أمريكا في العراق...  استراتجية عودة أم مكافحة الارهاب؟

 

شبكة النبأ: مع خطة أوباما الجديدة بتوسيع الضربات الامريكية نحو اهداف داخل سوريا، أشار محللون ان التردد الذي أحاط بقرار أوباما في السنوات الماضية قد تغير نحو المشاركة بصورة أكثر فاعلية في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي تنامت وتيرته بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط بعد احداث الربيع العرابي، والتي مهدت الأرضية (بعد حالة الفوضى التي صاحبت انهيار النظم الاستبدادية، سيما وان تلك النظم لم تقم ببناء دول وانما ببناء سلطة فردية، سرعان ما سقطت بسقوط الأشخاص) لتنامي اعداد الحركات والجماعات الإسلامية المتطرفة، وسيطرتها على العديد من المناطق المهمة (في سوريا والعراق وليبيا...الخ)، بعد ان زادت مصادر تمويلها (داخليا وخارجيا)، وتسليحها واعداد المقاتلين المنطوين تحت تصرفها.

وقت سعت الولايات المتحدة الامريكية، مؤخرا، لتغيير استراتيجيتها العامة لمكافحة تنامي خطر التهديدات الارهابية التي قد تطال اهداف مهمة داخل الولايات المتحدة او مصالحها الحيوية حول العالم، وفي سبيل منع هذه الاحتمالات، سعت الولايات المتحدة الى تشكيل تحالف دولي قد يصل عدد الدول المشاركة فيه الى اكثر من أربعين دولة، بالتعاون مع حلفائها الاوربيين، إضافة الى حلفائها التقليدين في العالم العربي، ويتم من خلال هذا التحالف تقديم الدعم العسكري والأمني والاستشاري المطلوب للعراق، للقضاء على مصدر الخطر الأول الذي يهدد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي (تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية/ داعش).

ولا يقتصر تقييم الاخطار الإرهابية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية على تنظيم الدولة الإسلامية او القاعدة فحسب، بل يتسع الى جميع الحركات التي تهدد امن ومصالح الولايات المتحدة، وتقوم الأجهزة الأمنية الامريكية، بصورة متواصلة، بتحديث قوائم الإرهاب العالمي، كما تقوم باستخدام الطائرات المسيرة من دون طيار، لاستهداف الجماعات الإرهابية وقياداتها في اليمن وليبيا والصومال وأفغانستان وباكستان وغيرها من دول العالم، فيما تقوم قوات نخبة أمريكية بتنفيذ هجمات سرية على اهداف عالية الخطورة، يتم الإعلان عن بعضها، فيما تبقى الأخرى طي الكتمان.     

خطة أوباما لمكافحة الارهاب

في سياق متصل قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيجيز للمرة الأولى شن ضربات جوية في سوريا وشن المزيد من الهجمات في العراق في تصعيد واسع لحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويمثل قرار أوباما شن هجمات داخل سوريا تحولا في موقفه بعد أن تراجع قبل عام عن شن ضربات جوية لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه، وقال أوباما في كلمته التي استمرت 13 دقيقة إنه سيلاحق متشددي الدولة الإسلامية "أينما كانوا" في حملة لاضعاف الجماعة التي استولت على قطاعات واسعة من العراق وسوريا وتدميرها في نهاية الأمر.

وأضاف أوباما متحدثا عشية الذكرى 13 لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 "هذا يعني انني لن اتردد في اتخاذ اجراء ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وأيضا في العراق، هذا مبدأ أساسي لرئاستي: اذا هددت أمريكا فلن تجد ملاذا آمنا"، وطلب أوباما من الكونجرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة "المعتدلين"، وسيتم التدريب في المملكة العربية السعودية، وليس واضحا ما اذا كان ارسال المزيد من الأسلحة الأمريكية والتدريب يمكن أن يغير ميزان المعركة لصالح المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة التي يتفوق عليها تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى وقوات الأسد.

ويعتزم أوباما توسيع قائمة الأهداف داخل العراق لتتجاوز عدة مناطق معزولة، وشن الجيش الأمريكي اكثر من 150 ضربة جوية في العراق خلال الشهر الاخير للمساعدة في وقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وقال البيت الأبيض إن قائمة الأهداف الجديدة ستشمل "قيادة (الدولة الإسلامية) وقدراتها اللوجستية والعملية" بالإضافة إلى محاولة "حرمان (التنظيم) من الملاذ والموارد لتخطيط وإعداد وتنفيذ الهجمات"، وقال المسؤولون الأمريكيون إن تدمير تنظيم الدولة الإسلامية سيستغرق سنوات وأبلغ أوباما الأمريكيين قائلا "سيستغرق الأمر وقتا لاستئصال سرطان مثل تنظيم الدولة الإسلامية". بحسب رويترز.

