إسرائيل في عزة... حرب مكاسب كبرى ام جرائم ضد الإنسانية

 

شبكة النبأ: تكثفت الجهود الدبلوماسية مؤخرا، والرامية الى إيقاف إطلاق النار وتجنب إراقة المزيد من الدماء، على حد وصف جون كيري وزير الخارجية الامريكية، الذي عاد الى الشرق الأوسط مجددا، لكن ليس من اجل استئناف الحوار من اجل السلام الإسرائيلي –الفلسطيني، بل من اجل إيقاف أكبر اجتياح بري تقوم به إسرائيل منذ سنين مستهدفة قطاع غزة وحركة حماس الإسلامية التي أطلقت آلاف الصواريخ والمقذوفات ضد إسرائيل وتمكنت من قتل العشرات من الجنود الإسرائيليين، إضافة الى اسر جندي من قوات النخبة.

وليس كيري وحده من زار الشرق الأوسط، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حاول أيضا التدخل بصفته الأممية من اجل منع المزيد من الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بحق الالاف من سكان قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يقصف القطاع المحاصر منذ سنين برا وجوا وبحرا، وأدانت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي الغارات الجوية الاسرائيلية وقصف المنازل والمستشفيات في القطاع الساحلي قالته "هذه مجرد أمثلة قليلة تظهر أن هناك امكانية كبيرة في أن القانون الدولي الانساني قد انتهك بطريقة يمكن أن تصل إلى جرائم الحرب"، وأضافت "يجب التحقيق في كل واحدة من تلك الحوادث بطريقة ملائمة ومستقلة"، وكانت عقدت الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان وتستمر يوما بناء على طلب من الفلسطينيين ومصر وباكستان.

وأيدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية رسميا في بيان بعد اجتماع رأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالب الاساسية لحركة حماس لوقف الاعمال العدائية مع اسرائيل في قطاع غزة، ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن بيان تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه "إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه"، وقال البيان "أشادت القيادة الفلسطينية بالصمود العظيم لشعبنا وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة، وإن شعبنا بأسره داخل الوطن وخارجه يقف بصلابة جنبا إلى جنب مع غزة هاشم وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعا عن الوطن الفلسطيني وحقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني. بحسب رويترز.

فيما أبدت حركة حزب الله استعدادها لمساعدة فصائل المقاومة الفلسطينية متى احتاجت الى ذلك، ويشير محللون الى ان تمسك حماس بمجابهة إسرائيل هو خيارها الوحيد للخروج من الازمة الحالية، بعد الحصار المفروض عليها من إسرائيل وغلق المعابر من الجانب المصري، وحملة تهديم الانفاق، وإعادة اعتقال المئات من الاسرى من قبل إسرائيل، من الذين أطلقت سراحهم في وقت سابق.

بينما يحاول نتنياهو، على الضفة الأخرى، إدارة الازمة مع قطاع غزة الذي شغلة في الولاية الثالثة من منطلق استخدام القوة المفرطة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وصواريخها، التي تعد الخطر الأكبر على امن إسرائيل، إضافة الى حزب الله في لبنان، بعد ان فرغت اغلب الجبهات المناوئة لإسرائيل من قوتها. 

العالم يطالب بالتهدئة

في سياق متصل ناشد المندوب الفلسطيني في الامم المتحدة مجلس الامن اصدار قرار يدعو الى وقف إطلاق النار في القتال بين اسرائيل وناشطي حماس فيما حذر الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون من ان أعمال العنف بلغت مستويات مقلقة، وقال دبلوماسيون بمجلس الامن إن الاردن أعد نصا مماثلا لقرار صدر عام 2009 يدعو الى وقف فوري لأطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة، وقال نائب السفير الاردني في الامم المتحدة محمود حمود انه سيوزع مسودة قرار على أعضاء المجلس الخمسة عشر في وقت لاحق.

