ما سبل احتواء الكوارث الطبيعية؟

 

شبكة النبأ: ازدياد الكوارث الطبيعية يشكل تحديا خطيرا يهدد فيه الحياة على كوكب الارض الذي اصبح يتعرض اليوم لكثير من الكوارث والاخطار المدمرة نوعاً وكماً، والتي ازدادت بشكل كبير في السنوات الاخيرة بسبب ازدياد الانشطة البشرية التي اسهمت بإحداث تغيرات بيئية خطيرة ومعقدة.

فعلى الرغم من التطور العلمي الكبير الذي يشهده العالم لا يزال العلماء والباحثين غير قادرين على التنبؤ بحجم الأوبئة والأخطار التي تهدد الحياة، كما فشلوا بشكل خاص في التنبؤ بالزلازل، التي تسبب أضراراً جسيمة وخسائر هائلة في الأرواح، حيث تشير بعض التقارير الخاصة الى ان الكلفة الاقتصادية للكوارث الطبيعية ازدادت الى اكثر من ثلاثة اضعاف في غضون الثلاثين عاما الماضية.

وعلى الرغم من كل المعالجات التي تقوم بها الجهات المعنية على المستوى العالم للحد من تفاقم الكوارث الطبيعية، يتضح من خلال الدراسات والتقارير حول سبل احتواء هذه الكوارث أن أداء الأسرة الدولية في هذا المجال ضعيف وأنه قد يكون كذلك في المستقبل القريب.

وفي هذا الشأن فقد أظهرت بيانات رسمية في الصين أن الكوارث الطبيعية مثل موجات الجفاف والفيضانات والزلازل كبدت البلاد 421 مليار يوان (69 مليار دولار) في عام 2013 أي قرابة ضعف حجمها الإجمالي في العام السابق. وتقول الحكومة الصينية إن البلاد دائما ما تتعرض للكوارث الطبيعية لكن تغير المناخ يتسبب في المزيد من التقلبات الحادة في الطقس التي تضر بإنتاج الغذاء وتهدد موارد المياه الشحيحة وتؤثر سلبا في أمن الطاقة.

وأشارت بيانات صادرة عن المكتب القومي للإحصاءات إلى أن الفيضانات والانهيارات الطينية كلفت الصين 188 مليار يوان في 2013 أي بزيادة 20 مليار يوان عن العام السابق. وارتفع حجم الأضرار الناجمة عن الجفاف قرابة أربعة أمثال ليصل إلى 90 مليار يوان بينما بلغت التكلفة الإجمالية لتساقط الثلوج وموجات الصقيع والظواهر الأخرى المتعلقة بالمحيطات أكثر من 42 مليار يوان. وأضافت زلازل -وقع أشدها في مقاطعة سيتشوان في ابريل نيسان وأسفر عن مقتل 186 شخصا- قرابة مئة مليار يوان إلى التكلفة. بحسب رويترز.

وكانت الحكومة قالت في تقرير العام الماضي إن شمال الصين يتعرض لعدد أكبر من موجات الجفاف بينما تصل الاعاصير في وقت مبكر وتجف الاراضي الرطبة ويرتفع منسوب مياه البحار. وتعاني بعض المناطق في الصين مثل مقاطعة يوان الجنوبية من موجات جفاف شديدة للعام الثالث على التوالي.

تزايد الانشطة الزلزالية

على صعيد متصل هزت زلازل ولاية أوكلاهوما الأمريكية في أحدث حلقة ضمن سلسلة قياسية من الأنشطة الزلزالية التي شهدتها المنطقة هذا العام والتي يقول بعض خبراء الزلازل إنها ربما تكون مرتبطة بعمليات التنقيب عن النفط والغاز. وأدى أحد هذه الزلازل الذي بلغت قوته 3.8 وسجلته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الى اهتزاز المنازل في عدة مناطق في محيط وسط أوكلاهوما. وقالت الهيئة إنه قبل هذا الزلزال بنحو ساعتين وقعت هزة أرضية أخرى في المنطقة ذاتها شمالي أوكلاهوما سيتي بلغت شدتها 2.9 درجة.

