تركيا وداعش .. معركة صراع الارادات في الشرق الاوسط

 

شبكة النبأ: الحديث عن دور تركيا في مواجهة تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، ودورها المفترض في التحالف الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية للتصدي للتنظيم في العراق وسوريا، اخذ طابعا يكتنفه الكثير من الغموض والتباعد في وجهات النظر بين تركيا من جهة والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها (خصوصا دول الخليج باستثناء قطر)، من جهة اخرى، بعد ان اثيرت الخلافات بشأن عدة نقاط، ان ابرزها دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الاكراد من الذين تعتبرهم تركيا ارهابيين، والتركيز على اسقاط نظام الاسد بالتزامن مع الضربات الجوية التي ستوجه للتنظيمات الارهابية في سوريا، كذلك رفض تركيا السماح للطائرات الامريكية باستخدام قاعدة جوية في تركيا، والعلاقات الغامضة التي تربطها بمسلحين وفصائل اسلامية، وغيرها الكثير، كما يرى مراقبون.

الا ان الولايات المتحدة الامريكية، وبحسب محللين، لا تستطيع الاستغناء عن الدور الاقليمي الذي يمكن ان تلعبه تركيا، (اضافة الى ايران والسعودية)، في مواجهة التنظيمات الارهابية المنتشرة على اراضي العراق وسوريا، وما زالت تمارس الضغوط السياسية والدبلوماسية من اجل اشراك تركيا بدور عسكري وسياسي اكبر، من دون فرض الشروط مسبقا (وهو ما تحاول تركيا القيام به قبل القيام باي دور حقيقي في سوريا)، ولعل ما جرى من احداث متسارعة في منطقة عين العراب (كوباني) الكرية، المحاصرة من قبل داعش منذ عدة اسابيع، اوضحت مدى الخلافات الواسعة بين الطرفين (الولايات المتحدة وتركيا)، ويحاول الرئيس التركي اردوغان بمساعدة حكومة حزب العدالة والتنمية، البقاء مصرا على رؤيته الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط الجديد وفق منظور الحكومة الاسلامية في تركيا، وتحقيقها على الاقل، في سوريا بعد ان تعرض لخسارة قاسية بسقوط الاخوان المسلمين في مصر، والتي كانت تركيا الداعم الرئيسي له بخلاف السعودية ودول الخليج، كما يرى متابعين.

وتحاول الولايات المتحدة الامريكية تبعيض الخلافات وعدم جمعها في سلة واحدة، من اجل السيطرة على الخلافات الكبيرة بين توجهات حلفائها في مكافحة تنظيم داعش، باعتباره الخطر الاكبر الذي يهدد الجميع، فيما زالت تركيا مصرة على حل الخلافات دفعة واحدة قبل الدخول في تحالف امريكا ضد داعش، وهو امر قد يؤدي الى انعكاسات تهدد حكومة تركيا الاسلامية قبل ان تهدد نظام الاسد في سوريا.  

نفاد صبر واشنطن

فقد يمثل قرار الولايات المتحدة إسقاط اسلحة جوا للقوات الكردية في سوريا في نفس اليوم الذي وصفهم فيه الرئيس التركي طيب اردوغان بأنهم ارهابيون أحدث نغمة نشاز في العزف المتنافر بصورة متزايدة بين واشنطن وأنقرة، وبصرف النظر عن مدى تأكيد المسؤولين على الجانبين علنا على وجود انسجام تتسبب الخلافات في الاستراتيجية بشأن قتال تنظيم الدولة الاسلامية ومصير بلدة كوباني السورية الحدودية المحاصرة في توتر العلاقات بين واشنطن وحليفتها الاقليمية المهمة مما يزيد عزلة تركيا بصورة مطردة، وتحدث اردوغان للصحفيين على متن طائرته الرئاسية الجديدة الفاخرة قائلا إنه سيكون من غير الملائم للولايات المتحدة أن تسلح قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي التي تسيطر على كوباني المحاصرة من قوات تنظيم الدولة الاسلامية منذ أكثر من شهر.

وبعد أقل من ساعة على هبوط الطائرة في اسطنبول تحدث الرئيس باراك اوباما الى اردوغان عبر الهاتف وأبلغه بأن إسقاط الأسلحة الى المدافعين عن كوباني يمضي قدما، وقال آرون ستين الزميل بالمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن إن "التحركات الامريكية تهين اردوغان بالتأكيد، واقعة الاسقاط الجوي هي واحدة من وقائع عدم الاعتداد بتركيا"، وأكد مقال نشره مستشار لأردوغان بعد عمليات الاسقاط معارضة تركيا لمساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي وسلط المقال الضوء على الفجوة الظاهرة بين أنقرة وواشنطن، وبعد ساعات قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو إن تركيا ستعمل مع الولايات المتحدة للسماح لمقاتلي البشمركة الكردية العراقية بالوصول الى كوباني للدفاع عنها.

