مسار داعش بين سوريا والعراق .. الى أين؟

 

شبكة النبأ: ألقت الازمة الاخيرة في العراق بظلالها الدولية على الصراع في سوريا، والذي دخل سنته الرابعة، من دون ان يكون هناك حل يمكن ان يتفق عليه المجتمع الدولي، بعكس ما حدث في العراق، بعد ان سعت الولايات المتحدة الامريكية لتشكيل تحالف دولي واسع (يمكن ان يصل الى اكثر من اربعين دولة من مختلف انحاء العالم، بعضها تم الاعلان عن اسمائها، فيما ضلت دول اخرى تحت بند التعاون السري) للقضاء على تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، وقد اثيرت الكثير من التكهنات والتحليلات حول السبب في عدم اتفاق الدول الكبرى حول الازمة السورية، في الوقت الذي تكاتفت بشكل كبير عندما وصل الامر الى العراق؟.

يشير محللون وخبراء، ان الامر يختلف بصورة كبيرة بين البلدين، من ناحية النظام السياسي، وطبيعة الصراع، والاطراف المشاركة والمؤثرة في الازمة السورية، كما ان خطر توسع التنظيم والجماعات المسلحة الاخرى الى داخل العراق، سيؤثر بشكل كبير على مسألة القضاء على الارهاب حتى في سوريا، في حال اتفق المجتمع الدولي على حل توافقي لاحقا، وقد اشارت دول كبرى، ومن ضمنها الولايات المتحدة الامريكية، ان التوسع الارهابي في العراق امر مقلق، لان الامر يعني توسعها في منطقة حيوية تهدد المصالح الغربية بصورة مباشرة.

بالمقابل فان التعاون الدولي الذي اتخذ شكل تحالف عالمي بصيغته السياسية والامنية والانسانية لدعم العراق وحكومته ضد الارهاب، لم يستثني المشهد السوري بصورة كاملة، بل اعاد الازمة السورية الى الواجهة، كما دار الحديث في اروقة قادة الدول العظمى عن امكانية المشاركة بالقضاء على التنظيم داخل سوريا، بعد ان يتم دراسة الامر بصورة مستفيضة، خصوصا وان الغرب يتخون من امكانية ان تكون الضربات العسكرية ضد الجماعات المسلحة لصالح النظام السوري، الذي قد يستفرد بالجماعات المسلحة الاخرى والتي تدعمها الدول الغربية.  

ايجاد حل سياسي

فقد حث بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد على ايجاد حل سياسي للحرب في بلاده وقال ان ذلك سيسهم في الجهود الدولية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وقال إن الحرب المستمرة منذ سنوات بين قوات الأسد وجماعات معارضة مسلحة سمحت لمقاتلين من بينهم الدولة الإسلامية بالتمركز في المنطقة، وسئل عما إذا كان الاسد سيلعب اي دور في التحالف الدولي الجاري تشكيله لمحاربة الدول الإسلامية في كل من العراق وسوريا فأجاب انه يمكنه المساهمة بالتحرك سياسيا لإنهاء الحرب في بلاده.

ونقلت الصحيفة قوله "إن الاسد يمكنه ان يؤدي دوره في معالجة التطرف من خلال إنهاء الازمة في أسرع وقت ممكن والانخراط في الحوار السياسي"، وحقق تنظيم الدولة الإسلامية مكاسب سريعة في كل من العراق وسوريا في الاشهر الاخيرة اثارت فزع قوى اقليمية وغربية، وتعهد الأسد في يوليو تموز حين نصب رئيسا لفترة جديدة باستعادة جميع اراضي سوريا من مقاتلين اسلاميين ووصف المعارضة السورية في الخارج بالخونة وتعهد بالعمل مع المعارضة الداخلية دون ذكر تفاصيل، وسئل الامين العام للأمم المتحدة اذا كان اي تدخل عسكري خارجي في سوريا يتطلب موافقة دمشق فأجاب انه على علم بمساعي عدد من الدول لمناقشة ذلك مضيفا انه سيعلن موقف المنظمة الدولية في الوقت المناسب.

