البيئة النظيفة.. ضمان لصحة الارض

 

شبكة النبأ: الاهتمام بالمناطق الخضراء وبمختلف انواعها اصبح اليوم وبحسب بعض المراقبين امرا بالغ الاهمية، خصوصا بعد الاضرار الكبيرة التي تعرضت لها في الفترات السابقة، والتي اسهمت بحدوث بعض المتغيرات والمشاكل البيئية الخطيرة التي باتت تهدد الحياة على سطح الأرض بشكل عام، وبحسب بعض الخبراء فأن العديد من المساحات الخضراء وخصوصا مناطق الغابات تتعرض اليوم إلى عمليات إبادة وقطع جائر ولأسباب متعددة وهو ما تسبب بحدوث ضرر البيئي خطير افقد الارض توازنها الطبيعي.

والغابات وكما تشير بعض المصادر هي "رئة الأرض الحقيقية" التي تتنفس بها وهي أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة التي تقوم بدورها الحيوي على أكمل وجه في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأوكسجين النقي. وفلترة الهواء و ترسيب الغبار والأجزاء المعلقة الضارة و هي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنوع الحيوي الغني وهي مكان للتنزه ومصدر لمواد الإنشاء والبناء, ولكن للأسف فقد قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال إهمالها أو حرقها أو إزالتها لأغراض البناء أو الزراعة وغيرها من الأسباب.‏

وتعتبر الغابات ذات أهمية كبيرة من الناحية البيئية, والتي تتمثل في تأثيرها المفيد على المناخ، فوجود الغابات في منطقة يجعلها أكثر اعتدالا في درجة الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات, كذلك تحتوي الغابات على معظم الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر مركزا هاما للتنوع الحيوي وموطنا لكثير من الحيوانات والطيور، كذلك تعمل على امتصاص كميات كبيرة من الغازات والملوثات الهوائية المختلفة والضارة من الجو.‏

وتقدر مساحة الغابات في العالم، وبحسب إحصائيات "منظمة الأغذية والزراعة" (فاو) بحوالي 3454 مليون هكتار وتشغل حوالي 6.26% من مساحة اليابسة, وتتوزع هذه المساحة بين البلدان المتقدمة، التي تمتلك ما مساحته 1493 مليون هكتار والبلدان النامية والتي تمتلك حوالي 1961 مليون هكتار، وبذلك توجد النسبة الأكثر من الغابات في البلدان النامية 77.56%، أما الدول المتقدمة فنسبتها 23.43% .‏

ولقد أوضحت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع واحد من الغابة يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأوكسجين، ويمكن لنا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي 3650 طنا من غاز الأوكسجين في السنة الواحدة.‏ وبالإضافة إلى ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وحيويا، وهذا البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئيا ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا وشتاء لاستنشاق الهواء النقي و البارد العليل.‏

من جانب اخر فقد قدر باحثون أميركيون أن فائدة الأشجار في المدن الكبرى لا تقتصر على توفير الظل للحماية من الشمس، بل إنها تسهم في إنقاذ شخص واحد على الأقل من الموت سنوياً. وأفاد موقع هيلث دي نيوز الأميركي بأن دراسة أعدها باحثون من مصلحة جهاز الغابات الأميركي قدرت انه في المدن الأميركية الـ10 الكبرى تحول الغابات المدنية دون وفاة شخص واحد على الأقل سنوياً، من خلال المساهمة في تنقية الهواء من الجزيئات السامة الناجمة عن احتراق الوقود والمواد التي تنتجها المعامل.

الى جانب ذلك قال علماء إن ثلث اشجار الصنوبر أكبر الكائنات الحية حجما وأطولها عمرا على كوكب الارض تواجه خطر الانقراض لأسباب أهمها قطع الاشجار والامراض. والدراسة التي اجريت على اكثر من 600 نوع من اشجار ونباتات الصنوبر ومن بينها الارز والسرو والتنوب هي تحديث "لقائمة حمراء" تتضمن 21 ألفا من 70 ألف نوع تقريبا من الحيوانات والنباتات اعتبرت انها معرضة للتهديد بعد تقييمها على مدار الاعوام القليلة الماضية.

