أحلام المهاجرين الى القارة العجوز تتبخر عند وصولهم

 

شبكة النبأ: قضية الهجرة غير الشرعية لاتزال من أهم واخطر القضايا العالمية، خصوصا بعد ان شهدت السنوات الأخيرة تزايد كبير في أعداد المهاجرين بسبب تردي الأوضاع الأمنية و الاقتصادية، وقد أصبحت الهجرة غير الشرعية وبحسب بعض الخبراء من اكبر المشكلات للعديد من الدول وخصوصا دول الاتحاد الأوربي، التي تعد المقصد الرئيسي المهاجرين غير الشرعيين وهو ما دفع تلك الدول الى تكثيف جهودها وإجراءاتها الأمنية، التي أسهمت وبحسب بعض التقارير بتفاقم معاناة المهاجرين وعرضتهم للكثير من المخاطر والانتهاكات، التي تقوم بعض الجهات الحكومية او عصابات التهريب التي أصبحت تتاجر بأرواح الآلاف منهم من خلال نقلهم بواسطة سفن غير صالحة للإبحار عبر رحلات محفوفة بالمخاطر.

وفي هذا الشأن فقد أفادت "منظمة الهجرة العالمية" أن أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر غير شرعي لقوا مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع العام الحالي 2014، أغلبهم من أفريقيا والشرق الأوسط. وفقد حوالى 22 ألف مهاجر حياتهم خلال عبورهم البحر المتوسط منذ العام 2000. ويعتبر عبور البحر المتوسط منذ حوالى عشرين عاما الرحلة الأكثر دموية للمهاجرين غير الشرعيين، ومنذ مطلع العام الحالي سجلت المنظمة وفاة 4077 مهاجرا غير شرعي في العالم بينهم 3072 في المتوسط. وقد فقد حوالى 22 ألف مهاجر حياتهم خلال عبورهم البحر المتوسط منذ العام 2000. ولقي 1500 مهاجر حتفهم أثناء ذروة حركة عبور البحر إبان حركة الاحتجاجات في العالم العربي العام 2011.

وتبين أرقام المنظمة أن غالبية المهاجرين الذين قضوا على أبواب أوروبا غرقا أو اختناقا أو جوعا أو بردا كانوا من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقتل إجمالا حوالى أربعين ألف مهاجر غير شرعي في العالم منذ العام 2000 أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا أو الولايات المتحدة أو أسترااليا أو غيرها. وأكدت المنظمة أن "الزيادة في أعداد الوفيات منذ عام يمكن تفسيرها بارتفاع عدد الذين قضوا في البحر الأبيض المتوسط".

وتابعت أن "هذا يعكس على الأرجح الزيادة الهائلة في أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. فقد ضبطت الشرطة الإيطالية أكثر من 112 ألف مهاجر غير شرعي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2014، أي ثلاث مرات أكثر من مجمل العام 2013". والعدد الأكبر من الوافدين على إيطاليا في السنة الجارية هم من السوريين الفارين من النزاع الذي تشهده بلادهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والإريتريين الذين يعانون من سوء معاملة السلطات لهم.

في السياق ذاته قالت منظمة العفو الدولية انه ينبغي على دول اتحاد الأوروبي تخصيص موارد "كبيرة" لانقاذ اللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط قبل ان تنهي ايطاليا جهودها في هذا الصدد والا سيزهق عدد كبير من الارواح. ودفعت الحرب الاهلية في سوريا والتجنيد الاجباري في اريتريا والفوضى في ليبيا اعدادا متزايدة من اللاجئين والمهاجرين للفرار لأوروبا عبر البحر المتوسط على ظهر قوارب متهالكة عادة ما تؤدي لغرق كثيرين.

