هستيريا إلايبولا.. تفشي مضطرد يهز أركان أمريكا

 

شبكة النبأ: يعيش سكان الولايات المتحدة الامريكية حالة من الرعب والقلق الكبير من انتشار تفشي فيروس إيبولا، خصوصا بعد ظهور العديد من حالات الاصابة في العديد من المدن والولايات، ويعد فيروس إيبولا والمعروف ايضا باسم حمى إيبولا النزفية، الذي قتل حتى الآن ما يقرب من 4900 شخص غالبيتهم في ليبيريا وسيراليون وغينيا. من أعظم واخطر التحديات التي تواجه العديد من دول والحكومات، ومنها حكومة الولايات المتحدة التي دخلت اليوم معركة جديدة ومختلفة مع هذا الفايروس الذي اصبح وبحسب بعض المراقبين، محط اهتمام متزايد من قبل بعض الجهات الاعلامية والسياسية، التي تسعت الى اعتماد ورقة ايبولا كورقة ضغط جديدة في سبيل اسقاط الخصوم وتحقيق بعض النتائج الانتخابية، يضاف الى ذلك التحديات الاخرى المتمثلة بعدم وجود علاج أو لقاح واق ضد الإيبولا وضعف وتأخر الاجراءات الاحترازية المتبعة في المؤسسات الحكومية والصحية وغيرها من المشكلات الاخرى التي قد تكون سببا في ارتفاع حالات الاصابة.

والإيبولا عبارة عن مرض فيروسى معدٍ يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود، ويتسبب الفيروس في حدوث نزيف حاد، ويصل معدل الوفاة بين المصابين إلى 90 بالمئة. وينتقل الفيروس عبر مخالطة المصابين بالمرض أو الدم أو السوائل الأخرى بالجسم. وأعراض مرض الإيبولا عادة ما تبدأ فجأة مع مرحلة تشبه الانفلونزا تتميز بالتعب، والحمى، والصداع، وآلام في المفاصل، والعضلات، والبطن وفى أحيان كثيرة تكون تلك الأعراض مصحوبة بالقيء والإسهال وفقدان الشهية، وفترة حضانة الفيروس تتراوح من 8 إلى 10 أيام، ويمكن أن تتفاوت ما بين 2 و21 يوما ، تستدعي الحالات المرضية الشديدة توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام المحاليل.

قلق وخوف

وفي هذا الشأن اعلن المركز الطبي في نبراسكا (وسط الولايات المتحدة) ان مصور شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية الذي اصيب بفيروس ايبولا في ليبيريا حيث كان يغطي تفشي هذا الوباء، شفي من المرض وسيخرج من المستشفى. وقال المستشفى في بيان ان اشوكا موكبو "سيسمح له بمغادرة الوحدة (المتخصصة في المستشفى) ".

ير فيروس ايبولا قلقا متزايدا لدى الاميركيين بعد وفاة زائر ليبيري واصابة ممرضتين في الولايات المتحدة، لكن معظمهم يثقون بالسلطات الفدرالية والنظام الصحي، وفق استطلاع شمل نحو الفي شخص. وعبر 58% من المستطلعين عن "قليل من القلق، او عدم القلق اطلاقا" من مخاطر انتشار فيروس ايبولا، مقابل 67% في بداية تشرين الاول/اكتوبر.

واعلنت السلطات اصابة ممرضتين في مستشفى دالاس، في تكساس جنوب البلاد، عالجتا الليبري توماس اريك دنكان الذي توفي في 8 تشرين الاول/اكتوبر في المستشفى نفسه. وافاد مركز ابحاث بيو ان 54% من الاشخاص قالوا انهم يثقون بقدرة الحكومة على منع انتشار الفيروس على مستوى وبائي، في حين كانت نسبتهم 57% في مطلع الشهر.

وقال 61%، اي حوالي ستة من عشرة، ان "ثقتهم عالية، او معقولة" بقدرة المستشفيات الاميركية على الكشف عن المرض ووضع من يحتمل اصابتهم في الحجر الصحي، في حين قال 38% ان لديهم "القليل من الثقة او تنعدم لديهم الثقة". ولكن فقط 16% عبروا عن "ثقة كبيرة" في النظام الصحي في رصد حالات معزولة من ايبولا. وقال 18% ان لديهم ثقة كبيرة بقدرة الحكومة الفدرالية على تجنب وباء كبير.