إن 34 بالمئة من الصنوبريات تواجه خطر الانقراض بزيادة 4 بالمئة مقارنة مع التقييم السابق الذي اجري في 1998. والصنوبريات هي اكبر واطول الكائنات الحية عمرا على كوكب الارض. وبوسع شجرة الصنوبر من فصيلة بريستلكون العيش 5 آلاف سنة بينما يمكن لشجرة الخشب الاحمر الساحلي ان تنمو ليصل ارتفاعها إلي 110 أمتار (360 قدما).

الغابات والثروة السمكية

 وفيما يخص بعض الدراسات والجهود العالمية الخاصة بحماية المناطق الخضراء، فقد قالت دراسة علمية إن إزالة الغابات تؤدي إلى تقليل كميات أوراق الشجر التي تسقط في مياه الأنهار والبحيرات على نحو يفضي إلى تراجع كميات الغذاء المتوفرة للأسماك. وخلص الباحثون إلى أن كمية الطعام المتوفرة أثرت على حجم الأسماك الصغيرة في الأنهار والبحيرات، وكذلك على حجم الأسماك التي استطاعت البقاء وصولا إلى مرحلة البلوغ.

وقال فريق البحث الذي أجرى الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر كوميونيكيشن" البريطانية إن النتائج أوضحت وجود صلة بين حماية البرك التي تكونها مياه الأمطار وعدد الأسماك السليمة في المياه العذبة. وقال أندرو تاننتساب، من قسم علوم النبات بجامعة كامبريدج والمشرف على الدراسة : "خلصنا إلى أن نحو 70 في المئة من المادة الحيوية للأسماك تتشكل من الكربون الناتج من الأشجار والأوراق بدلا من مصادر السلسلة الغذائية الموجودة بالمياه".

وأضاف "تتميز العوالق التي تتغذى على كربون الطحالب بأنها ذات قيمة غذائية أعلى. كما يعد الكربون العضوي الذي يأتي من الأشجار وينجرف إلى البحيرات مصدرا غذائيا مهما بالنسبة للأسماك في المياه العذبة، ويعزز نظامها الغذائي لضمان نموها من حيث العدد والقوة". وتابع تاننتساب: "كلما توافرت لديك غابات متحللة، توافر الكثير من البكتيريا، وهو ما يعني وجود المزيد من العوالق الحيوانية". وأشار إلى أن الدراسة خلصت أيضا إلى أن "المناطق الغنية بالعوالق الحيوانية تعد أكثر الأماكن الغنية بالأسماك من حيث الحجم والامتلاء".

وجمع فريق العلماء من كندا والمملكة المتحدة بيانات من ثمانية مواقع ذات مستويات متفاوتة من حيث غطاء الأشجار حول ديزي ليك، في كندا، والتي تشكل جزءا من النظام البيئي في المنطقة الشمالية. وركّزت الدراسة على الأسماك التي ولدت في غضون الأشهر الـ 12 الماضية، وكذلك أسماك الفرخ الصفراء، والموجودة على نطاق واسع، لأنها من الأنواع المهمة ذات القيمة التجارية في أنحاء أمريكا الشمالية.

وكشفت بيانات الفريق البحثي عن أن الأماكن الغنية بغطاء الأشجار تتميز بأسماك كبيرة الحجم مقارنة بالمناطق التي تفتقر إلى غطاء الأشجار أو المنعدمة منه. وأضاف الباحثون: "نتائجنا كان لها أيضا أثر تجاوز الأسماك الصغيرة التي لم يتخط عمرها العام، لأن نمو محصول الأسماك البالغة وديناميكية عدد الأسماك المترتبة على ذلك تعتمد على أسماك الفرخ والأنواع السمكية الأخرى". بحسب بي بي سي.

