سرطان الثدي... الأكثر انتشارا بين نساء العالم

 

شبكة النبأ: يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشاراً لدى النساء في العالم، ويشكل سرطان الثدي ما نسبته 22.9% من جميع أنواع السرطان (باستثناء سرطان الجلد غير الميلانوم التي تصيب النساء. وفي عام 2008، تسبب سرطان الثدي بموت اكثر من 458,503 شخص في جميع أنحاء العالم.

وسرطان الثدي كما تشير بعض المصادر هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في قنوات (الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة) وغدد الحليب. ويصيب الرجال والنساء على السواء وهو أكثر شيوعا بمئة ضعف لدى النساء مقارنة مع الرجال. تعتبر مقارنة فوائد كشف سرطان الثدي مع أضراره أمر مثير للجدل.

قد يشمل علاج سرطان الثدي الجراحة والأدوية (علاج هرموني وعلاج كيميائي والإشعاع أو العلاج المناعي). تتيح الجراحة واحد من أكبر فائدة الممثلة بزيادة احتمالية الشفاء بالإضافة إلى عدة تدابير من العلاج الكيميائي. ويستخدم الإشعاع بعد الجراحة والتي تعمل على تحسن إلى حد كبير معدلات الانتكاس المحلية وعموما البقاء على قيد الحياة.

وهناك اختلافات كبيرة بمعدلات التشخيص والبقاء على الحياة لمصابي سرطان الثدي بناء على نوع السرطان ومرحلته والعلاج والموقع الجغرافي للمريض. حيث تتسم معدلات البقاء على قيد الحياة بالارتفاع في العالم الغربي، على سبيل المثال أكثر من 8 نساء من أصل 10 (بالتحديد 84%) في أنجلترا اللواتي تم تشخيصهن بسرطان الثدي بقيْن على قيد الحياة لمدة لا تقل عن 5 سنوات. وتنخفض هذه النسبة في البلدان النامية.

يعتبر سرطان الثدي من بين أبرز الأمراض المؤدية إلى الوفاة بين الإناث. وقد قدرت عدد حالات الاصابة والوفيات بسبب سرطان الثدي في الولايات المتحدة في 2007 كالتالي: حالات جديدة : 178480 (الاناث) ؛ 2030 (ذكور) الوفيات : 40460 (الاناث) ؛ 450 (ذكور)

ولا تظهر عادة اية أعراض للإصابة بسرطان الثدي في مراحله المبكرة، ولكن تظهر علامات وأعراض الاصابة بسرطان الثدي على النحو التالي : نتوءات صلبة تحت الجلد في منطقة الثدي أو الابط، تغير ملمس الجلد وطبيعته في منطقة الثدي، خروج افرازات غير طبيعية من حلمة الثدي، الم وتيبس الثدي. وتُعتبر الكُتلة أول عرض للإصابة بسرطان الثدي والذي يبدو مُختلفًا عن باقي نسيج الثدي. تم اكتشاف أكثر من 80% من حالات سرطان الثدي للمرأة عند شعورها بوجود كُتلة. ويتم الكشف عن السرطان بواسطة تصوير الثدي الشعاعي. ووجد كُتل في العقد اللمفاوية على مستوى الإبط يُمكن أن تدلُ على وجود سرطان ثدي. ولاتزال البحوث والدراسات العلمية الخاصة بهذا المرض الخطير مستمرة من قبل بعض العلماء والباحثين الساعين الى الوصول الى نتائج جديدة ومهمة تمكنهم من القضاء على هذا المرض او التخفيف من انتشاره.

التصوير بالأشعة

وفي هذا الشأن يقول باحثون إن النساء اللائي تحصلن على انذار كاذب بعد فحص الثدي بالتصوير بالأشعة تزيد لديهن امكانية الاصابة بسرطان الثدي بعد ذلك بأعوام إلا أن السبب وراء ذلك ما زال غامضا. وتزيد فرصة الاصابة بسرطان الثدي لدى نساء يأتي الفحص بالأشعة "بنتيجة ايجابية خاطئة" في وقت سابق من الاصابة. والنتيجة الايجابية الخاطئة تعني أن التصوير بالأشعة يشير إلى احتمال وجود سرطان ولكن تشير مزيد من الفحوص التي تجري بعد ذلك إلى أنه لا توجد إصابة بالسرطان.

