أمريكا والإرهاب... شركاء لحماية المصالح المهددة

 

شبكة النبأ: تتزايد المخاطر الإرهابية التي تهدد مناطق عديدة من العالم، واكد خبراء امنيون ان التنظيمات الإرهابية التي تسعى الى ضرب مصالح الدول الكبرى، سيما الولايات المتحدة الامريكية، قد استفادت كثيرا من الأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط، والازمة التي اندلعت في سوريا، إضافة الى الخروقات الأمنية التي وقعت في العراق، والاضطرابات في ليبيا اليمن ومصر، لإعادة تشكيلها وتنظيم خلايا يمكن ان تعد لعمليات انتحارية تهدد المصالح الغربية في المنطقة، وقد أورد الخبراء الامنيون في سياق المثل، تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام/ داعش" والذي استطاع خلال فترة قياسية (ظهر بعد احداث سوريا كفرع لتنظيم القاعدة ليتحول في السنتين الأخيرتين الى تنظيم جهادي ينافس التنظيم الام ان لم يكن متفوقا عليه) تحقيق السيطرة على ما يقارب خمس اضعاف مساحة لبنان في سوريا فقط، كما استطاع احتلال مدن مهمة في العراق (الموصل، صلاح الدين، ديالى).

ان تنظيم بمستوى داعش، والذي خاض العديد من المعارك ضد القوات الأمنية في اغلب دول الشرق الأوسط، يضم بين صفوفه المقاتلين في سوريا والعراق، المئات من المتطرفين الجهاديين القادمين من اوربا والولايات المتحدة، كما استطاع تجنيد العديد من الخلايا النائمة داخل اوربا والولايات المتحدة أيضا، وهو بالتأكيد يطمح الى تحقيق نصر عسكري يتمثل في نقل العمليات الانتحارية الى داخل البلدان الاوربية والولايات الامريكية، والتي سوف تحدث صدمة كبيرة في المجتمع الدولي، قد تعيد الى الاذهان احداث الحادي عشر من سبتمبر في واشنطن.

في سياق متصل قالت الولايات المتحدة إنها ستزيد الإجراءات الأمنية في مطارات بالخارج تنطلق منها رحلات طيران مباشرة إلى واشنطن وأشار مسؤولون أمريكيون الى مخاوف من تطوير عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا واليمن قنابل يمكن تهريبها إلى داخل طائرات، وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا ألا تنشر اسماؤهم إن الإجراءات الأمنية الجديدة ستكون مطلوبة في مطارات في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وقالت وزارة الأمن الداخلي إن "إجراءات أمنية معززة" ستطبق في الأيام القليلة القادمة "في مطارات معينة بالخارج تسير رحلات مباشرة الى الولايات المتحدة."

ولم تحدد المطارات او الدول التي ستتأثر بالقرار ولم تذكر السبب وراء الاحتياطات الإضافية، وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون في بيان "نتبادل معلومات حديثة وذات صلة مع حلفائنا الخارجيين ونتشاور مع قطاع الطيران"، وقال جونسون إنه أمر إدارة سلامة النقل بتنفيذ تلك الإجراءات في الأيام القادمة، وتأتي هذه الخطوة خلال موسم السفر في فصل الصيف وقبل أيام من عطلة 4 يوليو، وقال مسؤول أمريكي أن الإجراءات الجديدة ستشتمل على تفتيشات إضافية لأحذية الركاب وأمتعتهم، وأضاف المسؤول قوله إن واشنطن لديها السلطة القانونية لفرض الإجراءات الأمنية الجديدة على حكومات أو مطارات أجنبية لأن الرحلات تتجه مباشرة الى الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق قال مسؤولون أمنيون ومسؤولون في مجال إنفاذ القانون إن الحكومة الأمريكية تجري مناقشات مع السلطات الأوروبية بشأن إجراءات قد تتضمن مزيدا من الفحص والتدقيق للأجهزة الإلكترونية والأحذية الخاصة بالركاب المتجهين إلى الولايات المتحدة وتركيب أجهزة إضافية للكشف عن القنابل، وقالت مصادر بالأمن القومي الأمريكي إنها تعتقد أن صانعي قنابل من جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن يعملون معا لتطوير متفجرات لا يمكن رصدها بأنظمة الفحص الموجودة حاليا في المطارات. بحسب رويترز.

