عالم الحيوان.. اسرار وغرائب

 

شبكة النبأ: لايزال عالم الحيوان يحمل الكثير من المهارات والاسرار والعجائب الخاصة، التي لم تكتشف على الرغم من الدراسات والبحوث الكثيرة والمتواصلة، التي خضعت لها العديد من الانواع، وبحسب بعض الخبراء فان الدراسات والبحوث الحديثة واستخدام التقنيات والتكنولوجيا المتطورة قد اسهم بمعرفة بعض الاسرار المميزة الجديدة لهذه المخلوقات، التي نجحت في تطوير قدراتها ومهارتها وسلوكها، كي تتمكن من العيش والاستمرار والتواصل وهو ما غير العديد من النظريات السابقة، ويختلف كل نوع من الحيوانات وكما تشير بعض المصادر عن الأنواع الأخرى، فلكل نوع طريقة خاصة في الحياة والسكن والغذاء والاتصال والتفاهم و يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد.

فالحيوانات تساعد علي بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذي علي الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمي دورة الحياة. وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية لذا فقد اصبحت محط اهتمام خاص من قبل العلماء والباحثين، الذين توصلوا ومن خلال أبحاثهم الى اسرار جديدة تخص سلوك وتصرفات بعض الحيوانات.

افضل أم

وفي هذا الشأن فاذا فكر أحدهم في رصد جائزة تخصص لأفضل أم خلال العام داخل المملكة الحيوانية فربما كانت أوفر المرشحات حظا أم رءوم متفانية لأقصى درجة ذات ثمانية أرجل تعيش في الظلمة الحالكة في الأعماق المتجمدة للمحيط الهادي. ووصف العلماء باسهاب كيف تقضي أنثى أحد انواع الاخطبوط -التي تعيش على عمق نحو ميل تحت سطح البحر- حوالي أربعة أعوام ونصف العام وهي ترقد على بيض يحوي صغارها وتحتضنه بحنو حتى يفقس فيما تنسى حتى إطعام نفسها.

وقال العلماء في دورية (بلوس وان) العلمية إنها أطول فترة معروفة لحضانة البيض لأي حيوان في الوجود. واستعان العلماء بغواصة تعمل بالتحكم عن بعد لرصد حركة نوع من أنثى الاخطبوط اسمه العلمي (جرالينيدون بوريوباسيفيكا) يعيش في أعماق البحار قبالة سواحل وسط كاليفورنيا.

وتعقب العلماء حركة أنثى ذات ندوب وعلامات مميزة على جسمها كانت تتشبث بواجهة صخرة رأسية قرب قاع أخدود على عمق نحو 1400 متر تحت سطح البحر وهي تعكف بحدب على حماية ما يقرب من 160 بيضة نصف شفافة من سقوط أي أشياء عليها فيما تحرسها من أي كائنات مفترسة.

ولم تبرح هذه الأم البيض ذي الاستطالة -الذي نما خلال فترة الحضانة الى حجم يماثل حبة التوت البري- ولم تشاهد قط وهي تتذوق أي طعام. ومع مرور الوقت فقدت أنثي الاخطبوط الكثير من وزنها واستحال لون جلدها الى الشحوب واصبح رخوا. وراقب الباحثون هذه الانثي خلال 18 زيارة الى قاع المحيط على مدى 53 شهرا من مايو آيار عام 2007 وحتى سبتمبر ايلول عام 2011 .

وقال بروس روبيسون عالم بيئة أعماق البحار بمعهد بحوث مونتيري باي للاحياء المائية في موس لاندينج بكاليفورنيا إن هذا النوع تظهر عليه غريزة الامومة بصورة قوية للغاية. وقال "إنه شيء فوق العادة. مدهش. لا تزال تتملكنا الدهشة لما نراه." وتضع معظم اناث الاخطبوط مجموعة من البيض خلال فترة حياتها وتنفق بعد فترة قصيرة من فقس البيض.

