هل سيحشد مأزق المحتجزين ائتلافا دوليا ضد داعش؟

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي قام فيه تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش) بذبح الرهينة الامريكي الثاني (ستيفن سوتلوف)، عزز الرئيس الامريكي باراك اوباما السفارة الامريكية في العاصمة العراقية بغداد بجنود اضافيين (350) جندي، اضافة الى ارسال مسؤولين ومستشارين كبار الى الشرق الاوسط، والتشاور مع حلف شمال الاطلسي، في مسعى، على ما يبدو، يهدف الى "تشكيل ائتلاف دولي ذي قاعدة عريضة لتنفيذ استراتيجية شاملة لحماية مواطنينا ودعم شركائنا"، من اجل الحد من خطر الجماعات المتطرفة التي تحدت الولايات المتحدة الامريكية بصراحة وقوة، سيما وان تصريحات كبار المسؤولين الامنيين بينت ان المعلومات التي تملكها الاجهزة الاستخبارية الامريكية، عن شبكات التجنيد والدعم المالي واللوجستي لدى التنظيم، معلومات شحيحة للغاية، في اشارة واضحة ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعرف من تقاتل هذه المرة، كما يرى خبراء ومحللون.

واثارت الهجمات الاخيرة للتنظيم، وتوسعه الكبير في سوريا والعراق، اضافة الى ذبح الرهائن الامريكان، ردود افعال واسعة في الكونغرس الامريكي، انتقد بمجملها سياسية اوباما الخارجية، وحملتها المسؤولية في تردي الوضع الامني في منطقة الشرق الاوسط والذي بات يهدد مصالح الولايات المتحدة الامريكية فيها، وفيما يعكف الفريق الاستشاري للرئيس على دراسة الخيار وتقديم افضلها، ما زالت سياسية الولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمة في العراق وسوريا غير واضحة المعالم، واكتفى أوباما بالتوضيح بان "أولويتي في هذه المرحلة هي ضمان دحر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن العراق لديه الفرصة ليحكم نفسه بفاعلية وتأمين نفسه"، وأضاف أن "الخيارات التي طلبها من المخططين العسكريين في وزارة الدفاع تركز في الأساس على التأكد من أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يكتسح العراق".

امام في سوريا فيبدو الوضع مختلفا تمام، فنوعية السلاح الذي يمتلكه مقاتلي تنظيم داعش، واندماجهم مع السكان في مناطق عمرانية كبيرة، وقلة المعلومات الاستخبارية (والتي افشلت مهمة سابقة لقوات النخبة الامريكية في انقاذ رهائن امريكيين من داخل سوريا في مهمة سرية بداية الصيف)، اضافة لتطوير مقاتلي التنظيم انفسهم في مواجهة الضربات الجوية عن طريق الطائرات من دون طيار، كلها وغيرها، امور قد تعيد النظر في اي عملية عسكرية قد يقدم عليها في سوريا، على الرغم من الضغط الذي يتعرض له في الوقت الراهن، لكن، وبحسب متابعين، قد يعول على تشكيل تحالف دولي واسع النطاق، كما حدث في ليبيا، لإنهاء وجود تنظيم داعش في سوريا والعراق، ربما تعمل الولايات المتحدة على تشكيله في الوقت القريب.

مأزق المحتجزين

في سياق متصل يقول مسؤولون إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تحرز تقدما يذكر في الجهود الرامية للإفراج عن ثلاثة أمريكيين يحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن قطع التنظيم رأس الصحفي جيمس فولي، وأضاف المسؤولون أن الصحفي ستيفن سوتلوف واثنين اخرين يحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية ضمن اقل من عشرة غربيين، وقالوا إن عمليات الخطف كانت لا تستهدف حتى وقت قريب سوى الحصول على مبالغ فدى، وتقول الحكومة الأمريكية إنها لا تدفع فدى أو تتفاوض مع تنظيم الدولة الإسلامية، وأجرت واشنطن اتصالات مع نحو 24 دولة للمساعدة في تحرير الثلاثة ولكن لا توجد دولة أجنبية لديها تأثير على ما يبدو أو حتى اتصال مهم مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي أعلن قيام خلافة إسلامية في اجزاء من العراق وسوريا.

وقال مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "ما وجدناه هو ان التنظيم لا يمكن" التواصل معه، وقال مسؤول اخر بالإدارة إن واشنطن تعمل مع الدول الغربية الاخرى التي يحتجز التنظيم عددا من مواطنيها رهائن كما تعمل مع قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وجهات أخرى في المنطقة تعتقد الولايات المتحدة ان لها تأثيرا على جماعتي النصرة والدولة الإسلامية، ولم يحظ مصير الرهائن باهتمام يذكر من الرأي العام إلى ان بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا في 19 أغسطس آب لمقتل فولي، ويمثل مصير الرهائن الان تحديا محبطا لأوباما، وقال بروس ريدل وهو مسؤول سابق بالمخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض ويعمل حاليا بمعهد بروكنجز إن تنظيم الدولة الإسلامية "اكثر صعوبة في التعامل" من إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية اللتين سبق ان احتجزتا أمريكيين رهائن، وأضاف أن هذه الجماعة "تريد ترهيب الأمريكيين ولا تهتم في واقع الأمر بابرام صفقات".