وأعطى مسؤولون أتراك كبار تفسيرا ايجابيا للتغير في الموقف، لكن اردوغان واصل هجومه على التكتيكات الأمريكية وعلى التركيز على كوباني، وقال "الآن يوجد هذا الوضع المسمى كوباني، ما هي أهميته؟،  وجاء حوالي 200 ألف شخص إلى بلدي ولم يتبق هناك مدنيون ما عدا 2000 من مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي"، ووصف مقاتلي الحزب بأنهم إرهابيون، لكن موقف تركيا ليس له تأثير يذكر على اتجاه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وعلى تحركات واشنطن حسبما يعتقد ستين، ويقول "لا أعتقد أن تركيا تستسلم للضغط (لتفعل المزيد)، أعتقد أن الناس يتجاهلون تركيا ببساطة"، ويعترف مسؤولون امريكيون كبار بالضيق الذي تشعر به تركيا ازاء عمليات الاسقاط الجوي للأكراد السوريين وقالوا إنهم شرحوا لأنقرة أنه علاج مؤقت لن يكون ضروريا اذا سمحت تركيا بممر آمن لمقاتلي البشمركة العراقيين الى كوباني للمساعدة في الدفاع عن المدينة. بحسب رويترز.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إسقاط الأسلحة بأنه "جهد لحظي"، ووصف كيري محادثات اوباما مع اردوغان ومحادثاته هو نفسه مع كبار المسؤولين الاتراك قائلا "ما قلناه واضح جدا، (ساعدونا لادخال البشمركة أو غيرها من الجماعات التي ستواصل هذا الأمر هناك ولن نحتاج لعمل ذلك (اعادة التزويد بالسلاح)"، وقال مسؤول أمريكي كبير "لذلك فما فعلنا كان محدودا جدا فعليا لكنه استهدف اساسا اقامة جسر للوصول الى مكان يأتي فيه التموين عبر تركيا من البشمركة الكردية"، واعترف مسؤول امريكي كبير ثالث بالتوترات المتبقية لكنه قال إن الدبلوماسية عالية المستوى بما في ذلك اتصال اوباما هاتفيا بأردوغان منعت على الاقل مزيدا من التدهور في العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الاطلسي.

لكن البلدين سيبقيان على خلاف بشأن طلب واشنطن استخدام قاعدة انجيرليك الجوية لدعم العمليات العسكرية في سوريا في حين يطالب اردوغان بأن ينشئ التحالف المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية منطقة حظر جوي فوق سوريا، وتحتفظ الولايات المتحدة بشكوك بشأن ميول تركيا في سوريا وفي أماكن أخرى في العالم العربي، وقال مسؤول حكومي أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تعتقد أن تركيا تلعب لعبة مزدوجة في سوريا فتقدم دعما معنويا خفيا على الأقل للدولة الاسلامية في حين تتجنب عمل ذلك علنا، ولا يعرف المسؤول ما إن كانت تركيا تقدم دعما ماليا أو عسكريا للدولة الاسلامية لكنه قال إن واشنطن تعتقد أن تركيا تشارك قطر في تقديم الدعم لفصائل اسلامية وجماعات مسلحة في ليبيا، وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تعتقد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لديه سياسة قديمة بالسعي سرا إلى مواءمات مع الجماعات الاسلامية إن لم يكن يحاول فعليا اكتساب حظوة لديها.

وأصبحت تركيا عضوا على مضض حتى الآن في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية السني المتشدد الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق، وتؤكد أنقرة على التزامها تجاه المنطقة بدليل الجهود الإنسانية التي تضمنت تقديمها المأوى لحوالي مليوني سوري منذ بدء الحرب في 2011، لكن تركيا أوضحت أيضا أنها تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد تهديدا أكبر من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية وطالبت بإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا ومنطقة حظر جوي قبل قيامها بدور عسكري أنشط، ورغم الاشادة بمعاملتها للاجئين تعرضت تركيا لانتقادات في وسائل الإعلام الغربية بسبب عدم انضمامها لحملة القصف ضد الدولة الإسلامية، ولم يفلح إنكار المسؤولين الاتراك مرارا وتكرارا في قمع الشائعات عن أن انقرة سمحت بتدفق أسلحة ومقاتلين الى جماعات راديكالية في سوريا في إطار استراتيجية للاطاحة بالأسد.

