بإصدار حكم الاعدام على الشيخ نمر النمر

هل تجازف السعودية بالسلم الأهلي؟؟

 

شبكة النبأ: جهات رسمية ومصادر اعلامية مستقلة، أكدت نوعا من الهدوء والتفاهم بدرجة معينة، بين الاقطاب الاقليمية التي تؤثر في الوضع الامني الاقليمي والدولي، كالسعودية وايران وسواهما، فمنطقة الشرق الاوسط تبدو ملتهبة بالاحداث والمواقف المتناقضة، وكلها يوحي بأنواع خفية ومعلنة من الصراعات التي تدور رحاها على مدار الساعة، وهذا ينذر بنتائج وخيمة على الامن والسلم في عموم المنطقة والعالم، لذلك لابد من انتهاج سياسة التهدئة في المنطقة، وهذا يعود الى ارادة الاقطاب الكبرى في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية، وما يهمنا هنا ايران والسعودية، حيث التقارب والتهدئة بينهما يعود على المنطقة والعالم اجمع بنتائج أقل ما يمكن ان يُقال عنها أنها تصب في صالح السلام والاستقرار للجميع.

وقد حصلت خطوات تشجيعية في هذا المجال، الامر الذي دفع القادة السياسيين وغيرهم من المعنيين في دول عديدة من المنطقة، الى اتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها اعادة الثقة بين هذه البلدان وشعوبها وقادتها، ومد الجسور بين دول المنطقة، الامر الذي يسهم بصورة فعالة على الاستقرار الاقليمي فضلا عن الدولي عموما، كذلك تساعد مثل هذه الخطوات وتنعكس على السلم الاهلي لبلدان المنطقة عموما ومنها السعودية وايران والعراق وعموم بلدان الخليج، وقد اكد مراقبون حياديون، ان اتخاذ الخطوات المتبادلة لترسيخ الثقة بين بلدان المنطقة وحكومتها، يعد شرطا اساسيا لنشر السلام والهدوء والاستقرار في المنطقة والعالم.

في ظل مثل هذه الاجواء المشجعة على السلام والتهدئة، ونشر الثقة ومد جسور العلاقات المتوازنة بين الحكومات والشعوب، يبرز سؤال جوهري، هل من الصحيح أن تنسف دولة كالسعودية، كل هذه الاجواء الجيدة وتعيد الامور الى المربع الاول بخصوص العلاقات بينها وبين ايران والعراق وسواهما؟، وهل من الحكمة أن تجازف السعودية باتخاذ بعض الخطوات التي لا تصب في اتجاه التهدئة وادارة الصراع بطريقة اللاحتواء بدلا من التضامن؟ وهل يصح للسعودية ان تجازف بسلمها الاهلي فضلا عن السلم الاقليمي؟.

أما كيف يمكن ان يحدث هذا التأزيم، فيمكن ان نؤكد على ان قرار الاحكام باعدام الشيخ نمر النمر (من الاقلية الشيعية في السعودية)، ليس قرارا في وقته الصحيح، كما انه لا يخدم اجواء الثقة وترسيخ اسس الاستقرار في المنطقة، فضلا عما يثيره هذا القرار من اشكالات، وما ينتجه من تأثيرات وعواقب على السلم الاهلي في السعودية نفسها، وقد كان المتوقع من السعودية عكس ذلك تماما، اي بمعنى كان المراقبون يتوقعون ان تتخذ السعودية قرارات مساعدة على تدعيم السلم الاقليمي فضلا عن السلم الأهلي، من خلال اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه تؤكد النوايا الحقيقية لقادة السعودية وسيرهم في طريق الاستقرار والسلام.

ولكن اصدار قرار يقضي باعدام الشيخ النمر، لا يصب مطلقا في طريق التقارب الاقليمي، بالاضافة الى انه يزعزع السلم الاهلي في السعودية نفسها، لذلك نحن نعتقد ان الاصحّ ان تتخذ السلطات السعودية قرارا فوريا معاكسا لقرار اعدام الشيخ النمر، بمعنى نتوقع الغاء قرار الاعدام المذكور واطلاق سراح الشيخ النمر، وحماية الرأي الآخر، لأن حرية الرأي والاعلام وحماية حقوق الانسان، ينبغي ان تجاور بصورة حثيثة، جميع الخطوات والقرارات التي تساعد على ترسيخ الاستقرار بين دول المنطقة كافة.

لذلك نتوقع ومعنا عموم المراقبين لما يجري في المنطقة، نتوقع قرار جريئا من السلطات السعودية بالغاء اعدام الشيخ النمر، لكي تتأكد للجميع النوايا والافعال والقرارا السلمية للحكومة السعودية، والتي تساعد على التقارب والانسجام بين شعوب وحكومات دول المنطقة، مع العلم ان قرار إلغاء قرار الاعدام يحتاج الى جرأة وحنكة في ادارة العلاقات على الصعيدين الاقليمي والمحلي، وهو ما نتوقع ان تُقدِم عليه السعودية لتدعيم الاجواء الايجابية السائدة في المنطقة عموما، فضلا عن النتائج الايجابية لقرار الالغاء – فيما لو اتخته السلطات السعودية- على ترصين السلم الاهلي في السعودية نفسها.

إن جميع المؤشرات تدل على التهدئة بين الجميع، وان هناك ارادة سياسية جماعية تسعى الى تدعيم اجواء الثقة، والمضي في تحقيق الاستقرار ونشر السلام في ربوع المنطقة العربية والدول المحيطة بها، لذلك سوف يسهم قرار الغاء حكم الاعدام بحق الشيخ نمر النمر، من لدن السلطات السعودية، في زيادة فرص الاستقرار والسلام في المنطقة، وبين مكونات المجتمع السعودي نفسه من خلال ترصين السلم الاهلي للسعودية نفسها باتخاذ الخطوات الصحيحة والجريئة في هذا الاتجاه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/تشرين الأول/2014 - 26/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م