عودة المقاتلين... بؤر إرهابية تكوي الشرق والغرب

 

شبكة النبأ: أوربا تراقب الأحداث الإرهابية جيدا في منطقة الشرق الأوسط، وقد اثارت الازمة العراقية واحتلال المدن من قبل تنظيم "داعش" مؤخرا، الكثير من المخاوف لدى الاوربيين من إمكانية وصول العمليات الانتحارية والمفخخات الى لندن او باريس او حتى برلين.

مؤخرا أعلن التنظيم الاغنى والأخطر عن انتقاله جديدة في حركته الجهادية، بعد ان أبدل اسم التنظيم من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الى "الدولة الإسلامية" التي تضم الخلافة الإسلامية، وتشمل ايه منطقة في العالم يسيطر عليها المجاهدين، بحسب ما علن عنه التنظيم في بيان نشر قبل أيام.

الازمة السورية التي استقطبت الاف المقاتلين القادمين من الغرب، وجلهم من الشباب اللذين ولدو في اوربا والغرب بعد ان هاجر اباهم اليها منذ عقود، وحصلوا فيها على الجنسية والمواطنة، واليوم أصبح هؤلاء الأوربيين والغربيين الشبان مقاتلون متمرسون على حمل السلاح وتنفيذ العمليات الانتحارية وقطع الرؤوس، وهم جاهزون اليوم، ايضاً، على مهاجمة اوربا والولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربي، والقيام بعملياتهم الجهادية هناك، بعد ان تم اعدادهم نفسيا وذهنيا وبدنيا لمثل هكذا عمليات، كما يرى اغلب المحللين.

وقال منسق جهاز مكافحة الارهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دوكرشوف إن من المحتمل أن تكون الدولة الإسلامية في العراق والشام (الجماعة المتشددة التي سيطرت على مناطق في سوريا والعراق) تقوم بتدريب وتوجيه مقاتلين أجانب لشن هجمات في أوروبا وأماكن أخرى، وقال دوكرشوف إن من المرجح أن تكون هناك هجمات أخرى في أوروبا مثل إطلاق النار في المتحف اليهودي في بروكسل الذي قُتل فيه أربعة أشخاص.

واعتقل في مايو أيار مهدي نيموش (29 عاما) للاشتباه بأنه منفذ الهجوم على المتحف اليهودي، ونيموش مواطن فرنسي يعتقد أنه عاد في الآونة الأخيرة من القتال في صفوف المعارضة الإسلامية المتشددة في سوريا، وكان مع نيموش عند اعتقاله بندقية كلاشنيكوف ملفوفة في علم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال دوكرشوف إن التحقيقات ستظهر ما إذا كان إطلاق النار في بروكسل جزءا من استراتيجية خططت لها الجماعة، وقال هناك سؤال عما إذا كان المشتبه به في إطلاق النار في بروكسل تصرف بمفرده أم بتوجيه.

لكنه استطرد قائلا "من المرجح بشدة أن تكون الدولة الإسلامية في العراق والشام، تقوم بتدريب وتوجيه بعض المقاتلين الأجانب لشن هجمات في أوروبا أو خارج أوروبا"، ومضى يقول إن جماعة الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة يتشاركان في فكرة الخلافة العالمية "وبالتالي فمن المنطقي أن يرسلوا مقاتلين مرة أخرى لشن هجمات خارج المنطقة"، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن المسلحين المتشددين السنة الذين يقاتلون في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا وإنه لا بد من إغلاق "المساحات غير المحكومة" التي ازدهر فيها المتشددون، وقال دوكرشوف وهو بلجيكي ردا على سؤال عما إذا كان يتوقع شن هجمات أخرى على غرار هجوم المتحف اليهودي "أنا قلق وأعتقد أن ذلك محتمل".

وقال إنه يخشى من تكرار هجوم مماثل لإطلاق النار في بروكسل في أوروبا أكثر من خوفه من احتمال حدوث هجوم واسع النطاق على غرار الهجمات بطائرات ركاب في عام 2001 على مدن أمريكية، وقال "أعتقد أننا أكثر ذكاء عما كنا عليه في 11 سبتمبر لمنع وقوع هجوم كبير هكذا"، وأثار هجوم بروكسل الانزعاج من خطر الأوروبيين الذي يتوجهون للقتال في سوريا ويشنون هجمات في أوروبا عند عودتهم، ويقدر دوكرشوف أن أكثر من ألفي أوروبي ذهبوا للقتال في سوريا، وقال "عاد حوالي الثلث بالفعل لكن غالبيتهم، الجزء الأكبر لا يزال هناك".