وقال أوستن هولاند خبير الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي بأوكلاهوما الذي يتابع الأنشطة الزلزالية لحساب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن النشاط الزلزالي بالمنطقة آخذ في التزايد. وأضاف ان عام 2014 شهد هزات أرضية بقوة ثلاث درجات وأكبر وذلك بمعدل أكبر من عام 2013. وفي العام الماضي شهدت الولاية عددا من الهزات المحسوسة -أي تلك التي تؤدي قوتها الى اهتزاز الأشياء على الأرفف- بلغ 222 هزة. وفي العام الحالي وبعد مرور أقل من أربعة أشهر سجلت الولاية 253 هزة حسبما أفادت البيانات الزلزالية للولاية. وقال هولاند "لقد حطمنا الرقم القياسي المسجل العام الماضي المتعلق بعدد الزلازل."

وتقع معظم الزلازل لأسباب طبيعية إلا ان العلماء يربطون بين بعض الهزات الأرضية البسيطة وأنشطة استخراج النفط والغاز في جوف الأرض وهي التي من شأنها ان تغير من توزيع الضغط وتؤدي الى الإخلال باتزان التربة. وشهدت الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة تزايدا في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في إطار الجهود الأمريكية الرامية الى الاعتماد الذاتي في مجال الطاقة.

ومن بين أنشطة التنقيب والاستخراج المثيرة للجدل على نحو خاص ما يعرف باسم عمليات التكسير المائي والحراري. وقال هولاند إنه منذ بداية العام الحالي تم تسجيل هزات بقوة ثلاث درجات وأكبر في الولاية بلغ عددها 106 هزات مقابل 109 هزات بقوة ثلاث درجات وأكبر في العام الماضي برمته. وفي نوفمبر تشرين الثاني من عام 2011 منيت أوكلاهوما بزلزال قوته 5.6 دمر أكثر من عشرين مبنى وعددا من المنشآت الأخرى.

ويشك كثير من العلماء في ان مياه الصرف المستخدمة في عملية التكسير المائي مسؤولة عن الأنشطة الزلزالية حيث يجري نقل ملايين الجالونات من مياه الصرف من موقع التكسير الى آبار ومن ثم يتم ضخها وحقنها لعمق آلاف الأقدام في باطن الأرض عبر الطبقات المسامية للقشرة الأرضية. وتقول عدة دراسات علمية حديثة إنه اذا مورست أنشطة التكسير المائي أو الحراري هذه قرب فالق أرضي فانها قد تتسبب في حدوث زلزال كبير.

من جانب اخر قالت وكالة مسح جيولوجي اتحادية ان هناك ستة عشر ولاية معرضة لمخاطر عالية لزلازل مدمرة خلال السنوات الخمسين المقبلة وأن مناطق معينة بالولايات المتحدة تواجه تهديدا بالتعرض لهزات الأرضية بشكل أكبر مما كان يعتقد في السابق. وجاءت هذه النتائج من خرائط مخاطر الزلازل المحدثة والتي اصدرتها هيئة المسح الجيولوجي الامريكية. وقال التقرير ان هذه الخرائط تستخدم للمساعدة في تحديد قوانين للبناء الآمن، ومساعدة المعنيين بالاستجابة للطوارئ في التخطيط بعد الزلازال، وفي التأثير على أسعار التأمين.

وقال مارك بيترسون رئيس المشروع الوطني لرسم خرائط مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الامريكية في بيان "إن تكلفة التقاعس عن التخطيط من أجل الزلازل المستقبلية والكوارث الطبيعية الأخرى يمكن أن تكون فادحة، كما تبين من العديد من الأحداث المدمرة الأخيرة في جميع أنحاء العالم". وقال التقرير إن غرب الولايات المتحدة يواجه خطرا كبيرا من الزلازل المدمرة على امتداد الساحل وفي المنطقة الواقعة بين الجبال. وشهدت مدن سان هوزيه وفاليجو وسان دييجو بولاية كاليفورنيا تهديدا متزايدا حيث اكتشفت مؤخرا خطوط لتصدعات جديدة. وقال التقرير ان التهديدات التي تواجه مدن ايرفين وسانتا باربرا واوكلاند خفضت.