ودعت ايطاليا الاتحاد الاوروبي مرارا لتقديم مزيد من المساعدات لمواجهة هذه الأزمة بينما تعتزم روما انهاء جهود البحث والانقاذ التي تضطلع بها وتعرف باسم ماري نوستروم (بحرنا) تدريجيا والتي ينسب لها الفضل في انقاذ حياة اكثر من 90 ألف شخص. وقالت المنظمة في تقرير عن معاناة اللاجئين والمهاجرين في البحر المتوسط "الواضح ان ارواحا كثيرة ستزهق في البحر اذا قررت ايطاليا تقليص ماري نوستروم بدرجة كبيرة أو وقفها كليا قبل تنسيق انشطة (أوروبية) على نفس النطاق."

وفي اغسطس آب قالت المفوضية الأوروبية ان هيئة اوروبية لإدارة الحدود تعرف باسم فرونتكس ستضطلع بالمهمة التي اخذتها ايطاليا على عاتقها بتكلفة نحو تسعة ملايين يورو (11.4 مليون دولار) شهريا ولكن الدول الاعضاء تتباطأ في تخصيص الاموال والسفن. وتابعت منظمة العفو الدولية ان فرونتكس تحتاج مزيدا من الموارد وتفويضا واضحا للقيام بأعمال البحث والانقاذ قبل ان تحل محل ماري نوستروم. بحسب رويترز.

وفي تقرير قدم للبرلمان الأوروبي حثت منظمة العفو الدولية الاتحاد الاوروبي على تغيير سياسة حق اللجوء التي تلقي على الدول الواقعة على الحدود مثل ايطاليا ومالطا مسؤولية استقبال اللاجئين وان يسمح في النهاية بطرق آمنه لوصول اللاجئين والمهاجرين لاوروبا. وقالت المنظمة "طالما تدفع دول الاتحاد الاوروبي من يفرون من الصراعات والفقر للاقدام على رحلات بحرية خطيرة - ينبغي ان تكون مستعدة بشكل جماعى لتحمل مسؤولياتها لانقاذ الأرواح."

فرنسا

الىى جانب لك نشرت فرنسا تعزيزات كبيرة للشرطة لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين على كاليه (شمال) والذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا مثيرين استياء سكان المدينة بسبب تصاعد الحوادث حتى في وسط المدينة. ومنذ سنوات يتجمع المهاجرون الأفارقة والآسيويون وأولئك القادمون من الشرق الأوسط في كاليه أقرب مرفأ فرنسي إلى السواحل البريطانية تمر عبره يوميا آلاف الآليات. وهو يشهد باستمرار صدامات على أرصفته. لكن مصدرا في الشرطة قال "إنها المرة الأولى التي تحدث فيها صدامات بمدينة كاليه نفسها ما أجبر الشرطة على التدخل".

وأعلن وزير الداخلية الفرنسية برنار كازونوف نشر مئة شرطي ودركي إضافيين في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة ما يرفع عدد هؤلاء العناصر إلى 450. وقال إنه "عدد استثنائي (...) لكنه مبرر تماما". وقالت رئيسة بلدية كاليه ناتاشا بوشار إن الوضع بلغ "الحد الأقصى". من جهته، صرح فريديريك فان غانسبيكي الذي يترأس جمعية للتجار "نواجه عددا كبيرا من الشبان الذين قدموا من القرن الأفريقي بمفردهم وغير متزوجين إلى المدينة التي يتجولون فيها ومستعدون لفعل أي شيء للوصول إلى إنكلترا".

دعا تجار من كاليه الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى إدراك أهمية هذه المشكلة. وقالوا إنه "رغم كثرة المناقشات والأحاديث، لا يتحقق أي تقدم وأهل مدينة كاليه عيل صبرهم. فعلا عيل صبرهم". وقالت لوديفين (32 عاما) التي تعمل في محل لبيع الألبسة "لم نعد نعرف مدينتنا". وأضافت "منذ الصيف نشهد تدهورا ولم يعد هناك زبائن". واندلعت مواجهات بين مهاجرين من أصول أريتيرية وإثيوبيين في أحد شوارع كاليه يشتري منه المهاجرون بأسعار زهيدة. ووفق سيناريو أصبح اعتياديا، حاول مئات المهاجرين بعد ذلك الوصول بالقوة إلى شاحنات تنتظر بالقرب من المرفأ لعبور المانش باتجاه بريطانيا. كماولقيت إثيوبية مصرعها بعدما دهستها سيارة على الطريق السريع الذي يعبر كاليه.

