بيع البشر.. ثالث أكبر تجارة إجرامية

 

شبكة النبأ: تجارة البشر أصبحت اليوم اخطر مشكلة عالمية تعاني منها جميع الدول، وهي ثاني او ثالث أكبر تجارة غير قانونية في العالم بعد تجارتي السلاح والمخدرات، حيث تُدر تجارة البشر وبحسب بعض التقارير أكثر من 28 مليار دولار للدول المصدرة والمستوردة للضحايا، وحسب تقرير الأمم المتحدة فانه يتم استغلال ضحية واحدة حول العالم في كل دقيقة، وأن 98% من الضحايا هم من الفتيات والأطفال، وقدرت المصادر البريطانية أنه تم تهريب أكثر من 4000 امرأة إلى بريطانيا للدعارة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دعا الاتحاد الأوربي إلى إصدار قانون لمنع تهريب البشر والمتاجرة بهم وتنفيذ عقوبات رادعة على مرتكبي تلك الجرائم. وطبقا لبعض الدراسات فان هناك نحو مليوني إنسان يتم الاتجار بهم سنويا أغلبهم من النساء والأطفال لأسباب متعددة ومعقدة ومتداخلة أهمها سرعة الأرباح والتكلفة البسيطة حيث يبلغ سعر الضحية من 2000 إلى 10000 دولار فضلا عن أن مخاطر المقاضاة الجنائية تكون ضئيلة في معظم الدول، ولا يوجد رقم صحيح لهذه الظاهرة وذلك لعدم القدرة على إحصائها.

والمتاجرة بالبشر وكما تشير بعض المصادر هي عملية توظيف أو انتقال أو نقل أو تقديم ملاذ لأناس بغرض استغلالهم. تتضمن عملية الاتجار بالبشر أعمالاً غير مشروعة كالتهديد أو استخدام القوة وغيرها من أشكال الإكراه أو الغش. يتم هذا الاستغلال من خلال إجبار الضحية على أعمال غير مشروعة كالبغاء أو على أي شكل من أشكال استغلال الجنسية، أو العبودية أو غيرها من الممارسات المقاربة للعبودية. والهدف الأساسي والأول من ممارسات الاتجار بالبشر بصوره المختلفة هو الربح المادي، فهناك منظمات تعمل داخل البلاد ولكن إدارتها تكون خارج البلاد.

وهذه المنظمات عادة ما تكون لها اتصالات بدول أخرى، كما يوجد سمسار في دول المصدر. كما أن عملية الاتجار بالبشر تتعدى لما بعد الحدود؛ ويشكل عدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية منفعة لهذه المنظمات، وكلما كان الوضع السياسي أو الاقتصادي في البلد متدهوراً، كلما ازداد احتمال وجود هذه المنظمات في البلاد؛ فالضعف في حماية الحدود والاختلاف السياسي والفقر كلها عوامل تساعد المنظمات الإجرامية على انتهاز الفرصة للمتاجرة بالبشر.

وفيما يخص هذه الظاهرة الخطيرة فقد قال مسؤولون إن عملية قادها مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي آي) لمكافحة الاتجار الجنسي بالأطفال في انحاء الولايات المتحدة أسفرت عن اعتقال 281 قوادا وإنقاذ 168 طفلا بعضهم مفقودون من أنظمة لرعاية الأحداث. ونفذت عملية (كروس كانتري الثامنة) في 106 مدن وشارك فيها 54 وحدة ميدانية تابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي. وكان عمر أصغر طفل تم انقاذه 11 عاما. بحسب رويترز.

وقال جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي "الدرس المستخلص من عملية كروس كانتري هو ان اطفالنا ليسوا للبيع واننا سنتدخل ونسحق هؤلاء القوادين الذين يريدون سحق هؤلاء الاطفال." وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إن أكبر عدد تم انقاذه من الأحداث كان 18 في دنفر و13 في شيكاجو. وكان أكبر عدد ن القوادين القي القبض عليه 21 في فينكس و19 في جاكسون ومسيسبي. وتجرى عملية كروس كانتري -لمكافحة الاتجار الجنسي بالأطفال- بشكل دوري منذ 2008. وشارك فيها هذا العام 392 من قوات انفاذ القانون وشملت عددا قياسيا من المدن.

