ابادة التنوع في العراق..

حلقة نقاشية حقوقية تدعو لحماية الاقليات العراقية

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: عقدت في بغداد حلقة نقاشية تحت عنوان (ابادة التنوع في العراق) وبرعاية مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية، قدمت فيها الاوراق البحثية التالية:

الايزيدية وازمة سنجار الاخيرة، صائب خدر، ازمة نزوح الشبك، محمد الشبكي، التصور الاسلامي للاخر، علاء حميد، ابادة التنوع في العراق، سعد سلوم.

قدمت للحلقة الدكتورة امنة الذهبي مديرة مؤسسة مسارات وبدأت حديثها بالقول هل حقا نحن في القرن الواحد والعشرين حيث تنتهك الارواح وتغتصب النساء، وهل ما يجري في العراق يتفق مع حقيقة كون هذا البلد هو ارض التشريعات والقوانين منذ اقدم العصور، وهل يمكن للاسلام، اسلام المحبة والرحمة، ان يسكت عن تلك الانتهاكات التي يقوم بها مدعوا الانتساب اليه؟.

قبل تقديم الباحثين لاوراقهم، عرض في الحلقة النقاشية على الجمهور، فلم وثائقي من انتاج المؤسسة حمل تسمية (الفرمان الاخير.. وثائقي عن ابادة الايزيديين) وكلمة (الفرمان) تشير الى الاوامر التي كان يصدرها العثمانيون في حقبة حكمهم للعراق لابادة الايزيديين.

الورقة الاولى كانت للباحث الايزيدي (صائب خدر) وجاءت تحت عنوان (الايزيدية وازمة سنجار الاخيرة) تناول فيها الابادة الاخيرة من خلال محاور (سياسية – دينية – انسانية).

وذكر الباحث تعليقا على الفلم ان الدولة العثمانية قد اصدرت طيلة حكمها للعراق ثلاثة وسبعين فرمانا ضد الايزيديين، مما جعلهم وبحكم المجازر المتعددة ضدهم، يستقرون على جبل سنجار، معتبرينه حصنا طبيعيا لحمايتهم.

وتطرق الباحث الى المحاور السياسية والادارية التي نظمت علاقة الايزيديين بالحكومة العراقية بعد العام 2003 وتعرضهم للتجاذبات السياسية – الادارية بسبب المادة 140 حول المناطق المتنازع عليها بين المركز واقليم كردستان.

ضمّن الباحث ورقته الكثير من الارقام التي تكشف عن حجم الجريمة التي تعرض لها الايزيديون.

فهناك 8000 ايزيدي قتل، و450 الف شردوا من ديارهم، تبلغ نسبة النساء والاطفال منهم 70%، مع اختفاء 2761 امراة ايزيدية، منهن 300 امراة في سوريا، يعرضن للبيع والتبادل بين المقاتلين من تنظيم داعش، وقد وثّق المرصد السوري ل27 امراة منهن بيعت بسعر 1000 دولار للمراة الواحدة.

ويذكر الباحث، ان هناك مايقرب من 70 طفلا قد ماتوا اثناء النزوح، و240 طفلا معرضون للموت بسبب الجفاف ونقص السوائل، وفيما يتعلق بمعابد الايزيديين، فقد تم تدميرها جميعها وهي سبعة معابد، مع تدمير مسجد السيدة زينب (عليها السلام) في سنجار. ولازالت داعش تسيطر على 70% من مناطق سنجار.

يخلص الباحث، الى ان الايزيديين قد فقدوا الثقة بحكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية، وهم لايفكرو بالعودة الى مناطقهم الا تحت ظل حماية دولية وتحت الفصل السابع، تضمن حقوقهم وحقوق الاقليات الاخرى التي تقطن سهل نينوى، مثل المسيحيين والشبك الشيعة والكاكائيين.. وذكر الباحث مطالب المجلس الروحاني الايزيدي والمتضمنة:

الاعتراف الدولي بان ماحدث للايزيديين هو جريمة ابادة جماعية، تقديم المساعدات الانسانية بما يتوافق وحجم الضرر الواقع، اتخاذ اجراءات دولية عاجلة لانقاذ المختطفين، تسهيل اجراءات اللجوء للنازحين، اقامة منطقة عازلة وامنة في سهل نينوى.