وفي حادث محرج آخر في وقت سابق طلب اردوغان اعتذارا من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قوله إن تركيا ودولا أخرى ساندت المتطرفين وأشعلت الصراع الطائفي، واعتذر بايدن عن تصريحاته، وقال عثمان بهادير دينجر من المؤسسة الدولية للبحوث الاستراتيجية ومقرها انقرة إن "تركيا لديها مشكلة تصورات، والتصورات يمكن أن تكون أهم من الحقيقة"، وعلى الساحة الداخلية لقي موقف الحكومة التركية صدى جيدا بصورة عامة لدى الجماهير الذين لا توجد لديهم رغبة تذكر في مغامرات السياسة الخارجية وسط ركود اقتصادي وفي ظل ضغوط استضافة نصف اللاجئين السوريين إجمالا، لكن الاحتجاجات المتكررة من الأكراد الغاضبين من عدم مساعدة أنقرة لعشيرتهم في كوباني تشير إلى مخاطر داخلية من امتداد آثار الأحداث الإقليمية، وتخاطر أيضا بعرقلة عملية سلام هشة مع حزب العمال الكردستاني المحظور تهدف لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 عاما، وعلى الصعيد الخارجي تبدو الصورة مختلفة.

وفي الأحاديث الخاصة يعبر دبلوماسيون من دول صديقة عن الإحباط مدركين أن موقع تركيا وقوتها العسكرية يجعلانها حليفا إقليميا حيويا وإن كان موضع ارتياب بصورة متزايدة، وقال اتيلا يسيلادا وهو اقتصادي في مؤسسة جلوبال سورس بارتنرز ومقرها نيويورك "لكي أكون صريحا، قد يكون الساسة الاتراك خبراء بارعين في الادارة السياسية محليا لكنهم ينتمون الى دوري الناشئين حين يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية في حين يهدد تنظيم الدولة الاسلامية بزعزعة استقرار المنطقة"، ورحب المسؤولون في واشنطن بقرار السماح بعبور مقاتلي البشمركة العراقية إلى سوريا فيما قد يكون أول علامة على أن تركيا تخفف معارضتها للتركيز الاستراتيجي لأمريكا على الدولة الإسلامية.

لكن التأخر شهرا في التحرك أضر بتركيا دوليا وعمق الاحساس بأن رغبتها في أن تصبح لاعبا إقليميا كبيرا لا تدعمها قدرتها بحسبما يقول دبلوماسي اوروبي في انقرة، وقال الدبلوماسي إن رفض تركيا التراجع عن مطالبتها بإبعاد الاسد واقامة مناطق آمنة أدى الى ارباك الشركاء واثارة غضبهم رغم أنهم يتفقون مع هذه الأفكار من حيث المبدأ لكن لا يعتبرونها اولويات، ولم يخش الزعماء الاتراك مطلقا من التشبث بمواقفهم في مواجهة الرأي العام العالمي، وينطلق اردوغان ورئيس وزرائه احمد داود اوغلو من رؤية لشرق اوسط يوحده النموذج التركي للاسلام السياسي، ويعتقد الاثنان ان سياستهما الخارجية تدعمها التزامات اخلاقية وان موقفهما صحيح بحكم التاريخ، لكن كثيرا من الخبراء يعتقدون أنه ما لم تنسجم أنقرة بدرجة أكبر مع الرأي العام العالمي فستصبح أكثر عزلة مما هي عليه وستبقى أهدافها بعيدة المنال.

زرع الغموض

فيما أطلق جهاديو تنظيم "الدولة الإسلامية" النار باتجاه الحدود التركية شمال عين العرب/كوباني السورية الكردية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جهاديي "الدولة الإسلامية" متمركزين بالقرب من الحدود التركية "أطلقوا نيران المدفعية الثقيلة، باتجاه الحدود، مؤكدا أن "أربع قذائف سقطت في منطقة مركز الحدود"، ووقعت معارك عنيفة جديدة في هذه المدينة التي يدافع عنها الأكراد بشراسة بانتظار وصول تعزيزات من كردستان العراق، لكن وصول حوالى ألف من مسلحي المعارضة السورية إليها لا يبدو مؤكدا، إذ أن القادة السوريين الأكراد قالوا إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذا الاتجاه، ويفترض أن يتلقى المقاتلون الأكراد، الأقل عددا وعدة من الجهاديين، مساعدة عشرات من عناصر البشمركة من كردستان العراق.

