مركز حقوقي يحذر من إعادة توطين النازحين ويدعو إلى الإسراع في إنهاء معاناتهم

 

شبكة النبأ: حذر مركز آدم للدفع عن الحقوق والحريات من خطورة النتائج المترتبة على إعادة توطين النازحين في أماكن بديلة عن أماكنهم، وعدّ ذلك تغييرا ديموغرافيا تسعى إليه الجماعات المسلحة التي قامت بإجبار عشرات الآلاف من الأقليات على النزوح عن مناطقها في ظروف إنسانية بالغة الخطورة.

وقال مدير المركز، أحمد جويد في تصريح إعلامي "تحذير المركز جاء من استشعاره الخطورة الكامنة وراء عملية تهجير الإقليات" موضحا أن المركز ومن خلال جملة من الدراسات والمتابعات توصل إلى إن عملية التهجير تحمل بين طياتها نيات مبيتة للمساس بوحدة العراق.

وأضاف أن الأقليات العراقية التي أجبرت على ترك مناطقها يراد لها أن لا تعود إليها مطلقا وهذا يتضح من مصادرة المنازل وتهديم دور العبادة وقتل وخطف المئات من أبنائها، وقال" بتنا نشهد تقسيما واقعيا للعراق وستكون إعادة التوطين حلقة في إطار المساعدة على هذا التقسيم".

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين في العراق وصل إلى نحو مليون و650 ألف نازح، مشيرة إلى أن نصف هؤلاء النازحين تركوا منازلهم منذ شهر يونيو الماضي، وقالت" إن الأرقام المتوفرة لديها، تفيد بوجود أكثر من 176 ألف عائلة نازحة، وهو ما يقارب المليون و650 ألف نازح في 1381 موقعا عبر العراق، وأضافت أن هناك نحو 54 بالمائة من النازحين تركوا منازلهم بعد شهر تموز من العام الجاري.

وأقام مركز آدم، وهو إحدى منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان، حلقة نقاشية لإعادة قراءة عمليات النزوح التي شهدتها المناطق الشمالية من العراق، ومخاطر هذه العمليات على وحدة المجتمع العراقي، واستضاف فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين.

وقد لفت الأكاديمي، سعد سلوم، وكان أحد الباحثين المحاضرين في الحلقة النقاشية، إلى خطورة عملية النزوح التي وصفها بـ"غير المسبوقة" موضحا أن الهدف من تهجير النازحين يبدو واضحا ولا يحتاج إلى الكثير من التقصي قبل أن يدرك المرء إن هذه العملية ترمي إلى إعادة التقسيم السكاني في بعض المناطق بحذف السكان من طيف معين وإجبارهم على النزوح إلى مناطق من طيف مشابه.

ونبه سلوم إلى ضرورة قيام الدولة العراقية والمنظمات الدولية المعنية بتقديم المساعدة الإنسانية للنازحين وتوفير احتياجاتهم، خصوصا وأن الكثير منهم لا يملكون الكثير لتوفير السكن لأسرهم. لكنه حذر من إعادة توطينهم واعتبر ذلك أمرا خطيرا سيفرز تداعيات غير محمودة على الأرض.

وقال" تمثل الأقليات جزءا مهما من النسيج الاجتماعي العراقي، وهي صور لحضارات مرت في هذا البلد، والتعدي عليها يتسبب بخسارة ثقافية كبيرة".

وطالب بوضع خطة عراقية - دولية تعيد النازحين إلى مناطقهم الأولى وعدم توطينهم في أماكن بديلة معتبرا هذه الخطوة مهمة للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع العراقي وإرثه الحضاري والثقافي.

وفي ذات السياق، قدم مدير فرع الهلال الأحمر في كربلاء، حميد الطرفي وصفا تفصيليا لأحوال النازحين الذين قصدوا كربلاء منذ حزيران الماضي، ولفت إلى أنهم يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، مبينا إن الآلاف منهم اتخذوا من دور العبادة والمواكب الدينية والحسينيات مساكن لهم.

وأضاف، إن هذه الأماكن لم تعد لتكون سكنا دائما، لذا فالسكن فيها ينطوي على مخاطر نفسية وصحية خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة الخدمات، وقال "الحديث عن خطورة إعادة التوطين صحيح تماما. ولكن لابد من الأخذ بنظر الاعتبار الحاجات الإنسانية للنازحين".

وأوضح أن توفير السكن المناسب للأسر النازحة لا يعني بالضرورة أنهم سيتركون ديارهم الأولى، وقال "حين تنفرج الأزمة سيعود النازحون إلى ديارهم، وفي حال طال بقاؤهم في المناطق التي نزحوا إليها فلابد من توفير السكن لمن لا يتمكنون من توفيره، ولا يمكن تركهم دون سكن مناسب بسبب الخشية من إعادة التوطين".

وقد فر مئات الآلاف من العراقيين من مدنهم بعد سيطرة مسلحين تابعين لتنظيمات إرهابية على مناطق واسعة وسط وشمال البلاد، وأكثر النازحين من الأقليات وخاصة الشبك والتركمان الشيعة والمسيحيين والأيزيديين الذين يواجهون تهديدات بالإبادة من قبل المسلحين.

وشهدت الحلقة النقاشية مداخلات واسعة وتحدث فيها متخصصون وأكاديميون وطرحت مختلف الآراء حول الموضوع مثار البحث، ومن ابرز التوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية:

أولا- تلبية كل الحاجات الأساسية للأسر النازحة باعتبارها حقوقا لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف، مثل الغذاء والدواء والسكن.

ثانيا- حث المنظمات الدولية وخصوصا الصليب الأحمر الدولي، وحقوق الإنسان الدولية على توثيق الانتهاكات التي مورست بحق النازحين، بهدف ملاحقة من تسبب بها وتقديمه للعدالة، لاسيما في ظل وجود سوابق من هذه الملاحقات بحق مجرمي الحرب في أماكن أخرى من العالم.

ثالثا- دعوة الحكومة العراقية الى تطوير عمل وزارة الهجرة والمهجرين وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والحقوقية حيال النازحين وعدم تركهم نهبا لظروف قاسية.

رابعا- إنهاء الأزمة الأمنية في مناطق شمالي العراق والإسراع بإعادة النازحين إليها، وعدم جعل عملية النزوح عرضة لمراهنات أو توافقات سياسية، وحث النازحين على التمسك بمناطقهم وعدم الرحيل عنها إلى الأبد.

** مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات هو أحد منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية مهمته الدفاع عن الحقوق والحريات في مختلف دول العالم، تحت شعار (ولقد كرمنا بني آدم) بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب. ويسعى من أجل تحقيق هدفه الى نشر الوعي والثقافة الحقوقية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني، والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات بواسطة الطرق السلمية، كما يقوم برصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات، ويدعو الحكومات ذات العلاقة إلى تطبيق معايير حقوق الإنسان في مختلف الاتجاهات...

هـ/7712421188+964

http://adamrights.org

[email protected]

https://twitter.com/ademrights

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/آب/2014 - 19/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م