وأضاف أن تلك النتائج من الممكن أن يكون لها انعكاسات على الأمن الغذائي للإنسان. وتابع :"تشير التقديرات إلى أن أسماك المياه العذبة تشكل أكثر من 6 في المئة من إمدادات البروتين الحيواني السنوي في العالم بالنسبة للبشر، والمصدر الرئيسي بل والوحيد للبروتين الحيواني للأسر ذات الدخل المنخفض في بنغلاديش وإندونيسيا والفلبين." وقال إنه "على الرغم من أننا درسنا فقط المناطق الشمالية، فإنه من المرجح أن تطبق نتائج الدارسة على الصعيد العالمي." وأضاف :"فقدان الغابات يلحق أضرارا بالسلاسل الغذائية المائية".

غابات الأمازون

الى جانب ذلك أكدت دراسة تولّتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) واستغرقت سبع سنوات، أن الغابات الطبيعية في حوض نهر الأمازون تزيل من الغلاف الجوي للأرض كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تبث فيه؛ وبالتالي فإنها تقلّص درجات الاحتباس الحراري للكرة الأرضية. وهذا الاستنتاج ينهي جدلا مزمنًا حول مكوّن رئيسي من مكوّنات التوازن الكربوني الإجمالي لحوض نهر الأمازون.

جدير بالتنويه أن هذا التوازن الكربوني هو مسألة حياة أو موت: فالأشجار الحيّة تمتصّ ثاني أكسيد الكربون من الهواء خلال نموها في حين أن الأشجار الميتة تبث غازات الاحتباس الحراري إلى الهواء فيما تتحلل وتنقرض. وجاء في بيان صحفي لوكالة ناسا نشرته في مجلة معلومات الطبيعة ، أن هذه الدراسة الجديدة هي أول دراسة تقيس وفيات الأشجار الناجمة عن عوامل الطبيعة في شتى أرجاء غابات الأمازون، بما فيها الأصقاع النائية حيث لم تُجمع حتى الآن إحصاءات ميدانية.

وقد استنبط فرناندو إسبيريتو-سانتو، المسؤول في مختبر الدفع النفّاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا، أساليب تقنية جديدة لتحليل المعلومات الواردة من الأقمار الصناعية ومعلومات أخرى. وتبين له أنه في كل سنة تبثّ الأشجار الميتة فيحوض نهر الأمازون ما يقدّر بـ 1.7 بليون طن متري من الكربون إلى الجو. ولكي يقارنوا ذلك مع كمية الكربون التي يمتصّها حوض الأمازون، عمد الباحثون إلى استخدام إحصاءات نمو الغابات وشتى نماذج السيناريوهات التي دلّلت على جوانب الالتباس في الموضوع.

وتبيّن لهم في كل سيناريو أن ما تمتصه الأشجار الحية من الكربون يفوق بشكل مؤكّد انبعاث الغازات من الأشجار الميتة، مما يدل على أن الأثر المهيمن في الغابات الطبيعية لحوض الأمازون هو عملية الامتصاص. وحتى هذه اللحظة، تمكن العلماء من تقدير التوازن الكربوني من مشاهدات محدودة فقط في مناطق صغيرة من الغابات تسمى "الضمّ والفرز".

وفي هذه المساحات، تمتص الغابات من الكربون أكثر مما تبثه؛ غير أن الدوائر العلمية ما فتئت تجادل بحرارة حول مدى دقة تمثيل هذه المناطق المحدودة لمجمل العمليات الطبيعية في منطقة شاسعة كحوض نهر الأمازون. بدأ هذا الجدل في تسعينات القرن المنصرم مع اكتشاف أن مناطق واسعة من الغابات قد تندثر بفعل الأعاصير العاتية.

