عودة الإرهابيين لبلادهم أخطر تحد لأمن القارة العجوز

 

شبكة النبأ: اعتبر الكثير من المختصين والباحثين في شؤون الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة، ان تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش) وبعد ما توفر له من التمويل والسلاح، إضافة الى الأراضي الشاسعة التي تقع تحت سيطرة (والتي تعادل خمس اضعاف مساحة لبنان في سوريا وحدها) وتنامي اعداد المسلحين اللذين ينضمون اليه تحت مسمى الجهاد، أصبح يتفوق على تنظيم القاعدة (وهو التنظيم الام الذي خرج منه فرع داعش)، كما بات الخطر الذي يشكله هذا التنظيم المتطرف، اكثر بعدة اضعاف من الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة الذي بات يوصف "بالتنظيم الهرم" بعد ان فقد اغلب قياداته على يد القوات الامريكية، وكبير القيادات التي بقيت على قيد الحياة، اذا ما قورنت بتنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم مقاتلين وقيادات شابه بين صفوفه (حتى ان زعيمهم البغدادي في الأربعينات من عمره).

وقد نجح تنظيم القاعدة، في السابق، من إصابة عدة اهداف ومصالح غربية كان اهمهما على مستوى العالم تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك في احداث 11/ سبتمبر الشهيرة في الولايات المتحدة الامريكية، من خلال طائرات حرف مسارها جهاديين مدربين من تنظيم القاعدة، لترتطم لاحقا في ناطحات السحاب التجارية وتؤدي الى انهيارها مخلفة الالاف القتلى والجرحى، لكن وبحسب شهادات وتصريحات خبراء وامنيون في الولايات المتحدة والاستخبارات الغربية، ان ردود الأفعال العالمية والضربات التي تلقها التنظيم قلصت من خطورة كثيرا، لكن لصالح تنظيم الدولة الإسلامية الذي اعلن بصورة واضحة ان استهداف الدول الاوربية والغرب ضمن أولوياته الجهادية.

وفي سبيل إنجاح ذلك، اعتمد على تطويع الإسلاميين الاوربيين واغرائهم بالجهاد داخل اوربا، واستهداف المصالح الغربية، وقد تخوفت اوربا كثيرا من التهديدات التي اطلقها التنظيم، واعتبر اغلبها حقيقية، سيما وان الأرقام التي صدرت من الاتحاد الأوربي حول اعداد الاوربيين المنظمين تحت لواء التنظيم ويقاتل اغلبهم في سوريا والعراق هي ارقام كبيرة وخيفة، كما عبر عن ذلك قادة الاتحاد الأوربي، وقد اطلقت الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا، إنذارا عالميا عن بدء التنظيم استهداف السفارات والمطارات بمتفجرات مخفية، فيما شدد الغرب من التعاون الامني والاحتياطات والجهد الاستخباري وملاحقة المشاركين في القتال من الاوربيين والقاء القبض على العائدين منهم، إضافة الى محاصرة الخلايا النائمة والذئاب المنفردة، والتي قد تبادر الى القيام بعمليات فردية تنسب لاحقا الى التنظيم.

هولندا

فقد حذر تقرير استخباري هولندي من أن الجماعات الإسلامية المتشددة في البلاد أصبحت "سربا" لا مركزيا ومراوغا، ونبه التقرير إلى أن هذه الجماعات ربما تعمل على توسيع دائرة اهتمامها لتشمل الشرق الأوسط بأكمله بدلا من الحرب في سوريا فقط، ويعكس التقرير قلقا واسع الانتشار في أوروبا من الخطر الذي يمثله المواطنون الأوروبيون (خصوصا من الإسلاميين المهاجرين) الذين يغادرون بلادهم للقتال في صراعات الشرق الاوسط ويعودون وقد خبروا الحروب وباتوا خطرا أمنيا بحد ذاتهم.