والجديد بخصوص هذه الدراسة هي أن القائمين عليها حاولوا معرفة إلى أي مدى تزيد فرصة الاصابة بالثدي لدى النساء بسبب خطأ الأطباء الذين لا يرصدون في المرة الأولى نتيجة من الممكن أن تكون مثيرة للقلق من احتمال الاصابة بسرطان الثدي في وقت لاحق. إلا أن ماي فون يولر تشلبين المتخصصة في علم الأوبئة ورئيسة فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة وهي من جامعة كوبنهاجن في الدنمرك قالت إن أخطاء الأطباء في رصد السرطان تفسر نسبة بسيطة فقط من تزايد احتمالات الاصابة بالسرطان. بحسب رويترز.

وقالت هيلث إنه لا يمكنها تفسير تزايد فرص الاصابة في وقت لاحق بسرطان الثدي لدى النساء اللائي تأتي نتيجة التصوير بالأشعة للثدي في المرة الأولى خاطئة. ومن أكثر من 58 ألف دنماركية أجرت فحصا بالأشعة للثدي بين عامي 1991 و2005 أوضحت دراستها أن 4743 إمرأة جاءت النتيجة بانذار كاذب وبعد مزيد من الفحوص تبين أن النتيجة سلبية. ولكن الدراسة أوضحت أنه بحلول عام 2008 جرى تشخيص 295 حالة إصابة بينهن بسرطان الثدي. وتابعت أن متخصصين في الأشعة فحصوا نتيجة التصوير الأول بالأشعة للثدي ورصدوا أن الأطباء لم يرصدوا إصابة بالسرطان في 72 حالة من بين 295 حالة.

سائل منع الحمل

على صعيد متصل ورغم أن وسائل منع الحمل الحديثة غيرت بشكل جذري حياة المرأة، إلا أنها ليست خالية من المخاطر. ووجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة التوليد وأمراض النساء أن اتباع أسلوب منع الحمل من خلال وضع هرمون الليفونورغيستريل الاصطناعي، أو هرمون البروجيسترون في لولب داخل الرحم، قد يترافق مع وجود نسبة أعلى للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.

وتم تطوير هذا النوع من اللولب باعتباره وسيلة لمنع الحمل، واستخدم في وقت لاحق بمثابة علاج للنساء اللواتي يعانين من غزارة الطمث، والوجع في بطانة الرحم وآلام الحوض المزمنة. ويعتبر الليفونورغيستريل بمثابة بروجيسترون اصطناعي، أي الهرمون الذي يتم إنتاجه بشكل طبيعي في جسم المرأة، من أجل تنظيم التبويض. ويسبب الهرمون تغييرات في بطانة الرحم ومخاط في عنق الرحم، ما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى الرحم، وصعوبة حصول الحمل، بسبب تغييرات في بطانة الرحم، من أجل المساعدة على خفض النزيف.

وسلط باحثون فنلنديون في قسم أمراض التوليد وأمراض النساء في مستشفى هايفينكا الفنلندية الضوء في هذه الدراسة، على العلاقة بين استخدام هرمون الليفونورغيستريل داخل الرحم قبل انقطاع الطمث ومعدل الإصابة بالسرطان، وخصوصا عندما يرتبط الأمر بغدية بطانة الرحم (سرطان جدار الرحم). وشملت الدراسة أكثر من 93 ألف امرأة فنلندية تتراوح أعمارهن بين 30 و 49 عاماً. واستخدمت جميع النساء هرمون البروجيسترون من خلال لولب داخل الرحم، لحل مشكلة الدورة الشهرية القوية بين العامين 1994 و2007. بحسب CNN.