وأضاف أن التقدم الذي حققه مقاتلو الدولة الإسلامية في شمال العراق قد يكون حافزا إضافيا للجهاديين الراغبين في ان يذهبوا إلى هناك لأنه "سيكون من المثير بالنسبة للذين تجذبهم فكرة الخلافة، أن يشاركوا لأن ذلك يحقق نجاحا"، وأضاف أن أوروبا حققت تقدما كبيرا في الأشهر الثمانية عشر الماضية في وضع الإجراءات التي تمنع الناس من السفر إلى سوريا واكتشاف من كانوا هناك وتبادل المعلومات فيما بين الدول الأوروبية، وقال إن مراقبة جميع العائدين من سوريا على مدار الساعة يفوق الموارد المتاحة لأجهزة الأمن الأوروبية، وأضاف "علينا أن نضع آلية لتقييم خطورة كل شخص عائد".

في سياق متصل أقرت تسع دول أوروبية في وقت سابق خططا لتكثيف تبادل المعلومات وإغلاق المواقع الإلكترونية الخاصة بالمتشددين في محاولة لمنع المواطنين الأوروبيين من الذهاب للقتال في سوريا وجلب العنف معهم عند عودتهم، وقال دوكرشوف الذي وصف في سوريا أنها "أولى حروب التويتر" إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أجروا محادثات مع شركات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي العملاقة مثل جوجل وتويتر وفيسبوك لبحث الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها للتعامل مع التشدد، وقال إن الأفكار لا تزال تدرس لكن المبادرة المتعلقة باستخدام الانترنت لتقديم رواية مضادة لرسائل المتشددين وأن تكون أكثر فاعلية في حذف مواقع الانترنت غير القانونية. بحسب رويترز.

المانيا

فيما اتهمت المانيا مواطنا في العشرين من العمر بالانضمام الى جماعة اسلامية محظورة اثناء ستة شهور امضاها في سوريا العام الماضي وبالحصول على تدريب على الاسلحة وتدبير الهجمات، وفي بيان لمكتب المدعي الاتحادي اقتصرت الاشارة للمواطن الألماني على أن اسمه كريشنيك بي من فرانكفورت حسب المعتاد في المانيا، وهو متهم بالانتماء الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي حقق مقاتلوه مكاسب ميدانية كبيرة في العراق على مدى الأسابيع الاخيرة.

وتسلط القضية الأضواء على مخاوف الدول الأوروبية بشأن مواطنين ينضمون الى المتشددين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إذ تخشى تلك الدول تبني أولئك المواطنين لأفكار متشددة وأن تصقلهم المعارك هناك ثم يعودون ليمثلوا خطرا على بلادهم الاصلية، ووصف وزير الداخلية الألماني توماس دي ماتسيره مثل هؤلاء الناس بأنهم "خطر مميت" على أوروبا، ومن المعتقد أن حوالي ألفي أوروبي يقاتلون حاليا مع المقاتلين الاسلاميين في سوريا وبينهم حوالي 320 من المانيا. بحسب رويترز.

وقال الادعاء إن كريشنيك بي سافر مدفوعا بمعتقداته الدينية المتشددة إلى سوريا عبر إسطنبول، وبعد الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام خضع لتدريب على الأسلحة وحصل على سلاح ناري، وكلفه تنظيم الدولة الاسلامية بمهام طبية وبأخرى تتعلق بالحراسة لكنه شارك أيضا في العديد من المعارك، وألقي القبض عليه عقب عودته إلى المانيا واتهم في البداية بتدبير هجمات، وتقدر أجهزة المخابرات الالمانية أن حوالي 100 جهادي الماني عادوا من سوريا.