وعلى اساس حزبي، قال عدد كبير من الجمهوريين (49%) انهم قلقون من خطر العدوى، مقابل 33%. وانتقلت النسبة من 30% الى 36% لدى الديموقراطيين. وابدى 42% من الجمهوريين شكوكا بقدرة الحكومة على منع انتشار الوباء في حين قال الديموقراطيون انهم يثقون كثيرا او بشكل معقول بها (67%) والمستقلون بنسبة 51%. ويؤيد القسم الاعظم من الناس (77%) جهود البلاد في محاربة الوباء في غرب افريقيا من خلال ارسال عسكريين لبناء مستشفيات ميدانية وايصال أغذية ولوازم طبية. بحسب فرانس برس.

وقال قرابة نصف الاميركيين (49%) انه يتابعون اخبار ايبولا، وهي نسبة تفوق بكثير اولئك الذين يتابعون ضربات التحالف الدولي في الحرب على تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا وتبلغ نسبتهم 29%، واولئك الذين يتابعون الانتخابات التشريعية لنصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر ونسبتهم 16%.

من جانب اخر أظهر استطلاع جديد أن ايبولا اصبح ضمن أهم عشر قضايا تشغل الامريكيين لكنه يأتي بعد الاقتصاد وعدم الرضا عن الحكومة وشواغل أخرى. وأجرى معهد جالوب الاستطلاع قبل الاعلان عن رفع اسماء 51 شخصا من قوائم المتابعة في تكساس بعدما لم تظهر عليهم اعراض للايبولا على مدى 21 يوما. وما زال عشرات آخرون تحت المتابعة.

ورغم وفاة شخص واحد فقط بالمرض في الولايات المتحدة اصبح الموضوع في صدارة الحملة الانتخابية الامريكية حيث يكثف الجمهوريون انتقاداتهم لرد الفعل الحكومي. وذكر معهد جالوب أن المرض اصبح ضمن ابرز عشر قضايا تهم الامريكيين لكنه ما زال يبعد كثيرا وراء خمسة قضايا أخرى هي الاقتصاد وعدم الرضا عن الحكومة والوظائف والرعاية الصحية والهجرة. وقال المعهد إن ايبولا تعادل مع عجز الميزانية الاتحادية والتعليم والمعركة ضد متشددي تنظيم الدولة الاسلامية وتراجع المعنويات كأبرز شاغل لخمسة في المئة من الجمهور. وجاء الاقتصاد في المركز الاول بنسبة 17 في المئة.

أوباما والايبولا

الى جانب ذلك ومع تشخيص ثلاث حالات اصابة بالايبولا في الولايات المتحدة ومتابعة اكثر من مائة حالة اصابة محتملة قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن الامريكيين "لا يمكن ان يستسلموا للهستيريا او الخوف" بشأن انتشار هذا الفيروس". وبينما مازال اوباما ومسؤولو الصحة في العالم يركزون على التعامل مع الايبولا في مصدره في ثلاث دول بغرب افريقيا قالت سلطات ولاية تكساس الأمريكية إن 14 شخصا شطبوا من قائمة متابعة مرض الايبولا.

وقالت ادارة الخدمات الصحية بولاية تكساس في بيان إنه يجري متابعة 145 شخصا "لديهم صلات او صلات محتملة" بالفيروس. وأوضح اوباما انه لا يعتزم الانضمام الى مطالب بعض المشرعين الامريكيين بفرض حظر على المسافرين القادمين من ليبيريا وسيراليون وغينيا وهي الدول الأشد نكبة بالمرض حيث لاقى أكثر من 4500 شخص حتفهم منذ مارس اذار في أسوأ تفشي للايبولا على الاطلاق. وقال "لا يمكننا ان نعزل أنفسنا تماما عن غرب أفريقيا كما أن محاولة عزل منطقة بأكملها عن العالم حتى وان أمكن ذلك قد يجعل الوضع في واقع الأمر أكثر سوءا". بحسب رويترز.

