داعش... تطرف مضطرد يهدد الشرق الأوسط

 

شبكة النبأ: قال خبراء وناشطون ومنظمات حقوقية إن ما يزيد 6000 مقاتل انضموا إلى تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش) في سوريا خلال أسابيع قليلة، وهذا ما قد يعكس طبيعة التسارع لوتيرة توسع هذه الجماعة المسلحة، فيما اشارت تقديرات سابقة إلى أن عدد مقاتلي التنظيم حوالي 15 ألفا وسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق، الا ان خبراء امنيون يؤكدون على سرعة التغيرات في استقطاب داعش لمقاتلين من العراق وسوريا، إضافة الى العديد من الدول العربية، الى جانب المقاتلين الأجانب الذين يقدر عددهم بالآلاف.

وكانت معلومات سابقة أطلقتها اجهزة استخبارية أمريكية، كشفت ان تنظيم الدولة الإسلامية، وبعد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق، (بما فيها مدينة الموصل التي تضم قرابة 2 مليون نسمة)، قد يضيف الى رصيد مقاتليه، من العراقيين وغيرهم، أكثر من 20 ألف مقاتل، بسبب الانتصارات الميدانية التي حققها في العراق ضد القوات الحكومية للمركز والإقليم (البشمركة) بعد هجومه على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق في التاسع من حزيران الماضي.

وقد استخدم التنظيم سياسية فتح الجبهتين السورية والعراقية، من اجل تحقيق المزيد من المناورة والدعم اللوجستي ونقل المقاتلين بين البلدين، كما يطمح، أيضا، الى فتح المزيد من المناطق الحدودية، خصوصا المعابر التي توصله الى أراضي جديدة، غير العراق وسوريا، قد تتيح له حرية التنقل وربما تمكنه الوصول نحو اوربا، وهي مخاوف لم يستهن بها قادة اوربا، الذين تخوفوا من وصول مقاتلي داعش الى البحر المتوسط، لتتكشف اوربا امامهم، سيما وان الخلايا النائمة التي زرعها التنظيم داخل اوربا قد تساعد على تنفيذ هجمات واسعة النطاق في الداخل.

وفيما تواصل القوات الحكومية العراقية، إضافة الى قوات إقليم كردستان المدعومة بغطاء جوي امريكي، جهودها لمقاتلة مسلحي التنظيم، من اجل التمكن من طردهم عن المناطق التي خضعت لسيطرتهم، يحاول الاتحاد الأوربي والمجتمع الدولي، تقديم الدعم العسكري والإنساني الى العراق، في محاولة أخيرة لدرء الخطر الذي يهددها لقتال داعش في شوارعها، كما عبر بذلك رئيس الوزراء البريطاني.

العراق

في سياق متصل شنت القوات العراقية هجوما لإخراج مقاتلي الدولة الاسلامية من تكريت مسقط رأس صدام حسين في حين قال المتشددون إنهم سيهاجمون الامريكيين في أي مكان، وفي جنيف قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها ستبدأ تنفيذ عملية كبرى لتقديم المساعدات لأكثر من نصف مليون عراقي نزحوا عن ديارهم بسبب القتال في شمال العراق، وبفضل الدفعة المعنوية التي نتجت عن عملية استعادة السيطرة على سد استراتيجي من الجهاديين بعد انتكاسات متواصلة على مدى شهرين متتاليين تقدمت وحدات من الجيش العراقي صوب وسط تكريت التي تبعد 130 كيلومترا شمالي بغداد وتعد معقلا من معاقل الأقلية السنية.

وقال ضابط برتبة رائد في غرفة العمليات "قواتنا تتقدم من اتجاهين تحت غطاء من طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش والقصف المدفعي وبمدافع الهاون لمواقع مقاتلي الدولة الاسلامية في المدينة وحولها"، وكان مقاتلون من السنة تحت قيادة تنظيم الدولة الاسلامية قد اجتاحوا مساحات شاسعة من شمال العراق وغربه في يونيو حزيران الماضي واستولوا على مدينتي تكريت والموصل بالإضافة إلى سد الموصل الذي يتحكم في امدادات المياه والكهرباء لملايين العراقيين على امتداد وادي نهر دجلة، غير أن مقاتلين من إقليم كردستان العراق شبه المستقل قالوا إنهم استعادوا السيطرة على سد الموصل بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية ركز على الاستيلاء على الأراضي وأعلن قيام الخلافة في المساحات التي سيطر عليها في سوريا والعراق وذلك على النقيض من تنظيم القاعدة الذي انشقت الدولة الاسلامية عليه والذي استهدف أكثر من مرة أهدافا أمريكية بما في ذلك الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر ايلول 2001، غير أن الدولة الاسلامية حذرت الأمريكيين في مقطع فيديو نشر بالإنجليزية على الانترنت من انها ستغرقهم جميعا في الدماء إذا أصابت الضربات الجوية الامريكية مقاتليها، كما عرض الفيديو صورة لأمريكي ضرب عنقه خلال الاحتلال الامريكي للعراق في أعقاب الاطاحة بصدام عام 2003 وكذلك صور ضحايا عمليات قنص.