اريتريا

من جانب اخر طلب حاكم ولاية سودانية حدودية مع اريتريا المساعدة من الاتحاد الاوروبي لمكافحة الاتجار بالبشر، وذلك بعد مقتل مئات المهاجرين الاريتريين في غرق زورق قبالة السواحل الايطالية. وقال حاكم ولاية كسلا محمد يوسف آدم لسفراء دول في الاتحاد الاوروبي خلال زيارة قاموا بها الى هذه المنطقة الواقعة شرق السودان "نواجه مجموعات (اجرامية) منظمة". واضاف مخاطبا السفراء "نحتاج الى مساعدتكم في هذا الخصوص".

وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، يصل 1800 لاجئ وطالب لجوء شهريا الى شرق السودان هربا من النظام الاريتري الاستبدادي. وبسبب الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه المنطقة فان المهاجرين غالبا ما يواصلون رحلتهم التي اما ان تتوقف في الخرطوم او تكمل باتجاه مصر او اسرائيل او اوروبا.

وقال سفير الاتحاد الاوروبي توماش اوليتشني "هذا حقا مجال نريد التعاون فيه مع السودان ومع كل الدول المجاورة". اما سفير ايطالي ارماندو باروكو فشدد على اهمية "التعاون مع السلطات السودانية لوقف عمليات تهريب المهاجرين"، علما بان قوات الامن الايطالية ونظيرتها السودانية اجرت محادثات حول سبل التعاون في هذا المجال ويتوقع ان يبرم الطرفان اتفاقا بهذا الشأن قريبا.

وفي وقت سابق قضى اكثر من 350 مهاجرا غير شرعي معظمهم من الاريتريين عندما غرق الزورق الذي كان ينقلهم الى اوروبا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الايطالية. وحتى اولئك الذين لا يركبون البحر للهجرة الى اوروبا فهم ليسوا في مأمن من الخطر. ونددت منظمة العفو الدولية بتعرض مهاجرين اريتريين للخطف في السودان على ايدي عصابات نقلتهم لاحقا الى شبه جزيرة سيناء حيث طلب من ذويهم دفع فديات مالية لإطلاق سراحهم في حين تعرض المختطفون للضرب والاغتصاب والقتل أحيانا. بحسب فرانس برس.

وبحسب سفير الاتحاد الاوروبي فانه منذ 2006 حين تم توقيع اتفاق سلام انهى تمردا محليا في ولاية كسلا، قدم الاتحاد الاوروبي ما مجموعه 57 مليون يورو من المساعدات لهذه الولاية لتنمية مجالات التعليم والصحة والزراعة فيها، مضيفا ان الاتحاد رصد 24 مليون دولار اخرى من المساعدات لهذه الولاية للعامين المقبلين.

المغرب

في السياق ذاته طالب مرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب، وهو هيئة مستقلة، وزارة العدل والحريات المغربية بفتح تحقيق "مستعجل وفوري" في قضية الاستغلال الجنسي والاتجار في طفل مغربي من طرف شخص يحمل الجنسية الفرنسية. وقال بيان مرصد الشمال انه يطالب "وزارة العدل والحريات بفتح تحقيق مستعجل وفوري لمعرفة ملابسات قضية بيع الطفل وكذا المشاركين في العملية وتقديمهم للعدالة المغربية".

ونقلت وسائل إعلام فرنسية ومغربية قيام ستيني فرنسي يدعى جيورجيس، ب"شراء" طفل عمره 14 سنة من أمه المغربية بمبلغ مالي يقدر ب20 ألف يورو، "قصد استغلاله في إشباع نزواته الجنسية الشاذة...". ودان القضاء الفرنسي مغتصب الأطفال الفرنس جيورجيس المنحدر من مدينة نيس بعشرين سنة حبسا بعد ثبوت جرائم جنسية مارسها على ثلاثة أطفال من المغرب اشترى واحدا منهم بألفي يورو من والدته المومس، وفق ما أوردت صحيفة "لوباريزيان".

واعتبر المرصد "اننا نكون إزاء جريمة بكل مقاييسها، وخرق لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية والأوربية ولاسيما الميثاق العالمي لحقوق الإنسان و اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء والمواد الإباحية..". وحمل المرصد السطات المغربية مسؤولية حماية الطفل ومعاقبة الجاني، باعتبار "جريمة الاتجار وكذلك الاعتداء على حقوق الطفل الضحية ارتكبت فوق التراب المغربي مما يتوجب معه من السلطات القضائية والأمنية، وعلى رأسها وزارة العدل والحريات، فتح تحقيق مستعجل وفوري".