واخيرا يقدم الباحث شكر الايزيديين لمواقف المرجعيات الشيعية من ماساتهم، ويشير الى فتوى السيد حسين الصدر وبيان السيد السيستاني.

في ورقته، التي حملت عنوان (ازمة نزوح الشبك) لايجد الباحث محمد الشبكي غير الارقام تعبيرا عن حجم المأساة التي يتعرض لها الشبك الشيعة في منطقة سهل نينوى، ويشير الى ان اخر الاحصائيات قد وصلت الى 18000 عائلة نازحة الى محافظة واسط، وان هناك 200 عائلة لا زالت تعيش ظروفا ماساوية اسفل جبل سنجار من جهة القحطانية، ويرى الباحث، انه اذا كان للاقليات الاخرى فرصا بالهجرة الى خارج العراق، فان الشبك الشيعة لايملكون غير وطن ومكان واحد لهم وهو سهل نينوى، ويطالب بتامين الحماية لمن يريد العودة الى مناطق سكناه.

الباحث الانثروبولوجي علاء حميد، وفي ورقته التي حملت عنوان (التصور الاسلامي للاخر) يطرح عددا من الاسئلة، من اين تستمد هذه الجماعات تصورها الاسلامي؟ كيف يتم بناء هذا التصور؟ من اين يستمد التصور الاسلامي مفاهيمه؟ يجيب عن ذلك بقوله من القران والسنة.

ثم يتساءل، كيف يمكن فهم القران والسنة من قبل تلك الجماعات؟

حسب العلوم الاجتماعية، يرى الباحث ان هناك عدة اسلامات وليس اسلاما واحدا، فالاسلام الروسي على سبيل المثال يختلف عن الاسلام الامريكي، وهما بدورهما يختلفان عن الاسلام المغربي او الجزائري، ويرى ايضا، ان صراع التيارات السلفية هو مع الاسلام المؤسسي، وان تلك الجماعات قد تلقت تعاليمها من السنة وليس القران لان السنة لاتحتمل التاويل.

ويعتقد الباحث، ان هناك لحظتان في اسلام الجماعات السلفية، الاولى هي لحظة ابن تيمية والثانية هي لحظة محمد بن عبد الوهاب، ويطالب بالعودة الى دراسة حياة ابن تيمية والتي شكلت صدمة المغول لحظة حاكمة في حياته وفكره، اما محمد عبد الوهاب، فقد ذهب الى الحدود القصوى في تصوره لافكار ابن تيمية، وهو ايضا محكوم بالتداعيات التي رافقت العقود الاخيرة لتداعي الدولة العثمانية.

اما سعد سلوم في ورقته والتي حملت عنوان (ابادة التنوع في العراق) فهو يعتبر ماحصل من ابادات جماعية للايزيديين والمسيحيين والشبك والشيعة في تلعفر نوع من 11 ايلول عراقي، يقتضي منا التوقف عنده ومراجعته، وهي ازمة جديرة بالتوقف عندها وعدم عبورها دون الاستفادة مما وفرته من فرصة رغم قسوتها.

وياسف سعد سلوم بشدة لما الت اليه احوال الاقليات في العراق، رغم انها تمثل مركز الجذب للمنتمين اليها من كافة انحاء العالم.. فالكلدان والصابئة والايزيدية، وبحكم تواجد زعمائها في العراق، فهو المركز المرجعي للمنتمين لتلك الطوائف من جميع البلدان.

يقترح سعد سلوم، ان تقوم الحكومة بسن تشريعات لحماية التنوع الاثني والديني في العراق، وتغيير المناهج الدراسية التي تحث على الكراهية والاقصاء، مع اقامة شبكة من العلاقات مع رجال الدين المعتدلين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/آيلول/2014 - 10/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م