وطلب المسؤولون الأمريكيون وأنصار الرهائن الباقين عدم الكشف عن معظم التفاصيل المتعلقة بهم والجهود الرامية لتحريرهم، ومن بين الأمريكيين الثلاثة المخطوفين ستيفن سوتلوف وهو صحفي حر خطف في سوريا في أغسطس آب 2013، وفي نهاية التسجيل المصور الذي يعرض عملية قتل فولي هدد متشدد بقتل سوتلوف، وناشدت شيرلي والدة سوتلوف أبو بكر البغدادي (الذي أعلنه التنظيم خليفة له) الافراج عن نجلها في رسالة مصورة، وذكرت محطة ايه.بي.سي نيوز ان من بين الرهائن الأمريكيين الاخرين عاملة اغاثة انسانية (26 عاما) يطالب تنظيم الدولة الإسلامية بالحصول على 6.6 مليون دولار فدية للافراج عنها.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن ليزا موناكو كبيرة مستشاري أوباما في مجال مكافحة الارهاب "تشارك بشكل كبير في هذه المسألة"، وأضاف المسؤول أن موناكو ووزارة الخارجية الأمريكية ومكتب التحقيقات الاتحادي على اتصال بعائلات الرهائن، وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "تتواصل الإدارة بانتظام مع عائلات الأمريكيين المحتجزين في سوريا منذ خطف ذويهم، هذه التفاعلات يشارك فيها ممثلون من جميع الوكالات المعنية بما في ذلك وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الاتحادي وأجهزة المخابرات والبيت الأبيض". بحسب رويترز.

وأجاز أوباما عملية سرية في سوريا في يوليو تموز لانقاذ فولي والرهائن الأمريكيين الاخرين لكنهم لم يكونوا في الموقع الذي كان من المعتقد انهم محتجزون به، وأي محاولة انقاذ اخرى ستكون محفوفة بالمخاطر للقوات الخاصة الأمريكية والرهائن، وقال مسؤولون إن الجهود الدبلوماسية الأمريكية تهدف أيضا إلى اقناع الدول الأوروبية بعدم دفع فدى، ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن فرنسا وإسبانيا وإيطاليا سمحت أو سهلت دفع مبالغ فدى لتحرير مواطنين كانوا محتجزين في سوريا، وأفرج تنظيم الدولة الإسلامية عن عدد من الصحفيين الأوروبيين هذا العام منهم اسبانيان في مارس اذار وأربعة فرنسيين في إبريل نيسان، ونفت الحكومة الفرنسية انباء افادت بانها دفعت فدية لتحرير الأربعة، ولم تعلق وزارة الخارجية الإسبانية على الأمر.

وقال بول بيلر وهو محلل كبير سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويعمل حاليا في جامعة جورجتاون إن سياسة الولايات المتحدة المتعلقة برفض دفع مبالغ فدى لمنع المزيد من عمليات احتجاز الرهائن "تماثل على الأرجح ذهابنا إلى حكومات لها تأثير على التنظيم بشان مسألة احتجاز الرهائن"، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن قطر لعبت دورا حاسما في اقناع جبهة النصرة الجناح الرسمي للقاعدة في سوريا بالإفراج عن الصحفي الأمريكي بيتر ثيو كيرتس الذي كانت تحتجزه منذ عام 2012، وقال مصدر خليجي إن قطر تعمل للمساعدة في الإفراج عن الأمريكيين الاخرين المحتجزين في سوريا لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الحكومة القطرية ليس لها أي تأثير يذكر على تنظيم الدولة الإسلامية.

لا توجد استراتيجية عسكرية

الى ذلك قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة لم تضع بعد استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في اعتراف بعدم اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربات جوية ضد الجماعة المتشددة، وأثار تعليق أوباما خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض قبل اجتماع لمستشاري الأمن القومي بشأن كيفية التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية انتقادات من الجمهوريين قابلها توضيح من المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست، وقال عضو مجلس النواب الجمهوري توم برايس في رسالة على موقع تويتر "الرئيس يقول (ليست لدينا استراتيجية بعد) للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، هذا واضح وغير مقبول على نحو متزايد"، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما كان يشير إلى الخيارات العسكرية وان الرئيس لديه استراتيجية شاملة لمواجهة الجماعة من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وقرر أوباما في وقت سابق البدء في طلعات جوية فوق سوريا للاستطلاع مما اثار تكهنات بانه على وشك توسيع نطاق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق إلى سوريا، ولاقى القرار انتقادات من بعض المشرعين الذين عبروا عن قلقهم لعدم التشاور معهم على نحو ملائم بشأن التحركات الأمريكية المحتملة، وكان أوباما تراجع عن شن ضربات جوية في سوريا قبل عام لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ويحجم عن التدخل في الحرب الأهلية السورية ويعتقد انه ليس امام الولايات المتحدة الكثير من الخيارات. بحسب رويترز.

