داء ايبولا... وباء قاتل وسريع الانتشار

 

شبكة النبأ: في الاونة الاخيرة انتشر وباء ايبولا القاتل على نحو مضطرد جدا في العديد من الدول الافريقية واودى بحياة اكثر من ألف شخص، خصوصا وان الكثير من التقارير تشير الى ان الموجة الحالية للفيروس هي الأكبر في التاريخ، وهو ما قد يتسبب بحدوث كارثة خطيرة قد تجتاح جميع دول العالم، تلك التقارير وبحسب بعض المراقبين كانت سببا مهما في اثارة حالة من الرعب والقلق الدولي الذي عجز عن ايقاف هذا الخطر المميت او الحد من انتشاره خصوصا مع عدم وجود اي لقاح أو علاج لهذا الفايروس الذي ينتقل بين البشر او الحيوانات عن طريق ملامسة سوائل الجسم والذي تصل فيه معدلات الوفاة إلى 90 %.

وكل العلاجات المتوفرة حاليا وكما تشير بعض المصادر هي علاجات تجريبية لم تحقق اي نجاح ملموس. وأفضلها هو الـ: "زْمَابْ" الذي تُعلَّق عليه آمال كبيرة بعد اختباره على طبيبيْن أمريكييْن أصيبا بفيروس إيبولا في ليبيريا قبل أسابيع قبل نقلهما إلى بلدهما لتلقي العلاج. وقد أعطتْ التجربة التي لم تنته بعد حتى الآن نتائج مشجعة.

غير أن العلاج ذاته فشل في حالة الراهب الإسباني ميغيل باخاريس الذي توفي في مستشفى في مدريد بعد إصابته في ليبيريا. ومع ذلك، وبترخيص من المنظمة العالمية للصحة، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية كمية من هذا الدَّواء إلى ليبيريا لمساعدتها على مكافحة هذه العدوى التي تهدد الصحة البشرية في كل العالم.

تفشي الوباء

وفي هذا الشأن فقد قالت منظمة أطباء بلا حدود إن تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا سوف يستغرق ستة أشهر من العمل للسيطرة عليه.  ودعت مديرة منظمة أطباء بلا حدود، جوان ليو، في جنيف إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية التي تقودها منظمة الصحة العالمية. وأضافت مدير أطباء بلا حدود أن السيطرة على تفشي الوباء في ليبيريا التي سجل فيها أكثر من 300 وفاة من الأهمية بمكان لاحتواء الوباء. وأوضحت مديرة أطباء بلا حدود قائلة إذا لم "نسيطر على الوباء في ليبيريا، فلن نتمكن أبدا من السيطرة على الوباء في المنطقة".

وتابعت ليو قائلة "فيما يخص الوقت، نحن لا نتحدث عن أسابيع وإنما نتحدث عن أشهر. نحتاج إلى التزام لمدة أشهر أي ستة أشهر على الأقل." واستدركت قائلة "وهذا تقدير مغرق في التفاؤل إذا صح القول". وقالت مدير أطباء بلا حدود "جميع الحكومات يجب أن تبادر إلى التصرف. يجب التصرف الآن إن كنا نريد احتواء الوباء".

وشهدت ليبيريا أكبر عدد من الوفيات بسبب إيبولا وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق إن حجم وباء إيبولا "استخف به على نحو كبير". وأضافت المنظمة الدولية أن ثمة حاجة إلى "اتخاذ إجراءات استثنائية". وقالت المنظمة إن موظفيها والعاملين فيها شاهدوا ما يكفي من الادلة ليتأكدوا بأن عدد حالات الاصابة المبلغ عنها وعدد الوفيات لا تعكس حجم الازمة الحقيقي.

وقالت المنظمة في بيان إنه "ينبغي اعتماد اجراءات استثنائية" لمحاربة تفشي المرض وانتشاره. قالت المنظمة في بيان إنه "ينبغي اعتماد اجراءات استثنائية" لمحاربة تفشي المرض وانتشاره وكان الانتشار الحالي لمرض ايبولا (الذي كان يعرف بالحمى النزفية في السابق) قد بدأ في غينيا في فبراير/ شباط الماضي، وقد انتشر منذ ذلك الحين الى كل من ليبريا وسييرا ليون ونيجيريا.

ولكن منظمة الصحة العالمية اكدت بأن مخاطر انتقال العدوى بالمرض عن طريق السفر جوا ما زالت قليلة إذ ان المرض لا ينتقل عن طريق التنفس. ونتيجة لذلك، رفضت الخطوط الجوية الكينية الضغوط التي مورست ضدها لحملها على تعليق رحلات طائراتها الى الدول الموبوءة في غرب افريقيا.

وقالت المنظمة إن الانتشار الحالي للمرض قد يستمر "لفترة طويلة الى حد ما." وجاء في البيان الذي اصدرته ان "الموظفين والعاملين في المناطق الموبوءة شاهدوا ادلة تثبت ان عدد حالات الاصابة المبلغ عنها والوفيات نتيجة الاصابة بالمرض تسيء تقدير حجم انتشار المرض الى حد بعيد." وجاء في البيان ان "منظمة الصحة العالمية تنسق تصعيدا كبيرا في الرد الدولي على انتشار المرض." بحسب بي بي سي.