وقال السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور في مناقشات فصلية عن الشرق الاوسط بمجلس الامن إنه يجب على المجلس أن يقوم بدوره الصحيح وأن يسهم في الجهود العاجلة للتوصل الى وقف لأطلاق النار، وأضاف منصور أن مجلس الأمن عليه مسؤولية للتحرك لوقف "مجزرة" الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وعرض صورا للضحايا الفلسطينيين وقال بصوت غلبه التأثر إن الفلسطينيين ليسوا ارقاما وإنما هم بشر، وقال مسؤولو صحة في غزة ان 616 فلسطينيا قتلوا وحوالي ثلاثة ارباع هذا العدد من المدنيين وبينهم 145 طفلا، وتقول اسرائيل إنها قتلت 183 ناشطا بينما فقدت هي 27 جنديا، وقتل مدنيان اسرائيليان بنيران الصواريخ. بحسب رويترز.

وشنت اسرائيل هجومها في الثامن من يوليو تموز لوقف الصواريخ التي تطلقها حماس الغاضبة من حملة على مؤيديها في الضفة الغربية المحتلة والمعاناة من مصاعب اقتصادية بسبب الحصار الاسرائيلي وتدابير مصرية صارمة عند معبر رفح، وقال نائب السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة دافيد رويت للمجلس "اسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب الحاق الضرر بالمدنيين لأننا نعتقد ان كل روح بريئة تزهق (تمثل) مأساة، وناسف بشدة لهذه الخسائر لكن اللوم يقع على عاتق حماس التي تختبئ وراء مدنيين وتستخدمهم دروعا بشرية"، وأضاف أن "اسرائيل ليس لديها اهتمام بالبقاء في غزة، نحن نقاتل في غزة لكن لا نقاتل شعب غزة"، وأضاف ان هدف العملية الاسرائيلية هو "القضاء على الصواريخ" واغلاق انفاق الارهاب ونزع سلاح غزة.

ويزور وزير الخارجية الامريكي جون كيري والامين العام للأمم المتحدة بان جي مون الشرق الاوسط لمساعدة الجهود المصرية في الوساطة لوقف لأطلاق النار، وحث بان الذي أطلع مجلس الامن على التطورات من رام الله بالضفة الغربية المحتلة أولئك الذين لهم نفوذ لدى حماس على حمل الحركة على قبول وقف اطلاق النار، وقال بان "وصلت أعمال العنف مستويات أكثر اثارة للقلق"، واضاف "مرة أخرى، يدفع عدد أكبر مما ينبغي من المدنيين ثمن التصعيد الأخير، وبينهم كثير من الاطفال"، وكان مجلس الامن قد دعا يوم 12 يوليو تموز الى وقف اطلاق النار وعبر عن قلقه الشديد بشأن أحوال المدنيين وحمايتهم على الجانبين، ووافقت الولايات المتحدة الحليف الوثيق لإسرائيل على البيان بعد ان هددت المجموعة العربية بالضغط من اجل استصدار قرار.

فيما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما المجتمع الدولي إلى بذل الجهد من أجل وقف إطلاق النار و"إيقاف قتل المدنيين الأبرياء، في غزة وفي إسرائيل"، وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من مئة ألف فلسطيني نزحوا داخل غزة بسبب القصف، وأعلن من جهته الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه "لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء معاناة السكان المدنيين في غزة على الفور"، ووصل جون كيري يصل إلى القاهرة للسعي إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد أن أعلن أوباما أنه سيرسله إلى المنطقة لكي "يضغط من أجل وقف الأعمال العدائية على الفور".