بريطانيا

من جهتها حظرت بريطانيا دخول رجل الدين السعودي السني المحافظ الشيخ محمد العريفي الذي يتابعه أكثر من تسعة ملايين شخص على موقع تويتر إلى أراضيها ضمن جهودها لردع المسلمين الشبان عن السفر للانضمام للمتشددين الاسلاميين في سوريا، ويدعو العريفي للجهاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد وقد زار بريطانيا عدة مرات، وقالت صحف بريطانية هذا الأسبوع إنه خطب في مسجد في كارديف تردد عليه ثلاثة مسلمين شبان سافروا إلى سوريا للقتال هناك.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في بيان عبر البريد الالكتروني "يمكننا تأكيد أن محمد العريفي منع من المملكة المتحدة"، وأضاف "الحكومة لا تعتذر عن رفض دخول أناس إلى المملكة المتحدة إذا اعتقدنا أنهم يمثلون تهديدا لمجتمعنا، المجيء إلى هنا ميزة نرفض تقديمها لمن يسعون لهدم قيمنا المشتركة"، ولم يعط البيان تفاصيل، وتحدث العريفي مرارا وكتب عبر موقع تويتر عن ضرورة مساعدة السوريين في حربهم ضد الأسد لكنه كان حريصا على عدم دعوة المسلمين في السعودية وغيرها من الدول صراحة للذهاب إلى هناك للقتال.

وبعد إعلان الحظر البريطاني نشر العريفي عبر حسابه على موقع تويتر رابطا إلى بيان نشر بالإنجليزية بموقعه على الانترنت يقول إنه يرفض "مزاعم وسائل الإعلام اليمينية عن أنه ربما ساهم في تطرف المسلمين الثلاثة المولودين في بريطانيا"، وأضاف أنه "يعارض بشدة الأساليب الوحشية" لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي ينفذ هجمات في سوريا واستولى هذا الشهر على بلدات ومدن في العراق، ورغم أن السعودية تدعم المقاتلين المعارضين للأسد حليف منافستها الشيعية إيران إلا أنها تخشى أيضا أن يصبح مواطنوها الذين يشاركون في الحرب الأهلية متطرفين وأن ينفذوا في نهاية الأمر هجمات داخل المملكة.

وفي فبراير شباط أصدر العاهل السعودي مرسوما يفرض مدد سجن طويلة على من يسافر للخارج للقتال أو يشجع على ذلك، وتقررت أيضا عقوبات سجن على من ينضمون لجماعات متطرفة أو يشيدون بها، ويمثل العريفي شخصية مثيرة للجدل في السعودية منذ وقت طويل حيث استخدم منصاته الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة الليبراليين وحقوق المرأة والشيعة والمثلية الجنسية. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن المسلحين السنة الذين يقاتلون في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا وإنه لا بد من إغلاق "المساحات غير المحكومة" التي ازدهر فيها المتشددون، وتحدث كاميرون في حين تعهد الرئيس الايراني بالدفاع عن المزارات الشيعية المقدسة في العراق حيث حاصر مسلحون سنة أكبر مصفاة نفطية في البلاد فيما يتحول بسرعة إلى حرب طائفية تنذر بتداعيات على كل منطقة الشرق الأوسط، واستبعدت بريطانيا أي تدخل عسكري في العراق لكنها أرسلت "فريق اتصال واستطلاع" إلى بغداد وتقدم مساعدة إنسانية، وتعهدت أيضا باتخاذ اجراءات مشددة ضد البريطانيين الذين يسافرون إلى المنطقة للقتال إلى جانب المتشددين.

لكن كاميرون (الذي يرأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي البريطاني لبحث المسألة في وقت لاحق) قال إن بلاده لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين، وأضاف أمام البرلمان "اختلف مع من يعتقدون أن هذا ليست له علاقة بنا وأنه إذا قام نظام إسلامي متطرف في وسط العراق فلن يؤثر علينا، سيؤثر علينا"، وأضاف "الناس في هذا النظام يحاولون الاستيلاء على أراض ويخططون أيضا لمهاجمتنا داخل المملكة المتحدة".

فرنسا

من جهة اخرى شارك خمسون رجل دين اسلامي من جنوب شرق فرنسا في افينيون في اول مرحلة من "مؤتمر ضد التطرف الاسلامي" مقترحين مزيدا من المشاورات بين الائمة لمكافحة الانحرافات، وجاءت هذه المبادرة غداة اعلان اعتقال الشاب الفرنسي مهدي نموش المشتبه بتنفيذه جريمة قتل عدد من الاشخاص في متحف بروكسل اليهودي وفي حين يتوجه المئات من الشبان الذين نشأوا في اوربا للجهاد في سوريا ومالي، وستلي هذا اللقاء الاول بين ائمة ومسؤولين اسلاميين وينظمه اتحاد مساجد فرنسا (احدى المنظمات الاسلامية القريبة من المغرب) خمسة تجمعات اقليمية اخرى على الاقل في جنوب غرب فرنسا ووسط شرقها وغربها ثم شرقها على ان يتم استخلاص محصلة وطنية عامة لكل هذه اللقاءات تقترح خطة عمل في الخريف المقبل.