وقال الضابط العراقي إن قتالا ضاريا يدور قرب المستشفى الرئيسي في تكريت على مسافة أربعة كيلومترات من وسط المدينة، وأضاف أن طائرات الهليكوبتر تقصف "قواعد الارهابيين لمنعهم من إعادة التجمع"، وتابع أن القوات العراقية تتقدم من الجنوب كما تتقدم ببطء من الغرب بسبب الالغام والقنابل التي زرعها الجهاديون على جانبي الطريق، وأكد ضابط بالشرطة برتبة نقيب تفاصيل القتال، من ناحية أخرى قالت مفوضية اللاجئين إن جسرا جويا سيبدأ إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان لنقل خيام وامدادات أخرى من ميناء العقبة الأردني، وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية إن هذا الجسر ستتبعه قوافل برية من تركيا والاردن وشحنات بحرية من دبي عن طريق ايران في الايام العشرة المقبلة. بحسب رويترز.

وقال في مؤتمر صحفي في جنيف "هذه حملة مساعدات كبيرة جدا جدا ومن المؤكد أنها من أكبر الحملات التي أتذكرها منذ فترة، هذه أزمة انسانية كبرى وكارثة، وتأثيراتها مستمرة على كثيرين"، ولم تبد القوات الحكومية العراقية مقاومة جادة تذكر عندما بدأت الدولة الاسلامية هجومها في يونيو حزيران كما مني المقاتلون الأكراد بانتكاسات حتى أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما بشن الضربات الجوية الامريكية، وتحاول بغداد الآن تحويل الدفة بعد أن قال الأكراد إنهم انتزعوا السيطرة على السد مما خفف من حدة المخاوف من أن يقطع الجهاديون الكهرباء والمياه أو حتى يخربون السد بما قد يودي بحياة أعداد كبيرة ويتسبب في أضرار جسيمة على امتداد نهر دجلة، وتبذل مساع في بغداد أيضا لتشكيل حكومة جديدة تلم شمل الشيعة والسنة والأكراد لوقف تقدم الدولة الاسلامية الذي هدد بتمزيق البلاد.

وشن الجيش الاميركي 35 غارة جوية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال العراق خلال الايام الماضية، ليدمر بذلك اكثر من 90 هدفا، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية، وتعتبر تلك الغارات الاخيرة الاعنف ضد المقاتلين المتطرفين منذ بدء القصف الاميركي في الثامن من آب/أغسطس، وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار "قضت" على مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" حيث يحاول مقاتلوه استعادة السيطرة على سد الموصل، احد اهم سدود شمال العراق، واضاف كيربي في بيان "بالاجمالي دمرنا اكثر من 90 هدفا من بينها مجموعة من الآليات والمعدات ومواقع القتال"، وتابع ان "القوات العراقية سيطرت على السد ونعمل على توسيع منطقة انتشارها"، وفي وقت سابق اعلنت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي ان المقاتلات الاميركية والطائرات من دون طيار شنت 15 غارة جوية، ودمرت المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار تسعة مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية، واشار كيربي الى ان وزير الدفاع تشاك هيغل والقوات الاميركية على استعداد لتنفيذ مهمات اخرى على طول هذه الخطوط القتالية، وقال ان "هيغل اشاد ايضا بطريقة عمل القوات العراقية معا في هذه العملية، ما يعكس العزم المتزايد لدى العراقيين للقتال".