وسيرسل أوباما 475 مستشارا أمريكيا اضافيا لمساعدة القوات العراقية ليصل العدد هناك إلى 1600، وأكد أوباما الذي قرر تجنب تكرار حرب العراق أن هؤلاء الافراد لن يشاركوا في القتال، وعرض أوباما خطته الطارئة للتعامل مع الجماعة بعد الانتقادات التي وجهت اليه لقوله "ليس لدينا استراتيجية بعد" للتعامل مع الجماعة المتشددة في سوريا، وترى الولايات المتحدة أن خطر تنظيم الدولة الاسلامية يتمثل في عودة المقاتلين الاجانب الذين أعلنوا البيعة للتنظيم إلى بلادهم وشن هجمات على أهداف مدنية بما في ذلك داخل الولايات المتحدة، وذبح مقاتلو الدولة الإسلامية رهينتين أمريكيين خلال الشهر الاخير مما أصاب الأمريكيين بصدمة وطالبوا أوباما بالثأر.

وقال أوباما "مخابراتنا تعتقد أن آلاف الأجانب وبينهم أوروبيون وبعض الأمريكيين انضموا إليهم في سوريا والعراق، تدربوا وقويت شوكتهم، هؤلاء المقاتلون قد يحاولون العودة إلى أوطانهم وتنفيذ هجمات مميتة"، ورحب المشرعون الجمهوريون بما وصفوه باعتراف متأخر بأن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا للولايات المتحدة، وفي تحرك مهم قد يساعد في حشد دول الخليج العربية وراء التحالف الذي ستقوده الولايات المتحدة قال مسؤولون أمريكيون بارزون إن المملكة العربية السعودية ستستضيف داخل أراضيها بعثة أمريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية، وتعتمد البعثة على موافقة الكونجرس الأمريكي على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية.

ولم يتم بعد تحديد المهام التي ستقوم بها كل دولة في التحالف، ويجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع حلفاء في دول الخليج العربية كما يستضيف أوباما مؤتمرا أمنيا للزعماء خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تحديد مهام التحالف، وقال أوباما "ستنفذ هذه الحملة لمكافحة الارهاب من خلال جهد راسخ لا هوادة فيه لمهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية أينما كان باستخدام قوتنا الجوية ودعمنا لقوات شركائنا على الأرض".

وقال مشرعون أمريكيون انهم على وشك اجراء "اقتراع على الحرب" بشأن حملة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتدمير تنظيم الدولة الاسلامية وانه على الرغم من التأييد الواسع للخطة إلا ان كثيرين يخشون الانزلاق الى مستنقع، ويريد البيت الابيض من الكونجرس الموافقة على 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة حتى تتصدى لمتشددي الدولة الإسلامية في لفتة تأييد للادارة الأمريكية وهي تحاول بناء تحالف دولي، وكان اعدام الدولة الاسلامية لاثنين من الصحفيين الامريكيين ذبحا دافعا لاصرار المشرعين على الحاجة الى تحرك عسكري أكبر وعبر زعماء الكونجرس الجمهوريون والديمقراطيون على السواء عن تأييدهم لخطة أوباما.

لكن بعض الجمهوريين على الاخص طالبوا الادارة بمزيد من المعلومات عن استراتيجيتها الاشمل لمحاربة الارهاب العالمي ويفضل كثيرون اجراء اقتراع واسع بدلا من التركيز على التمويل فقط، وقال هال روجرز رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب "يمكن ان يعتبر البعض هذا اقتراع حرب"، وأضاف ان لديه بعض التحفظات على تقديم السلاح الذي يمكن ان يقع في أيدي الأعداء، وقال روجرز وهو جمهوري "هناك الكثير من الاشياء غير المعلومة التي نتعامل معها هنا"، وتحدث روجرز مع الصحفيين قبل وقت قصير من ان يبلغ اوباما الامريكيين في الخطاب الذي ألقاه أنه أمر بتصعيد حملته ضد الدولة الاسلامية.