ويفترض أن يمر هؤلاء وعددهم حوالى مئتين كما قال ناطق باسم الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، عبر تركيا التي وافقت على ذلك، لكن أنقرة ما زالت ترفض مرور أكراد من جنسيات أخرى ومساعدة قوات كردية سورية تصفها "بالإرهابية" لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حركة تمرد ضد أنقرة منذ 1984، وفي هذا الإطار، تلقى السوريون الأكراد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وصول 1300 من مسلحي الجيش السوري الحر كتعزيزات إلى عين العرب، بفتور ونفوا أي اتفاق بهذا الشأن متهمين تركيا بالسعي إلى "زرع الغموض"، ورأوا انه من الأجدى لمسلحي المعارضة السورية فتح جبهات جديدة ضد الجهاديين في البلاد "لتخفيف الحصار عن كوباني"، وتلقى القوات الكردية منذ نهاية أيلول/سبتمبر مساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن غارات على مواقع الجهاديين، وقال المرصد إن ضربة جوية استهدفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق كوباني. بحسب فرانس برس.

في المجموع، شنت قوات التحالف التي تعمل منذ الثامن من آب/أغسطس أكثر من 600 غارة جوية ألقت خلالها أكثر من 1700 قنبلة حسب القيادة الوسطى للقوات الأمريكية المكلفة بالمنطقة، لكن على الرغم من هذا الدعم الجوي الدولي، حقق الجهاديون تقدما في العراق في الأيام الأخيرة، فقد باتوا يحاصرون من جديد جبل سنجار في الشمال حيث علقت مئات العائلات الإيزيدية، وجنوبا استولى التنظيم المتطرف، الذي تتهمه الأمم المتحدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، على قطاع جديد في محافظة الأنبار غرب بغداد، وقال مسؤول في الجيش الأمريكي أن الأمر سيستغرق بضعة أشهر قبل أن يصبح الجيش العراقي قادرا على شن هجوم واسع لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلاميةّ" خلال هجومه المباغت في حزيران/يونيو الماضي.

قنصليات إسطنبول

بدورهم قال مسؤولون إن طرودا تحتوي على مسحوق أصفر غير معروف أرسلت إلى قنصليات خمس دول غربية في إسطنبول ما أدى إلى رفع درجة التأهب الأمني، وقال المسؤولون إن قنصليات الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا تلقت طرودا مريبة، ولم يتضح على الفور نوع المسحوق وقال مسؤولون أتراك إن نتائج الفحوص التي أجريت عليه ستظهر لاحقا، وقالت وزارة الصحة التركية في بيان إن 16 شخصا نقلوا إلى المستشفى في إجراء احترازي من ثلاث قنصليات مختلفة بينهم عشرة من القنصلية الكندية، وأفاد مستشفى يعالج الكنديين أن القنصل العام كان بين العشرة. بحسب فرانس برس.

وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان إن موظفا كنديا ممن يعملون في القنصلية تعامل مباشرة مع الطرد المريب فيما تعامل معه ستة أشخاص بشكل غير مباشر، وأضافت وزارة الصحة أن موظفين بالقنصليتين الألمانية والبلجيكية وضعوا تحت المراقبة في المستشفى، وقال المتحدث باسم هيئة إدارة الطوارئ إن أطقما أرسلت إلى القنصليتين الكندية والبلجيكية لتنظيفهما من أي تلوث وإنهم يعملون أيضا على تنظيف مقر القنصلية الألمانية، وتراجع القنصليات والسفارات الأخرى إجراءاتها الأمنية.

مبادلة الرهائن

من جانبها ذكرت وسائل الإعلام التركية أن تركيا بادلت الرهائن الأتراك الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" مقابل الإفراج عن نحو 180 جهاديا كانوا محتجزين لديها في إطار صفقة تبادل، وقالت صحيفة التايمز إنها حصلت على قائمة بالجهاديين المفرج عنهم، ومن بينهم ثلاثة فرنسيين وبريطانيان اثنان وسويديان اثنان، واثنان من مقدونيا وسويسري وبلجيكي، وقالت إنه تأكيد صحة القائمة من مصادر الصحيفة لدى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذكر مصدرا في الحكومة البريطانية قال إن تقرير الصحيفة "موثوق"، وكشفت التايمز عن أن البريطانيين هما شهباز سلمان (18 عاما) وهشام فوكارد (26 عاما)، ولم تقل الصحيفة كيف وقع الشابان في قبضة السلطات التركية، ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجموعة مشاركة في صفقة التبادل قولها إن عملية التبادل شملت أقارب أبو بكر العراقي، العضو البارز في تنظيم "الدولة الإسلامية" والذي قتله مقاتلون سوريون في كانون الأول/يناير الماضي، وكان التنظيم المتطرف احتجز عشرات من موظفي القنصلية التركية وعائلاتهم إلى جانب عدد من عناصر القوات الخاصة، عندما اجتاح مدينة الموصل، وعقب الإفراج عنهم أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لم يتم دفع أية أموال مقابل الإفراج عنهم، وأن العملية تمت من خلال "المفاوضات الدبلوماسية والسياسية فقط"، إلا أنه صرح لاحقا ردا على سؤال حول ما إذا كان تم الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن جهاديين "لا يهم ما إذا كان تم تبادل أم لا، الأهم هو أنهم (الرهائن) عادوا الى عائلاتهم". بحسب فرانس برس.