وتأتي هذه المطالب الحقوقية بعد انفجار فضيحة "العفو الملكي" عن إسباني اغتصب 11 طفلا مغربيا وكان محكوما في سجن مغربي ب30 سنة سجنا نافذا، حيث خلف العفو الصادر عن الملك احتجاجات وتنديدا كبيرا في المغرب. ورغم التراجع عن العفو، الا ان الإسباني غادر المغرب ويوجد في أحد السجون الإسبانية، حيث رفضت سلطات مدريد تسليمه الى الرباط رغم تقدم وزارة العدل المغربية بطلب رسمي بشأن ذلك. بحسب فرانس برس.

ولم تمر سوى أسابيع حتى تم اعتقال إنكليزي شمال المغرب، اسمه روبرت إدوارد بيل، ومبحوث عنه من طرف الشرطة الدولية، حيث حوكم بتهم اختطاف ثلاث قاصرات بمدينة تطوان (شمال)، وهتك عرض ست أخريات بنواحي أصيلة (شمال غرب). واقترح حزب التقدم والاشتراكية المنتمي للتحالف الحكومي قانون بهدف تشديد الخناق على الاتجار فِي البشر. من جانبها عبرت بسيمة حقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية المنتمية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، خلال ندوة في مدينة الدار البيضاء عن استعدادها لمناقشة إمكانية تطبيق "عقوبة الإخصاء" على المغتصبين.

الصين وكولومبيا

من جانب اخر قضت محكمة صينية بالإعدام مع وقف التنفيذ على طبيبة توليد صينية أدينت باختطاف رضع من عائلاتهم، لتبيعهم لعصابات مهربين. والحكم شكل سابقة في الصين، الإعدام مع وقف التنفيذ لطبيبة توليد صينية أدينت باختطاف سبعة رضع وبيعهم بعد ذلك لعصابة مهربين في مقاطعة شانكسي شمال الصين.

والعقوبة التي أصدرتها المحكمة الصينية بحق الطبيبة زونغ شوكسيا (55 عاما) أحدثت المفاجأة لأن عقوبة السجن المؤبد كانت الحكم الاعتيادي في مثل هذه القضايا في الصين. تعود تفاصيل القضية إلى الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ويوليو/تموز2013، حيث كانت زونغ شوكسيا تعمل كطبيبة توليد في مستشفى شانكسي، حيث قامت باختطاف سبعة رضع، أوهمت عائلاتهم بأنهم كانوا يعانون من أمراض خطيرة عند ولادتهم ولا يمكن إنقاذهم، أو ولدوا موتى، لتبيعهم بعد ذلك لعصابة مهربين.

إلى أن أبلغت إحدى العائلات الشرطة بعدما أخبرتها الطبيبة بأن مولودها ورث أمراضا خطيرة من والدته عند ولادته وسيموت قريبا، ورفضت حتى أن يروه. وبعد التحقيقات تبين أن الرضيع كان في صحة جيدة لأن والدته لم تكن تعاني من أمراض خطيرة. وأسعار الرضع حسب ما نقلت مصادر قضائية صينية كانت تقارب الـ2400 يورو للأنثى و5650 للمولود الذكر وقد تمكنت السلطات الصينية من إعادة ستة رضع من سبعة إلى عائلاتهم، بينما عثر على المولود السابع ميتا مرميا في واد، يعتقد بأن المهربين تخلصوا منه بعد شرائه من الطبيبة الصينية.

على صعيد متصل أعلنت الشرطة الكولومبية تفكيك شبكة للاتجار بالبشر الى اوروبا واسيا حيث اعتقلت تسعة مشتبه بهم في ولاية فالي ديل كوكا (غرب كولومبيا). واوضح المصدر ان امرأتين كانتا الرأس المدبر المفترض لهذه المجموعة الاجرامية التي كانت تعتقل او تخدع كولومبيين لإرسالهم الى الخارج من اجل اخضاعهم للسخرة او للاستغلال الجنسي. بحسب فرانس برس.

وقال مدير الشرطة الوطنية رودولفو بالومينو "تمكنا من اكتشاف اماكن في كولومبيا حيث تم اغراء نساء ثم الايقاع بهن للذهاب الى الخارج خصوصا الى اوروبا وايضا الى بعض دول اسيا". وأضاف "لم يخضعن فقط للسخرة بل ايضا لاستغلال الجنسي وفي بعض الحالات كان ينتهي بهن الامر ليصبحن ضحايا الاتجار بالأعضاء البشرية". وتتم عمليات الخطف وفي معظم الاحيان نساء، في المناطق الفقيرة بغرب كولومبيا خصوصا في مناطق كانديلاريا وسيريتو وبوغا وكارتاغو. وفي العام 2013، اعتقل حوالى 564 شخصا في كولومبيا وغالبا بالتعاون مع الانتربول، حسب قائد الشرطة الكولومبية.