وقال أوباما "إن لدينا قلقا كبيرا بخصوص الارتفاع في أعداد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، والخسائر في الأرواح الإسرائيلية، ولهذا يجب أن نركز، مع المجتمع الدولي، على تحقيق وقف لإطلاق النار وإيقاف قتل المدنيين الأبرياء، في غزة وفي إسرائيل"، وتابع "إن المهمة لن تكون سهلة، فهناك الكثير من الانفعالات وكذلك من الصعوبات الاستراتيجية الكبيرة، لكن بالرغم من كل ذلك طلبت من جون (كيري) بذل كل ما بوسعه لوقف الأعمال العدائية"، مشيرا إلى أن إسرائيل "ألحقت أضرارا كبيرة في البنى التحتية الإرهابية لحماس في غزة".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست "نود أن يتخذ الإسرائيليون المزيد من التدابير للتأكد من حماية المدنيين"، وأضاف الإليزيه من جانبه في بيان أعقب اتصالا هاتفيا بين هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الاخير أطلع الرئيس الفرنسي "على تفاصيل الجهود التي يقوم بها حاليا في الشرق الأوسط مع مجمل الشركاء والأطراف المعنيين توصلا إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت، ثم إيجاد حل للازمة"، ودعا بان كي مون إلى "الوقف الفوري للعنف" في غزة، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة، وجدد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس شروط التهدئة مع إسرائيل والتي حددها برفع الحصار بكافة أشكاله عن قطاع غزة وتفادي تكرار الهجوم على القطاع، والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا مؤخرا في الضفة الغربية.

وقال هنية في كلمة بثها "تلفزيون الأقصى" إن "شروط التهدئة هي أولا وقف العدوان وعدم تكرار هذا العدوان ورفع الحصار عن غزة بكل مجالاته والإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا في الفترة الأخيرة بالضفة الغربية"، وأضاف "لا يمكن ان نعود الى الوراء، الى الموت البطيء"، وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل طلبا "وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار" عن قطاع غزة خلال لقاء جمعهما في الدوحة.

نتنياهو وإدارة أزمة غزة

بدوره متجاهلا دعوات حلفائه لمواصلة المعركة ضد غزة حتى النهاية يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجنب حرب طويلة لا يعتقد كثيرون أنه يمكن الفوز بها، لكن خبراء اسرائيليين ودبلوماسيين أجانب يقولون إن سقوط القتلى بين المدنيين الفلسطينيين وزيادة أعداد القتلى من جنود القوات البرية الإسرائيلية يمكن أن يقلب استراتيجيته التي تقوم على شن حملة محدودة تهدف لوقف إطلاق صواريخ حماس من غزة رأسا على عقب، ويتوقف الكثير على ما اذا كانت اسرائيل قادرة على التغلب على الانتقادات في الخارج لاجتياحها لمشارف مدن غزة ذات الكثافة السكانية العالية وتدمير ما يكفي من أنفاق حماس ومنصات إطلاق الصواريخ الخاصة بها قبل الانسحاب.

ويتوقف الكثير ايضا على ما اذا كان النشطاء الإسلاميون في غزة مستعدين لقبول تهدئة دون انتزاع تنازلات كبيرة لفك الحصار الإسرائيلي على القطاع، وقال ياكوف اميردور مستشار الأمن القومي سابقا الذي عمل تحت قيادة نتنياهو "حتى الآن لم يتأثر رئيس الوزراء بالصخب او الدعوات للتوغل بعمق في غزة، إنه لا يسمح للضوضاء الموجودة في الخلفية بتشتيته"، واضاف "وبالتالي السؤال الذي سيطرح هو: ماذا بعد؟ سيتوقف هذا على حماس، اذا واصلت القتال فإننا سنواصل القتال ايضا"، وقتل اكثر من 500 فلسطيني معظمهم من المدنيين وبينهم نحو 100 طفل منذ بدء القتال في يوليو تموز، وقتل نحو 80 شخصا في حي الشجاعية في غزة بينما اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مقاتلي حماس.

وقتل 13 جنديا اسرائيليا في الاشتباكات نفسها وهي اكبر خسائر في الأرواح يمنى بها الجيش في يوم واحد منذ عام 2006 واكبر من عدد القتلى من أفراده الذين سقطوا في الحملة على غزة التي وقعت في اواخر عام 2008 وبداية 2009، وقال الجيش الإسرائيلي إن سبعة من جنوده قتلوا في اشتباكات مع حركة حماس مما زاد عدد قتلاه إلى 25 جنديا خلال يومين، ووجه نتنياهو الذي بدا متجهما كلمة للمواطنين ووعد بالصمود وتمسك بهدفه المعلن وهو إعادة "الهدوء لإسرائيل "وضرب البنية التحتية لحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية في غزة بقوة".