صنع المتفجرات

بدوره قال وزير الأمن الداخلي الامريكي إن الحكومة تنوي أن تقدم لتجار التجزئة بالولايات المتحدة قائمة بالمواد التي يمكن استخدامها في صنع المتفجرات وستطلب منهم الانتباه لأي سلوك مريب وذلك بهدف مكافحة الارهاب المحلي، وأضاف الوزير جيه جونسون عشية الذكرى الثالثة عشر لهجمات 11 سبتمبر أن ما تسمى بالهجمات المحلية مثل تفجير ماراثون بوسطن العام الماضي هي الأصعب على الرصد والاكثر قلقا بالنسبة له، وقال إن وزارته ستصدر نصيحة عامة لتجارة التجزئة تحدد فيها المواد وما يتعين عليهم ملاحظته في السلوك المريب لأي شخص يشتري كميات كبيرة من تلك المواد.

وكانت قنابل محلية الصنع وضعت في اواني للطهي بالبخار المضغوط عند خط النهاية لسباق بوسطن في 15 ابريل نيسان 2013 مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 176 اخرين في اسوأ هجوم على الأراضي الأمريكية منذ 11 سبتمبر ايلول 2001، وأبلغ جونسون مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك "لذا فنحن لا نستطيع أن نمنع بيع اواني الطهي بالبخار ويجب ألا نمنعها، يمكننا توعية شركات التجزئة للانتباه للسلوك المثير للريبة من قبل من يشترون هذا النوع من المواد"، وأشار جونسون إلى التواصل الاجتماعي كعنصر مهم اخر في مكافحة التطرف العنيف داخل الولايات المتحدة بما في ذلك مجتمعات المهاجرين حيث من الممكن اجتذاب شبابهم للانضمام إلى المقاتلين الإسلاميين في سوريا وأماكن اخرى. بحسب رويترز.

فيما مثل مواطن سوري متهم بشراء قطع الكترونية أمريكية الصنع وتجميعها لصنع قنابل استخدمت في هجمات على القوات الأمريكية في العراق أمام محكمة في ولاية أريزونا للمرة الأولى، ونفى التهم الجنائية المنسوبة اليه، وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إن أحمد إبراهيم الأحمد (36 عاما) اعتقل في تركيا عام 2011 بتهم تتعلق بالإرهاب بموجب مذكرة اعتقال للبوليس الدولي (الانتربول) واحتجز هناك إلى أن تسلمته الولايات المتحدة، واتهمت لائحة اتهام اتحادية صدرت في وقت سابق الأحمد بعدة جرائم بالتآمر بالإضافة إلى حيازة جهاز مدمر وتقديم الدعم المادي للإرهابيين، وتصل عقوبته القصوى في حالة ادانته الى السجن مدى الحياة.

وتضم اللائحة ست تهم ووردت في سبع صفحات، وتتهم اللائحة الأحمد بتصميم وتجميع اجزاء أجهزة تفجير لاسلكية ولوحات الدوائر الكهربائية التي استخدمت في قنابل زرعت على الطرق وتم التحكم فيها عن بعد لتنفيذ هجمات على القوات الأمريكية في العراق، وتقول لائحة الاتهام إن الأحمد أعد المنظومة اللاسلكية في منزل ببغداد بمكونات اشتراها خلال الفترة بين عامي 2005 و2010 من شركة في اريزونا ولهذا تم تسليمه إلى فينيكس عاصمة الولاية، وأشارت لائحة الاتهام إلى أن المواد المتفجرة التي جمعها الأحمد زود بها جماعة مسلحة عراقية تسمى كتائب ثورة العشرين، وأشارت اللائحة على وجه الخصوص إلى عبوتين ناسفتين مصنوعتين يدويا استخدمتا في تفجيرين في بغداد عام 2007 أسفرا عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وجرح أربعة آخرين.

وحددت المحكمة الثامن من سبتمبر أيلول المقبل موعدا للجلسة الاجرائية الثانية للأحمد على ان تبدأ محاكمته يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، ورفض مسؤولو وزارة العدل ومكتب الادعاء في فينيكس تقديم معلومات عن ماضي الأحمد أو كيف انتهى به المطاف في تركيا، واكتشف الجنود الأمريكيون استخدام قطع مصنعة في بلادهم في العبوات الناسفة المصنوعة يدويا في العراق وأفغانستان عام 2004، واتهم أشخاص آخرون في قضيتين مماثلتين على الأقل في حين اكتشفت الأدلة التي تدين شركة في أريزونا في وقت متأخر لم يسمح بتوجيه التهم لها، وفي عام 2008 اتهمت هيئة محلفين اتحادية في ميامي 16 فردا وشركة (معظمهم من الايرانيين المستقرين في دبي بالامارات العربية المتحدة) بتهريب قطع تستخدم في العبوات الناسفة اليدوية الصنع إلى إيران، ولم يعتقل منهم سوى شخص واحد ليس له أهمية تذكر، وفي عام 2011 وجهت اتهامات الى أربعة اشخاص في سنغافورة لتهريبهم مكونات مماثلة من شركة في مينيسوتا، وفي العام الماضي حكم على اثنين منهم بالسجن نحو ثلاث سنوات.