واضاف ان من المهم ان يتخذ المجتمع الدولي موقفا موحدا ويبدي دعما قويا لاي تحرك لاقتلاع الارهاب، وردا على سؤال عن مشاركة روسيا في تحالف متعدد الجنسيات لمحاربة الدولة الإسلامية أوضح بان أن موسكو هي صاحبة القرار في ذلك، وتابع ان تبني مجلس الأمن قرارا بدعم عمل عسكري ضد الدولة الإسلامية "سيكون طريقة مناسبة وممتازة" للتعامل مع جماعة تقتل "بطريقة متوحشة، ولهذا اتخذ بعض الدول اجراءات عسكرية" في إشارة للغارات الجوية الامريكية في العراق، وتستضيف السعودية محادثات تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر والاردن وتركيا ودول خليجية اخرى في جدة في محاولة على ما يبدو لدعم الجهود الدولية لإيجاد حل للازمة في سوريا والعراق. بحسب رويترز.

غارات جوية

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 18 مقاتلا أجنبيا من تنظيم الدولة الاسلامية من بينهم جهادي أمريكي قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في شرق سوريا، وقال المرصد (الذي يرصد العنف على جميع الجبهات في الصراع الدائر منذ اكثر من ثلاث سنوات في سوريا) ان مصادر موثوقا بها أفادت بأن من بين القتلى قياديين بارزين بالتنظيم تصادف وجودهم في مبنى البلدية وقت وقوع الغارة، ووفقا للمرصد السوري فان المبنى كان يستخدم كمقر قيادة للجماعة، وقال المرصد ايضا ان غارة جوية اخرى أصابت مقرا سابقا للمخابرات في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية اسفرت ايضا عن مقتل عدد غير محدد من اعضاء الجماعة، وأضاف ان الغارتين السوريتين مكنتا 13 معتقلا لدى مقاتلي التنظيم من الهرب أثناء الفوضى التي أحدثها القصف. بحسب رويترز.

وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية الخلافة وسيطر على مناطق في سوريا والعراق وفي الاسابيع القليلة الماضية اجتاح مناطق من شمال العراق مما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ أول ضربات جوية منذ انسحاب قواتها من العراق عام 2011، ويشدد التنظيم أيضا قبضته على سوريا التي يحتل تقريبا ثلث أراضيها وغالبيتها أراض زراعية في الشمال والشرق، وقال مصدر اخر بالمعارضة في الرقة ان غارتين جويتين على المنطقتين الشمالية والجنوبية بمدينة الرقة أسفرتا عن مقتل بضعة مدنيين واصابة اخرين، وقال نشطون ان الجيش السوري كثف الضربات الجوية على المناطق الريفية التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال غرب سوريا خلال الايام القليلة الماضية بما في ذلك ريف مدينة حماة حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بعض نقاط التفتيش والبلدات.

وقال نشطون ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد صعدت ضرباتها الجوية لضواحي شرق العاصمة السورية دمشق لاستعادة مناطق سقطت في ايدي مقاتلي المعارضة منذ أكثر من عام وأدت الضربات الى مقتل عشرات غالبيتهم مدنيون، ورغم ان السلطات تقول انها حققت مكاسب في مناطق محيطة بالعاصمة هذا الصيف ومنها بلدة مليحة خارج دمشق مباشرة في 14 اغسطس اب يقول المقاتلون انهم نجحوا في منع القوات السورية من التقدم أكثر، ويقولون انه حتى المناطق التي سقطت في يد الجيش السوري تشهد اشتباكات مستمرة وقصفا بالمورتر من مواقع مقاتلي المعارضة في مناطق قريبة، ورغم ان مقاتلي المعارضة منعوا من السيطرة على وسط دمشق الا ان قوات الاسد تخشى من ان يتمكنوا من الوصول اليها من خلال حفر الانفاق من الضواحي والبلدات الواقعة تحت سيطرتهم، والمقاتلون النشطون هناك هم من جبهة النصرة التابعة للقاعدة الى جانب العديد من كتائب المعارضة الاخرى.

بدوره يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما لاعطاء الضوء الاخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب صحيفتين اميركيتين، وافادت نيويورك تايمز وواشنطن بوست ان اوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية الى سوريا بعد بدئها في العراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في البلدين، ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول حكومي رفيع تأكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الاخرى الى خبراء في السياسة الخارجية اجرى الرئيس الاميركي مشاورات معهم، ومن المفترض ان يعلن اوباما هذه الاستراتيجية في خطاب الى الامة في البيت الابيض.