كما رفع التقرير من المخاطر التي تواجه أجزاء من وسط وشرق الولايات المتحدة محددا مناطق قريبة من نيو مدريد بولاية ميزوري وتشارلستون بولاية ساوث كارولينا. لكن العلماء خفضوا التهديد الذي يواجه ناطحات السحاب بمدينة نيويورك نظرا لان الزلازل البطيئة الاهتزاز التي تؤثر في المباني العالية أقل احتمالا للحدوث في هذه المنطقة عما كان يعتقد في السابق. والولايات الستة عشر التي يوجد بها مناطق تواجه أعلى مخاطر هي ألاسكا وأركنسو وكاليفورنيا وهاواي وايداهو وإلينوي وكنتاكي وميزوري ومونتانا ونيفادا وأوريجون وساوث كارولينا وتينيسي ويوتا وواشنطن ووايومنج. بحسب رويترز.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك ارتفاعا حادا في عدد الزلازل البالغ قوتها فوق 3 درجات والتي يحتمل أن تكون مدفوعة بالتهشيم الهيدروليكي في ولايات مثل تكساس وأوكلاهوما وأركنسو. فقد سجلت أكثر من 300 هزة بين عامي 2010 و 2012 مقارنة بمتوسط ​​قدره 21 فقط سنويا خلال العقود الأخيرة في المنطقة. وبينما لم تدرج هذه الهزات في تحليل الخطر الزلزالي، فقد قال باحثون انه ينبغي على المخططين ان يدرسوا احتمالات أعلى للاهتزاز نظرا لزيادة النشاط الزلزالي. وتستند هذه الخرائط الى أكثر من قرن من البيانات الزلزالية المرصودة. وقال التقرير إن آخر التقييمات نشرت عام 2008 وجرى تحديثها لكي تفسر النماذج والدراسات العلمية الجديدة عن الزلازل.

البراكين الخارقة

الى جانب ذلك قدم علماء جيولوجيا دراسة جديدة تتعمق في ما يعرف بالبراكين الخارقة التي يشكل ثورانها النادر كارثة عالمية بكل ما للكلمة من معنى. والحمم البركانية المعروفة علميا بمصطلح "ماغما" هي السبب الرئيسي لقوة هذه البراكين الهائلة، وفق ما جاء في الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر جيوساينس". وتشمل هذه البراكين الخارقة بركان ييلووستون في ولاية وايومينغ الأميركية الذي قذف أكثر من ألف كيلومتر مكعب من الرماد والصخور المنصهرة خلال ثورانه الأخير قبل 600 ألف سنة.

ومن شأن حوادث من هذا القبيل أن تخفض حرارة الأرض بما يعادل 10 درجات مئوية لعقد أو أكثر، إذ أن الرماد الصادر عنها والمتصاعد إلى طبقة الستراتوسفير يحجب أشعة الشمس، وفق نتائج دراسة نشرت في العام 2005. وعلى سبيل المقارنة، أكبر ثوران بركاني حدث في الربع الأخير من القرن كان ثوران بركان بيناتوبو في الفيليبين الذي قذف سنة 1991 حمما لم تتخط 10 كيلومترات مكعبة.

وقد تطرق فريق من العلماء السويسريين والبريطانيين والفرنسيين إلى هذا الاختلاف الكبير بين البراكين. فأعدوا نموذجا حاسوبيا من النشاط البركاني يستند إلى معدن الزركون الذي يعثر عليه في الصخور البركانية لتحديد فترة حدوث الثوران. وفي تحاليل منفصلة، قام فريق تابع لمعهد التكنولوجيا السويسري الفدرالي في زيوريخ (إي تي إتش) باستخدام تقنية الأشعة السينية لدراسة كثافة الصخور المنصهرة في محيط البراكين الخارقة. وتحدد كثافة النشاط البركاني عادة بالاستناد إلى حجم غرفة الحمم أي الطبقة الصخرية المقوسة تحت البركان.

وتكون هذه الغرفة صغيرة نسبيا في البراكين العادية وتعمها بانتظام حمم متصاعدة تقذف إلى الخارج بكميات محدودة عندما تصبح قوة الضغط زائدة عن اللزوم. أما في البراكين الخارقة، فتكون هذه الغرفة كبيرة جدا بحيث لا يكفي سيلان الحمم الاعتيادي للضغط عليها. من ثم يتكدس فيها نوع من الحمم العائمة. وكما هي الحال في الغلاية، تكون الغرفة بداية صلبة بما فيه الكفاية لمواجهة الضغط لكنها تنفجر انفجارا هائلا في نهاية المطاف.

