كيف يتم تنشئة الأطفال في بيئة صحية؟

 

شبكة النبأ: يرى الكثير من الخبراء ان العديد من دول العالم اصبحت تولي اهتمام خاص بصحة وسلامة الطفل، وذلك من خلال الاعتماد على الابحاث والدراسات العلمية الحديثة ووضع البرامج الصحية والتربوية الخاصة التي تهتم بصحة الطفل البدنية والنفسية وتطوير قدراته العامة، والتي تعتمد بشكل اساسي على الاهتمام بالتغذية السليمة التي تعد من العمليات الحيوية الهامة في مرحلة الطفولة والتي يعتبرها كثير من العلماء مرحلة التكوين السليم للطفل.

تلك الدراسات والخطط والبحوث وبحسب بعض خبراء الصحة، اسهمت وبشكل كبير في معالجة العديد من المشكلات الصحية حيث انخفضت معدل الوفيات لدى الاطفال والمراهقين في الكثير من الدول، وقد بين تقرير للامم المتحدة ان وفيات الاطفال في العالم قد انخفضت الى النصف تقريبا منذ العام 1990، رغم ان 18 الف طفل دون الخامسة ما زالوا يموتون يوميا. فبين العامين 1990 و2012، انخفض عدد وفيات الاطفال من 12,6 ملايين الى 6,6 ملايين، اي بنسبة 47,8%، وفقا لهذه الدراسة التي اعدت بالاشتراك مع اليونسيف والبنك الدولي.

وبحسب التقرير، يعزز هذا التطور الآمال بتخفيض وفيات الاطفال بنسبة الثلثين بحلول العام 2015، وهو واحد من الاهداف الثمانية للالفية الجديدة، التي حددها المجتمع الدولي في العام 2000. وقد توفي في العام 2012 ما يقارب 6,6 ملايين طفل لم يبلغوا عامهم الخامس، معظمهم قضوا بسبب امراض "يمكن تجنبها وقابلة للعلاج".

واول هذه الامراض الالتهاب الرئوي (17% من الحالات)، تليها المضاعفات الناجمة عن الولادة المبكرة (15%)، ومشاكل الولادة (10%)، والاسهال (9%). وبشكل عام فان 45% من الاطفال المتوفين قبل سن الخامسة يعانون من سوء تغذية. الى جانب ذلك قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن مليوني طفل تقل اعمارهم عن الخامسة يتوفون كل عام في وسط وغرب افريقيا، فيما يمثل ثلث جميع الوفايات في العالم في هذه الفئة العمرية.

وقال مانيول فونتين مدير اليونيسيف لوسط وغرب افريقيا إن التقدم في الحد من وفيات الاطفال لم يؤثر على العدد الاجمالي للوفيات نظرا للنمو "الضخم" في السكان. وقال فونتين "الامور تتحول ببطء. بالنسبة لبعض المعايير، انخفضت نسبة وفيات الاطفال". ولكن نظرا للنمو السكاني، فإن "عدد الاطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة الذين يتوفون كل عام لأسباب يمكن الوقاية منها باق كما هو"، ويبلغ مليونيي طفل. ويمثل هذا العدد 30 بالمئة من العدد الاجمالي للوفيات في هذه الفئة العمرية في العالم، على الرغم من أن طفلا واحدا من بين كل عشرة اطفال يقل عمره عن الخامسة يولد في هذه المنطقة.

ومشيرا إلى قلق اليونيسيف من الزيادة الكبيرة في السكان في وسط وغرب افريقيا، قال فونتين إن تعداد نيجيريا يبلغ حاليا 170 مليونا. ومن المتوقع ان يبلغ عدد سكان نيجيريا 450 مليونا بحلول 2050 وقرب المليار بحلول نهاية القرن لتصبح ثالت اكبر دول العالم من حيث عدد السكان. ووفقا للتوقعات، فإن مولودا بين كل ثلاث مواليد سيولد في افريقيا بحلول 2050 وبحلول 2100 سيكون طفلا بين كل طفلين، حسبما قال فونتين. بحسب بي بي سي.

وأضاف إنه سيكون من المستحيل على وسط وغرب افريقيا ان تنتفع من زيادة السكان كما فعلت بعض الدول في آسيا، التي حققت نموا اقتصاديا كبيرا بسبب القوة العاملة. وقال فونتين "انهم يواصلون انجاب المزيد والمزيد من الاطفال في تعداد صغير السن بالفعل" مما يقوض اي منفعة اقتصادية محتملة. وأضاف أن غانا والسنغال، وهما دولتان ديمقراطيتان مستقرتان، سيطرتا على نمو عدد سكانهما مقارنة بالدول المضطربة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والنيغر وسيراليون وجمهورية افريقيا الوسطى.