وتشكل كاليه المنطقة المحرومة اقتصاديا والتي تقترب نسبة البطالة فيها من 16 بالمائة، أرضا خصبة لليمين المتطرف. وقد دانت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان التي زارت المدينة "الفضيحة" التي تتمثل "بترك هذه المدينة تواجه مشاكل الهجرة السرية". هذه الاتهامات دفعت وزير الداخلية الفرنسي إلى انتقاد "أكاذيب ومغالاة" لوبان التي اتهمها "باستغلال مآسي البشر بوقاحة". وتقدر السلطات المحلية عدد المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات في محيط المرفأ بحوالي 2300، وهو عدد أكبر من الذي سجل في نهاية الصيف بحوالي الثلث. ومعظم هؤلاء قدموا من السودان أو أريتريا وكذلك من سوريا ومناطق حروب أخرى. بحسب فرانس برس.

وكانت فرنسا وبريطانيا أعلنتا اتفاقا حول "إدارة ضغط الهجرة" في كاليه، ينص على مساهمة بريطانية بقيمة 15 مليون يورو. ويفترض أن تساعد هذه الأموال في بناء أسوار يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار لتجنب عمليات الاقتحام المتكررة للمهاجرين من أجل الصعود على متن الشاحنات، وزيادة عدد مراكز المراقبة البريطانية للمهاجرين وإنشاء مرآب كبير يخضع لإجراءات أمنية للعربات. لكن في مواجهة مرفأ سيتحول إلى قلعة منيعة، قد يحاول المهاجرون العبور من نقاط أخرى إلى إنكلترا. وذكرت مصادر عدة أن وجودا لهؤلاء سجل في بلدات ساحلية أخرى.

ألمانيا

على صعيد متصل استنكرت الحكومة الألمانية انتهاكات مشتبها بها بحق لاجئين أساء فيها حراس أمن معاملة طالبي لجوء بل وأجبروهم على الاستلقاء في سرير مليء بنواتج قيء. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الصور التي نشرت بوسائل إعلام ألمانية وتظهر حراسا من شركات أمنية يسيئون إلى لاجئين مثيرة للاشمئزاز وصادمة. وانتقدت منظمات حقوقية أيضا الانتهاكات التي أعادت إلى الأذهان انتهاكات الحراس الأمريكيين بسجن أبو غريب العراقي التي ظهرت في عام 2004.

وتحقق السلطات في ولاية نورد راين فستفاليا مع ستة حراس أمن. وقال زايبرت إن ألمانيا لن تتسامح مع مثل هذا السلوك البغيض. وقال "إذا تأكد ما ظهر في الصور .. أنه جرى بالفعل الاساءة للاجئين وإذلالهم .. فسيكون هذا فعلا بغيضا للغاية." ويظهر في إحدى الصور حارس أمن يدوس على رأس لاجئ مقيد اليدين يرقد على الأرض في مركز للاجئين بينما تظهر أخرى لاجئا جزائريا عمره 20 عاما يتم إجباره على الاستلقاء على سرير يمتليء بالقيء. ويسمع صوت اللاجئ في فيديو يسأل لماذا يرغب الحراس في تعذيبه بإجباره على الاستلقاء في السرير المغطى بالقي. ويرد الحارس قائلا "المسيحي الصالح يدير خده الآخر." بحسب رويترز.

