بطول موجي اقل من المليمتر.

وتظهر هذه الصور حلقات واضحة متحدة المركز في الغبار الذي خلفه تشكيل النجم كما تشير الفجوات الى أن هذه الكواكب تتشكل بالفعل وتشق طريقا لها عبر الغبار. ويبلغ عمر النجم تاوري الواقع على بعد نحو 450 سنة ضوئية حوالي مليون سنة وهو يعد طفلا بالمعايير الفلكية. وقال ستيوارت كوردر نائب مدير مرصد أتاكاما إن النظريات الحالية تشير الى انه في هذا العمر لا يوجد شيء يذكر ينبئ بتشكيل الكواكب حول النجم. وقال "لكن ما نجده انه في هذه المرحلة المبكرة جدا نرى كل هذه الفجوات في الحلقة وفي القرص ويتم مسح هذه الفجوات من قبل نوى كوكبية كبيرة".

وقال "لذلك حتى في هذا العمر الصغير اكتشف المرصد أن النوى الكوكبية الكبيرة تتشكل بالفعل وبالتالي فإن عملية تشكيل الكوكب يتعين ان تحدث بشكل أسرع بكثير وفي مرحلة أسبق مما توقعنا من قبل". وتتشكل النجوم في أوساط حاضنة من الغبار وغيوم الغاز وتنهار بفعل تأثير الجاذبية حتى تشتعل في نهاية الأمر. وتتشكل بقايا الغاز والغبار التي تحيط بالنجم على مر الزمن على هيئة كواكب ومذنبات وكويكبات. بحسب رويترز.

ويعد هذا الاكتشاف هو الأول للمرصد في هيئته الجديدة القوية شبه النهائية فقد تم تزويد المرصد في يونيو حزيران بهوائي دائم. ويقع التلسكوب في صحراء أتاكاما النائية في شمال تشيلي حيث يؤدي الجفاف والارتفاع عن سطح الارض الى توفير بعض أفضل الظروف الممكنة على الأرض لرصد السماء ليلا. ويقود عمليات هذا المرصد كل من مرصد جنوب أوروبا والمرصد الامريكي الوطني الفلكي اللاسلكي والمرصد الوطني الياباني.

نجوم يتيمه

من جانب اخر فيمكن ان يطلق عليها اسم "أيتام سماوية"..انها نجوم خرجت من مجراتها خلال تصادم هائل حدث في الفضاء منذ مليارات السنين وقد يكون عددها أكبر مما كان يعتقد من قبل. وقال علماء ان الملاحظات الجديدة التي رصدت خلال عمليات اطلاق لصواريخ الى الفضاء ومن خلال مرصد فضائي تشير الى ان نصف نجوم الكون ربما تنتمي الى هذا النوع.

واكتشفوا أيضا ان الضوء الخافت الذي ترسله تلك النجوم من مكان سحيق في الكون يعادل الكمية الاتية من كل المجرات مجتمعة. وجمعت هذه البيانات خلال عملية اطلاق صاروخ للفضاء قامت بها ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) عامي 2010 و2012 في اطار تجربة لقياس الضوء المستمد من كل المصادر تحت الحمراء في الكون أي قياس الضوء المنبعث من كل النجوم والمجرات في تاريخ الكون.

ثم استوثق الباحثون من المعلومات باستخدام البيانات التي جمعها تلسكوب ناسا الفضائي (سبيتزر) وهو مرصد يلف في مدار الأرض ويرصد الاشعة الحمراء. وأشارت هذه البيانات الى وجود عدد كبير من النجوم "الايتام" -التي لم ترصد من قبل- تملأ ما كان يعتقد انها فراغات قاتمة بين المجرات. لكن كيف أصبحت مليارات النجوم أيتاما؟

والمجرات مثل مجرتنا.. درب التبانة تتكون من النجوم والغبار ومادة سوداء تربط بينها الجاذبية. ومع دوران المجرات في الفضاء يحدث في أحيان تصادم بينها. ويمكن خلال هذا التصادم ان تندمج النجوم مع المواد الاخرى الموجودة في المجرة لكن بعض النجوم التي ولدت وعاشت في هذه المجرات تنفصل وتصبح "يتامى". وظاهرة النجوم اليتامى معروفة تماما. وشهد علماء الفلك مجموعات من النجوم وهي تنفصل عن مجرتها لدى تصادمها بمجرة اخرى. بحسب رويترز.