وجبتي إفطار

على صعيد متصل أكدت خبيرة التغذية الألمانية، ماتيلده كيرستينغ، أن الأطفال الصغار في عمر التعليم المدرسي يحتاجون إلى وجبتي إفطار حتى موعد الغداء. وأرجعت كيرستينغ أهمية ذلك، إلى أن تناول الطفل للطعام بصورة منتظمة يعمل على إمداده بكميات وفيرة من الطاقة، ومن ثمّ يتمتع بقدرة أكبر على التركيز والإنجاز أثناء وجوده في المدرسة، ويقيه أيضاً من زيادة الوزن. وأوضحت أنه من الأفضل أن يتناول الطفل وجبة الإفطار الأولى في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، على أن يتناول الوجبة الثانية في أول فترة استراحة كبيرة في المدرسة، مشددة على ضرورة أن يكون حجم الوجبتين مختلفاً عن بعضهما بعضاً.

فعلى سبيل المثال، يُفضل أن يتناول الأطفال، الذين يتمتعون بشهية كبيرة تجاه الطعام في الصباح، وجبة الإفطار الأساسية بالمنزل، بحيث تتكون من العناصر الأساسية التالية: الحبوب في صورة الموسلي مثلاً، أو منتجات الشوفان أو الخبز، مع الحليب، سواء في صورته السائلة في كوب أو في شكل جبن أو زبادي، إلى جانب الفواكه أو الخضراوات النيئة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

أما عن وجبة الإفطار الثانية التي يتناولها الطفل بعد ذلك في المدرسة، فأوضحت كيرستينغ أن حجمها سيكون أصغر من الوجبة السابقة، حيث يكفي مثلاً شريحة من الخبز مضاف إليها قطعة من اللحوم الباردة، وإذا لم يرغب الطفل في تناول الطعام قبل الذهاب إلى المدرسة، فيُفضل أن يتناول حينئذ حصة صغيرة فحسب ككوب من الحليب مثلاً مضاف إليه بعض من بودرة الكاكاو، على ألا تزيد كمية هذه البودرة عن ملعقة واحدة بحجم ملعقة الشاي، وأوصت كيرستينغ بأن يقدم الآباء لطفلهم شريحة من الخبز مغطاة بكريمة الشوكولاتة في الصباح بالمنزل بدلاً من إعطائه قضيب من الشوكولاتة، حيث يمكن بالطبع أن يُنظف الطفل أسنانه بفرشاته الخاصة في المنزل. من جانب اخر حذّر البروفيسور الألماني مانفريد تسيربكه، الآباء من تقديم الحلوى لطفلهم كوسيلة للتهدئة من روعه أو لمكافأته، معللاً ذلك بقوله: يجب ألا يُمثل الطعام في تربية الطفل وسيلة لمواساته أو مكافأته أو إلهائه.

وأردف المعالج النفسي وعضو شبكة «الصحة سبيلك للحياة» الألمانية أن استخدام الأطعمة مع الطفل بصورة مستمرة لهذه الأغراض يجعله يجد عزاءه في الطعام بعد ذلك، ما قد يؤدي إلى تطور سلوك غذائي غير صحي لدى الطفل ويتسبب في زيادة الوزن. ولتجنب ذلك أوصى البروفيسور الألماني الآباء بضرورة تعليم طفلهم الصغير منذ نعومة أظافره كيفية التعامل مع مشاعره السلبية وحالته المزاجية السيئة بدلاً من تقديم الحلوى لمواساته أو تهدئته، لافتاً إلى أنه يُمكن للآباء مساعدة الطفل في ذلك من خلال احتضانه وتهدئته.

الدهون ضرورية

في السياق ذاته أكدت طبيبة الأطفال الألمانية مونيكا نيهاوس، أن الأطفال يحتاجون لتناول بعض الدهون من أجل نموهم الجسماني وتطورهم الذهني؛ حيث لن يُمكن للجسم الاستفادة من الفيتامينات المهمة الموجودة بالأطعمة على نحو سليم إلا بمساعدة هذه الدهون. واستدركت نيهاوس، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة فايمر، أن ذلك لا يعني أن يتم السماح للطفل بتناول كميات كبيرة من الدهون، إنما يجب ألا تزيد حصته اليومية من الدهون على 30% من إجمالي الطاقة التي يتم إمداده بها، وذلك وفقاً لما أوضحه المعهد الألماني لأبحاث تغذية الأطفال.