وكشف العالم فيم مالفت الذي يعمل لحساب معهد التكنولوجيا السويسري الفدرالي في زيوريخ أن "أحدا لم يقم قبل الآن بقياس كثافة الحمم في غرف البراكين الخارقة". ولفت إلى أن الكثافة مهمة لأن "الحمم هي أقل كثافة من الصخور الصلبة وهي تضغط على سقف الغرفة في البركان". وشرح العالم أن "الأمر أشبه بوضع كرة قدم في المياه والإمساك بها. والهواء في الكرة هو أخف من المياه المحيطة بها. فتدفع المياه الكرة إلى الضغط على اليد. والضغط الزائد كاف لإطلاق ثوران هائل في حال كانت غرف الحمم سميكة بما فيها الكفاية". بحسب فرانس برس.

وقدر فريق العلماء السويسريين والفرنسيين والبريطانيين الحد الأقصى من مقذوفات ثوران بركاني بين 3500 و 7 آلاف كيلومتر مكعب من الحمم. ومن شأن هاتين الدراستين أن تساعدا على تحديد وتيرة ثوران البراكين الخارقة التي يعلم القليل عنها والتي يذكر أنها ثارت 23 مرة في خلال السنوات الاثنين والثلاثين مليون الماضية، فضلا عن رصد خطر ثوران بركان ييلووستون. لكن لا يزال ينبغي إجراء المزيد من الدراسات في هذا الشأن.

الفيضانات والدمار

على صعيد متصل قالت حكومة البوسنة إن أكثر من ربع سكان البوسنة البالغ تعدادهم أربعة ملايين نسمة تضرروا من أسوأ فيضانات تشهدها منطقة البلقان خلال أكثر من مئة عام وحذرت من دمار "مروع" بمكن مقارنته بالدمار الذي شهدته البلاد بين عامي 1992 و1995. وامتدت الكارثة عبر أنحاء صربيا والبوسنة حيث يكشف انحسار المياه في بعض المناطق الأكثر تضررا عن مشاهد دمار وانهيار منازل أو غمرها بالأوحال وسقوط أشجار وتناثر الحيوانات النافقة في القرى.

وقال وزير الخارجية البوسني زلاتكو لاجومدزيا "الآثار الناجمة عن الفيضانات مروعة." وأضاف "الدمار المادي ليس أقل من الدمار الذي سببته الحرب." وقال إن أكثر من 100 ألف منزل ومبني لم تعد صالحة للإستخدام. وتابع "خلال الحرب فقد الكثير من الأشخاص كل شيء..اليوم باتوا لا يملكون أي شيء مرة أخرى." وأوضح لاجومدزيا أن أكثر من مليون شخص في البوسنة أصبحوا محرومين من إمدادات المياه النظيفة بعد أن فاضت الأنهار بسبب الأمطار الغزيرة التي أدت أيضا إلى حدوث أكثر من 2000 إنهيار أرضي.

وأدى اكتشاف جثة جديدة في شمال البوسنة إلى ارتفاع العدد الإجمالي لقتلى الفيضانات في منطقة البلقان إلى ما لا يقل عن 38 شخصا لكن العدد سيزيد على الأرجح. ورغم تراجع الأزمة في بعض المناطق فإن موجة جديدة من الفيضانات من نهر سافا تهدد مناطق أخرى خاصة أكبر محطة للكهرباء في صربيا وهي محطة نيكولا تيسلا وتقع على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة بلجراد. بحسب رويترز.

وفي البوسنة قال مسؤول إن نحو 500 ألف شخص تم إجلاؤهم أو تركوا منازلهم. ولم تشهد البلاد إجلاء هذا العدد من السكان منذ تشريد أكثر من مليون شخص نتيجة التطهير العرقي في حرب البوسنة قبل نحو عشرين عاما. وأجلي 25 ألف شخص على الأقل في صربيا. وما زالت مناطق في البلدين تواصل بناء حواجز من أكياس الرمال وتشق خنادق لحماية بلدات من الفيضانات الناجمة عن اسوأ موجة من الأمطار في البلقان منذ بدء التسجيل الرسمي قبل 120 عاما. وسببت مئات الإنهيارات الأرضية الدمار خاصة في مناطق الجبال بالبوسنة حيث دمرت أراض زراعية في بلد تعتبر الزراعة إحدى دعائم الاقتصاد فيه.