أما صغار نوع الاخطبوط (جرالينيدون بوريوباسيفيكا) فليست عاجزة عن الحركة إذ ان طول فترة حضانة البيض يتيح لها أن تشب عن الطوق وهي قادرة على ممارسة أنشطة الحياة الطبيعية وتصبح مكتملة أطوار النمو وبوسعها ان تقتنص فرائسها الصغيرة المفضلة. وعلى هذا العمق السحيق لا يوجد أي ضوء للشمس والضوء الوحيد ينشأ عن كائنات بحرية تشع موجات ضوئية حيوية كما ان درجة الحرارة شديدة الانخفاض تصل الى ثلاث درجات مئوية.

وقال روبيسون "قد يبدو الامر غريبا علينا إلا انه موئل معيشتها." وخلال فترة حضانة البيض يبدو ان أنثى الاخطوط تركز كل تفكيرها في حمايته. وقال روبيسون "إنها تحمي بيضها من الكائنات المفترسة وهي كثيرة. هناك الاسماك والسلطعون وغيرها التي تحب ان تتغذى على هذا البيض. لذا فانها تبعدها لدى اقترابها. بحسب رويترز.

واضاف "إنها تحمي البيض ايضا من سقوط رواسب عليه وتوفر له التهوية من خلال دفع الماء نحوه لتبادل الاكسجين. إنها ترعى البيض." ويبلغ طول هذه الانثى 40 سنتيمترا وهي ذات لون ارجوااني أشهب وبشرة مبرقشة. إنها تتغذى على السلطعون والروبيان والقواقع وأي شيء يمكنها اصطياده."

الكلاب والغيرة

على صعيد متصل فالغيرة ليست حالة إنسانية فقط. فقد أظهرت دراسة حديثة أن الكلاب أيضا تشعر بالغيرة. وقال علماء في كاليفورنيا إن الكلاب أظهرت مشاعر الغيرة حينما أبدى أصحابها اهتماما بدمية على هيئة كلب أثناء التجربة. وفي السابق، أكد خبراء أن الغيرة تتطلب إدراكا معقدا، وأنها أمر فريد يختص به البشر. لكن الباحثين في الدراسة الحديثة قالوا إن دراستهم أظهرت أن الغيرة قد تتولد بصورة طبيعية بسيطة.

وهذه النتائج على الأرجح لن تكون مفاجأة كبيرة لكل شخص امتلك كلبا في السابق، لكن الفريق قال إن هذه هي التجربة الأولى التي تظهر سلوك الغيرة في الصديق الأوفى للإنسان. ومشاعر الغيرة لدى البشر هي مشاعر معقدة تتطلب "مثلثا اجتماعيا"، أي علاقة تتألف من ثلاثة أشخاص، وتظهر عادة حينما يقوم متطفل بتهديد علاقة مهمة. وتقول تقارير إن الغيرة هي ثالث سبب رئيسي للقتل غير الخطأ في مختلف الثقافات.

واستنادا إلى البحث الذي يشير إلى أن مشاعر الغيرة تظهر على الأطفال الصغار في سن ستة أشهر، قام العلماء بدراسة 36 كلبا في منازلها وسجلوا سلوكها بالفيديو حينما أظهر أصحابها مشاعر العطف إزاء دمية على هيئة كلب. وحاول نحو ثلث الكلاب إلهاء أصاحبها عن الكلب الدمية، في حين حاول ربع الكلاب الانقضاض عليه وعضه.

وقالت البروفيسور كريستين هاريس من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إن "دراستنا تشير إلى أنه ليست الكلاب فقط تنخرط في ما يبدو أنه سلوك ينم عن الغيرة، لكنها أيضا تسعى إلى كسر العلاقة بين صاحبها وما تعتبره منافسا لها". وأضافت "لا يمكننا بالفعل الحديث عن التجارب الذاتية للكلاب بالطبع، لكن يبدو أن لديها حافزا على ما يبدو لحماية علاقة اجتماعية مهمة". بحسب بي بي سي.