ووجد الباحثون أن هرمون الليفونورغيستريل في اللولب لم يرفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطانات الرحم والمبيض، والبنكرياس، والرئة. ولكن، أوضحت نتائج الدراسة وجود ارتفاع في عدد حالات سرطان الثدي، خصوصاً لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45-49 عاماً، مقارنة بالنساء اللواتي لم يستخدمن هرمون الليفونورغيستريل. وقال المشرف على الدراسة الدكتور تولي سويني إن عدد تشخيص حالات سرطان الثدي الجديدة بين النساء في فنلندا واللواتي استخدمن هرمون الليفونورغيستريل داخل الرحم لحل مشكلة غزارة الطمث، كان أعلى بمعدل 19 في المائة مقارنة بغيرهن من النساء.

اللحوم الحمراء

في السياق ذاته أفادت دراسة أمريكية بأن تناول الكثير من اللحوم الحمراء في مرحلة مبكرة من فترة البلوغ يمكن أن يزيد بنسبة ضئيلة احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وقال باحثون من جامعة هافارد إن استبدال اللحوم الحمراء بمجموعة أغذية تشمل الفاصوليا والبازلاء والعدس والدواجن والمكسرات والأسماك قد يقلل من مخاطر الإصابة بالمرض لدى النساء الأصغر سنا.

لكن خبراء بريطانيين دعوا إلى توخي الحذر، وقالوا إن دراسات أخرى أظهرت عدم وجود علاقة واضحة بين اللحوم الحمراء وسرطان الثدي. وكانت أبحاث سابقة أظهرت أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة يزيد على الأرجح احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء. وتأتي المعلومات الجديدة من الدراسة الأمريكية التي رصدت الحالة الصحية لـ 89 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 24 و43 عاما.

وحلل فريق من الباحثين تحت إشراف كلية هافارد للصحة العامة في بوسطن الأنظمة الغذائية لما يقرب من ثلاثة آلاف امرأة أصبن بسرطان الثدي. وقال الباحثون، في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "بريتيش ميديكال جورنال"، إن "تناول اللحوم الحمراء بنسب مرتفعة في فترة مبكرة من البلوغ قد يمثل عامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي."

وأضافوا أن "استبدال اللحوم الحمراء بمجموعة من البقوليات والدواجن والمكسرات والسمك قد يقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي." ووصفت الطبيبة ماريم فارفيد وزملاؤها في فريق البحث معدلات الخطورة بأنها "بسيطة". وقال تيم كي، أستاذ علم الأوبئة بجامعة أوكسفورد، إن الدراسة الأمريكية توصلت إلى "علاقة ضعيفة فقط" بين تناول اللحوم الحمراء وسرطان الثدي، ولا تعتبر "قوية بشكل كافي لتغيير الأدلة القائمة التي تفيد بعدم وجود علاقة واضحة بين الاثنين".

وأضاف أن "النساء يمكنهن تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال الحفاظ على وزن صحي، وتناول نسبة أقل من المشروبات الكحولية وممارسة الأنشطة البدنية، واستبدال بعض اللحوم الحمراء، التي لها صلة بسرطان الأمعاء، باللحوم البيضاء والفاصوليا والسمك".

وقالت فاليري بيرال مديرة وحدة أمراض السرطان بجامعة أوكسفورد إن عشرات الدراسات قد بحثت في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبطة بالنظام الغذائي المتبع. وأضافت أن "ملخص الأدلة المتاحة يشير إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء له تأثير قليل أو ربما ليس له تأثير على الإطلاق بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، ولذا فإن النتائج من دراسة واحدة لا يمكن النظر إليها بشكل منعزل (عن هذه الدراسات)".

وقالت سالي غرينبوك من جمعية سرطان الثدي الخيرية "بريكثرو" إن الجمعية سترحب بإجراء المزيد من البحث في مدى تأثير اللحوم الحمراء على احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وأضافت أنه "ثبت بالفعل أن النساء يمكنهن تقليل خطورة الإصابة بسرطان الثدي من خلال الحفاظ على وزن صحي وتقليل تناول الكحول وزيادة كيمة النشاط البدني الذي يقمن به".