مولدافيا

الى جانب ذلك وفي مولدافيا التي تعد أفقر البلدان الاوروبية، يقع آلاف الشباب الذين يحلمون بالهجرة في شباك عمليات الاتجار بالبشر ... وتساعدهم تقنية مسرح المضطهدين التي أبصرت النور في البرازيل على تجنب الانجراف في هذه الدوامة المفرغة. وتقع أحداث هذا المشهد المسرحي في ناد ليلي. ويقول إيون لصديقته أناستازيا إنه "عرض عمل في الخارج. وكل الأمور متماشية مع القانون. وستجدين من ينتظرك في المطار وسوف تكسبين 1100 يورو في الشهر الواحد. وليس لديك أي فرصة في مولدافيا. أما في الخارج، فالأبواب جميعها مفتوحة أمامك".

أناستازيا التي ربتها جدتها الفقيرة لا ترى أي آفاق لمستقبلها في بلدها الريفي بغالبيته الذي يكسب فيه المدرس 150 يورو في الشهر الواحد. وأكثر من 600 ألف مولدافي من أصل سكان البلاد البالغ عددهم الإجمالي 3,5 ملايين نسمة، يعيشون في الخارج، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وقد هاجر ثلثهم بطريقة غير شرعية بسبب الصعوبات التي واجهوها في الحصول على تأشيرة دخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

وينتهز القائمون بعمليات الاتجار بالبشر هذه العراقيل لشد الشباب إلى شباكهم، فيغرونهم بتأشيرة دخول وإجازة عمل وراتب كاف لمساعدة عائلاتهم. وتعد مولدافيا من البلدان التي تسجل أكبر نسبة من عمليات الاتجار بالبشر في اوروبا. ويقع فيها الرجال والنساء والأطفال ضحية الدعارة والعمل القسري. ومن أبرز الوجهات التي يرسل إليها الضحايا، روسيا وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة واليونان وشمال قبرص وتركيا وإيطاليا، بحسب ما كشف إدوارد بولات من النيابة العامة في مولدافيا التي تتولى مكافحة الاتجار بالبشر.

ويتعذر تحديد العدد الإجمالي للضحايا، لكن المنظمة الدولية للهجرة قد ساعدت 3 آلاف منهم بين العامين 2000 و2012. وتقبل أناستازيا العرض في النادي الليلي، ويلاقيها قواد في إيطاليا، فتقع في الفخ. هذا العرض المسرحي هو من تأليف مجموعة من المتطوعين من جمعية "شباب من أجل الحق في العيش" التي تتخذ في مدينة بالتي (الشمال) المنكوبة مقرا لها والتي تعنى بمساعدة مدمني المخدرات وضحايا عمليات الاتجار بالبشر وأعمال العنف.

وقد تمت تأديته أمام 70 طالبا اجتمعوا في مدينة دروشيا (الشمال) وكان له تأثير كبير عليهم . وكلهم يحلمون بمغادرة البلاد ويسمعون في محيطهم بعمليات من هذا القبيل. وخلال ساعتين، يعلق الطلاب على العرض ويعيدون تأديته معدلين خيارات اناستازيا، وذلك بدعم من أوكسانا بوزوفيسي المتخصصة في مسرح المضطهدين. وهذه التقنية المسرحية التي تعرف بالإنكليزية ب "فوروم ثياتر" قد أبصرت النور في السبعينيات بمبادرة من البرازيلي أوغوستو بول، وهي تسمح للمشاهدين بتغيير مجريات القصة. وهي تستخدم في انحاء العالم أجمع لتسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية.

وتؤكد أوكسانا بوزوفيسي أن هذه التقنية "تساعد على اعتماد بعض الممارسات والتصرف بشكل أفضل عند مواجهة هذه الظروف في الواقع". واعتبر الطلاب أنه كان ينبغي لأناستازيا أن تطلب المزيد من المعلومات من رب العمل. فسأل أحدهم "كيف لنا أن نعرف إذا كانت الشركة موجودة في الحقيقة في حين أصبح من السهل تزوير المستندات والمواقع الإلكترونية؟" وانتهزت أوكسانا هذا السؤال لتعمم رقم منظمة غير حكومية تتولى التحقق من الشركات في حال وجود شكوك.