وتقدر السلطات الهولندية أن حوالي 120 مواطنا هولنديا غادروا حتى الآن للقتال في الحرب الأهلية السورية، وأشارت إلى وجود مجموعات أكبر للمتشددين في هولندا يصل أتباعها إلى عدة مئات والمتعاطفين معها إلى الآلاف، وقالت الوكالة العامة للأمن والاستخبارات الهولندية في تقييمها الأخير عن الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية السرية إنها باتت أكثر قوة وثقة بالنفس، وأضافت الوكالة أن تعقب ظاهرة التشدد الإسلامي بات أكثر صعوبة خصوصا أن وسائل التواصل الاجتماعي مكنت الجماعات المتشددة (التي تزداد حرفيتها في هذا المجال) من تنسيق جهودها بدون الحاجة إلى سلطة مركزية.

وقالت الوكالة "إن الحركة باتت تشبه في سلوكياتها سرب الحشرات، هناك تسلسل هرمي أقل في هيكليتها مقارنة ببدايات القرن الحالي ما يجعلها أكثر مرونة وتأثيرا وأقل عرضة للهجوم من الخارج"، وحظرت هولندا تجنيد مقاتلين للجماعات المتشددة وهي الآن تبحث اجراءات قانونية لمنع مواطنيها من الانضمام إلى المجموعات المقاتلة في الخارج، وقال منسق مكافحة الإرهاب في الحكومة في رسالة إلى البرلمان الهولندي إن شابا في الثامنة عشرة من عمره اعتقل مؤخرا في لاهاي للاشتباه بتجنيده عناصر للقتال في سوريا كما صودرت جوازات سفر 30 شخصا يشتبه في أنهم يريدون بالفعل السفر إلى هناك. بحسب رويترز.

وتصارع الحكومات الأوروبية لمنع مواطنيها (البعض منهم مراهقون) من السفر إلى سوريا حيث تحول الصراع من تظاهرات سلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد إلى ثورة مسلحة تدخل حاليا عامها الرابع وقتل فيها أكثر من 160 ألف شخص، وقال وزير العدل ايفو اوبستلتن للبرلمان إن من الاجراءات الأخرى التي يجري بحثها تجريد المشتبه في أنهم من المتشددين من جنسيتهم الهولندية، وقال في رسالة "من غير المقبول أن يشارك المواطنون الهولنديون في الحركة الجهادية وفي الجهاد العنيف بغض النظر عن مكان حدوث ذلك.

وستستخدم كل الوسائل الممكنة لتعطيل خطط السفر وتقليل الخطر الذي يمثله هؤلاء العائدون ومنع تجنيد أنصار جدد"، وكانت هولندا فتحت أبوابها للمهاجرين من المغرب وتركيا في الستينات وأصبح خمسة بالمئة من سكانها اليوم من أصول إسلامية، وحذرت الوكالة من أن المتطرفين في هولندا قد يوسعون دائرة اهتمامهم إلى القتال في مناطق صراع فعلية أو محتملة في الشرق الأوسط.

وقال التقرير "حاليا يركز الجهاديون على سوريا ولكن هذا الأمر قد يتغير وقد ينتشرون إلى مناطق صراع حالية مثل العراق واليمن وأيضا إلى مناطق أخرى محتملة مثل مصر (من ضمنها سيناء) أو ليبيا"، وأشار إلى أن المقاتلين في صراعات الشرق الأوسط يصبحون أكثر مهارة في تجنب جذب انتباه السلطات إذ أنهم يدفعون ثمن تذكرة العودة ويسافرون على أنهم سياح، وقال التقرير "الأخبار من مناطق النزاع في سوريا تنتشر بسرعة عبر غرف المحادثة والفيسبوك والبريد الإلكتروني في غضون ساعات وأحيانا في الوقت الذي تحدث فيه عبر شبكة داخلية خاصة بالجهاديين في هولندا".