واعتبرت جاكي هاريس المتخصصة في التمريض السريري في مؤسسة "بريست كانسر كير" أن هذه الدراسة "مثيرة للاهتمام لأنها تبحث في عادات الغذاء للنساء في سن الشباب وتدعم مجموعة الأدلة المتزايدة حول أهمية اتباع نظام غذائي متوازن بشكل جيد". وأضافت أن "ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على وزن صحي للجسم يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن من المهم الإشارة إلى أن ذلك قد لا يقي من الإصابة به تماما". وأشارت إلى أن "التركيبة الأنثوية للمرأة وتقدمها في السن ووجود تاريخ للعائلة يحمل دلالة (للإصابة بسرطان الثدي) تمثل ثلاثة عوامل لاحتمال الإصابة بسرطان الثدي". بحسب بي بي سي.

وأظهرت الأدلة أن هناك علاقة على الأرجح بين تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة واحتمال الإصابة بسرطان الأمعاء. وقد نصحت وزارة الصحة البريطانية الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 90 غراما في اليوم (بعد الطهي) من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بأن يقللوا تلك الكمية إلى 70 غراما.

وتنصح أيضا الإرشادات الصادرة عن جميعة السرطان الأمريكية بتقليل الاستهلاك من اللحوم المصنعة والحمراء. من جهة أخرى، توصلت دراسة منفصلة إلى أن النساء اللاتي لديهن أعداد كبيرة من البقع التي تعرف باسم الشامة على بشرتهن قد يواجهن مخاطر كبيرة للإصابة بسرطان الثدي.

الفحوصات الدورية

من جانب اخر أظهرت دراسة بريطانية أن نحو ثلث النساء يواجهن خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويجب خضوعهن لفحوصات دورية أكثر من مرة كل ثلاث سنوات. وقامت الدراسة بفحص 53,467 امرأة بين عامي 2009 و2013. واكتشف الباحثون أن 14,593 منهن يواجهن "احتمالات أكبر للإصابة" بسرطان الثدي. ويأمل العلماء أن تساعد الدراسة على الوقاية من المرض برفع وعي السيدات بشأن احتمالات الإصابة وتغيير أنماط حياتهن تبعا لذلك.

وعرّفت الدراسة "الاحتمالات الأكبر للإصابة" بأنها إمكانية الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 3.5 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة. وتخضع النساء ما بين سن الخمسين والسبعين لفحص دوري كل ثلاث سنوات لاكتشاف المرض وبدء العلاج مبكرا بقدر الإمكان. ويقول رئيس فريق البحث بجامعة مانشستر، جاريث إيفانز، إن زيادة الوقاية من المرض لا تتعلق فقط بتجنب "صعوبة الموقف عند اكتشافه"، بل "توفر قدرا كبيرا من الأموال للخزينة البريطانية".

وقيّم الباحثون احتمال الإصابة بسرطان الثدي من خلال استبيان يوضح احتمالات الإصابة، كالتاريخ الوراثي ونمط الحياة وبعض التحليلات الوراثية التي جُمِعت من اللعاب. كما شملت الدراسة قياس كثافة أنسجة الثدي، مما يوضح احتمالات الإصابة بالمرض. وقال إيفانز إن النساء الأكثر عرضة للإصابة يمكن أن يخضعن للفحوصات بشكل دوري أكثر من المعتاد في محاولة لاكتشاف المرض في مرحلة مبكرة ومن ثم القضاء عليه.

كما يمكن تبني بعض التغييرات في نمط الحياة، كعمل المزيد من التمارين الرياضية (التي تقلل خطر الإصابة بنسبة 30 في المئة)، والحفاظ على الوزن المناسب. وفي عام 2012، نشرت دراسة عن فاعلية الفحص الدوري، وأثير نقاش بشأن مبدأ "المبالغة في التشخيص". وتخضع النساء في هذه الحالة إلى علاج غير ضروري، كالتداخل الجراحي والعلاج بالهورمونات والعلاج الكيميائي، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية. بحسب بي بي سي.