ونقلت واشنطن بوست عن ميشال فلورنوي المساعدة السابقة لوزير الدفاع قولها ان اوباما مصمم على محاربة الدولة الاسلامية "في كل مكان لهم فيه اهداف استراتيجية"، وفلورنوي كانت ضمن الخبراء الذين التقاهم الرئيس الاميركي على العشاء، واضافت ان الدولة الاسلامية "لا يحترم الحدود الدولية لا يمكننا ان نترك لهم اي ملاذ آمن اتوقع من الرئيس ان يكون واضحا جدا"، وذكرت نيويورك تايمز ان اوباما ينوي "البدء بحملة طويلة المدى اكثر تعقيدا بكثير من الضربات المحددة الاهداف ضد القاعدة في اليمن او باكستان او غيرهما".

انفجار ادلب

فيما اعلنت "حركة احرار الشام الاسلامية"، احدى اكبر المجموعات المقاتلة في المعارضة السورية، تعيين قيادة جديدة لها بعد مقتل معظم قادتها العسكريين والسياسيين في انفجار ضخم في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وقتل في الانفجار الذي لم تعرف طبيعته بعد القائد العام للحركة حسان عبود المعروف بابي عبدالله الحموي، والقائد العسكري للحركة المعروف بابي طلحة، والمسؤول الشرعي المعروف بابي عبد الملك وغيرهم، وكان حوالى خمسين قياديا مجتمعين في مقر في قبو احد المنازل في بلدة رام حمدان في ريف ادلب عندما استهدفهم الانفجار، واعلنت الحركة اليوم في شريط فيديو نشر على موقع "يوتيوب" على الانترنت "ان الاخ الشيخ المهندس ابا جابر هو الامير والقائد العام للحركة وان الاخ ابا صالح طحان هو القائد العسكري العام". بحسب فرانس برس.

وجدد البيان نعي "كوكبة من خيرة القيادات في حركة احرار الشام الاسلامية انضمت الى قافلة الشهداء"، واكدت الحركة ان "هذا الحدث الجلل لن يزيد الحركة الا اصرارا على المضي في طريق تحرير امتنا من طواغيت الداخل وتجبر وارتهان الخارج"، واكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 28 شخصا كانوا مشاركين في الاجتماع، مرجحا ان يكون العدد اكبر من ذلك، وتعتبر "حركة احرار الشام" من ابرز مكونات الجبهة الاسلامية، وهي تجمع من عدد من الالوية والكتائب المقاتلة ذات توجه اسلامي، ومن اكثر القوى العسكرية الناشطة على الارض والتي تتلقى تمويلا كبيرا لا سيما من دول خليجية، وتقاتل "حركة احرار الشام" النظام في كل انحاء سوريا وتنظيم "الدولة الاسلامية".

مرتفعات الجولان

من جهته اندلع قتال عنيف بين الجيش السوري ومقاتلين اسلاميين في مرتفعات الجولان السورية حيث يحتجز مسلحون 44 جنديا من فيجي ضمن قوات حفظ السلام بينما فر زملاء فلبينيون لهم بعد أن قاوموا الأسر، ووصل الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات إلى الحدود مع المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل الأسبوع الماضي عندما اقتحم مقاتلون اسلاميون معبرا حدوديا على الخط الفاصل بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان منذ حرب عام 1973.

وحمل المقاتلون السلاح في وجه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب وقف اطلاق النار منذ 40 عاما، وبعد خطف الجنود من فيجي ظل أكثر من 70 فلبينيا محتجزين في موقعين لمدة يومين، ووصل الفلبينيون جميعا إلى مكان آمن مطلع الأسبوع. وتم انقاذ 32 من موقع وفر 40 جنديا من الموقع الآخر في وقت مبكر من يوم الأحد بينما كان المسلحون نائمين بعد معركة استمرت سبع ساعات، وتقول فيجي إنها تتفاوض بشأن اطلاق سراح جنودها الأربعة والأربعين، وتقول الأمم المتحدة إنها ليست متأكدة من مكان احتجازهم، وتقول جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة إنها تحتجزهم لأن قوة الأمم المتحدة تحمي إسرائيل.

وقال مسؤول خليجي رفيع وقائد للمقاتلين مقرب من جبهة النصرة إن قطر تقوم بدور وساطة في محادثات ترمي إلى اطلاق سراح الفيجيين، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد نجحت في استعادة السيطرة على معبر القنيطرة من مقاتلي جهة النصرة، وأمكن سماع تبادل لإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة وانفجار قذائف مورتر من الجانب الذي تحتله إسرائيل من الحدود في الهضبة الاستراتيجية ومشاهدة القوات التي تتبادل اطلاق النار بوضوح، وشاركت على الأقل دبابة واحدة من قوات الأسد في القتال ويمكن مشاهدة مقاتلي جبهة النصرة على بعد امتار قليلة من السياج. بحسب رويترز.