وقال فرناندو إسبيريتو-سانتو إن الفكرة من وراء هذه الدراسة جاءت من ورشة عمل حضرها علما توافدوا من عدة دول لتحديد الأدوات المستخدمة في أقمار ناسا الصناعية والتي قد تساعدهم على التوصل إلى فهم أفضل للدورة الكربونية في حوض الأمازون. ومنذ ذلك الحين عمل إسبيريتو-سانتو مع 21 زميلا من خمس دول لقياس آثار الكربون على موت الأشجار من جميع المسببات الطبيعية- ابتداءً من الأعاصير العاتية عبر مساحات شاسعة وانتهاءً بموت بضع شجيرات بسبب الشيخوخة.

واستخدم المسؤول في مختبر الدفع النفّاث بوكالة الفضاء الأميركية معلومات مستقاة من الرصد الجوي وصور الأقمار الصناعية وقياسات لقطع من الأرض فرزت قبل عشر سنوات وجمعتها جامعة ليدز بإنجلترا بقيادة إيمانويل غلور وأوليفر فيليبس. وفي تقديره أنه أمضى قرابة عام ونصف العام في عمل ميداني في الأمازون. وبهذا الخصوص، قال مايكل كلر، وهو عالم أبحاث في مصلحة الغابات الأميركية وأحد المشاركين في الدراسة: "لقد كانت دراسة عويصة وجريئة للغاية، ولولا تفاني إسبيريتو-سانتو لما ظهرت هذه الدراسة إلى حيّز الوجود".

ومن الجدير بالتنويه أيضًا أن إسبيريتو-سانتو وزملاءه ربطوا بين المعلومات المستقاة من الرصد الجوي والأقمار الصناعية وبين المشاهدات الميدانية على الأرض، لكي يستنبطوا أساليب مستجدّة لتحديد الأشجار الميتة بأنواع مختلفة في المناطق النائية. فعلى سبيل المثال، الأشجار الساقطة تحدث فجوة في قمم أشجار الغابات يمكن قياسها من الجو من على متن طائرات الأبحاث، كما أن الحطب الميت يتغير لونه في صور الأقمار الصناعية. ثم عزز الباحثون أساليبهم التقنية بحيث يتسنى تطبيقها على معلومات الرصد الجوي والأقمار الصناعية بالنسبة لمساحات من حوض الأمازون حيث لا تتوفر معلومات ميدانية موازية.

وقال ساسان ساتشي، الباحث في مختبر الدفع النفّاث ومشارك أيضًا في الدراسة: " لقد وجدنا أن الاضطرابات الطبيعية الكبرى- من النوع الذي لا يظهر على مساحات صغيرة من الأرض- ليس لها سوى تأثير خفيف على الدورة الكربونية في شتى أرجاء الأمازون". ذلك أن نحو 2 بالمئة فقط من مجمل غابات الأمازون تموت كل عام لأسباب طبيعية.

وتبيّن للبحاثة أيضًا أن قرابة 0.1 بالمئة من هذه الوفيات سببها الأعاصير العاتية. ويلاحظ أن هذه الدراسة تركّز على الظواهر الطبيعية لحوض نهر الأمازون، وليس على النتائج والعواقب الناجمة عن أوجه النشاط البشري مثل التحطيب (قطع الأشجار) وإزالة الغابات، وهي أنشطة تتفاوت تفاوتًا واسعًا وسريعًا وفقًا للظروف السياسية والاجتماعية المتغيرة.

أما المؤسسات الأخرى المشاركة في الدراسة فهي جامعة نيو هامشير بمدينة دورام، وجامعات ليدز ونوتنغهام وأوكسفورد بإنجلترا، وجامعة جيمس كوك بمدينة كيرنز في أستراليا، والمعهد الدولي لدراسة الغابات الاستوائية التابع لمصلحة الغابات الأميركية في جزيرة بورتو ريكو، ومركز إمبرابا لرصد الأقمار الصناعية في مدينة كامبيناس بالبرازيل، والمعهد القومي للأبحاث في حوض الأمازون بمدينة ماناوس بالبرازيل، ومركز إمبرابا لدراسة شرق حوض الأمازون في سانتاريم بالبرازيل، والمعهد القومي لأبحاث الفضاء في مدينة ساو خوسيه دوس كامبوس بالبرازيل، وحديقة ميزوري للنباتات ببلدة أوكسابامبا في بيرو، ومعهد كارنيغي للعلوم في مدينة ستانفورد بولاية كاليفورنيا.