ولم يلمح الى رغبته في إعادة احتلال القطاع الساحلي الذي انسحبت منه اسرائيل عام 2005 او القضاء على حماس عدوته اللدود، وقال نتنياهو "ليس هناك ما يضمن النجاح بنسبة 100 بالمئة لكننا سنبذل أقصى ما في وسعنا لنفعل أقصى ما بإمكاننا"، وفي محاولة ربما لإعلان نوع من النصر قال إن إنجازات الجيش الإسرائيلي فاقت التوقعات، وعلى الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف القتال فإن نتنياهو يتمتع بدعم الولايات المتحدة أوثق حلفاء اسرائيل وهي تقريبا الدولة الوحيدة في العالم القادرة على إجبار اسرائيل على التراجع في اي معركة، وقال مسؤول أمريكي أطلعه قادة إسرائيليون على تطورات الموقف إن الجدول الزمني المتصور للحملة الإسرائيلية تم تمديده بعد أن فشل القصف الجوي والبحري في وقف صواريخ حماس وتسلل عناصرها عبر الأنفاق.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن "الأيام" امتدت الى "اسبوع او عشرة ايام" وتزامن مع هذا إدراك أن تراجع التأييد الدولي يعني أن الوقت المتاح لإسرائيل كي تحقق أهدافها محدود، وقال البيت الأبيض إن خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه العميق" بشأن الأعداد المتزايدة للقتلى والمصابين في غزة بينما توجه وزير خارجيته جون كيري الى مصر بحثا عن سبل لنزع فتيل الأزمة، وفي الداخل لايزال موقف نتنياهو جيدا حتى الآن، وأظهر استطلاع أجراه تلفزيون الكنيست ونشر أن 71 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن معالجته للأزمة حتى الآن في صالح البلاد، ولا يتمتع نتنياهو كزعيم بحب خاص من شعبه لكنه يعتبره الأيدي الأمينة، وعلى الرغم من كل تصريحاته الحازمة فإن العملية الحالية هي أول توغل بري يأمر به خلال الفترات الثلاث التي تولى فيها رئاسة الوزراء.

ونتيجة لما يعتبره البعض حذرا واجه انتقادات علنية من عدد من وزرائه بما في ذلك بعض الوزراء من حزب ليكود الذي يتزعمه والذين انتقدوه بشدة حين قبل مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار قبل إرسال قوات الى غزة، ورفضت حماس المبادرة وتطور القتال لكن محللين قالوا إن الاضطراب في معسكره في وقت يشهد صراعا لم يسبق له مثيل، وعبر وزير الخارجية افيجدور ليبرمان عن وجهة نظر اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي وقال إنه يريد أن تمضي اسرائيل في المعركة الى النهاية وتعيد احتلال غزة، وسيعني هذا الإطاحة بحماس واستعادة السيطرة على القطاع البالغ عدد سكانه 1.8 مليون فلسطيني.

وغضب نتنياهو من كثرة الانتقادات وفي تحذير للصقور في اسرائيل أقال نائب وزير الدفاع داني دانون لانتقاده له علنا، وفي اختلاف عن موجتي القتال الأخريين في غزة عامي 2012 و2008-2009، لم تواجه اسرائيل اي ضغط من مصر لتخفف من شدة حملتها، وبعد أن شنت مصر حملة على جماعة الاخوان المسلمين التي تتبنى حماس فكرها فإن القاهرة لا تشعر بتعاطف يذكر مع الحركة الفلسطينية، وفي حين أن هذا في حد ذاته أسهم في إفشال جهود التوصل الى تهدئة فإن مصر لا تريد استمرار أزمة غزة لمدة غير محددة، وقال مسؤول مصري مطلع على محادثات وقف إطلاق النار إن حكومة بلاده في نهاية المطاف قد تضع مسؤولية وقف التصعيد على عاتق إسرائيل، وأضاف المسؤول أن معاناة المدنيين الفلسطينيين المتزايدة تضر بإسرائيل اكثر مما تضر بحماس. بحسب رويترز.