ومن بين المقترحات التي تناولها المشاركون الاربعاء انشاء مجالس اقليمية وحلقات تفكير وتأهيل تسمح للمسؤولين الدينيين بتوجيه رسالة مشتركة ولا سيما من خلال صلوات الجمعة التي يحضرها ملايين المسلمين كل اسبوع وفق رئيس الاتحاد محمد موساوي، وقال موساوي انه اذا قال لهم الامام "على عاتقكم مسؤولية ان تكونوا همزة وصل وتحرصوا على ان لا يكون من حولكم شباب ضائع" و"توعية هذا المليون من الاشخاص كي يكونوا يقظين ومتنبهين لما يجري من حولهم، فان ذلك سيؤدي حتما الى انقاذ بعض الشبان". بحسب فرانس برس.

وبهدف الوصول الى الشبان المنجرين نحو التطرف والذين لا يترددون على المساجد اقترح موساوي انشاء شراكات مع الجمعيات الرياضية والثقافية في الاحياء، وقال "على المسلمين التحرك من اجل منع هذه الطريقة التي تشوه سمعة الاسلام والمسلمين"، وخلص الى القول "اننا أطلقنا ديناميكية ونحن ندرك اننا لم نحل اي مشكلة لكننا على الاقل خطونا خطوة اولى".

واعلنت وزارة الداخلية الفرنسية انه تم ترحيل تونسي (28 عاما) الى بلاده كان يجند شبانا جهاديين في جنوب شرق فرنسا تمهيدا لإرسالهم الى سوريا، وقالت الوزارة في بيان ان هذا الاجراء اتخذ "في شكل طارئ جدا بالنظر الى الخطر الذي يشكله وجوده على الامن العام وامن الدولة"، وقالت السلطات الفرنسية ان هذا التونسي "كان يؤدي دورا مركزيا في تجنيد شبان جهاديين" في منطقة غرونوبل بجنوب شرق البلاد، واقام هذا التونسي منذ اعوام عدة في فرنسا وكان اعتقل في بداية هذا الشهر في احد احياء غرونوبل.

ويشتبه بانه شارك في تجنيد شبان جهاديين تم تدريبهم في تونس قبل ان يتم ارسالهم الى سوريا، وتبنت الحكومة الفرنسية في 23 نيسان/ابريل خطة لمكافحة الشبكات الجهادية تلحظ خصوصا الترحيل الفوري للمواطنين الاجانب الضالعين في هذه الشبكات، وفي الاول من ايار/مايو، تم ترحيل جزائري (37 عاما) يقيم في البرفيل (شرق) بموجب هذه الخطة ليكون اول شخص يجند جهاديين تقوم السلطات الفرنسية بإبعاده.

اسبانيا

الى ذلك اعلنت وزارة الداخلية الاسبانية انه تم تفكيك شبكة تجنيد جهاديين يقاتلون في سوريا والعراق، كان قائدها معتقلا سابقا في غوانتانامو، وتوقيف ثمانية اشخاص في اسبانيا، واضافت الداخلية في بيان ان الشرطة شنت 12 عملية دهم وتفتيش في العاصمة الاسبانية واوقفت 8 اشخاص وما زال التحقيق مفتوحا، وكتبت الوزارة ان هذه "الشبكة الدولية لتجنيد جهاديين وارسالهم للاندماج في تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) الارهابي متواجدة في سوريا وفي العراق".

واحرز مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام انتصارات عسكرية سريعة في العراق في الاسبوع الفائت فسيطرت على الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد وباتت على بعد 80 كلم من بغداد. ونشرت صور على الانترنت تعذر التأكد من صحتها من مصدر مستقل بدا فيها مقاتلو التنظيم وهم يقتلون جنودا عراقيين في اثناء الهجوم، واضافت الوزارة في بيان "ان القائد الاكبر لهذه الخلية يقيم في اسبانيا بعد مروره في قاعدة غوانتانامو العسكرية (الاميركية) على اثر توقيفه في افغانستان في 2001".