الحفاظ على الغابات

في السياق ذاته خلص تقرير مولته النرويج أكبر مانح للحفاظ على الغابات إلى ان البرازيل أحرزت تقدما جيدا في الحفاظ على غابات الأمازون المطيرة لكن خطط اندونيسيا بشأن غاباتها قد تواجه انتكاسات في ظل حكومة جديدة. ودفعت النرويج -الغنية بفضل حقولها البحرية للنفط والغاز- 10.3 مليار كرونة (1.7 مليار دولار) للحد من تآكل الغابات الاستوائية في الفترة من 2008 إلى 2013 بحسب التقرير الذي اصدرته الوكالة النرويجية للتنمية الدولية (نوراد) التي تمولها الدولة.

وقال التقرير عن التقدم في حماية الأمازون أكبر غابة استوائية "معدل تآكل الغابات وانبعاثات الغازات الضارة تراجع بشكل كبير." واضاف التقرير أن المشروعات التي تمولها النرويج في البرازيل "تمهد الطريق لتخفيضات في المستقبل." وقال إن النرويج قدمت 4.6 مليار كرونة (720 مليون دولار) للبرازيل للمساعدة في دعم البرامج المحلية.

وتعهدت النرويج في 2008 بتقديم ما يصل إلى مليار دولار للبرازيل للحد من تآكل الغابات وفقا لاداء البرازيل في هذا المجال. كما تعهدت النرويج وفق اتفاق مماثل في 2010 بتقديم ما يصل إلى مليار دولار إلى اندونيسيا التي توجد بها ثالث أكبر غابات مطيرة بعد الأمازون وحوض نهر الكونجو وأزالت مساحات كبيرة لافساح المجال أمام مزارع زيت النخيل.

وقالت (نوراد) إن اندونيسيا حققت "تقدما جيدا" في التخطيط لحماية الغابات إلا ان "التغيير الحكومي المرتقب وضعف الأسس القانونية" لحماية الغابات "يشكلان خطرا جديا يهدد بتبديد الانجازات التي تحققت." وقال إيدا هيلمارك منسق التقرير في (نوراد) مشيرا إلى مخاطر التمادي في التحول إلى زراعات زيت النخيل "قد تكون هناك أولويات جديدة." وقالت (نوراد) انه حتى الآن لم تحصل اندونيسيا سوى على 2 بالمئة فقط من اجمالي مدفوعات النرويج.

على صعيد متصل إلتزم ثلاثة من كبار منتجي زيت النخيل بالتعاون لوضع حد لظاهرة قطع الغابات، على هامش القمة المناخية التي تنظمها الأمم المتحدة في نيويورك. وتعهدت شركات "ويلمار" و"غولدن أغري-ريسورسس" و"كارغيل" أيضا بتشجيع إندونيسيا على اتخاذ خطوات في هذا الخصوص. وقال ديف ماكلينان المدير العام التنفيذي لشركة "كارغيل" خلال مؤتمر صحافي إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مجموعته ستتخذ تدابير أكثر جذرية مع تفادي قطع الغابات لجميع منتجاتها وليس فحسب لزيت النخيل. وصرح "لا يمكن حصر هذا النوع من الالتزامات ببعض المواد الأولية أو سلاسل الإمدادات".

وبحسب البيان الذي عممته الأمم المتحدة، قبلت عدة مجموعات غذائية، من بينها "دانكن دوناتس" و"كريسبي كريم"، عدم استخدام زيت النخيل الناتج عن قطع غابات. ويعتبر إنتاج زيت النخيل من الأسباب الرئيسية لظاهرة قطع الغابات وحرق المخلفات الحرجية في جنوب شرق آسيا. بحسب فرانس برس.