سحب الجنسية الامريكية

من جهته قال عضو بمجلس الشيوخ الامريكي ان الامريكيين الذين ينضمون إلى الدولة الاسلامية أو يساندونها أو يقاتلون في صفوفها يجب تجريدهم من الجنسية الامريكية وأضاف انه سيقدم تشريعا يحظر على أي شخص يفعل ذلك العودة الى البلاد، وقال السناتور تيد كروز الجمهري عن ولاية تكساس وهو زعيم محافظ ينظر اليه على انه متسابق محتمل في انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2016 انه سيقدم "قانون الارهابي المغترب" في اليوم الاول لعودة الكونجرس الى الانعقاد بعد عطلة أغسطس التي استمرت خمسة اسابيع.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن خطط لتجريد الذين يشتبه في انهم متشددون اسلاميون من جوازات سفرهم مؤقتا لمواجهة الخطر الذي يفرضه البريطانيون المتطرفون العائدون من سوريا والعراق، ورغم ان مصير اقتراح كروز غير مؤكد في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي فان التقدم الذي أحرزته الدولة الاسلامية والتقارير عن الاعمال الوحشية التي تضمنت تسجيلا مصورا لذبح صحفيين أمريكيين زادت من الضغوط على الكونجرس لدعم الجهود لمحاربة هذه الجماعة السنية المتشددة.

وأيد السناتور راند بول من كنتاكي (وينظر اليه أيضا على انه أحد المتسابقين لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2016) الغاء جوازات سفر المقاتلين في عمود نشر في مجلة تايم، ويعتقد أن نحو 100 أمريكي يقاتلون مع الجماعة السنية المتشددة بالإضافة الى نحو 500 بريطاني وكثيرين من دول اخرى من اوروبا والشرق الاوسط. بحسب رويترز.

وقال مسؤول أمني أمريكي إن رجلا أمريكيا يشتبه في انه كان يقاتل مع متشددي الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا قتل في المنطقة، وقال المسؤول (الذي طلب عدم نشر اسمه) إن مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.اي) يحقق في مقتل دوجلاس مكاوثر مكين (33 عاما)، ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تأكيد التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مقتل مكين في سوريا لكنها قالت إن الوزارة على اتصال بعائلته وتقدم "المساعدة القنصلية اللازمة"، وقال أفراد من العائلة لصحيفة مينيابوليس ستار تربيون إن مسؤولا من وزارة الخارجية اتصل بأم مكين وابلغها بمقتل ابنها في سوريا، وذكرت الصحيفة أن العائلة كانت لديها مخاوف مما يبديه مكين من تعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات كبيرة من العراق وسوريا وأثار قلق حكومة بغداد وحلفائها في الغرب، وذكرت ستار تربيون ومحطة إن.بي.سي نيوز التلفزيونية أن مكين تخرج في مدرسة ثانوية في مينيابوليس عام 1999 قبل أن ينتقل إلى سان دييجو حيث أكمل تعليمه هناك.

لا تهديد محدد

من جهة اخرى قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تعلم بأي تهديد محدد على الأراضي الأمريكية من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بعد أن رفعت بريطانيا مستوى الخطر الإرهابي الذي يمكن أن تواجهه، لكن جيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأمريكي أضاف في بيان أن مقاتلي الدولة الإسلامية ومؤيديهم "أظهروا عزما وقدرة على استهداف مواطنين أمريكيين في الخارج"، وأشار إلى أن وزارته اتخذت خطوات خلال الصيف لتعزيز الأمن في المطارات بالخارج فيما يتعلق بالرحلات المباشرة للولايات المتحدة.