وأضاف أن عدد المطبوعات الجهادية ازداد بكثرة في خلال العامين الأخيرين، وأمضى المواطن الفرنسي الذي يشتبه بإطلاقه النار على أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل في أيار مايو الماضي بعض الوقت مقاتلا في سوريا، كما قالت الاستخبارات الألمانية في وقت سابق من الشهر إن حوالي ألفي أوروبي سافروا إلى سوريا للقتال بين صفوف المتشددين الإسلاميين هناك.

بريطانيا

فيما حضت مسؤولة رفيعة في مجال مكافحة الإرهاب ببريطانيا العائلات المسلمة على إبلاغ الشرطة عن أقاربهم، الذين يخططون للذهاب إلى سوريا من أجل القتال، وقالت سو ساوذرن، مسؤول وحدة مكافحة الإرهاب في غرب ميدلاندس إن "التعرف على بعض المسلمين البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق جاء متأخرا جدا لمنعهم من السفر هناك"، وشددت ساوذرن على أن الزعماء المؤثرين في المجتمع والعائلات المسلمة، لهم دور كبير في هذا، وأضافت أن "عدد البريطانيين الذين يغادرون إلى سوريا يمثل مشكلة متنامية"، وجاءت تعليقات المسؤولة البريطانية، أثناء مشاركتها في مؤتمر بالمسجد المركزي في برمنغهام.

وقال داشوق علي، رئيس تحقيق المساواة والتماسك المجتمعي في مجلس مدينة برمنغهام :"يجب أن نعمل مع العائلات والشباب وعدم تشجيعهم على المشاركة في الصراع الدائر بسوريا"، وأضاف :"الشباب البريطاني يسافر إلى سوريا، للمشاركة في الحرب، دون أدنى فهم للمجموعات المختلفة التي تحارب ضد بعضها البعض"، وكشف تقرير أن أكثر من 500 بريطاني يقاتلون حاليا في سوريا، كما ظهر عدد من البريطانيين في مقطع فيديو لتجنيد الجهاديين للقتال في العراق وسوريا، ومن بين الرجال الذين ظهروا في الفيديو حددت السلطات البريطانية هوية ثلاثة بريطانيين.

والبريطانيون الذين ظهروا هم، رياض خان، 22 عاما، وناصر مثنى، 20 عاما، وكلاهما من كارديف، أما الثالث فكان عبد الرقيب أمين، 25 عاما، من أبردين، ويعتقد أن الثلاثة ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وقالت مسؤولة بريطانية كبيرة إن الشرطة ستضطر إلى التعامل مع تهديد المقاتلين البريطانيين العائدين من سوريا لـ "سنوات طويلة"، وأضافت كريسيدا ديك، مساعد قائد شرطة لندن، أن القتال الدائر في سوريا يمثل تهديدا إرهابيا "طويل المدى"، وحذرت ديك من أن شباب المسلمين البريطانيين ربما يرتكبون أعمال عنف بعد عودتهم.

وفي حديث حذرت ديك، التي تترأس حاليا قسم العمليات الخاصة بما في ذلك مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، من أن بريطانيا قد تواجه "عواقب" النزاع في سوريا "لسنوات مقبلة"، وألقي القبض على أكثر من 50 شخصا في بريطانيا منذ العام الماضي، على خلفية جرائم مرتبطة بالقتال في سوريا، لكن ديك لم تتطرق إلى المدى الذي تضطر فيه الشرطة البريطانية فعلا لمواجهة التهديدات الأمنية من الجهاديين البريطانيين الذين يقاتلون في الشرق الأوسط، وقالت ديك: "أشعر بالقلق، أعتقد أننا سنعاني من عواقب النزاع في سوريا، من وجهة نظر تتعلق بالإرهاب، ناهيك عن بقية العالم، وهي عواقب جيوسياسية لسنوات عديدة".

