المخاوف من التحالف الدولي الجديد

هل تؤدي الى تسوية عربية-اسلامية جديدة؟

قاسم قصير

 

تتحدث مصادر مطلعة على الاجواء التركية والايرانية ولدى قيادة حزب الله وبعض الاوساط الاسلامية والقومية، ان هناك حالة من الخوف والحذر والقلق من التحالف الدولي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية تحت عنوان محاربة تنظيم داعش والتنظيمات الاسلامية المتشددة في العراق وسوريا، وتعتبر هذه الاوساط: ان هناك اهدافا غير معلنة من الحرب التي بدأ يشنها هذا التحالف وان المطلوب ليس القضاء على تنظيم داعش بل تغيير خريطة المنطقة كلها واستهداف قوى المقاومة والتمهيد لترتيبات جديدة قد تشبه ما جرى بعد حرب الخليج عام 1991 ان لم يكن اخطر من ذلك لان الامور تتعلق الان بخرائط الدول وتقسيماتها ، اضافة لإقامة نظام اقليمي-دولي جديد على انقاض النظام السابق.

وتشير مصادر تركية مطلعة على اجواء القرار الرسمي في تركيا: ان هذا البلد غير مرتاح لما يجري وهو يستعد لكل الاحتمالات ولديه الكثير من المخاوف سواء على تركيا او العراق وسوريا وان ذلك يتطلب تعاونا وتنسيقا مع القوى الاخرى في المنطقة ولا سيما ايران وحزب الله.

وعلى الصعيد الايراني كشفت مصادر مطلعة على الاجواء الايرانية: ان لدى القيادة الايرانية والقوى الحليفة معها ولا سيما روسيا والنظام السوري وحزب الله الكثير من المخاوف والقلق مما يجري ومن الحرب التي بدأت اميركا وحلفاؤها بشنها على سوريا والعراق بحجة محاربة تنظيم داعش والتنظيمات الاسلامية المتشددة، كما أن هذه الاوساط تبدي الخشية من ان تستهدف العمليات قوى المقاومة والقوى الحليفة لإيران وتشير الى ان بعض الغارات ادت الى سقوط ضحايا في صفوف قوى عراقية قريبة من ايران وان قوى التحالف الدولي ادعت ان ذلك حصل بالخطأ.

كما تتخوف هذه المصادر من وجود خطة اميركية جديدة لترتيب الاوضاع في المنطقة وان يكون ذلك على حساب ايران وروسيا وحزب الله والنظام السوري، وان لا تؤدي الحرب للقضاء على تنظيم داعش بل الى نتائج عكسية.

كما أن اوساطا اسلامية قريبة من الاخوان المسلمين ومن قوى وحركات اسلامية وقومية عربية تعتبر ان ما يجري هو رسم خريطة جديدة للمنطقة واننا مقبلون على تطورات غير تقليدية مما يتطلب اعادة تقييم الاوضاع والتطورات في كل دول المنطقة واجراء مراجعة شاملة لكل ما يجري.

وقد كشفت مصادر قريبة من الاوساط الايرانية في بيروت ان زيارة الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني الجنرال علي شمخاني الى بيروت ودمشق قد تكون في إطار اعادة دراسة وتقييم التطورات الجارية في المنطقة بعد بدء الحرب الدولية على تنظيم داعش ووضع استراتيجيات جديدة للمواجهة.

والمعروف ان شمخاني لعب دورا مهما مؤخرا في ترتيب الوضع العراقي والوصول الى التسوية التي ادت الى اخراج نوري المالكي من رئاسة الحكومة وتعيين الدكتور حيدر العبادي بديلا عنه، وشمخاني من خوزستان وهو مقرب من الزعيم الايراني السيد علي خامنئي ومن الرئيس الدكتور حسن روحاني وتولى سابقا مهمة قيادة الحرس الثوري الايراني ووزارة الدفاع.

اذن نحن امام تطورات خطيرة في المنطقة وكل القوى الفاعلة تدرك حجم هذه المخاطر وتعبر عن مخاوفها مما يجري ومما قد تصل اليه التطورات، لكن الاهم من كل ذلك ان تبدأ هذه القوى بمراجعة شاملة لأدائها والسعي لترتيب تسويات عربية واسلامية لكل الملفات العالقة، ورغم ان الاوضاع قد وصلت الى مرحلة خطيرة ولم يعد بالإمكان العودة الى الوراء فان الفرصة لم تنته ولا يزال هناك مجال لاستدراك المخاطر القادمة، والا فسنكون امام وقائع جديدة تحددها اميركا وحلفاؤها ونكون نحن مجرد احجار شطرنج في اللعبة الاقليمية والدولية الجديدة.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تشرين الأول/2014 - 14/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م