ويعتقد الباحثون أن الكلاب أدركت أن الكلب الدمية هو كلب حقيقي، وأشار القائمون على البحث إلى أن 86 في المئة من الكلاب قامت بشم مؤخرة الدمية خلال وبعد هذه التجربة. وأوضحت هاريس أن "العديد من الناس اعتقدوا أن الغيرة هي بناء اجتماعي للبشر، أو أنها شعور يرتبط بشكل خاص بالعلاقات الجنسية والعاطفية". لكنها قالت إن "نتائجنا تتحدى هذه الأفكار، إذ تظهر أن الحيوانات مثلنا تظهر امتعاضا قويا حينما يقوم منافس بالاستحواذ على عاطفة الشخص الذي تحبه".

الزواحف الطائرة

من جانب اخر قال العلماء إن الزواحف المجنحة التي كانت تعلو رأسها زائدة عظمية كبيرة شبيهة بشراع السفينة كانت تحلق في سموات البرازيل منذ نحو 90 مليون عام. وأعلن العلماء عن كشف مثير تضمن نحو 50 حفرية لهياكل كائن اسمه العلمي (كايواجارا دوبروسكاي) وهو من الزواحف المجنحة التي تعرف ايضا باسم التيروصورات التي عاشت جنبا الى جنب مع الديناصورات في موقع بجنوب البرازيل.

وقال العلماء إن هذه التيروصورات -التي تصل أقصى مسافة بين طرفي الجناحين لديها الى 2.35 متر- كانت تعيش في واحة على ضفاف بحيرة في منطقة صحراوية كبيرة خلال العصر الكريتاسي (الطباشيري) وفي مستعمرات نابضة بالنشاط مع مثيلاتها من الانواع الأخرى من جميع العصور. وقال الكسندر كيلنر خبير الأحياء القديمة في المتحف القومي بجامعة ريو دي جانيرو الاتحادية الذي أشرف على هذه الدراسة "يساعدنا ذلك في إلقاء نظرة على الإختلافات التشريحية لهذه الأنواع من الصغر وحتى الكبر."

وتتميز كثير من التيروصورات لاسيما الأحدث منها بزوائد عظمية دقيقة تشبه عرف الطائر وأحيانا كبيرة على الرأس. وقال كيلنر إن رأس النوع المسمى (كايواجارا دوبروسكاي) يعلوه بروز مثلث الشكل يشبه "شراعا عظميا. يبدو غريب الشكل." ولم توضح الشواهد ما اذا كانت هذه الزوائد تقتصر على الذكور أو الإناث لكن يبدو انها تصبح أكبر حجما -بالنسبة لبقية الجسم- مع تقدم التيروصورات في السن.

وقال كيلنر "حجم الزوائد صغير في صغار هذه الكائنات وكبير في الأكبر سنا." والتيروصورات أول حيوانات فقارية طائرة على وجه الأرض فيما ظهرت الطيور والخفافيش بعد ذلك بوقت طويل. وازدهرت الفقاريات المجنحة من 220 مليون سنة حتى 65 مليونا قبل ان تندثر بفعل سقوط كويكب أدى أيضا الى اختفاء الديناصورات.

وقدم الباحثون وصفا تفصيليا لنحو 47 هيكلا عظميا في دراستهم التي اوردت نتائجها دورية (بلوس وان) العلمية وقالوا إنهم تعرفوا على عشرة هياكل أخرى لم يرد وصفها في الورقة البحثية. واضافوا إن هذا النوع عاش منذ نحو 80 الى 90 مليون سنة. وأضاف كيلنر ان الكائن (كايواجارا دوبروسكاي) كان عديم الأسنان وكان من أكلة الفاكهة على الارجح فيما تشير الهياكل العظمية لصغار هذه الكائنات بوضوح الى انه كان بوسعها الطيران في سن صغيرة.

وكان من العسير استقاء معلومات عن التيروصورات نظرا لهشاشة هياكلها العظمية التي لا تتيح لها ان تصبح حفريات. وقال الباحثون إن كثرة عدد (كايواجارا دوبروسكاي) المكتشفة وتفاوت اعمارها أتاح فرصة ان تكون من خير التيروصورات من حيث فهم طبيعتها. بحسب رويترز.