وعقد أوباما الذي تعرض لانتقادات بسبب طريقة تعامل ادارته مع الايبولا سلسلة اجتماعات وعين رون كلاين وهو محام بواشنطن من ذوي الخبرة للاشراف على الجهود التي تهدف لاحتواء المرض. وقال "ما نراه الآن هو ليس تفشيا أو وباء للايبولا في أمريكا. هو مرض خطير ولكن لا يمكننا الاستسلام لهذه الهستيريا أو الخوف". وشدد أوباما على ان احتواء فيروس الايبولا ينبغي أن يشمل مساعدة الدول الأكثر تضررا وان واشنطن تعتزم نشر ما يصل الى 4000 من أفراد الجيش في المنطقة بحلول أواخر اكتوبر تشرين الاول. كما يستعد أوباما لكي يطلب من الكونجرس الحصول على تمويل اضافي لمكافحة الايبولا.

خطط واخطاء

في السياق ذاته كشفت سلسلة الأخطاء التي ارتكبت في مدينة دالاس الأمريكية أثناء التعامل مع أول حالة إصابة بفيروس الإيبولا عن حقيقة غير مريحة مؤداها أن خطط المدن والولايات للتعامل مع الفيروس القاتل تستند إلى توصيات عامة تتعلق بأي نوع من الطوارئ من الحصبة مرورا بالفيضانات والأعاصير ووصولا إلى القنابل القذرة لكن المسؤولين يعترفون بأنه انه يتعين عليهم فعل المزيد.

وأظهرت جولة من خلال الاتصال بالدوائر الصحية الرسمية في ست ولايات ومدن تسكنها جاليات تنحدر من غرب أفريقيا مثل فيلادلفيا وبوسطن ومدينة نيويورك ومينيسوتا ونيوجيرسي وميريلاند ورود آيلاند أنها تسعى جاهدة للمواءمة بين هذه التوصيات العامة ومتطلبات مواجهة الإيبولا. ففي حال لم تكن هذه الخطط تستبق الإصابات فحينها قد تتكرر الهفوات التي حدثت خلال استقبال وعلاج مريض الإيبولا توماس اريك دنكان.

وقال مدير قسم الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي في مدينة أوغستا بولاية جورجيا "أن نعتقد أن استقبال المرضى الأوائل سيمر دون حدوث اي خطأ فهذا مبالغة في تقدير كفاءة أنظمتنا الصحية. أتوقع حدوث عثرات قليلة إضافية." لكن لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي عمله: تدريبات في المستشفيات وإرشادات لعاملي الهاتف في خدمات الطوارئ وقواعد أنظمة الحجر الصحي وحتى التنبه لتفاصيل مثل التأكد من أن تتطابق مواصفات الأكياس التي توضع فيها سوائل الجسم مع السماكة المطلوبة - أي 150 ميكرومتر- وهي السماكة التي أوصت بها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من الثقة التي أظهرتها الدوائر في أنها ستكون قادرة على التعرف على الإيبولا وعلاجه واحتوائه فإن جاك هيرمان رئيس برامج الصحة العامة في المؤسسة العامة لمسؤولي الصحة في المدينة والمقاطعة قال "لا أحد تم تكليفه بمراجعة خطط جميع الإدارات البالغ عددها 2800." ومن بين الأخطاء التي سجلت في دالاس كان عدم إدخال المستشفى لدانكن عندما قصد قسم الطوارئ للمرة الأولى وقال للطاقم الطبي العامل هناك إنه عاد في الآونة الأخيرة من ليبيريا الأمر الذي أخر علاجه على الأقل يومين حاسمين.

واستغرق تطهير الشقة السكنية التي كان يقيم فيها أسبوعا تقريبا في حين فقد المسؤولون في قطاع الصحة لفترة وجيزة أثر رجل متشرد كانوا يراقبونه لاحتمال إصابته بأعراض الإيبولا. وقال جاي فارما وهو نائب مفوض في في إدارة الصحة في مدينة نيويورك "لقد تعلمنا مما يحدث في دالاس أيضا. لدينا خطة نعتقد أنها متينة لكننا لا نملك الأجوية النهائية عن الكثير من الأسئلة."