وقال جونسون إنه تحدث إلى وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي بشأن قرار بلادها رفع درجة التأهب للهجمات الإرهابية إلى ثاني أعلى درجة، وهذه المرة الأولى منذ منتصف 2011 التي ترفع فيها بريطانيا درجة الخطر إلى هذا المستوى، وقالت ماي "رفع مستوى الخطر مرتبط بالتطورات في سوريا والعراق حيث تخطط جماعات إرهابية لهجمات على الغرب، ومن المرجح أن يشترك في بعض هذه الخطط مقاتلون أجانب سافروا إلى هناك من المملكة المتحدة ومن أوروبا للانضمام لتلك الصراعات"، لكن السلطات البريطانية ذكرت أيضا أنه لم يرق إلى علمها أن هناك أي مخطط "وشيك" لمهاجمة أهداف بريطانية.

ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إنه نظرا لتراخي القيود على الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي فإن من الصعب تتبع مسألة سفر أفراد يمكن أن يصبحوا مقاتلين إلى سوريا والعراق، ولا يتم التعرف عادة على المتشددين المشتبه بهم إلا بعد عودتهم لأرض الوطن، وتشعر السلطات الأمريكية بالقلق بوجه خاص من الأجانب الذين قاتلوا في سوريا والعراق ويحملون جوازات سفر من بريطانيا أو دولة أوروبية أخرى تتيح لهم دخول الولايات المتحدة بتأشيرات تمنح في المطار وبفحص أمني محدود جدا، ويعتقد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن ما يصل إلى 100 أمريكي سافروا إلى سوريا أو العراق للقتال هناك إلى جانب عدد من البريطانيين يزيد عليهم أربع أو خمس مرات ومئات آخرين من غرب أوروبا. بحسب رويترز.

وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية "هذا تهديد تركز عليه الولايات المتحدة، نجري تنسيقا وثيقا مع حلفائنا سواء البريطانيين أو غيرهم في أوروبا لمواجهة هذا التهديد واحتوائه"، وقال إن الولايات المتحدة لا تعتزم رفع مستوى الخطر، ورغم أن الولايات المتحدة كانت تحدد يوما مستوى الخطر وفق نظام لوني إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما تخلت عن هذا النظام وتصدر الآن تحذيرات موجهة إلى قطاعات معينة في مجال النقل أو الاقتصاد.

حركة ارهابية تهدد امريكا

على صعيد ذي صله هددت حركة الشباب الصومالية بتنفيذ هجمات في شرق افريقيا وفي الولايات المتحدة وحذرت الرئيس الأمريكي باراك اوباما من أنه سيسمع "انباء صادمة" ردا على هجوم امريكي ادى الى مقتل قائد الحركة، ونشرت الحركة الإسلامية التهديد في وقت لاحق، وبعد ساعات من تنفيذها هجومين داخل الصومال استهدفا قوات حفظ السلام الافريقية وقافلة حكومية، وقالت الشرطة ان اجمالي عدد قتلى الهجومين وصل الى 18 شخصا، وقال فؤاد محمد خلف شونجول المسؤول الكبير في الحركة في رسالة مسجلة "لينتظر مجاهدونا انباء طيبة ولينتظر اوباما انباء صادمة" ووعد بالانتقام لمقتل قائد الحركة احمد عبدي جودان في غارة امريكية اول سبتمبر ايلول. بحسب رويترز.

واظهرت الحركة قدرتها على تنفيذ هجمات في الخارج يوم 21 سبتمبر ايلول 2013 عندما نفذت هجوما على مركز ويستجيت التجاري في العاصمة الكينية نيروبي اسفر عن مقتل 67 شخصا، واعلن جودان مسؤولية الحركة عن ذلك الهجوم وقال انه رد على تدخل كينيا والغرب في الصومال، وكان جودان زعيما للحركة ايضا حين نفذت سلسلة من التفجيرات في كمبالا عاصمة اوغندا عام 2010 اودت بحياة 74 شخصا، وهدد شونجول في رسالته التي بثت على الانترنت بتنفيذ هجمات جديدة في كينيا واوغندا قائلا "كما قتلتموه (جودان) سيقتل الكثير من الامريكيين في نيويورك وواشنطن، هذا حقيقي، لقد جرى بالفعل تجهيز رجال".

وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في تصريح للراديو الرسمي انه واثق من ان "عمر" حركة الشباب شارف على النهاية وذلك في اشارة الى حملة تشنها قوات افريقية وصومالية لطرد المتشددين من اخر معاقلهم، وقال الرئيس الصومالي "نقول للإرهابيين انتهى وقتكم"، وطردت الحركة من العاصمة مقديشو في 2011 لكنها واصلت السيطرة على بلدات ومساحات اخرى من الأراضي، واستعادت القوات الافريقية والحكومية عدة بلدات في وقت سابق هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آيلول/2014 - 17/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م