وألمانيا إحدى الوجهات الرئيسية للفارين من الاضطهاد والحروب فيما يرجع لأسباب منها ماضيها النازي. وتلقت ألمانيا أكبر عدد من طلبات اللجوء الجديدة بين الدول الصناعية في النصف الأول من 2014 وبلغ 65700 طلب وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين. وقال زايبرت "تولي ألمانيا اهتماما شديدا بحقوق الانسان. الحكومة واثقة من أن تحقيقات السلطات المحلية ستجرى بشكل شامل وسريع." وردا على سؤال عما إذا كانت سمعة ألمانيا قد تضررت قال زايبرت "كل من يشاهد هذه الصور يصاب بالصدمة ويريد معرفة ما حدث. إذا كان ما تشير إليه هذه الصور قد حدث بالفعل فيتعين عندئذ محاسبة المسؤولين."

ايطاليا

في السياق ذاته تعهد رئيس الوزراء الايطالي مانيو رينزي بتخفيف اجراءات حصول اطفال المهاجرين الذين يولدون داخل البلاد على الجنسية الايطالية. وقال رينزي في لقاء مع القناة الخامسة الايطالية إن تشريعا جديدا سيعرض للمناقشة قبل نهاية العام الحالي. وينص التشريع على منح أطفال المهاجرين الذين ولدوا في البلاد الجنسية الايطالية طالما التحقوا بالمدرسة الابتدائية او الثانوية.

وجاء هذا التصريح بعد يوم فقط من خروج تظاهرات حاشدة احتجاجا على مؤتمر حول "التوظيف والنمو" شارك فيها عشرات الألاف في مدينة ميلانو ورفع بعضها شعارات مناهضة للمهاجرين. ويعيش أكثر من 4 ملايين أجنبي معظمهم من دول أوروبية بشكل قانوني في ايطاليا، بحسب وكالة الاحصاء الرسمية. كما تعد ايطاليا الوجهة الرئيسية للهجرة غير الشرعية القادمة من أفريقيا إلى أوروبا التي تسلك البحر المتوسط في رحلات شديدة الخطورة راح ضحيتها الآلاف.

وأعلنت السلطات الايطالية عن توقيف نحو 93 ألف مهاجر غير شرعي والزوارق التي كانت تقلهم في البحر المتوسط منذ مطلع العام فقط. وتعاني ايطاليا من أقل معدل للخصوبة في قارة اوروبا بمعدل 1.6 مولود لكل زوج وهو أقل من المعدل اللازم للحفاظ على المعدل المطلوب لنمو السكان بصورة طبيعية الذي يبلغ 2.1. وفي محاولة لحفز معدلات الانجاب، وعد رينزو بمنح نحو 80 يورو شهريا (ما يعادل 100 دولار) لكل مولود في منزل يقل دخله عن 90 ألف يورو سنويا. وقال رئيس الوزراء الايطالي إن مشروع القانون الجديد سيسمح بعقود الاتحاد المدني بين المثليين جنسيا كما هو الحال في فرنسا وألمانيا لكنه لن يشمل عقود الزواج بين المثليين الذي يرفضه معظم الايطاليين.

حرب غزة

من جانب اخر دفعت الحرب المدمرة مع إسرائيل مزيدا من الفلسطينيين في قطاع غزة للانضمام إلى قوافل المهاجرين الفارين من الشرق الأوسط وشمال افريقيا بحثا عن حياة أفضل في أوروبا. ويقول فلسطينيون مطلعون على أعمال التهريب عبر الأنفاق السرية تحت الحدود بين مصر وغزة إن ما بين 1500 و2000 فلسطيني غادروا القطاع في الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية سعيا لركوب قوارب من مصر والهروب عبر البحر ألمتوسط.

وفي السابق كان الفارون فرادي لكن مجموعات تضم عشرات الفلسطينيين بدأت في الفرار خلال حرب يوليو تموز وأغسطس آب التي جلبت المزيد من البؤس والدمار إلى القطاع. واثارت أنباء غرق أكثر من 700 مهاجر من الشرق الأوسط وافريقيا في غرق أكثر من سفينة الفزع لدى أسر في غزة كانوا ينتظرون اتصال ذويهم لطمأنتهم إلى سلامة الوصول. وقال خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة "عدد من فقدت الأسر في غزة الاتصال بهم حوالي 400." وأضاف "مطلوب اتخاذ إجراءات لوقف رحلات الموت والمجهول هذه."