من جانب اخر توجهت شابة تشكو من آلام في المعدة وغثيان بعد سفرها إلى افريقيا إلى مستشفى لونج أيلاند خشية أن تكون أصيبت بفيروس إيبولا .. لكن تبين أنها غير مصابة بالفيروس ولكنها حبلى. وكانت الشابة زارت جنوب افريقيا الواقعة على بعد أكثر من 5400 كيلومتر من الدول الافريقية الثلاث التي تعاني من تفشي فيروس إيبولا وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا واختتمت رحلتها منذ ستة أسابيع أو ما يعني مثلي فترة الحضانة المحتملة للاصابة بالفيروس.

وقال الطبيب بروس هيرش المختص في الأمراض المعدية بمستشفى نورث شور الجامعي في مانهاسيت بنيويورك "هذا يوضح كيف يمكننا الاستعداد للذعر" من الاصابة بالفيروس مضيفا "هناك قلق كبير والحل يتمثل في توفير المعلومات والتدريب." ويعكس خوف هذه الشابة الذعر الذي يسود الولايات المتحدة منذ أن تبين أن توماس إريك دنكان الذي سافر إلى ليبيريا هو أول شخص يجري تشخيص إصابته بالإيبولا في الولايات المتحدة.

ومع اقتراب موسم الانفلونزا تعد المستشفيات والأطباء غرف طوارئ قد تصبح مليئة بالمرضى الذين يخشون الاصابة بالإيبولا وليس الانفلونزا إذ تتشابه أعراض المرضين في مراحلهما الأولى مثل ارتفاع درجة الحرارة وآلام الجسم. وقال سامبسون ديفيز طبيب الطورائ بمركز ميدولاندز الطبي في نيوجيرزي "أعتقد أنه سيزيد عدد الناس الراغبين في إجراء فحوص بسبب عنصر الخوف خاصة إذا زاد عدد الحالات المصابة بالإيبولا."

وعادة ما يبدأ موسم الانفلونزا في نوفمبر تشرين الثاني ويبلغ ذروته في يناير كانون الثاني أو فبراير شباط. وتقول المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها إن أكثر من 200 ألف شخص يدخلون المستشفيات في المتوسط كل عام لاصابتهم بمضاعفات ناجمة عن الانفلونزا. ويتراوح عدد الوفيات بسبب الانفلونزا في الولايات المتحدة بين ثلاثة آلاف كحد أدنى و49 ألفا كحد أقصى. بحسب رويترز.

وقال أطباء ومسؤولون بالقطاع الطبي إن الكثير من المستشفيات وضعت بروتوكولات تحد من فحوص الإيبولا وتقصرها على الناس الذين كان لهم اتصال مباشر بالمرض مثل العاملين في القطاع الطبي أو من سافروا في الآونة الأخيرة إلى ليبيريا وسيراليون وغينيا.

مطار نيويورك

من جهة اخرى بدأت اجراءات مكثفة في مطار جيه.اف. كنيدي بالولايات المتحدة لمنع انتشار وباء الايبولا حيث ستفحص فرق مزودة بأجهزة كشف حراري القادمين من دول غرب افريقيا الأكثر تضررا بالمرض وستقوم باستجوابهم. والمطار بمدينة نيويورك هو الأول بين خمسة مطارات أمريكية تبدأ تطبيق الفحص المشدد للقادمين إلى الولايات المتحدة من غينيا وليبيريا وسيراليون حيث توفي أكثر من أربعة آلاف شخص بسبب الإيبولا.

ومعظم الوافدين للولايات المتحدة من هذه البلاد يهبطون في مطارات جيه.اف كنيدي وليبرتي في نيوارك ودالاس في واشنطن واوهير في شيكاجو وهارتسفيلد جاكسون في أتلانتا. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن اجراءات الفحص في المطارات هي مجرد ملمح واحد لاستراتيجية شاملة للحيلولة دون تفشي الإيبولا. بحسب رويترز.

وتساءل منتقدون بشأن مدى قدرة الاجراءات على منع المصابين بالإيبولا من دخول الولايات المتحدة. وسيستخدم موظفو إدارة الجمارك وحماية الحدود التابعة لوزارة الأمن القومي أجهزة للكشف عن درجات الحرارة باستخدام الأشعة فوق الحمراء لرصد أي راكب قادم من الدول الافريقية الثلاث أو توقف فيها أثناء رحلته وتكون حرارته مرتفعة.