وأضافت الطبيبة الألمانية أن هذه الكمية تُعادل نحو 60 إلى 70 غراماً من الدهون بالنسبة للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، ونحو 80 إلى 95 غراماً بالنسبة للبالغين 13 إلى 15 عاماً. وأكدت طبيبة الأطفال الألمانية على أهمية الانتباه إلى نوعية الدهون التي يتم تقديمها للطفل، لافتة إلى أن الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة والأحادية تتناسب مع هذا الغرض؛ إذ تتمتع بتأثير إيجابي في نسب الدهون بالدم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأوصت نيهاوس الآباء باستخدام زيت الكانولا وزيت الزيتون بصفة خاصة في الطهي. أما عن الدهون المشبعة، فقد شددّ المعهد الألماني لأبحاث تغذية الأطفال على ضرورة ألا يتجاوز معدل الكمية المقدمة للطفل منها يومياً 10% حداً أقصى؛ إذ يُمكن أن تتسبب هذه النوعية من الدهون ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار بالدم، تماماً كالدهون المهدرجة والدهون التقابلية.

الخضراوات والفاكهة

من جانب اخر تشجع الفاكهة والخضراوات المقطعة الأطفال والمراهقين على تناولها، بدلاً من تقديم الثمار كاملةً لهم؛ إذ عادةً ما يُفضل الأطفال الأطعمة الجاهزة التي يسهل عليهم تناولها، حسب الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين التي أشارت إلى أنه يُمكن للآباء تشجيع أطفالهم على تناول الفاكهة والخضراوات المفيدة لصحتهم من خلال تقديمها لهم في شكل قطع صغيرة.

وأوصت الرابطة بأنه يجب أن يختار الآباء نوعية الثمار الملوّنة عند تقديم الفواكه والخضراوات لأطفالهم؛ إذ يحصل الطفل بذلك على مجموعة متنوعة وكبيرة من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الثانوية، لافتةً إلى أنه من الممكن أيضاً أن يُقسم الآباء الثمار بحسب ألوانها إلى أزرق وأصفر وبرتقالي وأحمر، على أن يتم السماح للطفل باختيار اللون الذي يُفضله بنفسه.

وأشارت الرابطة إلى أن العديد من الدراسات أثبتت أن هناك علاقة وثيقة بين تناول الفاكهة والخضراوات والتمتع بصحة جيدة؛ إذ ثبت أن اتباع نظام غذائي يشتمل على حصتين من الفاكهة وثلاث حصص من الخضراوات يومياً على الأقل يتمتع بتأثير إيجابي في الصحة. وأضافت الرابطة الألمانية «تتمتع المركبات النباتية الثانوية الموجودة في الفاكهة والخضراوات بالعديد من المزايا، من بينها مثلاً التصدي للبكتيريا والوقاية من الإصابة بالعدوى وتقوية جهاز المناعة ودعم عملية بناء العظام»؛ إذ لا يوجد الكالسيوم في الحليب فقط، إنما يوجد أيضاً في البروكلي والكراث والبصل وكذلك المكسرات واللوز، مع العلم بأنه كلما أكثر الأطفال والشباب من تناول الفاكهة والخضراوات، قل خطر مواجهتهم لمشكلة زيادة الوزن.

وبشكل عام أكدت الرابطة أن احتياج الأطفال للطاقة يزداد بشكل كبير أثناء فترة نموهم. وكي يتجنب الآباء إصابة طفلهم بالإعياء أو نقص التركيز أثناء هذه المرحلة الحساسة. وشددت الرابطة على ضرورة أن يتناول الطفل خمس وجبات يومياً تنقسم إلى وجبة إفطار ووجبة خفيفة بعده، ثم وجبة الغداء ووجبة بينية بعدها، وأخيراً وجبة العشاء.