واتهم نتنياهو حماس باستغلال صور القتلى الفلسطينيين على شاشات التلفزيون للترويج لقضيتها ومن المؤكد أن المزيد من هذه الصور التي وردت من حي الشجاعية ستضر بصورة اسرائيل الدولية، وأتاح رفض حماس مبادرة التهدئة في البداية لإسرائيل أن تصور نفسها على أنها الطرف المظلوم لكن هذا الوضع لن يدو الى الأبد، وقال عاموس يالدين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والذي يرأس مؤسسة (آي.إن.إس.إس) البحثية إن على نتنياهو أن يستفيد من تحديد أهداف "متواضعة الى حد كبير" في غزة"، وأضاف "اذا تم احتواء الاضرار الناجمة عن الانفاق والصواريخ طويلة المدى واذا قتل مئات من الجناح المسلح لحماس فسيمثل ذلك ضربة قاصمة وسيتسنى لرئيس الوزراء القول إنه تم تحقيق الأهداف".

لكنه أشار الى أن زعامة نتنياهو ستختبر من خلال اي انتقادات داخلية للأعداد المتزايدة من الجنود القتلى، وقال يالدين "من يشن حربا من خلال التطلع الى استطلاعات الرأي او معدلات التأييد عبر قنوات التلفزيون لن يتخذ القرارات الصحيحة، يجب شن الحروب بما يتفق مع الأهداف الاستراتيجية".

صواريخ غزة

من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء غزة استهلكوا او فقدوا نحو نصف صواريخهم على مدى 12 يوما من القتال وإن كان النشطاء الإسلاميون يقولون إنهم جددوا ترسانتهم، وقال الجيش إن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا 1705 صواريخ على الأقل من مخزون يقدر بنحو عشرة آلاف وهو نقص نسبته 17 في المئة تقريبا، وقال كبير المتحدثين باسم الجيش البريجادير جنرال موتي الموظ "أعتقد أننا قصفنا ودمرنا 30 الى 40 في المئة من الصواريخ" في إشارة الى الحملة الإسرائيلية على غزة التي تصاعدت.

وتقول إسرائيل إنها شنت غارات جوية وقامت بقصف بحري وتوغل بري في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق الصواريخ على أراضيها، ويقول محللون إن تقديرات اسرائيل لما تبقى في ترسانة حماس سيكون عاملا أساسيا في مشاوراتها بشأن المدة التي ستستغرقها الحملة، وقال مسؤولون فلسطينيون إن الضربات الإسرائيلية قتلت حتى الآن اكثر من 330 شخصا أغلبهم من المدنيين، ولا ينشر المقاتلون الفلسطينيون تفاصيل عن ترسانتهم او انتشارهم لكنهم قالوا إنهم يعوضون ما ينقص من أسلحتهم مع استمرار الصراع وإنهم مستعدون لحرب طويلة. بحسب رويترز.

وشنت مصر حملة على أنفاق التهريب على الحدود بينها وبين غزة مما أضر بقدرة النشطاء على إدخال الأسلحة والإمدادات الأخرى، ووصلت الصواريخ الفلسطينية الى تل ابيب وغيرها وأقلقت الإسرائيليين، ولم تقتل سوى إسرائيلي واحد خلال هذا الصراع نظرا لعدم دقتها ونجاح نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في اعتراضها، وقتل إسرائيلي ثان بقذيفة مورتر أطلقت من غزة، واتهمت حماس إسرائيل بإخفاء خسائرها ورفضت التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري إن الغزو البري فشل في تحقيق اي أهداف وإن المقاومة دمرت صورة الردع الإسرائيلي الى حد كبير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/تموز/2014 - 25/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م