سوريا

على صعيد اخر أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعدم أكثر من 700 شخص من عشيرة الشعيطات السنية التي انتفضت عليه في محافظة دير الزور شرق سوريا، وتمكن التنظيم من السيطرة على غالبية أنحاء محافظة دير الزور الغنية بالنفط، ويذكر أن معارك بين التنظيم وعشيرة الشعيطات قد دفعت التنظيم المتطرف في نهاية تموز/يوليو للانسحاب من ثلاث بلدات شرق دير الزور ليعود ويسيطر عليها ويعدم المئات من أفرادها خلال الأسبوعين الأخيرين، وقال المرصد إن التنظيم "قتل خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 700 مواطنا غالبيتهم العظمى من المدنيين، في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء (عشيرة) الشعيطات"، موضحا أن "نحو مئة من هؤلاء هم من أبناء العشيرة المسلحين، في حين أن الباقين هم من الرجال المدنيين".

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن "العدد الأكبر من القتلى سقطوا إثر الهجوم الثاني لتنظيم الدولة الإسلامية على هذه البلدات"، مشيرا إلى أن "نحو 1800 من أفراد العشيرة لا يزالون مجهولي المصير"، ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في مقطع فيديو  العشائر الأخرى للانضمام للمعركة ضد الدولة الإسلامية، وقال الرجو في الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب "أناشدهم بالوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم، حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات، إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات، هم الدائرة اللي بعد الشعيطات"، وتمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" في النصف الثاني من حزيران/يونيو من السيطرة تدريجا على مجمل محافظة دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم هذا التنظيم. بحسب فرانس برس.

وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وتعهدت بعدم قتال "الدولة الإسلامية" وتسليم أسلحتها شرط عدم التعرض لأبنائها، بحسب المرصد، إلا أن معارك اندلعت بين الطرفين منذ 31 تموز/يوليو، إثر قيام "الدولة الإسلامية" بخطف ثلاثة من أبناء الشعيطات، وأدت المعارك إلى مقتل العشرات وتهجير أكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب المرصد، وانسحبت "الدولة الإسلامية" من بلدات غرانيج والكشكية وابو حمام بعد يوم من إعلان أبناء العشيرة "انتفاضة" ضدها، إلا أن عناصر التنظيم المتطرف شنوا هجوما جديدا على هذه البلدات بعد أيام، وسيطروا عليها تباعا في التاسع من آب/أغسطس والعاشر منه، بحسب المرصد.

قرارات دولية

فيما تبنى مجلس الأمن الدولي مؤخرا قرارا تحت الفصل السابع يستهدف الإسلاميين المتطرفين في سوريا والعراق وذلك بعيد قرار الاتحاد الأوروبي تعزيز الدعم العسكري للقوات الكردية في شمال العراق في معاركها ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويأتي ذلك غداة إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التخلي عن السلطة تحت ضغط المجتمع الدولي الحريص على تشكيل سلطات جديدة قادرة على التصدي لهجوم التنظيم المتطرف، وفي نيويورك تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا بموجب الفصل السابع يستهدف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا يرمي الى قطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد مقاتلين أجانب، وأضاف مجلس الأمن الدولي أسماء ستة متطرفين على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم "القاعدة"، بينهم قياديون في تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" من السعودية والكويت.

ويعتبر القرار، الذي تقدمت به بريطانيا، أشد إجراء للأمم المتحدة إزاء تقدم الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا والذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من البلدين ويرتكبون أعمالا وحشية، ويقع القرار ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ما يسمح باللجوء الى العقوبات وحتى القوة من أجل تطبيقه ولكن لا يسمح حتى الآن بشن عملية عسكرية، وينص القرار على نزع سلاح وحل تنظيم "الدولة الإسلامية" فضلا عن "جبهة النصرة" في سوريا بالإضافة إلى مجموعات أخرى على صلة بالقاعدة، أما في بروكسل فاتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الطارئ على تزويد المقاتلين الأكراد في شمال العراق بالسلاح لمواجهة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما أرادت فرنسا. بحسب فرانس برس.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "توصلنا الى موقف مشترك يفيد في مضمونه إن الاتحاد الأوروبي يرحب بتلبية بعض الدول طلب قوات الأمن الكردية"، كذلك أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده سترسل عتادا عسكريا إلى المقاتلين الأكراد، وأوضح في بيان "أن طائرة من نوع هيركوليس-سيسي -130 جي واخرى من نوع سيسي-177 غلوبماستر تابعتين لسلاح الجو الملكي الكندي وطواقمهما، اي 30 من عناصر القوات المسلحة الكندية، تم نشرهم انطلاقا من قاعدة ترينتن في اونتاريو"، وأجبر تقدم مسلحي "الدولة الإسلامية" منذ بداية آب/أغسطس الحالي عشرات الالاف، وخاصة من الأقليات المسيحية والإيزيدية من سنجار وقره قوش، على الفرار بعد سقوط العديد من المدن القريبة من إقليم كردستان بيد المتطرفين.