وقال علماء صينيون في وقت سابق إنهم اكتشفوا نحو 40 من الافراد البالغة لنوع ما من التيروصورات فضلا عن خمسة من بيض التيروصورات وهو أمر نادر حقا وقد حفظت مجسمة بصورة كاملة. ولم يعثر على بيض لكائن (كايواجارا دوبروسكاي) في الموقع بالبرازيل. وقال كيلنر "ليس بعد. الا انه مسموح لنا بان نحلم اليس كذلك؟".

العقعق لا يسرق

في السياق ذاته كشفت دارسة جديدة أن طائر العقعق لا يسرق الاشياء اللامعة، بل أنه يخاف منها. ويبدو أن الدراسة تدحض اسطورة "العقعق اللص" التي تنتشر في الفولكلور الغربي. ويعتقد بصورة واسعة أن طيور العقعق تحب سرقة الاشياء اللامعة لتضعها في اعشاشها. ويوضح علماء في جامعة اكستر أن طائر العقعق في حقيقة الامر يخشى الاشياء اللامعة، لانها غريبة وقد تكون مصدر خطر له.

واشتملت الدراسة على كومة من الاشياء المعدنية (مثل حلقات ومربعات معدنية صغيرة او مصنوعة من رقائق الالومنيوم اللامعة) وكومة ممثالة طليت فيها الاشياء بلون ازرق غير لامع.

ووضع العلماء حبوبا وطعاما للطائر على بعد 30 سنتيمترا من كل مجموعة. وفي 64 تجربة اجريت وقت اطعام الطيور، لم يلتقط العقعق قطعة معدنية لامعة سوى مرتين ، وألقاها على الفور.

وتجاهلت الطيور او تحاشت القطع اللامعة والزرقاء، وكثيرا ما تناولت كمية اقل من الطعام في وجودها. وقالت توني شيبرد الباحث الرئيسي في الدراسة "لم نجد ما يدل على انجذاب غير مشروط للاشياء اللامعة. وبدلا من ذلك كل القطع تسببت في تعرض الطائر لما يعرف بالخوف من الاشياء الجديدة".

وقالت شيبرد "نعتقد ان البشر يلاحظون الامر عندما يلتقط طائر العقعق شيئا لامعا لأنهم يعتقدون ان الطائر يجدها جذابة، ولكنهم لا يلاحظون تعامل الطائر مع الاشياء الاقل جذبا للنظر. يبدو من المرجح أن الفولكلور المحيط بطيور العقعق ناتج عن تعميمات وحكايات بدلا من ادلة حقيقية". بحسب بي بي سي.

وقام العلماء - وهم باحثون من مركز ابحاث سلوك الحيوان - بالدراسة بعد أن كشفت دراسة على الانترنت قصتين فقط عن سرقة العقعق للاشياء المعدنية: خاتم خطوبة ضائع عثر عليه في عش عام 2008 وعن سرقة العقعق لمفاتيح من مرآب لتصليح السيارات. وقالت شيبرد "بعض الطيور تستخدم بعض الاشياء اللافتة للنظر في العش بعد التزاوج لابعاد ما قد يفتك بها، ولكننا بحثنا بالفعل اعشاش عشرة من طيور العقعق ولم نر اي جسم لامع".

الثعابين وعامل السلامة

على صعيد متصل وللمرة الأولى قاس علماء في الأحياء القوة التي تبذلها الثعابين أثناء صعودها الأشجار، باستخدام أدوات استشعار للضغط وضعت أعلى أنبوب عمودي ملفوف في قبضة مضرب التنس. وتشبثت جميع الثعابين العشرة التي خضعت للدراسة بالأنبوب بصورة أقوى مما هو ضروري لكي تدعم وزنها. ويشير هذا البحث إلى أن الثعابين تعطي أولوية للسلامة على الكفاءة، وهو ما يجعل سقوطها أمرا غير محتمل قدر الإمكان.

وقال الدكتور غريغ بايرنز، الذي أجرى التجارب في جامعة سينسيناتي وهو يدرس الآن في جامعة سينا كوليدج في ولاية نيويورك إن "الأمر المثير للاهتمام في هذا هو اختيار الحيوان (الثعبان) بأن يبذل أكثر مما مطلوب لذلك". وتمثل هذه الدراسة، التي نشرت في دورية "بيولوجي ليترز"، أول إشارة على أن الثعابين تراعي بشدة "عامل السلامة" أثناء الصعود.