لكن الغضب العام ازاء ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي قاد أوباما للنظر في توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتقصر الولايات المتحدة حتى الان هجماتها على اهداف للتنظيم في العراق، وقال أوباما إنه طلب من وزير دفاعه تشاك هاجل إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وقال إن وزير الخارجية جون كيري سيسافر إلى المنطقة للمساعدة في اقامة تحالف ضد التنظيم المتشدد، ولا تقتصر استراتيجية أوباما تجاه تنظيم الدولة الإسلامية على العمل العسكري بل تتضمن دعم المعارضين السنة المعتدلين في سوريا والتشجيع على تشكيل حكومة وحدة في بغداد بين الشيعة والسنة الذين يخوضون صراعا طائفيا، وتتزايد مخاوف الكونجرس من احتمال قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات عسكرية في سوريا، ووعد أوباما بأن يتشاور مع الكونجرس لكنه لم يتعهد بالسعي للحصول على تفويض محدد من الكونجرس خلافا لما حدث قبل عام اثناء بحث توجيه ضربات ضد سوريا.

تحديات هائلة في سوريا

من جانبهم قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن القوات الأمريكية تواجه تحديات هائلة في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس باراك أوباما إمكانية شن هجوم جوي على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ومن هذه التحديات عدم كفاية معلومات الاستخبارات عن الأهداف المحتملة ومخاوف من احتمال استخدام الدفاعات الجوية السورية ومن احتمال امتلاك المتشددين أسلحة مضادة للطائرات، وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية إعداد الخيارات بشأن مهاجمة مقاتلي الدولة الإسلامية بعد أن نشر التنظيم مقطع فيديو يصور ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي.

ويقول مسؤولون إن مداولات فريق الأمن القومي الذي يعمل مع أوباما حول توسيع نطاق الضربات الجوية الموجهة للدولة الإسلامية لتشمل سوريا أيضا إلى جانب العراق تزايدت في الأيام الأخيرة، ومن غير الواضح موعد بدء الهجمات لكن موافقة أوباما على إجراء عمليات استطلاع جوي فوق سوريا رفعت التوقعات أنه سيوافق على الهجمات ولن يتراجع مثلما حدث في العام الماضي بعد أن هدد بمهاجمة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ومن المرجح أن يتركز أي هجوم جوي على قيادات الدولة الإسلامية ومواقعها حول مدينة الرقة الواقعة في معقل التنظيم في شرق سوريا وكذلك المناطق الحدودية التي سهلت لقوات التنظيم اجتياح ثلث مساحة العراق، لكن كل خيار يحمل مخاطر في طياته.

وقال ارون ديفيد ميلر المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية "توجد كل أنواع المحاذير والمخاطر التي تشير إلى أن الضربات الجوية في سوريا قد لا تكون فكرة عظيمة، لكن هذا لا يعني أنها لن تحدث"، وستكون مهمة ضرب الأهداف الصحيحة في سوريا أكثر صعوبة منها في العراق لنقص معلومات الاستخبارات على الارض على النقيض من الوضع في شمال العراق حيث قدمت القوات العراقية والكردية المعلومات، وحتى الآن لم تصبح المعارضة السورية التي تحظى بدعم أمريكي ويمكن أن تقدم المعلومات المطلوبة قوة قتالية يعتد بها، ومن غير الواضح على سبيل المثال ما إذا كان باستطاعتها أن توفر عناصر رصد متقدمة ضرورية لتوجيه أي ضربات جوية في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.

كذلك فإن الدفاعات الجوية روسية الصنع في سوريا مصدر قلق آخر، فما زالت هذه الدفاعات سليمة إلى حد كبير بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الأهلية في البلاد، وربما يقرر الأسد عدم استخدام هذه الدفاعات الجوية اقتناعا بأنه قد يستفيد من الهجوم الجوي الأمريكي على الدولة الإسلامية، فقد واجه صعوبات في صد تقدم التنظيم الذي خرج من عباءة القاعدة والذي استولى على ثلاث قواعد عسكرية سورية في شمال شرق سوريا في الأسابيع الأخيرة بفضل السلاح الذي استولى عليه في العراق، كما أنه قد يواجه ردا أمريكيا على أي تدخل من الجانب السوري في الحملة الجوية الأمريكية، ويخشى المخططون العسكريون الغربيون بدرجة أكبر وجود أسلحة مضادة للطائرات ربما تكون لدى مقاتلي التنظيم.