وأشارت إلى أنه قبل أسابيع قليلة كانت الشرطة البريطانية تعتقد أن نحو 460 بريطانيا ذهبوا للقتال في سوريا، لكن هذا الرقم ربما يكون قد ارتفع الآن إلى نحو 500 شخص، وقالت المسؤولة الأمنية البريطانية إن رسالتها إلى أي شخص يفكر في الذهاب للقتال في سوريا أو العراق هي ألا يفعل ذلك، مشيرة إلى أن الشعب السوري يعتبر أن المقاتلين الأجانب جزء من المشكلة وليس الحل، وقال أحمد، والد ناصر مثنى، إن ابنه غادر بريطانيا للقتال في سوريا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأضاف ويلز أن ابنه الأصغر أًصيل البالغ من العمر 17 عاما انضم أيضا إلى أخيه في سوريا. بحسب بي بي سي.

وقال إنه تعرف على شخص من مدينة كارديف ظهر في الفيديو إلى جانب ابنه، من جانبه، قال باراك البياتي، الذي يشرف على مسجد كان يصلي فيه ناصر في كارديف، إن البريطانيين ربما اكتسبوا الفكر المتطرف من خلال الإنترنت، وحذر من "تشويه صورة الجالية الإسلامية ذاتها"، مضيفا أن "الأغلبية الكاسحة من المسلمين تشعر بقلق من الوضع وتعمل من أجل التعرف على الأشخاص المعرضين لهذا الخطر"، ويأتي ذلك تزامنا مع مشاركة نحو 5 آلاف شاب بريطاني من مختلف أنحاء البلاد في مسيرة، ينظمها اتحاد الشباب المسلمين من الطريقة الأحمدية في مدينة "سري" البريطانية، للتعبير عن رفضهم الفكر الإسلامي المتطرف، والتأكيد على ولائهم لبريطانيا.

كما وقع أكثر من مئة إمام من السنة والشيعة خطابا يحث البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سوريا، وجاء في الخطاب المفتوح "نحث الجاليات البريطانية المسلمة على الاستمرار في بذل الجهود الكريمة التي لا تكل لدعم كل المتضررين من الأزمة في سوريا والأحداث في العراق ولكن من داخل المملكة المتحدة وبطريقة آمنة ومسؤولة، وتقول أجهزة أمنية إن تدفق غربيين مسلمين على سوريا يمثل تهديدا للغرب عندما يعود المقاتلون المتشددون إلى بلادهم بعد القتال في المنطقة.

وعززت بريطانيا الأمن في المطارات بعدما قال مسؤولون أمريكيون إن مقاتلي القاعدة في سوريا واليمن يطورون قنابل يمكن تهريبها إلى الطائرات، ويشعر مسؤولون غربيون بالقلق من أن المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الارض في الآونة الأخيرة تجتذب أعدادا متزايدة من المتشددين من الولايات المتحدة وأوروبا لقضية الجهاد وأنه سيكون من السهل عليهم ركوب طائرات متوجهة إلى مدن أمريكية، وقال قاري محمد عاصم وهو إمام في مدينة ليدز بشمال بريطانيا "إن رسالتنا بسيطة، لقد اتحدنا معا لحث الجاليات البريطانية المسلمة على ألا تقع فريسة لأي شكل من أشكال الانقسامات الطائفية أو الشقاق الاجتماعي".

فرنسا

الى ذلك اعتقلت السلطات الفرنسية بمدينة نيس فتى فرنسيا في الـ17 من عمره ذهب للجهاد في سوريا وقرر العودة بعدها، ووجهت للشاب تهمة الانضمام إلى عصابة أشرار وارتكاب جريمة متعمدة على صلة بجماعة إرهابية، ووجهت السلطات الفرنسية تهمة الانضمام إلى عصابة أشرار وارتكاب جريمة متعمدة على صلة بجماعة إرهابية للشاب الفرنسي الذي اعتقل بمطار نيس جنوب شرق فرنسا بعد عودته من سوريا التي ذهب للجهاد فيها وقرر العودة بعدها، وبحسب مصدر مطلع على التحقيقات، فقد تعرف على الشاب مقاتل آخر عاد أيضا إلى فرنسا وأدعى أن الأول شارك في عملية إعدام، الأمر الذي نفاه الشاب معترفا رغم ذلك بأنه انضم إلى مجموعة جهادية.