 حيث باتت إندونيسيا بسببها ثالث مصدر عالمي لإنبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة (بعد الصين والولايات المتحدة). وإندونيسيا هي أول منتج عالمي لزيت النخيل المستخدم في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والذي يزداد الطلب عليه. كذلك يتم شراء أراض شاسعة في البلدان النامية لتخصص لإنتاج زيت النخيل، على حساب الزراعات التقليدية والمزارعين المحليين.

غابات تسمانيا

من جهة اخرى رفضت الأمم المتحدة بالاجماع اقتراحا استراليا برفع غابات تسمانيا المطيرة من قائمة التراث العالمي مما يسمح باستئناف قطع الاخشاب في منطقة تقدر مساحتها بنحو 183 ألف فدان. وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ان غابات تسمانيا التي أضيفت لقائمة التراث العالمي عام 1982 "تشكل واحدة من الرقع الباقية في العالم للغابات المطيرة المعتدلة" والتي تبلغ مساحتها نحو 2.47 مليون فدان اي خمس مساحة الجزيرة.

وذكرت وسائل الاعلام الاسترالية انه خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة كانت ألمانيا وكولومبيا والبرتغال من الدول الاعضاء في لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي عارضت الاقتراح الاسترالي بنزع الحماية عن بعض المناطق. ونقلت فيرفاكس ميديا عن الوفد البرتغالي قوله "التبريرات (الاسترالية) المقدمة هي على أقل تقدير ضعيفة. "القبول اليوم برفعها من القائمة سيرسي سابقة غير مقبولة يستحيل انكارها في ظروف مماثلة مستقبلا." وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت للصحفيين في كانبيرا ان حكومته تشعر بخيبة أمل من قرار الامم المتحدة وتدرسه قبل اتخاذ خطوتها التالية.

المبيدات الزراعية

الى جانب ذلك اظهر تقييم علمي دولي حديث ان مبيدات زراعية من بين الاكثر استخداما في العالم لها اثار سلبية على التنوع البيولوجي تطال ليس فقط النحل بل ايضا الفراشات والديدان والطيور والاسماك. وبعد تقييم خلاصات حوالى 800 دراسة نشرت نتائجها في العقدين الاخيرين، شدد معدو هذا التقييم على ضرورة "التشدد بشكل اكبر في التشريعات بشأن المبيدات التي تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي للحشرات وبالفيبرونيل"، وهما مادتان كيميائيتان تطرقت الدراسة اليهما، كما بـ"البدء بالتخطيط للاستغناء عمهما تدريجا على المستوى العالمي، او اقله وضع خطط ترمي الى تقليص استخدامها في العالم بدرجة كبيرة".

وقال جان مارك بونماتان احد المشرفين الرئيسيين على هذا التحليل الذي اجري خلال السنوات الاربع الاخيرة ان "الادلة واضحة جدا. اننا نواجه تهديدا يؤثر على الانتاجية في محيطنا الطبيعي والزراعي". واجري التقييم من جانب لجنة تضم 29 باحثا دوليا في اطار مجموعة عمل متخصصة بشأن المبيدات الزراعية. بحسب فرانس برس.

وتقدم هذه المجموعة استشارات خصوصا للاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، وهي هيئة تقيم وضع التنوع الحيوي في العالم عن طريق "قائمتها الحمراء" للاجناس المهددة. ومن المقرر نشر خلاصات هذا التقييم ضمن ثمانية مقالات ستنشر في مجلة "انفايرومنتال ساينس اند بوليوشن ريسرتش"، على ما اوضحت مجموعة العمل.