وقال مايكل مارموت، الأستاذ بجامعة لندن، إن الدراسة قد تساعد في هذه الشأن بالتعرف على الإصابات الأشد خطورة واستخدام العلاج المناسب. وأضاف أنه لابد من إعادة تقييم بعد مرور عام أو اثنين دون إجراء فحص، وعلاقة ذلك بالإصابة. ويعمل إيفانز حاليا على مخاطبة برامج الخدمات الصحية لتمويل النمط الجديد من فحوصات سرطان الثدي. وقال متحدث باسم برامج رصد سرطان الثدي التابعة للخدمات الصحية الوطنية إنه سيتم أخذ الدراسة في الاعتبار إذا ثبتت صحة هذا النمط. وتوفر هيئة الخدمات الصحية الوطنية فحصا دوريا بشكل أكبر للنساء الأشد عرضة للإصابة، من خلال معلومات بشأن سجلهن العائلي.

التمارين الرياضية

على صعيد متصل تقول دراسة أمريكية حديثة إن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في الشفاء بعد الإصابة بسرطان الثدي، لكن العديد من النساء لا يمارسنها بالقدر الكافي. وقالت جماعات تعمل في مكافحة مرض سرطان الثدي في المملكة المتحدة إن النساء هناك يحتجن أيضا إلى مزيد من الدعم من أجل الاستمرار في ممارسة النشاط بعد الإصابة بذلك المرض. وبحثت الدراسة في مستويات ممارسة التمارين الرياضية لدى 1.735 امرأة قبل تشخيص المرض وبعده، تتراوح أعمارهن ما بين 20 و 74 عاما، وأصبن بالمرض في الفترة ما بين 2008 و2011 في نورث كارلوينا.

وينصح البالغون في الولايات المتحدة وبريطانيا بممارسة التمارين البدنية المعتدلة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيا، أو التمارين القوية لمدة 75 دقيقة على الأقل أسبوعيا. لكن الدراسة وجدت أن 35 في المئة فقط من النساء المصابات بالمرض يلتزمن بتلك النصائح. ويقول ناشطون في مجال مكافحة سرطان الثدي في بريطانيا إن النساء هناك بحاجة إلى ممارسة المزيد من الأنشطة الرياضية.

وقالت كارولين دالتون من جمعية بريكثرو لمكافحة سرطان الثدي: "ثبت أن ممارسة النشاط البدني بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي تحسن من فرص نجاة المريضة، كما أن ثمة أدلة على أنها قد تساعد في تقليل مخاطر عودة الإصابة بسرطان الثدي". وأضافت: "وبرغم أن هذه الدراسة أجريت في الولايات المتحدة وليس في بريطانيا، تشير النتائج إلى أن النساء اللاتي شخصت إصابتهن بسرطان الثدي يحتجن إلى دعم أفضل من أجل الاستمرار في ممارسة النشاط".

وتقول دالتون إنه ليست هناك إرشادات محددة حاليا بشأن الحجم الدقيق للنشاط البدني المطلوب بعد تشخيص الإصابة بالمرض، لكنها أضافت أن جمعية بريكثرو لمكافحة السرطان "تستهدف ثلاث ساعات ونصف من النشاط البدني أسبوعيا، بعد مراجعة الفريق المعالج لمعرفة ما يناسبك". بحسب بي بي سي.

وقالت البارونة ديلتون مورغان، الرئيس التنفيذي لجمعية "كامبين" لمكافحة سرطان الثدي: "أظهرت الدراسات الحديثة أن الزيادة البسيطة في ممارسة النشاط الرياضي بعد الإصابة بسرطان الثدي يمكن أن تعطي النساء فرصة أفضل للشفاء". وأضافت مورغان: "ولهذا أصبح من الضروري أن تُعطى النساء خطة مكتوبة وواضحة للرعاية الصحية، التي ينبغي أن تتضمن نصائح عملية بشأن النظام الغذائي وممارسة النشاط الرياضي".