ويقول مايكل زيمكوف فيزيائي الفلك بمعهد (كالتيك) للتكنولوجيا في كاليفورنيا ان البيانات تظهر ان النجوم الايتام هي على الارجح أصغر حجما نسبيا وكتلتها أقل كما أنها أبرد من الشمس. وأضاف ان العلماء قدروا ان نشأة المجرات ترجع الى نحو 13.2 مليار عام اي نحو 500 مليون عام بعد الانفجار العظيم (بيج بانج) الذي تشكل بعده الكون.

تحطم مركبة فضاء

على صعيد متصل قال رئيس المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل إن التحقيق في تحطم مركبة فضاء تابعة لشركة فيرجن جالاكتيك خلص إلى أن خللا في الجهاز الذي يساعد المركبة على ان تفقد ارتفاعها ربما كان السبب في تحطم المركبة في الجو. وأبلغ كريستوفر هارت مؤتمرا صحفيا في موهافي بكاليفورنيا قرب موقع تحطم المركبة إن المحققين انتشلوا خزانات الوقود وعثروا على المحرك سليما مما يشير الي عدم حدوث انفجار.

وكان هارت قال في وقت سابق إن المعلومات الأولية تشير الي ان المركبة تحطمت في الجو. وقال "يشير موقع الحطام الى ان المركبة تحطمت اثناء الرحلة." وأضاف قائلا "سنتحقق من ذلك على وجه اليقين عندما ندرس كل ما لدينا من أدلة." ويتولى المجلس التحقيق في تحطم سبيس شيب تو اثناء قيامها بأول رحلة تجريبية منذ يناير كانون الثاني وانتشر حطامها في منطقة مساحتها 8 كيلومترات مربعة في صحراء موهافي شمالي لوس انجليس.

وقتل في الحادث احد الطيارين واصيب آخر بجروح خطيرة. وتشير البيانات الأولية الى ان خللا في هيكل المركبة وليس انفجارا للمحرك هو الذي ادى الي تحطمها وفقا لما ذكره تقرير نشر في صحيفة وول ستريت جورنال. وكانت سبيس شيب تو في مرحلة الرحلات التجريبية ولم تكن حصلت بعد على رخصة تسيير لرحلات تجارية الي الفضاء وهو ما يؤخر الى اجل غير مسمى انطلاق خدماتها لنقل ركاب الي الفضاء. وتهدف المركبة الي نقل اشخاص إلى ارتفاع 100 كيلومتر حتى يمكنهم الاستمتاع بحالة انعدام الوزن لدقائق قليلة ومشاهدة الكرة الأرضية من الفضاء. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك تسعى وكالة الفضاء الأوروبية إلى تحقيق إنجاز جديد، وذلك بإرسال مركبة فضائية بلا رواد وإنزالها على مذنب لأول مرة. وكانت الوكالة بدأت في التخطيط لهذا الإنجاز منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها نجحت في إنشاء المسبار الفضائي "روزيتا" عام 2004 بهدف دراسة المذنب (67P/Churyumov-Gerasimenko) والتعرف على أسرار "نشأة الكون".

وبعد أن نجح روزيتا في تحديد موقع المذنب والاقتراب منه في أغسطس الماضي، يسعى العلماء الآن إلى إنزال مركبة صغيرة منه إلى السطح الثلجي للمذنب. ويتطلب إنزال المركبة، الذي سيتم في وقت لاحق، سلسلة من المناورات المدارية حول المذنب ليتمكن روزيتا من تحديد موقع مناسب للهبوط تلقائيا دون تلقي أي أوامر أو معلومات من الأرض، إذ يستغرق إرسال إشارات من الأرض إلى المركبة نحو 28 دقيقة لتسافر مسافة 500 مليون كيلومتر. وقال مدير عمليات المركبة الفضائية، أندريا أكومازو: "لا شك في أننا سنتمكن من الهبوط على المذنب، لكن السؤال هو هل سنتمكن من الهبوط بنجاح أم لا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/تشرين الثاني/2014 - 16/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م