وأوصت بتقديم بعض الفاكهة والخضراوات للطفل مع كل وجبة، لافتةً إلى أن عصير الفواكه أو الخضراوات يُعد أيضاً حصة منها. من جهة اخر فعادة ما يزداد معدل إصابة الأطفال الصغار بنزلات البرد عنه لدى البالغين، خلال فصل الشتاء. وأوضحت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين أن الطفل الصغير يُصاب بنزلة البرد ست مرات سنوياً، بينما يُصاب الشخص البالغ مرتين فقط. وأرجعت الرابطة، التي تتخذ من مدينة كولونيا مقراً لها، سبب ذلك إلى عدم اكتمال نمو جهاز المناعة لدى الأطفال الصغار، إلى جانب سخونة الهواء وجفافه داخل غرف المعيشة المغلقة، الأمر الذي يضر بالأغشية المخاطية الحساسة لدى الطفل، التي تحتوي على أجسام مضادة لمواجهة الفيروسات المسببة لنزلات البرد. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ولتعويض فقدان الجسم للسوائل، بسبب التباين الذي يتعرض له نتيجة سخونة الهواء في غرف المعيشة المغلقة وبرودة الجو، أوصت الرابطة الألمانية بضرورة أن يتناول الطفل كميات كبيرة من السوائل، لافتة إلى أن تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة، يعمل على إمداد الجسم بكميات كبيرة من الفيتامينات المفيدة لجهاز المناعة، لاسيما فيتامين (جـ)، الموجود في نوعيات متعددة من الأطعمة، كالفواكه الحمضية التي تقوي الجهاز المناعي.

حب الخضروات

على صعيد متصل أفادت دراسة جرت في جامعة ليدز البريطانية بأن بإمكان الأطفال تعلم أكل أنواع جديدة من الخضروات شرط أن تقدم لهم على نحو منتظم قبل سن الثانية. وخلصت الدراسة إلى أنه حتى الأطفال الانتقائيين يمكن تشجيعهم على تناول المزيد من الخضروات إذا جرى تقديمها لهم من خمس إلى عشر مرات. وقدم فريق البحث أطباقا من الخرشوف المهروس إلى 332 طفلا من المملكة المتحدة وفرنسا والدنمارك، تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر و38 شهرا.

وتمكن واحد بين كل خمسة أطفال من إنهاء الطبق المقدم إليه، بينما تعلم 40 في المئة أن يحبوا الخرشوف. وبددت الدراسة أيضا الاعتقاد الخاطئ السائد الذي مفاده أنه يجب تغيير مذاق الخضروات كي يتسنى تقديمها إلى الأطفال. فخلال الدراسة، قدم فريق البحث لكل طفل ما بين 5 و10 وجبات على من الخرشوف المهروس تزن الوجبة الواحدة 100 غرام. وقدم الخرشوف المهروس كما هو دون إضافات أو محلّى بإضافة السكر أو مخلوطا بزيت نباتي لمنح الجسم مزيدا من الطاقة.

ورصد الباحثون القائمون على الدراسة فارقا ضئيلا في كمية الطعام التي تناولها الأطفال مع مرور الوقت بين الأطفال الذين تناولوا الخرشوف دون إضافات والذين تناولوا الخرشوف المحلى.

وأشاروا إلى أن الخضروات المحلاة لا تشجع الأطفال على تناول المزيد من الطعام. وبشكل عام، أفادت الدراسة بأن الأطفال الأصغر سنا تناولوا كمية أكبر من الخرشوف مقارنة بالأطفال الأكبر سنا. وأرجعت ماريون هيذرنجتون، مؤلفة الدراسة والأستاذ في معهد العلوم النفسية في ليدز، السبب في ذلك إلى أن الأطفال يصبحون انتقائيين وحذرين خلال فترة معينة من حياتهم.

وأضافت هيذرنجتون "إذا كان الطفل دون سن الثانية، فإنه سيأكل الأنواع الجديدة من الخضروات، لأنه يميل في هذه المرحلة إلى الاستعداد والانفتاح على التجارب الجديدة." أشارت الدراسة إلى أن الخضروات المحلاة لا تشجع الأطفال على تناول المزيد الطعام "بعد 24 شهرا، يصبح الطفل عازفا عن تجربة الأشياء الجديدة ويبدأ في رفض الأطعمة حتى تلك التي كان يحبها في السابق." وتبين أن غالبية الأطفال في الدراسة، ونسبتهم 40 في المئة، أثبتوا استعدادهم للتعلم، حيث تناولوا المزيد من الخرشوف مع مرور الوقت.