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه يعتقد أن 500 مهاجر قتلوا بعد أن ترك مهربون سفينتهم تغرق قبالة ساحل مالطا في أسوأ حادثة من نوعها. وكان فلسطينيون وسوريون ومصريون وسودانيون بين الذين تقلهم السفينة. علم سمير عصفور البالغ من العمر 57 عاما -وهو من مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة- بموت ابنه أحمد من ناج رآه على سفينة غرقت في العاشر من سبتمبر أيلول. وقال الأب إن أحمد (25 عاما) كان في القاهرة للعلاج من إصابات من صاروخ إسرائيلي عام 2009 عندما قرر الانضمام إلى ثلاثة من أقاربه في رحلة الهجرة. وأضاف أن أقاربه ماتوا أيضا. وقال عصفور "(أصدقاؤه) أقنعوه بأنه سيجد علاجا أفضل في ألمانيا."

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة وتفرض مصر قيودا مشددة على الحدود مع القطاع الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة وتديره حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والغرب منظمة إرهابية وتنظر إليها مصر بعين الشك. يقدر البنك الدولي معدل البطالة في القطاع بخمسين في المئة لكن كثيرين من الفلسطينيين المعوزين يحصلون على مساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين المكلفة منذ عشرات السنين برعايتهم تجنبا لحدوث أزمة إنسانية واسعة.

لكن الحرب الماضية -وهي الثالثة التي تشنها إسرائيل لوقف إطلاق صواريخ عليها من القطاع منذ عام 2008- زادت من إحساس الفلسطينيين باليأس. ويقول مسؤولون صحيون إن أكثر من 2100 فلسطيني قتلوا في الحرب كثير منهم من المدنيين ودمرت الحرب أو أصابت بأضرار عشرات الآلاف من البيوت. وقتل في الحرب أيضا 67 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين إسرائيليين.

ويتدفق اللاجئون إلى أوروبا من شمال أفريقيا لاسيما ليبيا التي تمر بحالة من الفوضى في قوارب متهالكة وتتزايد أعدادهم من عام إلى عام ويتوجه كثيرون منهم إلى إيطاليا البوابة إلى دول الاتحاد الأوروبي الثرية. وبحسب تقديرات المفوضية السامية للاجئين وصل 130 ألف شخص إلى أوروبا بالبحر فيما مضى من هذا العام بالمقارنة بستين ألفا العام الماضي. واستقبلت إيطاليا وحدها أكثر من 118 ألفا معظمهم أنقذوا في البحر في عملية للبحرية الإيطالية تسمى مير نوستروم. بحسب رويترز.

ويقول ناجون وأقارب مهاجرين إن الرحلة بالنسبة لأبناء غزة تبدأ بتسجيل الأسماء لدى ملاك الأنفاق الذين يعملون وسطاء لثلاثة مهربين في مصر. ويتكلف مرور الفرد من النفق نحو 400 دولار بينما تتكلف رحلة بالحافلة إلى مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية 800 دولار ويتكلف المكان على السفينة ألفي دولار. وانطلق شكري العسولي (33عاما) من الإسكندرية في السادس من سبتمبر أيلول معه زوجته وطفلاه مع 400 مهاجر في سفينة وجهتها إيطاليا. لكن السفينة غرقت وأنقذته سفينة شحن يابانية أخذته إلى اليونان. ولا تزال أسرته مفقودة. وقال العسولي في رسالة لابن شقيقه في السويد نشرها على الإنترنت إن كل ما يريده الآن هو سماع صوتهم: زوجته وابنته وابنه الذي يبلغ من العمر ثمانية أشهر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2014 - 3/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م