وقالت المنظمة في بيانها إن جزءا من التحدي الذي يواجه السلطات الصحية يتمثل في الحقيقة القائلة إن تفشي المرض حصل ويحصل في بيئات تتصف بالفقر المدقع وضعف وشلل الخدمات الصحية ونقص حاد في اعداد الاطباء والخوف الشديد." ويذكر ان مرض فيروس ايبولا ينتقل عن طريق التماس المباشر مع افرازات جسم المصاب. ومات إلى حد الآن 1069 شخصا جراء إصابتهم بالوباء.

ساحل العاج

في السياق ذاته حظرت ساحل العاج استقبال جميع رحلات نقل المسافرين الجوية القادمة من ثلاث دول متضررة بتفشي فيروس إيبولا في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس الفتاك. وتعد ساحل العاج ثاني دولة بعد السعودية تفرض مثل هذا الحظر وسط تصاعد حدة المخاوف بشأن تفشي الفيروس الذي أودى بحياة نحو ألف شخص. وقال مسؤولون من ساحل العاج إن الحظر يشمل غينيا وليبيريا وسيراليون، الأكثر تضررا بتفشي الفيروس. ويستثني الحظر نيجيريا، التي تأكدت بها حالة الإصابة العاشرة.

وقالت حكومة ساحل العاج في بيان إنها حظرت جميع "شركات النقل الجوي من نقل مسافرين" من دول تعاني من تفشي فيروس إيبولا. وقد عززت السلطات إجراءات الوقاية في مطار أبيدجان في ساحل العاج ، إذ يخضع "جميع المسافرين لدى وصولهم إلى قياس درجات الحرارة عن طريق ترمومتر يعمل بالأشعة تحت الحمراء".

وقال أونيبوتشي تشوكو وزير الصحة النيجيري إن ممرضة تأكد تشخيص حالة إصابتها بفيروس إيبولا في البلاد. وأضاف أنها أصيبت بعدوى من موظف يعمل لدى الحكومة الليبيرية يدعى باتريك سوير، توفي متأثرا بالمرض في نيجيريا. كما علقت الخطوط الجوية البريطانية وشركات طيران "أسكي" الأفريقية و "أريك آير" النيجيرية رحلاتها إلى ليبيريا وسيراليون، في حين علقت شركة طيران الإمارات رحلاتها إلى غينيا. ومنعت السعودية مواطني ليبيريا وسيراليون وغينيا من زيارة الأماكن المقدسة الإسلامية لحين احتواء الفيروس.

الى جانب ذلك أعلنت سلطات مطار القاهرة حالة الطوارئ ، بعد الاشتباه في إصابة أحد ركاب الطائرة القادمة من مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية، بفيروس "إيبولا"، حيث تم "عزله" على الفور، ونقله إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية اللازمة. ونقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، عن مصادر مسؤولة في الحجر الصحي بمطار القاهرة، أنه أثناء إجراء الفحص الطبي على ركاب الطائرة المغربية، تم الاشتباه في أحد الركاب، وهو مصري الجنسية، يبلغ من العمر 41 عاماً، كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.

وأشارت المصادر إلى أن الراكب، وهو قادم من سيراليون، إحدى الدول الواقعة في غرب أفريقيا وينتشر فيها فيروس إيبولا، أقر بأنه يتلقى علاجاً لمرض "الملاريا"، وتم نقله إلى مستشفى "حميات العباسية"، لإجراء التحاليل اللازمة لمعرفة نوع المرض الذي يعاني منه. وفي وقت لاحق نفى مدير الحجر الصحي، عماد الهاشمي، أن يكون الراكب مصاباً بفيروس "إيبولا"، وقال في تصريحات أوردها تلفزيون "النيل"، إنه تم تحويل الراكب مصاب بالملاريا، وتم نقله إلى المستشفى لمتابعة حالته الصحية، واعطائه العلاج المناسب. بحسب CNN.

وفي أعقاب تلك التقارير، أورد التلفزيون الرسمي أن وزير الصحة، عادل عدوي، سوف يعقد اجتماعاً مع وزير الطيران المدني، حسام كمال، بمقر وزارة الطيران، بحضور عدد من قيادات الوزارتين، وذلك للتنسيق فيما بينهما فى مناظرة وفحص القادمين من الدول الموبوءة بفيروس الإيبولا.

نيجيريا

على صعيد متصل قال وزير الصحة النيجيري، أون-يي-بوشي شوكوو، إنه تأكد إصابة 10 أشخاص جدد بفيروس الإيبولا في بلاده. وأضاف الوزير النيجيري أن الإصابات سجلت في مدينة لاغوس وهي أكبر مدينة في نيجيريا. ومضى الوزير إن الإصابات الجديدة حدثت عندما احتك هؤلاء الأشخاص بزائر ليبيري أمريكي عند وصوله إلى مطار المدينة ثم ما لبث هذا الشخص أن مات متأثرا بإصابته بفيروس الإيبولا.