واضافت المصادر ان القلق الرئيسي يتعلق بإمكانية أن تحاول جماعات متشددة تفجير طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة أو أوروبا بإخفاء قنابل مع مقاتلين أجانب يحملون جوازات سفر غربية ومكثوا وقتا مع فصائل مسلحين إسلاميين في المنطقة، ولتنظيم القاعدة في جزيرة العرب سجل بالفعل في تدبير مثل هذه الهجمات، فقد كان وراء محاولة فاشلة عام 2009 نفذها متشدد أخفى قنبلة في ملابسه الداخلية لنسف طائرة كانت في طريقها إلى ديترويت، وقال مصدر بجهاز الأمن القومي إن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن نشطاء من جماعتي النصرة والقاعدة في جزيرة العرب أجروا تجارب تشغيلية لتصميمات قنابل جديدة في سوريا، والنصرة واحدة من الجماعات الاسلامية الرئيسية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وذكرت قناة تلفزيون إيه.بي.سي. الأمريكية أن العبوات الناسفة "الشبح" التي يحاول صانعو القنابل تصميمها تتضمن قنابل لا يدخل المعدن في تصنيعها، ولا يوجد أي مؤشر فوري على أن المخابرات الأمريكية كشفت مؤامرة محددة أو إطارا زمنيا لتنفيذ مثل هذا الهجوم، لكن المسؤولين يساورهم القلق الشديد بعد النجاحات الميدانية التي أحرزتها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المنشقة عن تنظيم القاعدة مما جذب أعدادا متزايدة من المتشددين من الولايات المتحدة وأوروبا لاعتناق افكار الجهاد وسيكون من الأيسر لهم ركوب طائرات متجهة إلى المدن الأمريكية.

المطارات الاوربية

من جهتها اعلنت بريطانيا وبعدها بلجيكا تعزيز الاجراءات الامنية وذلك بعد دعوة ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحلي باليقظة في المطارات الاوروبية ومطارات الشرق الاوسط التي تنطلق منها رحلات الى الولايات المتحدة بسبب "تهديدات جديدة" إرهابية، ولم توضح واشنطن في تحذيرها طبيعة او مكان والموعد المحتمل لهذا الخطر الجديد الذي يأتي عشية العيد الوطني الاميركي في الرابع من تموز/يوليو، لكن مسؤولين وخبراء يشددون على تضافر ظاهرتين بشكل مقلق: اعداد شبكات ارهابية قنابل اكثر تطورها لا يمكن رصدها وحركة تنقل جهاديين متطرفين في دول تشهد نزاعات مثل سوريا.

واكد نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ ووزير النقل باتريك ماكلولين تبني اجراءات جديدة في مواجهة "تهديدات جديدة حقيقية"، وقال ماكلولين "الاجراءات المناسبة اتخذت وآمل الا تتسبب في تأخير كبير في الرحلات"، في محاولة لتهدئة المخاوف من حدوث فوضى خلال رحلات عطلة الصيف، واوضحت السلطات البريطانية ايضا ان مستوى الانذار في بريطانيا يبقى على حاله عند الدرجة الثالثة من سلم مكون من خمس درجات، وفي بلجيكا اعلن وزير الداخلية جويل ميلكيه عن تشديد المراقبة على "التجهيزات الالكترونية واجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة والاجهزة اللوحية". بحسب فرانس برس.

وفي هيثرو، المطار الدولي الاول في العالم من حيث عدد المسافرين، لم يشاهد اي انتشار للشرطة ولا صفوف انتظار طويلة، وكان وزير الامن القومي الاميركي جيه جونسون اول من اطلق الانذار عبر اعلانه ان اجراءات امنية جديدة ستطبق "في الايام المقبلة" دون تحديد المطارات المعنية، وقال جونسون في بيان "نحن نتبادل معلومات حديثة في هذا الشأن مع حلفائنا، ونتشاور مع قطاع الطيران"، واضاف "سنواصل تعديل الاجراءات الامنية لتعزيز امن الطيران دون خلق اية ازعاجات غير ضرورية للمسافرين"، واوضح مسؤول في الوزارة ان المطارات المعنية توجد في الشرق الاوسط واوروبا.

وقال مسؤول في وزارة الامن الداخلي الاميركي ان "المعلومات المحددة حول الاجراءات او الاماكن كلها معلومات حساسة ونحن لا نريد الكشف عن معلومات حول مستويات امنية محددة لعناصر يريدون الاضرار بنا"، واضاف "ذلك من شانه ان يعطيهم تقدما غير مبرر علينا، نحن نستهدف بعض المطارات في الخارج بناء على معلومات آنية"، ويأتي الاعلان الاميركي على خلفية انعدام الاستقرار في الشرق الاوسط واحالة المشتبه به الابرز في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي امام القضاء الأميركي، كما ان تقدم الجهاديين في العراق حيث اعلنوا اقامة "الخلافة الاسلامية" انطلاقا من الاراضي التي سيطروا عليها في العراق وسوريا، يعد تهديدا للمصالح الاميركية.