من ناحية أخرى وضعت وزارة الخارجية الاميركية المتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية وجزائري من قادة جبهة النصرة في سوريا، مطلوب في فرنسا ايضا، على لائحة سوداء تضم "ارهابيين دوليين"، والاسم الحركي للمتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية هو ابو محمد العدناني لكن اسمه الحقيقي هو طه صبحي فلاحة المولود العام 1977 في بنش قرب حلب في شمال سوريا، وقد اعلن فلاحة باسم تنظيم الدولة الاسلامية في 30 حزيران/يونيو الماضي اقامة "الخلافة" فوق الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، كما حض في اشرطة فيديو بثت على الانترنت انصار الدولة على اقتحام بغداد.

واتخذت وزارة الخارجية الاميركية القرار اثر العقوبات التي اقرها مجلس الامن الدولي مؤخرا، الامر الذي يحظر على المواطنين الاميركيين القيام باي عمل معه، ويسمح القرار بتجميد اي ممتلكات للمتحدث في الولايات المتحدة في حال وجودها، كما اتخذت وزارة الخارجية الاجراءات ذاتها بحق الجزائري سعيد عارف المولود في عاصمة بلاده، ويعتبر عارف من ابرز المسؤولين عن تجنيد المقاتلين الاجانب وبينهم العديد من الفرنسيين للقتال ضد النظام في سوريا، وكانت السلطات السورية اعتقلت عارف في دمشق العام 2003 وسلمته الى فرنسا ليمثل امام محاكمها، وادين العام 2007 بالتخطيط للاعتداء على برج ايفل لكنه نجح في الفرار في ايار/مايو 2013 بينما كان قيد الاقامة الجبرية في جنوب فرنسا، وعارف مطلوب للانتربول ايضا واضيف اسمه الى لائحة العقوبات التي اقرها مجلس الامن.

الأردن ودول الخليج

الى ذلك وصف الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد بـ"وحش ينمو"، وقد يهدد الأردن والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج، واعتبر نصر الله إن "الدولة الإسلامية" تستطيع بسهولة تجنيد مقاتلين في المناطق التي يروج بها فكرها المتشدد، وقال في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية، "حيث يوجد أتباع للفكر التكفيري توجد أرضية لداعش وهذا موجود في الأردن والسعودية والكويت ودول الخليج"، وذكر نصر الله إن "الدولة الإسلامية" تلقى مقاومة في بعض المناطق بالعراق وسوريا، لكنه أضاف "يبدو أن الإمكانات والأعداد والمقدرات المتحدة لداعش ضخمة وكبيرة وهذا ما يثير قلق الجميع وعلى الجميع أن يقلق"، وقال نصر الله "هذا الخطر لا يعرف شيعيا أو سنيا ولا مسلما أو مسيحيا أو درزيا أو إيزيديا أو عربيا أو كرديا، هذا الوحش ينمو".

وجدد نصر الله دفاعه عن دور "حزب الله" في الصراع السوري وهو محور انتقادات المعارضين اللبنانيين الذين يقولون إن الجماعة استفزت المقاتلين السنة ودفعتهم لشن هجمات في لبنان، وفي الآونة الأخيرة سيطر متشددون مسلحون بينهم أعضاء من تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة عرسال اللبنانية على الحدود السورية وخاضوا معارك ضد الجيش اللبناني لخمسة أيام قبل أن ينسحبوا برفقة 19 جنديا و17 شرطيا أسرى، وقال نصر الله إن المسلحين كانوا سيتوغلون حتى الساحل اللبناني لو لم يكن حزب الله يقاتلهم في مناطق بسوريا شرقي الحدود اللبنانية، معتبرا "الذهاب للقتال في سوريا هو في الدرجة الأولى للدفاع عن لبنان وعن المقاومة في لبنان وعن كل اللبنانيين من دون استثناء". بحسب فرانس برس.