وتابع الوزير قائلا إن أحدث حالة إصابة بهذا الفيروس الخطير حدثت عندما انتقل الوباء إلى الممرضة التي كانت تعالج حامل الفيروس الليبيري-الأمريكي. ويعمل المسؤولون الطبيون في نيجيريا جاهدين على منع تفشي الإيبولا خارج دائرة الأشخاص الذين اتصلوا بشكل أو بآخر بالمصاب الليبيري الأمريكي الذي مات في نيجيريا.

ومن جهة أخرى، أظهرت التحاليل أن شخصين في دولة بنين المجاورة أصيبا بفيروس الإيبولا، حسب وزير الصحة في البلد. وقال وزير الصحة في بنين للصحفيين "العينات التي أرسلناها إلى مستشفى متخصص في لاغوس (نيجيريا) أظهرت إصابة شخصين". ويذكر أن أحدهما مواطن نيجيري. وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين حركة تجارية واضحة. ولبنين حدود مشتركة مع نيجيريا حيث أصيب عشرة أشخاص بالفيروس علما بأن اثنين منهم ماتا.

الى جانب ذلك ذكرت صحيفة "ليدرشيب" المحلية، أن وزارة الصحة النيجيرية حظرت نقل جثث عبر الحدود الوطنية وبين الولايات، في محاولة لوقف تفشي فيروس الإيبولا، الذي قتل نحو ألف شخص في غرب أفريقيا. وأضاف، أن هذا يعني أن الأشخاص الذين يتوفون بسبب الإيبولا سيتعين عليهم أن يتم دفنهم في المنطقة التي يموتون فيها، حيث إنه ليس هناك خيار بإعادة الجثة إلى مسقط رأس الضحية. وسيضر هذا القرار بشكل خاص بالنيجيريين الذين يتوفون في ليبيريا، وغينيا، أو سيراليون التي تتضرر بسبب الإيبولا. وفي الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة،

الى جانب ذلك ذكرت تقارير صحفية في نيجيريا أن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان فصل ألآف الأطباء المشاركين في إضرابات واسعة النطاق علي مدى اسابيع في البلاد. وذكرت صحيفة ' بريميوم تايمز' المحلية أن جوناثان أمر بفصل نحو 16 ألف طبيب في مذكرة داخلية لوزارة الصحة. وأشار وزير الصحة اونيبوشي تشوكو إلي إصدار خطابات إنهاء العمل علي الفور لكل الأطباء المقيمين في المستشفيات الذين يسري عليهم هذا القرار. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة ازياكا يوسف إن الخطوة تسمح للوزارة بـ' القيام بترتيبات داخلية للاستعانة بأطباء آخرين لرعاية المرضي'. وشارك الاطباء والممرضون في المستشفيات العامة في مختلف أنحاء نيجيريا البالغ تعداد سكانها 169 مليون نسمه - بحسب تقديرات البنك الدولي - في اضرابات عن العمل منذ الأول من تموز/يوليو الماضي ويرفضون العودة إلي العمل حتي تحسين ظروف عملهم والاجور. وتتسبب الاضرابات في عرقلة جهود التصدي للوباء بشدة.

كندا تتبرع بلقاح

في السياق ذاته قالت كندا إنها ستتبرع بألف لقاح ضد فايروس الإيبولا لمنظمة الصحة العالمية للمساهمة في الحملة الرامية لمواجهة انتشار الفيروس. ويأتي هذا بعد أن أقرت المنظمة استخدام العقاقير غير المجربة في معالجة الإيبولا. ويقول الخبراء إن اللقاح والعقاقير غير المجربة متوفرة بكميات محدودة وسيتطلب الأمر شهورا قبل توفر كميات إضافية.

وتقول كندا إنها ستتبرع بـ 800-1000 لقاح جرى تجربته على الحيوانات فقط لمنظمة الصحة العالمية للاستخدام في غرب إفريقيا. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه وبسبب سرعة انتشار الفيروس وارتفاع عدد الضحايا فان استخدام عقاقير لم تجرب بعد على البشر مقبول أخلاقيا. وتقول بعض المصادر الاعلامية إنه حتى لو تبرعت كندا بكل ما تملكه من لقاحات فسيتطلب الأمر شهورا أخرى كي تتوفر لقاحات بكميات كافية للتأثير فعليا على انتشار المرض. بحسب بي بي سي.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة طوارئ صحية عالمية على خلفية انتشار فيروس الإيبولا. وتقول ليبيريا إنها ستحصل على عقاقير غير مجربة من الولايات المتحدة كانت قد استخدمت لعلاج اثنين من العاملين في الإغاثة ، وظهرت عليهما بودار التحسن. لكن الكميات المتاحة من هذا العقار لا تتجاوز 12 جرعة، حسب منظمة الصحة العالمية. ويتوفر حاليا عدد قليل من العقاقير التي جربت بنجاح على الحيوانات، لكن نوعا واحدا قد وصل الى مرحلة متقدمة وهي إمكانية التجربة على البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/آب/2014 - 23/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م