وتقوم المساعدة الاجتماعية آنا ساكوفسكايا البالغة من العمر 24 عاما بتقديم هذه العروض المسرحية مع جمعية "شباب من أجل الحق في العيش" في عشرات المناطق والمدارس، وذلك بدعم من سلطات مولدافيا وفرنسا. واعتبرت الولايات المتحدة أن السلطات المولدافية قد احرزت "تقدما ملحوظا" في مكافحة عمليات الاتجار بالبشر، معززة الوسائل الاحترازية وسبل إعادة تأهيل الضحايا. بحسب فرانس برس.

وقالت إكاترينا بيريجان من اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ان "التدابير الاحترازية تشكل ثلث الخطوات الهادفة إلى مكافحة هذا النوع من العمليات". وأكدت أوكسانا أن الخطوات الاحترازية تجنب الشباب الوقوع في فخ يكدر عيشهم.

الهند

في السياق ذاته تعرض الصالات الهندية فيلما حائزا على جائزة من مهرجان سينمائي اميركي معروف، يسلط الضوء على ظاهرة الاتجار بالأطفال في الهند وهو مقتبس من قصة حقيقية لفتاة وقعت في شباك تجارة الجنس وسعت جاهدة لإدانة مختطفيها. ووصف أحد المعلقين فيلم "لاكشمي" الذي أخرجه ناغيش كوكونور بـ "المؤثر جدا". ويلعب فيه المخرج دور قواد قاسي القلب.

وأخبر المخرج أنه استوحى فيلمه هذا من فتاة لم يكشف عن اسمها الحقيقي التقى بها خلال زيارة أحد الملاجئ في الساحل الجنوبي الشرقي للهند. وقال ناغيش كوكونور إن "قصة الفتاة التي وقعت في شباك الدعارة في الرابعة عشرة وتحلت بشجاعة كافية لملاحقة مختطفيها أمام القضاء هي جد مؤثرة وتمثل سابقة في هذا المجال". وأضاف "عندما التقيت بها كانت في السابعة عشرة من العمر وكانت تقيم وتعمل في الملجأ".

وأكد المخرج أن القرار الصادر في إطار هذه القضية هو الأول من نوعه في إقليم أندرا براديش، ما شكل قدوة لحوالى 100 حالة أخرى لاحقت فيها فتيات مختطفيهن أمام القضاء في هذا الإقليم. وتطال ظاهرة الاتجار بالبشر عشرات آلاف الأطفال كل سنة في منطقة جنوب آسيا. وباتت الهند تعد من المراكز الكبيرة لدعارة الأطفال.

وأقر المخرج السينمائي بأنه "سمع قصصا كثيرة عن تصرفات غير إنسانية" من نساء التقى بهن في الملجأ. وتابع قائلا إن "هؤلاء النساء كن يتحدثن معي بطريقة طبيعية بالرغم من معاناتهن الشديدة. وهذا دليل على أنهن جد قويات". و"لاكشمي" فيلم مستقل نال جائزة الجمهور في دورة العام 2014 من مهرجان "بالم سبرينغ فيلم فيستيفل" في الولايات المتحدة.

وهو محظور على الصغار في السن في صالات السينما الهندية. وشرح المخرج "من شبه المستحيل تلطيف ظاهرة الاتجار بالأطفال. وأنا لم أظهر أي مشهد في فيلمي عن العواقب الجنسية المتأتية منها". وأضاف "لكنني حرصت على أن يكون الفيلم مزعجا ومؤثرا في مشاهد كثيرة منه. فنحن لا ندرك هول الأرقام التي تقدم لنا. وأنا شخصيا لم أكن أدرك فظاعة هذه الظاهرة قبل أن ألتقي بهؤلاء النساء. وأردت أن أخدم هذه القضية بعيدا عن المغالاة". بحسب فرانس برس.

وكتبت المعلقة شوبها دي في صحيفة "مومباي ميرر" أن الفيلم "قدم قصة همجية رواها بأسلوب همجي". وأضاف "لم يكن في وسعي أن أشاهد إلا 70% من المشاهد المعروضة في الصالة المظلمة، من دون التقيؤ او الخروج من الصالة، اذ لم اعد استطيع تحمل المزيد من المشاهد القوية والتي تقطع القلب وتتسم بالعنف الشديد غير المحمول على الشاشة ".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/حزيران/2014 - 29/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م