وتناول نحو 21 في المئة من الأطفال في الدراسة أكثر من ثلاثة أرباع ما قدم إليهم على مدار الوقت، وأطلقت عليهم الدراسة اسم "طفل أنهى طبقه بالكامل". أما مجموعة الأطفال، الذين أطلقت عليهم الدراسة اسم "طفل لا يأكل"، فقد شكلوا 16 في المئة من الأطفال المشاركين في الدراسة. وتناول هؤلاء أقل من 10 غرامات مما قدم إليهم حتى بعد أن قدمت لهم خمس مرات. بحسب بي بي سي.

ولم يتضح إلى أي المجموعتين ينتمي باقي الأطفال المشاركين في الدراسة. وقالت هيذرنجتون، إن بحثها الذي نشر في دورية "بلوز وان" العلمية وموله الاتحاد الأوروبي، قدم دليلا قيما للآباء الذين يرغبون في تشجيع النظم الغذائية الصحية لدى أطفالهم. وأضافت "إذا كنت ترغب في تشجيع أطفالك على تناول الخضروات، تأكد من أن تبدأ ذلك في وقت مبكر وبانتظام." وتابعت "حتى إذا كان طفلك صعب الإرضاء أو لا يحب الخضروات، فإن دراستنا تظهر أن من بين خمسة إلى عشرة أطفال سيقومون بذلك."

الرضاعة ولعاب الاباء

في السياق ذاته شددّ طبيب الأطفال الألماني فولفرام هارتمان على ضرورة أن يبدأ الآباء تقديم السوائل إلى طفلهم من كوب أو فنجان، بدلاً من زجاجة الرضاعة ذات الماصة بأقصى سرعة ممكنة؛ لأنها تضر بأسنان الطفل. وأردف الطبيب الألماني لدى شبكة الصحة سبيلك للحياة أن من الأفضل أن يبدأ الآباء تنفيذ ذلك بمجرد تقديم المياه للطفل بشكل إضافي إلى جانب الأطعمة الصلبة.

أما إذا لم يرد الآباء الاستغناء عن استخدام هذه الزجاجة بشكل سريع، نتيجة تعلق الطفل بها مثلاً، فينصحهم هارتمان حينئذٍ باتباع بعض الحيل البسيطة للإقلاع عن استخدامها، إذ ينبغي عليهم مثلاً الإقلال من عدد مرات تقديم المشروبات للطفل في هذه الزجاجة، وكذلك من المدة التي يستخدمها خلالها، محذرةً من تقديمها له عند الخلود إلى النوم أو لتهدئته.

وأردف طبيب الأطفال الألماني أن من الأفضل أن يختار الآباء الوقت الذي ينعم خلاله الطفل بالهدوء والاسترخاء، بحيث لا يكون مجهداً أو مريضاً، كي يبدؤوا محاولة الإقلاع عن استخدام زجاجة الرضاعة، مؤكداً ينبغي أن يتحلى الآباء بالمثابرة، فإذا استطاعوا بالفعل تعويد الطفل على الاستغناء عنها تماماً ذات مرة، فينبغي ألا تتم العودة إليها بعد ذلك مطلقاً.

الى جانب ذلك حذرت طبيبة الأطفال الألمانية، مونيكا نيهاوس، من إمكانية أن ينقل الآباء عدوى التسوس إلى طفلهم عن طريق اللعاب، إذ لا تظهر مسببات الإصابة بالتسوس في فم الطفل من تلقاء نفسها، ولكن غالباً ما تنتقل إليهم عن طريق لعاب الآباء. وشددت عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة فايمر، على ضرورة ألا يلعق الآباء (السكّاتة) الخاصة بطفلهم، وألا يأكلوا بملعقته وألا يضعوا إصبعه في أفواههم، كي يتجنبوا وصول اللعاب المُحمّل بمسببات عدوى التسوس إلى الطفل.

كما أنه من الأفضل أن يقتصر الآباء على تقديم نوعيات المشروبات غير المحلاة بالسكر لطفلهم قدر الإمكان، وألا يقدموا له نوعية الأطعمة المسكرة كالزبيب أو البونبون أو البسكويت، حيث تتزايد مسببات التسوس بشكل كبير داخل الفم، وتتسبب في تدمير مكوّنات الأسنان لدى الطفل، لاسيما إذا كان السكر موجوداً في فمه بصورة مستمرة. وأضافت نيهاوس أن «الأطفال الذين يمصون زجاجة الرضاعة المحتوية على الشاي المحلى بالسكر أو غيرها من المشروبات المسكرة بصورة مستمرة، يُمثلون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بالتسوس، إذ يتم إغراق الأسنان في هذه الحالة بالسكر على الدوام».