جنة مخفية

على صعيد متصل قطع مانفريد فولغا مسافة عشرة الاف كيلومتر ليصل الى منطقة بانتانال البرازيلية، ولم يذهب تعبه سدى، ففي بحر ثلاثة ايام، صادف تماسيح استوائية، وببغاوات زرقاء، وفهدا ضاريا. ويقول هذا المهندس الالماني البالغ 53 عاما "بعد هذه التجربة شعرت بشيء مميز.. كنت اسمع دائما عن الشعور الذي ينتاب المرء حين يصادف فهدا". ومنطقة بانتانال هي اكبر المناطق الرطبة في العالم، وقد فتحت امام حركة السياحة اول الامر لكونها جنة لصيادي الاسماك ، وخصوصا على ضفاف نهر باراغواي، في منطقة كاسيريس في ولاية موتو غروسو.

وتستضيف المدينة في شهر حزيران/يونيو من كل سنة مهرجانا دوليا للصيد الرياضي يجذب 250 الف شخص، في اكبر مسابقة صيد نهري في العالم، بحسب موسوعة غينيس للارقام القياسية. لكن الاجراءات الجديدة المتبعة في مجال الحفاظ على البيئة جعلت السياحة تنحو منحى آخر، فقد اصبحت هذه المنطقة المحمية مركزا لمراقبة الحيوانات البرية جاذبة عشاق الطبيعة من مختلف نواحي العالم.

ويقول خورخي امادي المسؤول عن البيئة في السلطات المحلية في كاسيريس "في نهاية التسعينات من القرن الماضي، كان الصيادون يقصدون المنطقة ويعودون منها باطنان من السمك، اما اليوم فقد بتنا نحظر صيد اكثر من سمكة واحدة لكل صياد". ويشهد فندق "ال اوتيل باهيازينيا" الواقع على مسافة مئة كيلومتر من كاسيريس، على هذا التغيير. فهذا الفندق المشيد قبل 17 عاما لاستضافة الصيادين بات مقصدا للسياح الاجانب المولعين بمراقبة الطبيعة والحياة البرية.

وللوصول الى هذا الفندق ينبغي ركوب الطائرة الى كويابا عاصمة ولاية ماتو غروسو على بعد 1300 كيلومتر غرب برازيليا، ثم ركوب السيارة لمسافة 230 كيلومتر الى كاسيريس، ومن بعدها الانطلاق في رحلة على متن قارب تمتد على ساعتين ونصف الساعة. ويقول مدير الفندق تياغو سيلفا "في الماضي كان لدينا نوعان من السياح، الصيادون ومحبو مراقبة الحيوانات، اليوم تغيرت الامور مع فرض قيود على على الصيد".

ليوناردو ماكادو دي اوليفيرا برازيلي في الثالثة والاربعين، يحب ان يمضي اجازة في الطبيعة يتخللها بعض الصيد مع مجموعة من 15 صديقا. قبل 17 عاما كانوا يقصدون بانتانال للصيد، مقيمين على متن فندق عائم يجوب النهر على مدى ست ليال. ويقول وهو يباهي بسمكة من عشرة كيلوغرامات استخرجها من مياه النهر "الآن لم يعد صحيحا وصفنا باننا سياح صيد، فالكمية المتاحة لنا حاليا ضئيلة جدا.. في الحقيقة انه صيد رياضي اكثر من كونه صيدا عاديا.. لكن ذلك يمنحنا حماسا اكبر". بحسب فرانس برس.

وباتت بانتانال محمية طبيعية حقيقية، يعيش فيها اكثر من ثلاثة الاف نوع من النبات والحيوانات، من الببغاء الملون، والبط البري، الى الافاعي والاسماك المفترسة، الى الفهد، احد اكثر الحيوانات ضراوة في العالم. وتقول ميريس كونكيل وهي دليل سياحي في المنطقة "تزايد عدد الحيوانات في البانتانال حاليا بفضل منع الصيد". وتضيف "اعمل مع اوروبيين يأتون لمشاهدة هذه الحيوانات، والاهتمام الاكبر ينصب على الفهد والافاعي الضخمة والاسماك المفترسة". وتبلغ مساحة هذه المنطقة 210 الاف كيلومتر مربع، معظمها في البرازيل، وتمتد ايضا الى بوليفيا والبرتغال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/آيلول/2014 - 4/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م