وفي الاشهر الماضية، اعتبر خبراء اميركيون في مكافحة الارهاب انه من المرجح ان يكون المتطرفون اعتمدوا استراتيجيات جديدة للالتفاف على الاجراءات الامنية في المطارات خصوصا من خلال صنع متفجرات لا يمكن رصدها، وقالت مارغريت غيلمور الباحثة في معهد راسي اللندني "نعلم منذ فترة ان هناك اشخاصا يصنعون قنابل متطورة في اليمن، والمخاوف هي ان يعود بعض المقاتلين في سوريا الذين يحملون جوازات سفر اوروبية او اميركية الى بلدانهم مع خبرات في صنع تلك القنابل ويشكلون تهديدا"، ولا يخفي خبراء اميركيون وبريطانيون مخاوفهم من المتفجرات الصغيرة التي يصعب رصدها خلال عمليات التفتيش والتي يعدها خبراء متفجرات في تنظيم القاعدة في اليمن، وتم احباط عدة محاولات في السنوات الماضية لاستخدام مثل تلك المتفجرات، فقد حاول البريطاني ريتشارد ريد في 22 كانون الاول/ديسمبر 2001 تفجير طائرة تابعة لاميركان ايرلاينز كانت تقوم برحلة بين باريس وميامي بعدما خبأ المتفجرة في حذائه، وبعد ثلاث سنوات احبطت اجهزة الاستخبارات البريطانية مؤامرة لتفجير 7 طائرات عبر الاطلسي بواسطة "قنابل سائلة" اخفيت في عبوات مشروبات طاقة.

هجوم محتمل على المصالح الامريكية

الى ذلك حذرت السفارة الأمريكية في الجزائر من هجوم محتمل "لجماعة إرهابية" على أهداف في الجزائر وربما قرب فندق يحمل علامة تجارية أمريكية في العاصمة، وطلب بيان نشر على الموقع الإلكتروني للسفارة من موظفيها تجنب الفنادق التي تملكها أو تديرها شركات أمريكية يوم الاستقلال في الولايات المتحدة وذكرى يوم استقلال الجزائر، وكان التحذير واحدا من عدة تحذيرات أمنية أمريكية من هجمات محتملة تنفذها جماعات متطرفة.

وقال البيان الذي حمل تاريخ الثاني من يوليو تموز ونشر على الموقع الإلكتروني للسفارة الأمريكية في الجزائر "ابتداء من يونيو حزيران 2014 ربما تكون جماعة ارهابية غير محددة تفكر في شن هجمات في الجزائر وربما قرب فندق يحمل علامة أمريكية"، وانحسرت أعمال العنف في الجزائر منذ أنهت السلطات حربها ضد المتشددين الاسلاميين في التسعينات لكن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعات متشددة أخرى مازالت تنشط هناك وخاصة في الجنوب النائي.

ولم تشهد الجزائر هجوما كبيرا منذ سنوات لكن متشددين إسلاميين قتلوا 14 جنديا جزائريا على الأقل في ابريل نيسان في هجوم في الجبال شرقي العاصمة في واحدة من اشد الهجمات دموية على الجيش على مدى سنوات، وتشعر الجزائر بالقلق من أن ينتهز المتشددون الفوضى السياسية في ليبيا المجاورة ويتخذوها ملاذا عبر الحدود.

فيما حذرت السفارة الاميركية في اوغندا من خطر وقوع هجوم "ارهابي" خلال النهار في مطار كمبالا الدولي، وقالت السفارة على موقعها الالكتروني انها "تبلغت من الشرطة الاوغندية بانه استنادا الى مصادر في اجهزة الاستخبارات هناك خطر محدد بوقوع هجوم على مطار عنتيبي الدولي من قبل مجموعة ارهابية مجهولة، ولم يذكر اسم اي جماعة محددة لكن الاسلاميين الصوماليين الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة تبنوا مؤخرا هجمات في كينيا وجيبوتي، وذكرت السفارة بان "التهديد من هجمات ارهابية محتملة مستمر في البلاد" ونصحت المسافرين الذين ينوون التوجه الى المطار الواقع في ضاحية المدينة الى "مراجعة خططهم". بحسب فرانس برس.