مسلحون في ماليزيا يقلدون داعش

بدوره اعلن مسؤول ماليزي كبير في مكافحة الارهاب ان الشرطة الماليزية احبطت تفجيرات خطط لها مسلحون اسلاميون متطرفون يسيرون على نهج تنظيم "الدولة الاسلامية"، وقال ايوب خان ميدين نائب قائد قسم مكافحة الارهاب في الشرطة الماليزية انه جرى اعتقال 19 مسلحا مشتبها بهم في الفترة من نيسان/ابريل حتى حزيران/يونيو كانوا يخططون لتفجير حانات ومراقص ليلية ومصنع ماليزي لصناعة البيرة الدنماركية كارلسبرغ، وصرح ان المجموعة المؤلفة جميعها من ماليزيين كانت تعمل بهدف اقامة خلافة اسلامية متشددة في جنوب شرق اسيا تشمل ماليزيا واندونيسيا وتايلاند والفيليبين وسنغافورة وكانوا يعتزمون التوجه الى سوريا ليتعلموا من "الدولة الاسلامية"، واوضح ان بين افراد المجموعة اصحاب مهن محترفين وامرأتين ربتي منزل.

واشار الى انهم كانوا جميعا في المراحل الاولى من مناقشة خططهم ولم تكن بحوزتهم اسلحة ثقيلة او معرفة بصنع القنابل، ووجهت الى سبعة منهم تهم من بينها نشر الارهاب وحيازة بنادق يدوية الصنع، وقال ايوب ان المجموعة "خططت لحملة من العنف والقتال المسلح والاستشهاد"، مضيفا ان الشرطة تعتقد بوجود عدد من شركائهم طلقاء في ماليزيا، واعتقل بعض هؤلاء في المطارات اثناء توجههم الى تركيا وسوريا للحصول على تدريب ودعم من تنظيم الدولة الإسلامية، وقال ان اعمال المعتقلين تتراوح ما بين 20 و50 عاما، وكانت السلطات اعلنت سابقا عن بعض الاعتقالات الا ان الشرطة لم تكشف تفاصيل عن خطط وأيدولوجيتهم، واشار ايوب الى ان بعض الجماعات بدأت في جمع الاموال بعدة طرق من بينها موقع فيسبوك، للسفر الى سوريا بحجة "العمل الانساني"، واضاف "من خلال التحقيق معهم، وجدنا انهم يتحدثون عن ايديولوجيا تنظيم الدولة الاسلامية بما في ذلك قتل المدنيين وقتل المسلمين الذين لا ينتمون الى جماعتهم".

واكد ان الحانات ومصنع كارلسبرغ بالقرب من كوالالمبور كانا مستهدفين بسبب ارتباطهما بالكحول التي يحرمها الإسلام، واضاف ان المشتبه بهم كانوا يأملون في اقامة شبكات مع خلايا اقليمية وعالمية مرتبطة بتنظيم "الدولة الاسلامية"، وقال ايوب خان ان الشرطة تعتقد ان نحو اربعين ماليزيا توجهوا الى سوريا للمشاركة في الحرب الاهلية هناك، ويمارس معظم سكن ماليزيا الاسلام المعتدل الا ان البلاد شهدت هجمات ارهابية خلال السنوات الأخيرة، وازدادت المخاوف في البلد الذي تتعدد فيه الديانات بسبب تنامي الافكار الاسلامية المتشددة، وذكرت وسائل اعلام ان العامل الماليزي احمد تارميمي مالكي فجر نفسه في سيارة مفخخة وقتل 25 من القوات العراقية الخاصة في ايار/مايو الماضي. بحسب فرانس برس.

وكانت ماليزيا في السابق مقرا للعديد من المشتبه بهم الكبار في تنظيمات مثل الجماعة الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي مقرها في جنوب شرق اسيا ونسبت اليها تفجيرات بالي في 2002 والعديد من التفجيرات الأخرى، ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على ارجاء واسعة من شمال العراق كما يسيطر على مناطق في سوريا التي تشهد حربا طاحنة، وقد اعلن "قيام الخلافة الاسلامية" وبايع زعيمه ابو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، وهذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي لم يعلن ولاءه للقاعدة، تمكن من تجنيد آلاف المقاتلين من العرب والأجانب، ويقدر تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة بما بين خمسة آلاف وستة آلاف عدد المقاتلين في العراق وسبعة آلاف في سوريا، لكن لم يتم التحقق من هذه الارقام من مصادر اخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/آب/2014 - 23/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م