تحدي جديد

على صعيد متصل يبدو أن أزواج وزوجات الجنود الأمريكيين المتوجهين إلى ليبيريا من قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأمريكية يتلكأون لفترة أطول من المعتاد في نهاية اللقاءات التي يتم فيها اطلاعهم على التفاصيل قبل سفر الجنود في مهمات عسكرية انتظارا لمعرفة المزيد عن فيروس إيبولا. فبالنسبة إلى هذه العائلات يثير الفيروس نوعا مختلفا من القلق الذي اختبروه خلال 13 عاما من الحرب البرية في العراق وأفغانستان وهم يريدون أن يتأكدوا كيف سيحمي الجيش الجنود من الوباء ما يشكل أضافة جديدة إلى قائمة التهديدات الطويلة التي يواجهها الجيش.

وقال الميجر جنرال جاري فولسكي الذي سيتوجه قريبا إلى ليبيريا مع جنود من الفرقة 101 المحمولة جوا "الإيبولا هو مجموعة مختلفة من المشاكل التي لم تواجهها الفرقة من قبل." ونشرت الولايات المتحدة 350 جنديا في غرب أفريقيا- وخصوصا في ليبيريا- بينهم عدد قليل من الفرقة 101. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم باطراد في الاسابيع المقبلة بينما يسابق الجيش الزمن لتوسيع البنية التحتية لليبيريا حتى تتمكن من مكافحة الإيبولا.

وأنشأ الجيش الأمريكي مقرا له في مونروفيا عاصمة ليبيريا ويأمل أن يبدأ المستشفى الميداني الذي ينشئه ويتسع لخمسة وعشرين سريرا العمل في وقت قؤيب كما يأمل أن يبني بسرعة نحو 17 وحدة لمكافحة الإيبولا. وكانت الرسالة التي تلقتها الأسر في فورت كامبل وغيرها من القواعد العسكرية الأمريكية أن الإيبولا مرض يمكن التعامل معه بأمان إذا ما اتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة ما يخفض احتمالات الإصابة بالعدوى منخفضة.

وشدد المسؤولون على أن الجنود الأمريكيين لن يعالجوا بالتأكيد المرضى الليبيريين وإذا سار كل شيء حسب ما هو مخطط له لن يكون هناك أي نوع من التفاعل معهم. لكن لا يزال بعض القلق يساور عائلات الجنود الأمريكيين. وقال اللفتنانت كولونيل سكوت سانماير وهو كبير المهندسين في مونروفيا "لدي طفلان.. وهما بالتأكيد قلقان على والدهما." وأضاف "لقد تشاطرت مع عائلتي التدريب الذي تلقيته .. وبهذه الطريقة أريحهم من مخاوفهم."

ومع تطور تهديد الإيبولا اعترف البنتاجون أن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى غرب أفريقيا سيزداد مع حجم وفترة المهمة هناك مشيرا إلى أن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى هناك يمكن أن يتخطى التوقعات الحالية لنحو أربعة آلاف الذي ارتفع بدوره عن التقديرات الأولية التي بلغت ثلاثة آلاف جندي. ويعطي الجيش حصصا تدريبية على إجراءات الأمان الضرورية التي يتعين اتباعها في مونروفيا وغيرها. بحسب رويترز.

وفي فورت كامبل كان 150 جنديا يحضرون إحدى هذه الحصص. وأصغى الجنود بانتباه إلى مجموعة المدربين من مؤسسة الأبحاث الطبية عن الأمراض المعدية في الجيش الأمريكي الذين أوضحوا مخاطر الإيبولا الذي يقتل تقريبا نصف الاشخاص الذين يصيبهم. وقال الكابتن أليكس ويلارد الذي يخضع للتدريب إن المهمة في غرب افريقيا مختلفة إلى حد كبر عن انواع العمليات في العراق وأفغانستان التي ربما يرتاح الكثير من (عناصر الفرقة 101) أكثر فيها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/تشرين الأول/2014 - 1/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م