وعزز الجيش والشرطة وجودهما في كمبالا وحولها ونشرا آليات ثقيلة، الا ان الوضع طبيعي في الشوارع، واكدت السلطات الهولندية وجود "تهديد" لكنها سعت الى طمأنة السكان، وقال الناطق باسم الحكومة افوونو اوبوندو "تلقينا معلومات عن تهديد ونتعامل معها"، واضاف ان نشر القوات جاء "لمواجهة هذا التهديد لكننا لا نتوقع حدوث شيء"، وتابع ان "مستوى الانذار المرتبط بالإرهاب في اوغندا مرتفع منذ حوالى عام"، معبرا عن اسفه لان الولايات المتحدة "بالغت في رد فعلها" في التحذيرات التي توجهها الى المسافرين، لكن الناطق باسم الجيش بادي انكوندا قال ان "على السكان التزام الحذر والابلاغ عن اي شخص مشبوه"، من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة فريد اينانغا ان تعزيز الامن في المدينة مرتبط بتنظيم مؤتمرين دوليين وكذلك بالمونديال وبشهر رمضان.

استراتيجية أوباما لمكافحة الإرهاب

بدوره وفي خطاب عن السياسة الخارجية قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح تلخيص حتى الآن لاستراتيجيته لمكافحة الإرهاب، وقال أوباما إن الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة مازالت تمثل اكبر تهديد للولايات المتحدة لكن على واشنطن أن تواجهها بطريقة جديدة وهي من خلال تدريب قوات الأمن المحلية وليس نشر قوات برية أمريكية، وأضاف "يجب أن نضع استراتيجية تتلاءم مع هذا التهديد المنتشر، استراتيجية توسع نطاق سيطرتنا دون إرسال قوات بما ينهك جيشنا او يثير استياء السكان المحليين"، ومضى يقول "نحتاج الى شركائنا ليكافحوا الإرهاب معنا".

لكن منتقدين يقولون إن نتائج جهود الولايات المتحدة السابقة لتدريب قوات أمن محلية متفاوتة، ولواشنطن سجل ضعيف في مجال استخدام الموارد على الأمد الطويل والتمويل وتوفير الاهتمام اللازم للقيام بهذه الجهود بنجاح، وفي ليبيا تم تعليق التدريب الذي تقدمه القوات الخاصة الأمريكية لجنودها بعد أن سرقت ميليشيا محلية الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة من أحد المخازن، وفي مالي قام الضباط الذين تلقوا تدريبا أمريكيا بانقلاب، وفي أفغانستان فشلت الولايات المتحدة في تقديم إسهام كبير في مجال التدريب حتى تسعة أعوام بعد سقوط طالبان، كما تبين أن العثور على الشركاء أصحاب الكفاءة الذين وصفهم أوباما ليس سهلا.

وعلى مدى سنوات سعت الولايات المتحدة جاهدة لإقناع السعودية وقطر وتركيا بتنسيق دعمها لفصائل المعارضة المختلفة في سوريا، وكشف خطف 200 تلميذة في نيجيريا في ابريل نيسان عن عجز المسؤولين الأمريكيين عن دفع الحكومة النيجيرية الى معالجة الفساد المستشري الذي يساعد في استمرار جماعة بوكو حرام المتشددة التي تستلهم نهج القاعدة، ويقول بروس هوفمان الخبير في شؤون الإرهاب والاستاذ بجامعة جورجتاون إن الخلل الرئيسي في جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2001 هو نتيجة طبيعتها غير المنظمة، وأضاف أن الولايات المتحدة ركزت جهودها على افغانستان عام 2001 ثم انتقلت الى العراق عام 2003 ثم عادت الى أفغانستان عام 2009، والآن أعلن أوباما تحويل التركيز من أفغانستان الى سوريا، وقال هوفمان "تحول تركيزنا من نقطة مضطربة الى أخرى جاء بنتائج كارثية".

وخلال الكلمة التي ألقاها أوباما كشف عن "صندوق للشراكة في مكافحة الإرهاب" بقيمة خمسة مليارات دولار لتدريب القوات المحلية في الشرق الأوسط وافريقيا وعبر عن دعمه لزيادة التدريب والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لجماعات المعارضة السورية "المعتدلة"، وقال أوباما "الاستراتيجية التي تنطوي على غزو كل دولة تستضيف تنظيمات إرهابية ساذجة وغير قابلة للاستمرار"، وقال أوباما إن الصندوق الجديد سيسمح للولايات المتحدة بتوسيع نطاق تدريب قوات الأمن التي تقاتل القاعدة في اليمن ودعم قوة متعددة الجنسيات تحاول تحقيق الاستقرار للصومال والعمل مع الحلفاء الأوروبيين الذين يدربون القوات المحلية في ليبيا ومالي، وأضاف الرئيس أن الولايات المتحدة تواجه تهديدا من نوع مختلف مشيرا الى هجوم عام 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي وهجوم في سبتمبر ايلول الماضي على مركز للتسوق في نيروبي.