وحذرت من أن خطر انتشار مسببات التسوس داخل الفم يزداد بشكل خاص خلال فترات الليل، نظراً لقلة سريان اللعاب، الذي يعمل على تنظيف الفم من هذه المسببات، بصورة كبيرة خلال هذه الفترة. لذا أوصت طبيبة الأطفال الألمانية بأنه من الأفضل أن يعوّد الآباء طفلهم الصغير بدءًا من عامه الثاني على أن يشرب من الكوب العـادي بدلاً من الكـوب ذي الماصـة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وعادةً ما ينصح أطباء الأطفال الآباء بتنظيف أسنان طفلهم الأولى ــ بمجرد ظهورها ــ على سبيل الاحتياط، باستخدام أعواد قطنية أو فرشاة الأسنان المخصصة للأطفال، مع العلم بأنه لابد من استخدام معجون الأسنان بمجرد أن يُتم الطفل عامه الثالث تقريباً، لاسيما عندما يكون قادراً على البصق. وأشارت نيهاوس إلى أنه غالباً ما يُمكن للأطفال غسل أسنانهم بأنفسهم بدءًا من هذه المرحلة العمرية، مشددة على ضرورة أن يقوم الآباء بتنظيفها مرة أخرى بأنفسهم للطفل حتى يصل إلى عمر الالتحاق بالمدرسة، إذ تتسم الأسنان اللبنية لدى الأطفال بأنها أكثر عُرضة للإصابة بالتسوس من الأسنان الدائمة، لأنها أقل قوة منها.

كوابيس الأطفال

على صعيد متصل قال باحثون في بريطانيا إن الكوابيس المستمرة لدى الأطفال قد تكون علامة مبكرة للاضطرابات الذهنية. وقالت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة ووريك ونشرت في الدورية "سليب" (نوم)، إن غالبية الأطفال يعانون الكوابيس، ولكن قد يكون استمرارها علامة لما هو أكثر خطورة.

وتزيد العرضة لدى الأطفال الذين يعانون نوبات الذعر الليلي التي قد تشمل الصراخ وضرب الأيدي والأرجل أثناء النوم. ووصفت جمعية "يونغ مايندز" هذه الدراسة بالمهمة، قائلة إنها يمكن أن تساعد على الكشف عن وجود الأمراض العقلية مبكرًا. وقد تابعت الدراسة 6800 طفل حتى سن الثانية عشرة. وسأل الباحثون أولياء أمور الأطفال عن أي مشكلات تعتري أبناءهم أثناء النوم، وشخصوا الأطفال إذا ما كانوا يعانون أعراضا ذهنية مثل الهلوسة، أو التوهم، أو الاعتقاد بأن ثمة من يسيطر على أفكارهم.

وبالرغم من أن الدراسة بينت أن غالبية الأطفال يعانون الكوابيس إلا أن نحو 37 في المئة من الآباء قالوا إن أبناءهم يعانونها منذ أعوام متتالية عدة. وتصيب واحد من بين كل عشرة أطفال نوبات الذعر الليلي، التي غالبًا ما تحدث ما بين سن الثالثة والسابعة. بينما يعاني نحو 47 طفلا من بين كل ألف خللا ذهنيا.

ولكن الخطورة تزيد ثلاثة أضعاف ونصف عند الأطفال في سن الثانية عشرة، فيما يكون الأطفال الذي يعانون نوبات الذعر أكثر عرضة للاضطرابات النفسية لاحقًا. والعلاقة بين مشكلات النوم والاضطرابات الذهنية غير واضحة. ولكن واحدة من النظريات في هذا المجال هي تلك التي تقول بأن التعرض للمضايقات أو المواقف المؤذية الأخرى في سن مبكرة قد يفضي لمثل هذه المشكلات. بحسب بي بي سي.

أما الاحتمال الآخر فهو عدم وضوح الحدود بين ما هو حقيقي وغير حقيقي، أو بين حالتي النوم واليقظة، بسبب تركيبة عقل الطفل. ولا يؤدي علاج مشكلات النوم بالضرورة إلى تجنب الخلل الذهني. وقال دييتير وولك، أحد المشاركين في البحث إن بعض السبل لمواجهة الكوابيس هو تحسين جودة النوم واتباع روتين له، مضيفًا إلى ذلك "تجنب مشاهدة أفلام مثيرة للقلق قبيل النوم، وعدم استخدام الحاسوب في الليل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/تموز/2014 - 3/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م