اسماء ومخاطر

هل كان عدد أكبر من سكان نيو أورليانز سيجلون عن منازلهم قبل هبوب الإعصار كاترينا عام 2005 لو كان اسمه الإعصار كيرت؟ تفيد دراسة إن عددا أكبر كان ليغادر فعلا. وهو ما كان من شأنه أن يقلل عدد ضحايا الإعصار عن الرقم الذي تم تسجيله وهو 1800 قتيل. فلأن الناس يعتقدون في وعيهم الباطن أن إعصارا يحمل اسم أنثى أقل خطرا من ذلك الذي يحمل اسم الذكر فإن من يتواجدون في مساره ليس من المرجح أن يفروا وهو ما قد يجعلهم عرضة للأذى.

وكتب باحثون في جامعة إلينيوي في منطقة أوربانا شامبين في مؤتمر للأكاديمية الوطنية للعلوم يقولون إنه نتيجة لذلك فإن أعاصير المحيط الأطلسي القوية التي لها أسماء إناث سببت سقوط عدد من القتلى أكثر خمس مرات عن تلك التي حملت أسماء ذكور. ولم تتغير هذه النتيجة حتى بعد إضافة عنصر قوة الإعصار.

وتتراوح أسماء الأعاصير حاليا بين أسماء الذكور والإناث. ومن بين أسماء الإناث التي أطلقت على الأعاصير على يد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عام 2014: دوللي وجوزيفين وفيكي. وحينما بدأ المركز القومي للأعاصير إعطاء الأعاصير أسماء بشر في عام 1953 بدءا بأليس فإنه لم يستخدم إلا أسماء الإناث. وكان أول اسم ذكر أطلق على إعصار في المحيط الأطلسي هو الإعصار بوب في عام 1979. وربما أتت محاولة تحقيق مساواة بين الجنسين في هذا المجال بنتائج عكسية.

فاستنادا إلى تحليل أعاصير المحيط الأطلسي بين عامي 1950 و2012 - إذ ضربت 94 منها اليابسة- تبين للباحثين أن أسماء الأعاصير الأقل شدة لم تمثل فرقا. وسواء اتخذ الناس احتياطاتهم أم لم يتخذوها فإن عدد الوفيات كان أقل ما يمكن دون أن يكون هناك فرق بين أسماء الذكور أو الإناث. ولكن بالنسبة للأعاصير القوية فكلما كان الاسم أكثر أنوثة- بحسب تصنيف المتطوعين على مقياس من 11 درجة- زاد عدد القتلى.

ووصفت عالمة السلوك هيزل ماركوس من جامعة ستانفورد التي لم تشارك في الدراسة الأمر على أنه "مهم للغاية" و"يعتمد على أدلة" بأن الصور النمطية للجنس الاجتماعي تؤثر على السلوك حتى لو كان الذكر أو الأنثى ليسا كائنات حية. ولم تثبت الدراسة كيف كانت الأعاصير الشديدة التي تحمل أسماء إناث أكثر فتكا. ولكن دلائل على ذلك ظهرت في تجارب مخبرية.

وفي إحدى التجارب لم يعط فريق جامعة إيلينوي لما يبلغ 346 متطوعا أي معلومة عن الإعصار سوى اسمه ثم طلبوا منهم توقع قوته. فكان الحكم أن الإعصار عمر وماركو وما شابه هذين الاسمين أشد من الإعصارين فاي ولورا وما شابههما. وفي أربع تجارب أخرى جرى إطلاع متطوعين على المسار المتوقع لإعصار فزاد عدد من قالوا إنهم سيخلون المنطقة في حال ان اسمه لذكر بنسبة 34 في المئة عن الذين قالوا إنهم سيخلونها في حال حمل الإعصار لاسم أنثى. وكان رد الفعل على اسم ساندي الذي يمكن أن يحمله الذكر والأنثى متوسطا. بحسب رويترز.

وقالت شارون شافيت أستاذة التسويق في جامعة إيلينوي إنه حينما يحكم الناس على الخطر الذي يمثله الإعصار "فإنهم يطبقون على ما يبدو معتقداتهم بشأن كيفية سلوك الرجال والنساء. هذا يجعل الأعاصير التي تحمل أسماء نساء.. وبخاصة أسماء شديدة الأنوثة كبيلي وسيندي أخف وطأة وأقل عنفا." وامتنع متحدث باسم المركز القومي للأعاصير عن القول بما إذا كان العلماء هناك يجدون هذا التحليل ذا مصداقية. ولكن دينيس فيلتجين قال "سواء كان الاسم سام أو سامانثا" لا بد أن ينفذ الناس أوامر الإخلاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/تموز/2014 - 24/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م