وتم انزال علم سوري كبير ظل يرفرف عدة أيام بين معبر القنيطرة والبلدة المهجورة وتعرض موقع للأمم المتحدة في المنطقة للقصف بقذائف مورتر ولكن يعتقد انه غير مأهول، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد الحرب الأهلية في سوريا إن جبهة النصرة والمقاتلين المتحالفين معها يقاتلون القوات الحكومية قرب معبر القنيطرة وفي قرية الحميدية القريبة، وذكر المرصد ان هناك خسائر في الجانبين، وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد السوري في تصريحات لرويترز إن جبهة النصرة تهدف على ما يبدو "لإنهاء أي وجود للنظام في المنطقة كما يبدو ان هدفها طرد المراقبين الدوليين".

وتضم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة 1223 جنديا من الهند وأيرلندا ونيبال وهولندا إلى جانب جنود فيجي والفلبين الذين تعرضوا للهجوم، وظلت القوات الفلبينية محتجزة في موقعين يعرفان باسم الموقع 68 والموقع 69، وقالت الأمم المتحدة إن سوريا وإسرائيل ساعدتا في انقاذ الجنود، وقال قائد الجيش الفلبيني الجنرال جريجوريو كاتابانج إن جنوده دافعوا عن أنفسهم في مخالفة لأوامر قائدهم في الأمم المتحدة والذي أمرهم بالقاء السلاح حتى لا يتعرض جنود فيجي المخطوفون للأذى، وقال كاتابانج للصحفيين في القاعدة العسكرية الرئيسية في مانيلا بعدما تحدث مع الجنود الفلبينيين في مرتفعات الجولان عبر سكايب "يريد قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انقاذ جنود فيجي على حساب الفلبين"، وقال مسؤول رفيع للأمم المتحدة إنه لم يصدر أمر إلى الفلبينيين بإلقاء أسلحتهم.

واعلنت الأمم المتحدة انسحاب الفلبين من قوة حفظ السلام، وسحبت النمسا واليابان وكرواتيا قواتها أيضا بسبب الوضع الأمني المتدهور مع وصول الحرب الأهلية السورية إلى الجولان، وقالت اسرائيل إنها أسقطت طائرة بدون طيار انطلقت من سوريا ودخلت الأجواء التي تسيطر عليها اسرائيل فوق الجولان، ولم تتضح على الفور الجهة التي أطلقت الطائرة أو طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها في منطقة أحيانا ما يمتد فيها القتال الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل، وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب معبر القنيطرة مع سوريا.

أكراد سوريا

من جهة اخرى ربما تفتح الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية الباب أخيرا لحصول أكراد سوريا على المساعدات الغربية التي يتمنونها غير أن عليهم أولا أن يوضحوا علاقتهم بالرئيس بشار الأسد وكذلك طمأنة تركيا أنهم لن يتسببوا في مشاكل على حدودها، فقد بدأت الولايات المتحدة الحرب على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق بالضربات الجوية لكنها مازالت تحاول إقرار استراتيجية لمحاربة التنظيم في الاراضي السورية، وفي العراق يمثل الأكراد واحدا من الحلفاء الرئيسيين للغرب في مواجهة الدولة الاسلامية لكنهم لم يحصلوا على تقبل الغرب لهم كشركاء في سوريا التي اقتطعت الميليشيا الكردية لنفسها مساحة من الأرض في شمالها وخاضت معارك مرارا مع الدولة الاسلامية خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

ويقول حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب السياسي الكردي الرئيسي وجناحه العسكري "وحدات الحماية الشعبية" إنهما من الحلفاء الذين يمكن أن تعول عليهم الدول الغربية باعتبارهما يمثلان القوة الوحيدة ذات السجل الموثق في التصدي للدولة الاسلامية في منطقتهم، ولا يكترث الأكراد بالمعارضة السورية المعتدلة التي أيدها الغرب لكن الجماعات الاسلامية تفوقها عدة وعتادا، غير أن الغرب أبقى على مسافة بينه وبين أكراد سوريا، فلتركيا عضو حلف شمال الاطلسي مخاوف حول الصلات التاريخية التي تربط حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي حارب من أجل حقوق الأكراد على الجانب التركي من الحدود، وتتهم جماعات المعارضة السورية المدعومة من الغرب حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون مع حكومة الأسد للسيطرة على مساحة من الارض عام 2012 وهو ما ينفيه الأكراد.