وقال ايريك تومسون كبير محللي الدراسات الاستراتيجية في مركز التحليلات البحرية الذي يقدم المشورة للجيش الأمريكي "تسيير طائرات فوق سوريا مختلف جدا عنه في العراق، فالدفاعات الجوية أكثر تطورا وبعضها في أيدي الدولة الإسلامية"، وفي تقرير صدر أخيرا وصفت مجموعة أبحاث مستقلة باسم مسح الأسلحة الصغيرة ومقرها جنيف تفاصيل نظم صواريخ تطلق من على الكتف في أيدي المقاتلين المتشددين، ومن الواضح أن بعضها سرق من مخزونات حكومية والبعض الاخر قدمته مصادر خارجية في دول أخرى.

واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية علنا أنها تملك معلومات غير كافية عن تحركات مقاتلي الدولة الإسلامية وقدراتهم وقد انعكس هذا في المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات أمريكية خاصة لإنقاذ رهائن أمريكيين في يوليو تموز الماضي، ويفتح نقص المعلومات الباب أمام إمكانية سقوط ضحايا بين المدنيين من جراء الضربات الجوية الأمريكية في سوريا لا سيما في ضوء سرعة حركة المقاتلين المتشددين واندماجهم وسط السكان المدنيين في مناطق عمرانية مثل الرقة، والخيارات المتاحة أمام أوباما في القوة الجوية لتوجيه الضربات كثيرة من الطائرات دون طيار إلى مقاتلات ستيلث بالإضافة إلى إمكانية إطلاق صواريخ من السفن الحربية في البحر أو الطائرات المنطلقة خارج الأجواء السورية.

ومن الممكن استخدام الطائرات دون طيار التي تعد السلاح المفضل لدى أوباما في محاربة القاعدة في باكستان واليمن لكنها ربما تستخدم للاستطلاع أكثر منها في توجيه الضربات الصاروخية، وفي ضوء احتمال سقوط ضحايا من المدنيين وعدم مهاجمة الأهداف الصحيحة فإن القوات الأمريكية تفضل في العادة تسيير طائرات دون طيار مع عناصر استخبارات على الارض في وقت واحد، ويقول مسؤولون أمريكيون على دراية بأساليب تنظيم الدولة الإسلامية إن استخدام قياداته للتشفير في اتصالاتهم متطور جدا ويعرقل محاولات اقتفاء أثرهم، ونتيجة لذلك فمن المتوقع أن يتعذر الوصول إلى قادة التنظيم مثل زعميه أبو بكر البغدادي.

حملة دولية

فيما قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك، وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان، وكانت ألمانيا قالت إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين اخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها أوضحت أنها لن تشارك، وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين "نعمل مع شركائنا ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة، ثمة عدة وسائل للمساهمة: انسانية وعسكرية ومخابراتية ودبلوماسية".

ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة فبعض الحلفاء الموثوق بهم مثل بريطانيا لديهم ذكريات مريرة عن انضمامهم للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 والذي ضم قوات من 38 دولة، وكانت فرنسا قد رفضت المشاركة في الغزو، وتبين كذب الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وهي الادعاءات التي حفزت التحالف على التحرك، وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها اذا دعت الضرورة ضد المتشددين الذين استولوا على ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا واعلنوا عن حرب مفتوحة ضد الغرب ويرغبون في اقامة مركز للجهادية في قلب العالم العربي.

واجتمع مسؤولون كبار بالبيت الأريض لبحث استراتيجية لتوسيع الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك امكانية شن ضربات جوية على معقل المتشددين في سوريا وهو تصعيد من المؤكد ان يكون اكثر خطورة من الحملة الأمريكية الحالية في العراق، وفي حين رحبت حكومة العراق بالدور الذي تقوم به الطائرات الحربية الأمريكية في الهجوم على المتشددين فإن الرئيس السوري بشار الأسد حذر من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا. بحسب رويترز.

وقالت السفارة البريطانية في واشنطن انها لم تتلق اي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جوية، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت إن المساعدات الانسانية في العراق قد تتواصل لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت استراليا ستنضم إلى اي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة، وذكر المتحدث باسم أبوت "ردنا على اي طلب من الولايات المتحدة أو من حلفاء وشركاء مقربين اخرين سيتوقف على ما اذا كان هناك غرض انساني شامل يمكن تحقيقه ووجود دور واضح ومتناسب لأستراليا بالإضافة إلى تقييم دقيق للأخطار"، ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الانسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على أسلحة المتشددين في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء فيما يتعلق بدعم عمل عسكري جديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/آيلول/2014 - 8/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م