عقار أروماسين

الى جانب ذل قال باحثون أمريكيون إن نتائج استخدام عقار أروماسين المثبط لهرمون الاستروجين أفضل من العلاج التقليدي بعقار تاموكسيفين من حيث منع ارتجاع أنواع السرطان لدى الشابات ممن هن في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان الثدي وهو إكتشاف من شأنه ان يغير أساليب علاج هؤلاء المريضات. وعقار أروماسين -الذي تنتجه شركة فايزر للمستحضرات الدوائية ويباع خارج العلامة التجارية المسجلة تحت الاسم التجاري اكسيميستين- فئة من المجموعات العلاجية يطلق عليها اسم مثبطات الأروماتيز وتستخدم عادة للنسوة في فترة ما بعد انقطاع الطمث لعلاج انخفاض مستوى هرمون الاستروجين.

والأروماتيز انزيم يحول هرمون الاندروجين الى كميات صغيرة من هرمون الاستروجين. وبالنسبة الى النسوة في فترة ما قبل انقطاع الطمث ممن يعانين من أنواع من السرطان تتاثر بالهرمونات فان العلاج المعياري لمنع ارتجاع الأورام هو العلاج خمس سنوات بعقار تاموكسيفين أما النساء الأكثر عرضة لخطر الاصابة بالأورام فان الاطباء في بعض البلدان يوصون بتعاطي عقار اكسيميستين إضافة الى نوع آخر من العلاج لوقف نشاط المبيضين وبالتالي وقف نشاط هرمون الاستروجين.

ومثل هذا الاسلوب العلاجي لا يتبع عادة في الولايات المتحدة لعدم توافر أدلة كافية على جدواه. وأجرى باحثون دوليون تجارب على ما إذا كان استخدام مثبطات الأروماتيز إضافة الى العلاجات التي تمنع نشاط المبيضين أفضل من العلاج بعقار التاموكسيفين وذلك في تجربتين اكلينيكيتين شملت 4690 من النسوة في فترة ما قبل انقطاع الطمث.

وخضعت جميع النسوة في هذه الدراسات لعلاج ما لوقف نشاط المبيضين -إما من خلال عقار يسمى تربتوريلين وإما باستئصال المبيضين جراحيا أو عن طريق الاشعاع- وعلاوة على ذلك خضعت مجموعة للعلاج بعقار اكسيميستين والأخرى بعقار تاموكسيفين. وقالت أوليفيا باجاني من معهد علاج الأورام في جنوب سويسرا ان تحليلا مشتركا للتجربتين الدوليتين -عرض على الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في شيكاجو- أظهر ان عقار اكسيميستين كان الأفضل في منع الاورام بعد وقف وظائف المبيضين لدى المريضات.

وعرضت نتائج دراستها امام الاجتماع السنوي في شيكاجو وستنشر هذا الاسبوع في دورية نيوانجلاند الطبية. وقال كليفورد هاديس وهو خبير في علاج أورام الثدي ورئيس الجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام إنه من وقف نشاط المبيضين تمثل مثبطات الأروماتيز خيارا لمنع مخاطر ارتجاع الأورام. بحسب رويترز.

إلا انه تبقى بعض الاسئلة. فعلى الرغم من جدوى مثبطات الأروماتيز في منع ارتجاع الأورام إلا ان الباحثين لم يقدموا حتى الآن بيانات تبين ما اذا كان العلاج يشمل أيضا إطالة أمد البقاء على قيد الحياة بالمقارنة بالتاموكسيفين. كما لم يتضح ايضا ما اذا كان وقف نشاط المبيضين يفيد النسوة اللائي يعالجن بالتاموكسيفين وحده وهو الذي يمثل العلاج القياسي حاليا في الولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/آيلول/2014 - 12/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م