الغدير.. جامعة السعادة

مروة ناهض

 

يتهافت الجميع بحثاً عن فتيل السعادة الذي يشعل جذوة الأمل في نفوسهم التي أثقلتها الدنيا بتياراتها المرهقة علها تُزيل الظُلم التي يتخبطون فيها..

فبين الشباب والحلم تسكنُ (الجامعة) سعادة ينشدُها الكل ويهفو للوصول اليها لينالُ من نميرها شُربة تُطفأ ظمئة المتوقد وتُفجر عيون احلامه من ضمان المستقبل وتحقيق الذات الى نشوة النجاح وعنفوان الحرية ولذة صناعة القرارات والاعتزاز بالنفس وتحقيق المكانة الاجتماعية السامية.

كل ُ ما يسألون عنة قد يتحقق جزءُ منة وقد لا يتحقق لتتحول السعادة الى.... شقاء وتُصدَم الاحلام بجدران الواقع المرير!!

لكن جئتُ اليوم للحديث عن جامعة من نوع آخر.. بين اروقتها يتحقق معنى التكامل الروحي والسعادة الابدية وان غَيّبنا أنفسنا عنها وعن وهج نورها.

إنها.. الغدير جامعة السعادة

فهلموا معي لنعرف ماهي؟ وما شروط التسجيل فيها؟

ما مميزاتها؟ ومن عميدها؟

انها: غدير من السعادة يسقي الروح شربة لا ظمأ بعدها ولا نصب يسير بها بمنهج قويم نحو التكامل الالهي الذي تنشده الروح الانسانية وتهفو إليه لتعرج به نحو سماء الفيض العلوي والفوز الأبدي (من يُطع الله ورسوله في ولاية علي والائمة من ولده فقد فاز فوزاً عظيماً).

موقعها: في حي الولاية في محلة الصراط المستقيم.

وفيما يخصُ الانتساب اليها فمُتاح لكل من يجتاز اختبار الولاية الكبرى بتفوق (النعيم الذي سيُسأل عنة القلب يوم لا ينفعُ مال ولابنون الا من اتى الله بحب علي صلوات الله عليه وطاعته والالتزام بنهجة).

 كما يكون في خزينة ولائه أعلى مجموع من معرفة الغدير بكوامنها القُدسية حقيقة ما جرى في ذاك المكان من الامر الالهي والتبليغ المحمدي والمبايعة التي تمت بخ بخ لك ياعلي)..

عندها يكون قد ضمن فرصة الحصول على مقعد فيها، ما عليه الآن سوى أن يتحلى بصفات الشخصية التي جاءت بها جامعة الغدير والتي سعت لتطبيق نظام (العدل والمساواة وإلغاء التفاضل في العطاء) لترتقي بالروح الانسانية نحو كمالات الايمان فالإيجابية وروح المبادرة والعزيمة والاصرار والاخلاق الحسنة والعطاء والعمل الهادف كُلها دروس لابد ان يخضع للمفاضلة فيما بينها ليتمكن من معرفة مدى احقية انتسابه لهذه الجامعة العظمى بعميدها ذاك الرجل العظيم، العادل.. الكريم.. الطيب والهمام مُعلم البشرية جمعاء (علي ابن ابي طالب عليه السلام)..

كلنا نصعد سُلم الطموح لكي نصل ونُعانق النجاح!

ولكي نُعبّد طريق الحياة بالسعادة التي يشدو بها الجميع ويسعى لأخذ قبسُ من فيض نورها..

ولكن الكثيرين منا يُخطأ الطريق ليحصد الضياع..

اليس النجاح أن تُمنح شهادة مُعترف بها سماوياً تجعلك ترتقي سُلم الجنان بأعلى درجاته؟

أليست السعادة ان يُؤخذ بيدك لتجتاز طريق الصراط المرعب بأمان ليكون بحوزتك رصيدُ لا ينفذ من الفوز والرغد الهنيء؟

الحصول على لقب برفسور.. دكتور.. أستاذ حُلم يراود الجميع.. يسعى اليه بكل جوارحه.. يُسخرُ كل امكانياته ليستشعر لذة الفوز به حينها تتحطم كل قيود الارهاق والجُهد الذي بذله من أجل تحقيق هويته!

بالمقابل كم هو الجُهد الذي بذله من أجل الفوز بهوية الولاية (موالي لعلي صلوات الله وسلامة عليه)؟

في ظل اهتمامنا بدخول الجامعة بمختلف اقسامها وتوجهاتها ماهي درجة اهتمامنا بالغدير العظيم؟

نحتاج وقفة صادقة مع ذواتنا التي جُبلت على حب علي لكي نُجيب عن هذا التساؤل!

نبحثُ عن السعادة والتكامل الروحي في محيط يرتع بالنقص بينما نُغيب أنفسنا عن السعادة الحقة والتي هي: السيرُ على نهجه والثبات على ولايته والفوز بشفاعته.

* عضو جمعية المودة والازدهار النسوية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/تشرين الأول/2014 - 19/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م