وقال "التهديد الرئيسي اليوم لم يعد يأتي من قيادة مركزية للقاعدة، بل إنه يأتي من جماعات لا مركزية مرتبطة بالقاعدة ومتطرفين لدى كثير منهم أجندات تركز على الدول التي يمارسون أنشطتهم بها"، وأشاد بيتر بيرجن خيبر شؤون الإرهاب بمؤسسة نيو امريكا فاونديشن البحثية بكلمة أوباما ومنهجه، وقال إن القوات الخاصة المحلية التي دربتها القوات الأمريكية في الفلبين نجحت في إضعاف جماعة ابو سياف المتشددة بشدة، وأضاف أن تدريب القوات المحلية على الأمد الطويل أرخص كثيرا وقابل للاستمرار من الناحية السياسية اكثر من نشر أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين، وقال "هذا أرخص كثيرا، إنه أقل من واحد في المئة من ميزانية الدفاع". بحسب رويترز.

في كلمته أشار أوباما الى تدريب "مئات الآلاف" من أفراد قوات الجيش والشرطة الأفغانيين كنموذج ناجح، وقال إن القوات الأفغانية أمنت الانتخابات الرئاسية التي أجرتها البلاد مؤخرا ومهدت الطريق لأول انتقال سلمي للسلطة في تاريخ البلاد في وقت لاحق من العام الحالي، لكن جريمي سميث المحلل المقيم في افغانستان بمجموعة الأزمات الدولية يرى أن سحب أوباما للقوات الأمريكية سيزعزع استقرار البلاد، وقال إن التخفيض المزمع للمساعدات الأمريكية والأجنبية سيؤدي الى انخفاض سريع في حجم قوات الأمن الأفغانية، وقال سميث في رسالة بالبريد الالكتروني "اذا طبقوا الخطة بسرعة لخفض قوات الأمن الأفغانية من نحو 370 الفا الى 228 الفا فستكون لدينا مشكلة خطيرة في هذا البلد، لا يمكن أن تخفض عدد الأفراد بهذه الحدة دون زعزعة استقرار الكثير من المناطق".

ويرى سميث أن هجمات طالبان في نفس الوقت تتزايد وأن الاتجاه العام للصراع هو التصعيد، وقال أوباما إن جهود التدريب الجديدة ستركز على جماعات المعارضة المعتدلة في سوريا، وفي تراجع عن رفضه فيما سبق لقيام الولايات المتحدة بتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية على نطاق واسع قال الرئيس الأمريكي إن جماعات المعارضة المعتدلة اذا اكتسبت قوة فإنها ستوازن الجماعات الإسلامية المتشددة، ويقول محللون إن الجهود المقترحة أصغر من أن يكون لها أثر كبير، وقال نوح بونسي محلل الشؤون السورية بمجموعة الأزمات الدولية إن المعتدلين (او الجماعات التي يعرفها بأنها لا تنتمي لأيديولوجية محددة او إسلامية غير متشددة) اكتسبت قوة في الآونة الأخيرة لكنها ضعيفة عسكريا في العموم.

وقال بونسي "رأينا في الأشهر القليلة الماضية أن زيادة التمويل والاسلحة والتدريب لجماعات معينة لا تنتمي لأيديولوجية زاد قوتها نسبيا بين أطياف جماعات المعارضة، لكن مستويات الدعم التي تقدم والتي تدرسها الإدارة الأمريكية على ما يبدو لا تكفي لتغيير ميزان القوى بين المعارضة والنظام"، لكن بيرجن كان اكثر تفاؤلا بشأن سياسة أوباما، وقال إن الرؤساء القادمين يمكن أن يزيدوا مستويات القوات الأمريكية في أفغانستان اذا اقتضى الأمر وإن مساعدة مقاتلي المعارضة السورية خطوة للأمام، وأشار الى أن تدريب القوات المحلية هو الأسلوب الوحيد المقبول سياسيا لدى الأمريكيين والأجانب على حد سواء، وقال "تحصل لنفسك على نفوذ بدون وجود كبير، إنه النموذج الوحيد المعقول على جميع المستويات"، ويرى هوفمان أن الغزو البري خطأ لكنه قال إن الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب يجب أن تكون اكثر اتساقا والا فإن واشنطن ستبدو وكأنها حليف متقلب لمن تطلب منهم مكافحة الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تموز/2014 - 16/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م