وتحاول ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اغلاق السجن الشهير في قاعدة اميركية في خليج غوانتانامو الكوبي، حيث يشتبه في ضلوع الكثير من المعتقلين في اعمال ارهاب لكن غالبا ما ينقص السلطات اثباتات كافية لإحالتهم الى المحاكم، وسبق ان اكدت الحكومة الاسبانية خشيتها من عودة اسلاميين تطرفوا اكثر بعد القتال في سوريا وغيرها من مناطق النزاع بتاثير من جماعات موالية للقاعدة، ليهددوا بشن هجمات، وكانت الوزارة اعلنت في ايار/مايو عن تفكيك خلية في جيب مليلية الاسباني (شمال المغرب) مكلفة تجنيد مقاتلين جهاديين وارسالهم الى مالي وليبيا، بعد شهرين من تفكيك خلية اخرى في المغرب ومليلية كانت ترسل مقاتلين الى سوريا ومالي وليبيا.

كما اعلنت الوزارة انذاك عن توقيف 472 جهاديا منذ 2004، كذلك تم تفكيك شبكة اخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة في حزيران/يونيو 2013 في جيب سبتة الاسباني الواقع ايضا الى شمال المغرب ومدينة الفنيدق المغربية المجاورة، واتهمت بارسال نحو 50 جهاديا الى سوريا حيث ارتكب بعضهم هجمات انتحارية، واحيت اسبانيا هذا العام الذكرة العاشرة لهجوم 11 اذار/مارس 2004 حيث جرى تفجير اربع قطارات نقل عام مكتظة في مدريد ما ادى الى قتل 191 شخصا.

بلجيكا

في سياق متصل قرر قاضي تحقيق انفرس احالة 46 عضوا في مجموعة "شريعة4 بلجيوم" الاسلامية المتشددة التي تعتبر من الشبكات الرئيسية لتجنيد الجهاديين وارسالهم الى سوريا، الى المحكمة الجنائية، واوضحت النيابة الفدرالية البلجيكية ان 16 عضوا من بينهم العضو البارز في جماعة شريعة4بلجيوم فؤاد بلقاسم سيحاكمون كزعماء ل"تنظيم ارهابي"، اما الباقون، وبينهم يوين بونتينك وهو بلجيكي في العشرين من العمر اوقف في بلجيكا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد ان قضى ثمانية اشهر في سوريا، فانهم سيحاكمون كأعضاء فقط في هذه المنظمة، حسب المصدر نفسه.

ويوجد ثمانية فقط من المتهمين ال46 في بلجيكا، ويعتقد ان الباقين موجودون في سوريا حيث يمكن ان يكون بعضهم قد قتل وفقا للنيابة، واوضح المتحدث باسم النيابة الفدرالية ان "القضية لن تنظر امام المحكمة قبل ايلول/سبتمبر المقبل على اقرب تقدير"، وكانت شريعة4بلجيوم، ومركزها انفرس، عرفت بمطالبتها بتطبيق الشريعة في بلجيكا حيث نظمت تظاهرات ضد القانون الذي يحظر ارتداء النقاب او البرقع في الشارع، وفي العام 2012 اعلنت هذه الجماعة السلفية حل نفسها طوعا الا انه يشتبه في ان اعضاءها السابقين استمروا في تجنيد عشرات المتطوعين لإرسالهم الى سوريا.

أمريكا

بدوره قال متحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي إن المكتب يجري تحقيقات في ملفات مواطنين أمريكيين من أصل صومالي سافروا من منطقة سان بول بولاية منيابوليس إلى سوريا ليحاربوا مع جماعات إسلامية ضد الرئيس بشار الأسد، وقال كايلي لوفن المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي في منيابوليس إن المكتب تلقى معلومات خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى أن ما بين 10 و15 رجلا من الجالية الصومالية الكبيرة في المنطقة سافروا لسوريا.