التعاون مع تركيا

من ناحية اخرى اعرب الاتحاد الاوروبي عن امله في التعاون الوثيق مع تركيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية وعودة الجهاديين الى اوروبا، كما اعلنت المفوضية الاوروبية في تقرير حول مفاوضات انضمام انقرة، وهذا التقرير المرحلي حول مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي التي بدات في 2005 وتوقفت لفترة طويلة، يوجه انتقادا شديدا لحملة التطهير في اوساط الشرطة والقضاء التي شنتها انقرة ردا على تحقيق في قضية فساد يستهدف بعض اعضائها، وللضغوط التي تمارس على الصحافة وتويتر ويوتيوب، وقالت المفوضية ان "مفاوضات الانضمام ينبغي تفعيلها مجددا"، بينما يورد التقرير سلسلة من المعوقات بدءا باستقلال القضاء وحرية التعبير.

وتشدد المفوضية في الوقت نفسه على "الموقع الاستراتيجي لتركيا" بين اوروبا والشرق الاوسط وكذلك في جنوب منطقة النفوذ الروسي بما انها تطل على البحر الاسود، واعتبرت بروكسل ان "التطورات الخطيرة جدا في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق، تجعل من التعاون" في مجال السياسة الخارجية وسياسة الهجرة ومسالة امن الطاقة "اكثر صعوبة" و"اهمية"، مشيرة ايضا الى "التحديات الكبيرة" التي تطرحها الازمة الاوكرانية، واعتبر المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي امام البرلمان الاوروبي انه "من الاساسي بالتالي ان تبقى مفاوضات الانضمام المحرك الرئيسي لعلاقاتنا"، واكدت المفوضية في التقرير ان هذا الحوار "سيستخدم لتطوير تعاون وثيق ضد الدولة الاسلامية والشبكات التي تمولها". بحسب فرانس برس.

واضافت ان "الحوار النشط في مجال مكافحة الارهاب بين الاتحاد الاوروبي وتركيا يحظى بالترحيب وينبغي ان يتعزز ايضا ولا سيما في مجال المقاتلين الاجانب"، الذين يعودون من سوريا والعراق، واستبعد جان كلود يونكر الذي سيتراس المفوضية اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر، انضمام دولة جديدة الى عضوية الاتحاد الاوروبي في السنوات الخمس المقبلة، معتبرا انه لا بد من "فترة توقف" من اجل "ترسيخ ما قامت به الدول الاعضاء ال28"، وقال التقرير ان "حصول تقدم كبير امر ضروري (في تركيا) وخصوصا في مجال القضاء والحقوق الاساسية والسياسات الاجتماعية لا سيما قانون العمل والسلامة اثناء العمل"، واكد فولي "انه يتعين على تركيا الان ان تظهر تقدما ملموسا".

ورحب بالدعم الذي قدمته تركيا لاستئناف مفاوضات السلام بين الزعيمين القبرصيين اليوناني والتركي في شباط/فبراير، لكن "من المهم ان يتواصل هذا الامر"، كما قال فولي، بينما ظهرت توترات جديدة بين انقرة ونيقوسيا في الايام الاخيرة بشان عمليات البحث عن الطاقة في البحر، والتقرير "يشجع" ايضا "جهود" الحكومة التركية لبدء مفاوضات سلام مع متمردي حزب العمال الكردستاني، وبالنسبة للمرشحين الاخرين للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، اعتبرت المفوضية ان صربيا "تواصل استيفاء المعايير السياسية بشكل كاف" بهدف الانضمام وذلك بفضل الاتفاق المبرم في نيسان/ابريل 2013 بين كوسوفو وصربيا بهدف تطبيع علاقاتهما، لكن تبقى هناك خطوات جوهرية ينبغي القيام بها، ولا تزال ترشيحات مونتينغرو ومقدونيا والبانيا بعيدة عن استيفاء كل المعايير، اما بالنسبة الى البوسنة والهرسك وكوسوفو، فهما لا تزالان الاكثر بعدا عن الانضمام، بحسب التقرير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2014 - 3/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م