وقال خالد عيسى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في فرنسا إنه منذ اجتاحت الدولة الاسلامية مدينة الموصل العراقية أتيحت الفرصة للحزب لمعالجة هاتين النقطتين في سلسلة من الاتصالات مع المسؤولين الاجانب، وامتنع عن تحديد الدول المشاركة في هذه الاتصالات بسبب البروتوكول الدبلوماسي، وقال عيسى "أعطونا إشارات على أن مواقفهم تجاهنا بدأت تتغير، لكن في تحليلي بناء على الاتصالات التي ذكرتها مازالت هناك عقبات"، وأضاف "هم يعلمون أن وحدات الحماية الشعبية هي أفضل قوة فعالة في مواجهة (الدولة الاسلامية)، وهم يريدون تطمينات أكثر للجانب التركي، فدول حلف شمال الاطلسي المتحالفة مع تركيا لابد أن تطمئنها وتجعلها تفهم أن وجود الدولة الاسلامية خطر على تركيا وأن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يتمنى السوء لأحد".

وقد تزايدت الاتصالات الأجنبية الشهر الماضي عندما حاصر مقاتلو الدولة الاسلامية آلافا من أفراد الطائفة اليزيدية على قمة جبل ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما ذلك بأنه خطوة قد تؤدي إلى إبادة جماعية، وعبر مقاتلون من وحدات الحماية الشعبية الحدود إلى العراق للمساعدة في إجلاء اليزيديين وقال مسؤول غربي إن هذا الدور ساهم في تحسين صورة حزب الاتحاد الديمقراطي، وأضاف المسؤول "لا أتوقع تغييرا كبيرا في السياسة لكنني أتوقع حوارا أوسع مع حزب الاتحاد الديمقراطي"، وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات الحماية الشعبية إن المجموعة إلتقت بمسؤولين عسكريين أمريكيين على جبل سنجار لبحث إجلاء اليزيديين، لكنه أضاف أنه لم تحدث اتصالات بين الجماعة المسلحة والغرب.

ويقول أوجلان ايسو وهو من القادة العسكريين الأكراد في كوباني إن مقاتلي وحدات الحماية الشعبية بدأوا ينقلون المعركة ضد الدولة الاسلامية إلى مناطق قريبة يستخدمها الاسلاميون كقواعد للعمليات، كما خاضت وحدات الحماية الشعبية معارك ضد الدولة الاسلامية على الحدود العراقية، وتقول وحدات الحماية إن 35 من مقاتليها قتلوا في معركة استمرت أسبوعين للسيطرة على قرية جزعا على الحدود مضيفة أنها قتلت المئات من مقاتلي الدولة الاسلامية، ويخشى أكراد سوريا أن يتزايد خطر مقاتلي الدولة الاسلامية في سوريا إذا طردوا من العراق، وقال ايسو "لن يكفي قصف مواقعهم في العراق، إذا قصف أوباما أو أمريكا مواقعهم في سوريا فلابد من التنسيق مع القوات الكردية"، وقدر عدد مقاتلي وحدات الحماية الشعبية بنحو 50 ألف مقاتل. بحسب رويترز.

وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد السوري لحقوق الانسان إن المرصد رصد في الآونة الأخيرة تعاونا بين مقاتلي المعارضة من السنة والأكراد في المنطقة، ولكي يترسخ هذا التعاون يتعين على أكراد سوريا والمعتدلين من العرب السنة تنحية شكوك كل منهم في أهداف الطرف الاخر جانبا، وربما تمثل حلب اختبارا لذلك، ويمثل تقدم الدولة الاسلامية في أراض شمالي المدينة تهديدا لخطوط الامداد للجماعات السنية العربية كما أنه يمثل خطرا على المصالح الكردية في مدينة عفرين وغيرها، وقال نواه بونزي المحلل المتخصص في شؤون سوريا بمجموعة الأزمات الدولية إن ثمة "قيمة مضافة محتملة" في التعاون العسكري بين الأكراد والعرب السنة المعتدلين في مواجهة الدولة الاسلامية، وأضاف "أوضح مثال لاختبار ذلك هو حلب لأن المخاطر كبيرة بالنسبة للجميع، المصالح المشتركة كثيرة هناك وكذلك توجد بعض العلاقات المحلية، لكن يجب أن تتطور هذه العلاقات بشكل ملموس لكي تضمن تنسيقا هادفا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/آيلول/2014 - 15/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م