وذكر لوفن أن مكتب التحقيقات يعتقد أنهم سينضمون لمتشددين سنة رغم أنه لم يحدد جماعات بعينها، وفي الآونة الأخيرة كلفت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات سرية أمريكية منسقين أو فرقا خاصة لمراقبة رحلات سفر مثل هذه خوفا من أن يعود الأمريكيون المتشددون ليشنوا هجمات في الداخل، والتحقيق الحالي امتداد لتحقيق فتح في 2007 بشأن احتمال ارتباط أشخاص من أصول صومالية بالإرهاب بعد أن سافروا من المنطقة ذاتها في منيابوليس إلى الصومال إما للقتال في صفوف حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة أو جمع أموال للحركة. بحسب رويترز.

وقال مسؤول أمريكي آخر إن معظم الأمريكيين وأصحاب الجنسيات الأخرى الذين سافروا إلى سوريا ينضمون إما لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وإما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقدر مسؤولون أمريكيون أن عشرات الأمريكيين سافروا إلى سوريا للقتال هناك، وأكدت الحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة أن رجلا من فلوريدا يدعى منير محمد أبو صالحة أصبح أول أمريكي معروف يفجر نفسه في هجوم بسوريا، وتقول سلطات الأمن في بعض الدول الغربية بينها بريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا إن مئات من مواطنيها يقومون بالمثل.

وأمر قاض بمراقبة جهاز كمبيوتر واستخدامات الانترنت الخاصة بواعظ اسلامي أمريكي يعتبره بعض المسؤولين الاتحاديين ومجموعة تدرس أنشطة المتطرفين انه شخصية ملهمة للمقاتلين الاجانب في سوريا، والامر الذي صدر كان بمراقبة أحمد موسى جبريل (43 عاما) بعد جلسة المحكمة اعتبر خلالها انه انتهك شروط الافراج المبكر عنه من حكم بالسجن لفترة طويلة صدر ضده بسبب الاحتيال والتلاعب بهيئة محلفين.ولم يربط القاضي الاتحادي في ديترويت جيرالد روسين الامر الكتابي الذي أصدره بعد الجلسة بقراره بشأن نشاط جبريل على الانترنت.

لكن مسؤولين اتحاديين على علم بالقضية قالوا ان الأمر الذي أصدره القاضي سيسمح لسلطات المراقبة بمراقبة أنشطة جبريل للتأكد من انه لا يحاول تحريض الامريكيين على السفر الى سوريا للانضمام الى المقاتلين الاجانب الاخرين، وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لانهم غير مخولين بمناقشة المعلومات الحساسة، ولم يعلق جبريل الذي يعيش في ديربورن بولاية ميشيجان أو محاميه في جلسة المحكمة، وقال مسؤولون آخرون ان السلطات الامريكية تكثف الجهود لتعقب والتحقيق مع الامريكيين الذين يذهبون الى سوريا للانضمام الى المسلحين الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد واشاروا الى ان تقديراتهم هي ان عشرات الامريكيين فعلوا ذلك.

وتقول سلطات الامن في بعض الدول الاوروبية ومن بينها بريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا ان مئات من مواطنيها فعلوا نفس الشيء، وعينت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات المخابرات الامريكية في الاونة الاخيرة منسقين أو فرق خاصة لمراقبة مثل هذه السفريات خوفا من عودة أمريكيين متطرفين يشنون هجمات في الداخل، وقالت السلطات الامريكية ان رجلا من فلوريدا وهو منير محمد أبو صالحة أصبح أول مهاجم انتحاري أمريكي في سوريا، وأشارت رسائل وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت من متشددين مزعومين الى انه نفذ هجوما انتحاريا في محافظة ادلب يوم 25 مايو ايار لصالح جبهة النصرة وهي جماعة منبثقة عن القاعدة.

وكانت سلطات المراقبة الاتحادية قالت ان جبريل انتهك شروط الافراج المبكر عنه من خلال عدم ابلاغهم تماما بشأن رحلته التي قام بها الى نورث كارولاينا حيث تقاعس عن الابلاغ عن انه سيلقي كلمات بشأن مواضيع إسلامية، وأمر القاضي روسين بعدم سفر جبريل خارج شرق ولاية ميشيجان وان يرتدي آداة رصد الكترونية، وقال ان جبريل يجب ان يبلغ الشخص المسؤول عن مراقبته بمعلومات عن نظم الكمبيوتر الخاصة به وخوادم الانترنت وكلمات المرور في هذه النظم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تموز/2014 - 4/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م