وقال الدكتور بايرنز "لم نكن متأكدين من أن هذه ستكون هي الطريقة (التي تلجأ إليها الثعابين للتشبث بالأشجار). في مجالات بيولوجية أخرى، يمكنك أن ترى عوامل سلامة كبيرة". وأوضح أن العناصر الهيكلية مثل العظام تكون غالبا أقوى مما هو ضروري لمقاومة الحمولات اليومية. وأضاف "لكن هذه هي المرة الأولى التي يجرب فيها شخص بالفعل شيئا تختار خلاله الحيوانات أن تمنح نفسها عامل سلامة".

وخلال هذه التجربة، راقب الدكتور بايرون وزميله البروفيسور بروس جين أنواع من الثعابين وهي تصعد على أنبوب مجهز خصيصا لهذا الأمر ومزود بأدوات لاستشعار الضغط وملفوفة في شريط لمضرب التنس ليسهل على الثعابين بعض الشيء مواصلة الصعود عبر الأنبوب". وقال الدكتور بايرنز "هذا يمثل تحديا كبيرا جدا بالنسبة لها (للثعابين)، لكن إذا وضعت أمامها مطبات وأشياء أخرى، فإنه يمكنها دعم وزن جسمها على الأسطح غير العمودية، وهذه طريقة للتأكد من أنه يمكنها التشبث بها".

واستخدمت الثعابين، التي تضم ثلاثة أفاعي من نوع البوا وأفعي خضراء تعيش على الأشجار، أسلوب معين في الصعود، تنتقل خلاله تموجات العضلات المضغوطة، التي تجعل الثعبان يتشبث بالأنبوب العمودي بقوة، عبر امتداد طول جسمه في حين تتسع المسافات الفاصلة تدريجيا. وأثناء صعودها، سجلت أدوات الاستشعار كمية الضغط التي تتعرض لها الثعابين على امتداد الأنبوب.

ونظرا لأن التسلق يعد عملا شاقا، والثعابين لديها قدرة ممتازة على ضغط جسمها بإحكام، فإن الأفاعي تخفف من قبضتها على فريستها عندما تشعر بتوقف ضربات قلب الفريسة، و يتوقع الباحثون أن تستخدم الثعابين قبضة قوية بما يكفي فقط للحفاظ على حركتها. وكانت المفاجئة بالفعل هي أن كل ثعبان كان يراعي بشكل كبير عامل السلامة من خلال ضغط جسمه من مرتين إلى خمس مرات أكثر مما ينبغي.

وتشبه هذه الاستراتيجية ما يحدث عندما يمسك الشخص أشياء ثقيلة أو صعبة، حيث أظهرت الأبحاث أن الشخص يميل إلى استخدام قوة تتراوح بين مرتين وأربع مرات أكثر من اللازم. وقال الدكتور بيرنز إن هذا الأمر مفهوم، مضيفا: "تخيل أنك تريد أن تقفز جدولا صغيرا، فما هي المسافة التي ستبعد بها نفسك عن الجدول؟ هل ستكون قريبا من الجدول أم تذهب بعيدا قدر المستطاع؟" وأردف: "أو إذا كنت تمسك كوبا من الزجاج من الجزء العلوي بإصبعين، فما مقدار الضغط عليه مقارنة بما يحتاجه الأمر؟". بحسب بي بي سي.

يعني استخدام هذه القوة الإضافية أنه إذا تغير الوضع، فإن الثعبان لن يسقط. في أوقات معينة أثناء الصعود، يكون العديد من الثعابين قادرة على دعم وزنها بالكامل عن طريق الالتفاف لحلقة واحدة حول الأنبوب. وكانت بعض الثعابين خائفة من الصعود في المقام الأول. وقال بيرنز: "وضعنا اسطوانة مظلمة عند القمة، حتى تتمكن من الصعود بأمان. كانت بعض الثعابين جيدة للغاية، ورأت الأسطوانة وتوجهت إليها مباشرة، أما البعض الآخر ففضل محاولة لدغك بدلا من محاولة الصعود".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/آيلول/2014 - 13/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م