وأوضح برادل أن الشاب متهم بارتكاب جريمة متعمدة "لكن لا نعلم أين أو متى، كما ليس هناك أي دليل مادي أو ضحية محددة"، أما والده فأكد في حديث إذاعي أن ابنه لم يعد إلى فرنسا بطريقة غير شرعية، مضيفا "أن من لديه مقاصد سيئة لا يعود بهذه الطريقة"، وتوجه الشاب إلى سوريا مع شقيقه (23 عاما) الذي لا يزال هناك، ويشتبه بانضمام إلى خلية من المقاتلين الناطقين بالفرنسية، وفق المصدر المطلع على التحقيق.

الولايات المتحدة الامريكية

من جهتها أفادت مصادر أمنية أمريكية بأن السلطات اعتقلت في دنفر عاصمة ولاية كولورادو سيدة أمريكية بتهمة تقديم دعم مادي لمقاتلي الدولة الإسلامية التي تقاتل حكومتي سوريا والعراق والتآمر لارتكاب جريمة ضد الولايات المتحدة، وبحسب دعوى قضائية فإن تشانون مورين كونلي قد حضرت تدريبات عسكرية في الولايات المتحدة في فبراير الماضي واستغلال ذلك في الخارج حيث كانت تنوي "الجهاد".

وقال مسؤولون أمريكيون إن السلطات الاتحادية الأمريكية في دنفر اعتقلت إمرأة متهمة بتقديم دعم مادي لمسلحين إسلاميين يقاتلون حكومتي سوريا والعراق والتآمر لارتكاب جريمة ضد الولايات المتحدة، وتقول دعوى جنائية أقيمت في المحكمة الجزئية الأمريكية في كولورادو إن تشانون مورين كونلي المولودة عام 1996 حضرت تدريبات على التكتيكات العسكرية والأسلحة النارية في فبراير شباط من هذا العام قبل محاولتها السفر إلى سوريا للقاء شريك متآمر معها لم يذكر من اسمه في وثائق المحكمة إلا الحرفان واي إم.

وقالت الدعوى إن كونلي التقت بواي إم عبر الإنترنت في وقت ما في عام 2013 وأنه أبلغها أنه عضو نشط في جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأطلقت الجماعة على نفسها اسما جديدا هو "الدولة الإسلامية"، وحجبت قضية كونلي حينما أمر قاض اتحادي بإعلان معظم تسجيلاتها، وتم تحرير معظم التفاصيل ومنها فيما يبدو الأسماء والعناوين من الدعوى الجنائية التي قدمها مسؤولون اتحاديون، وجاء في وثائق المحكمة ان كونلي كانت تعلم أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام مصنفة على أنها منظمة ارهابية أجنبية، وقالت الدعوى إن كونلي وواي إم "كان يشتركان في الرأي بأن الإسلام يقتضي المشاركة في الجهاد العنيف ضد غير المؤمنين".

واعتقلت السلطات كونلي في مطار دنفر الدولي في ابريل نيسان بينما كانت تستعد لركوب طائرة متجهة إلى ألمانيا، وقالت وثائق المحكمة إنه قبل سفرها إلى سوريا كان من المقرر ان تكتسب مهارات إضافية وتدريبا لتقديم دعم للمسلحين وان تقاتل بنفسها إذا اقتضت الضرورة، وجاء في شهادة مشفوعة بقسم ضمن وثائق المحكمة أنه في مقابلة اجريت في ديسمبر كانون الأول عام 2013 قالت كونلي لمسؤولي مكتب التحقيقات الاتحادي إنها انضمت إلى جماعة "يو أس آرمي إكسبلوررز" لتتدرب على التكتيكات العسكرية والأسلحة النارية وانها "كانت تنوي استخدام ذلك التدريب في السفر إلى الخارج من أجل الجهاد"، وقالت الشهادة "حينما سئلت هل لا تزال تريد تنفيذ خططها مع علمها أنها غير قانونية قالت كونلي أنها تريد"، وإذا أدينت كونلي فإن أقصي حكم قد يصدر في حقها هو السجن خمس سنوات او غرامة 250 الف دولار أو كليهما.

وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من احتمال انتقال "جهاديين" أوروبيين إلى الولايات المتحدة لارتكاب اعتداءات هناك خصوصا أنهم ليسوا بحاجة إلى الحصول على تأشيرات دخول، وقال النائب الجمهوري بيتر كينغ إن تصريحات أوباما غير كافية مشيرا إلى وجود أكثر من 100 أمريكي يقاتلون في سوريا، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "بعض الأوروبيين يتعاطفون مع قضية (المتمردين السنة) ويتوجهون الى سوريا، والبعض الآخر يتوجه إلى العراق حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل أن يعودوا الى بلدانهم".

وتابع أن هؤلاء المقاتلين "يحملون جوازات سفر أوروبية وهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول إذا قرروا التوجه إلى الولايات المتحدة"، وكان الرئيس الأمريكي أرسل عشرات المستشارين العسكريين الأمريكيين إلى بغداد لتقديم المساعدة للجيش العراقي بعد سيطرة قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام مع متمردين آخرين على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق، وتفيد تقديرات أن نحو 780 فرنسيا توجهوا أو في طريقهم إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويصل هذا العدد إلى نحو 200 بالنسبة لبلجيكا و400 بالنسبة لبريطانيا، وتابع أوباما أنه في مواجهة هذه المخاطر "علينا أن نعزز سياستنا في مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض" مضيفا "في بعض الأوقات سيكون علينا ضرب المنظمات التي تنوي الإعداء علينا".

واعتبر النائب الجمهوري بيتر كينغ أن تصريحات أوباما غير كافية، وأضاف كينغ عضو لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب "لا بد أن يكون أكثر هجومية، إن سوريا هي تهديدنا الأكبر، المسألة ليست فقط في توجه آلاف الأوروبيين إلى سوريا وهم يستطيعون دخول الولايات المتحدة، بل أيضا في وجود أكثر من مائة أمريكي في الوقت الحاضر في سوريا"، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أفادت أن أمريكيا فجر نفسه في شاحنة مليئة بالمتفجرات في شمال سوريا في أيار/مايو الماضي.

من جهة أخرى قال مكتب المدعي الأمريكي في لوس انجيليس إن حكما صدر على رجل من جنوب كاليفورنيا بالسجن 13 عاما في سجن اتحادي بعد أن أقر بأنه مذنب بتهم الإرهاب، وقال سينه فينه نجو نجويين لضباط متخفين من مكتب التحقيقات الاتحادي إنه يريد الذهاب إلى باكستان لتدريب مقاتلي تنظيم القاعدة لنصب كمين لجنود قوات التحالف، وقال المدعي الأمريكي اندريه بيروت جونيور إنه ألقي القبض على المتهم في الخريف الماضي في محطة حافلات في مقاطعة اورانج في طريقه إلى المكسيك التي كان يعتزم الانطلاق منها إلى باكستان بجواز سفر مزور. بحسب رويترز.

وقال مكتب المدعي إن نجويين (25 عاما) الذي يعيش في جاردن جروف جنوب شرقي لوس انجيليس أقر بأنه مذنب بتهمة واحدة العام الماضي وهي محاولة تقديم الدعم المادي لجماعة مصنفة إرهابية، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إن نجويين اعترف بالسفر إلى سوريا عام 2012 وتفاخر على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه تمكن من قتل شخص خلال وجوده هناك، وقال المدعي الأمريكي إن نجويين أبلغ ضابطا متخفيا من مكتب التحقيقات الاتحادي تظاهر بأنه يسعى لتجنيد عناصر لتنظيم القاعدة بأنه سيذهب إلى باكستان لتقديم تدريب على الأسلحة النارية لثلاثين من مقاتلي القاعدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/تموز/2014 - 13/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م